Skip to content
Tamer Badr
  • Tamer Badr's visions
    • About Visions
    • Visions 1980-2010
    • Visions 2011-2015
    • Visions 2016-2020
    • Visions 2021-now
  • Articles by Tamer Badr
    • Awaited Messages
    • Signs of the hour
    • Authorship
    • Jihad
    • Life
    • Message
    • Personal
    • Islam
    • Historical figures
  • Criticisms
  • Member Articles
  • Sign in

فتح القسطنطينية…

  • Home
  • Authorship
  • فتح القسطنطينية

فتح القسطنطينية

  • By admin
  • 27/03/202520/04/2025

6 مارس 2019

 

فتح القسطنطينية

انتظر المسلمون أكثر من ثمانية قرون حتى تحققت البشارة النبوية بفتح القسطنطينية، وكان حلماً غالياً وأملا عزيزاً راود القادة والفاتحين لم يُخب جذوته مر الأيام وكر السنين، وظل هدفاً مشبوباً يثير في النفوس رغبة عارمة في تحقيقه حتى يكون صاحب الفتح هو محل ثناء النبي ﷺ في قوله: «لتفتحن القسطنطينية، فلنعم الأمير أميرها، ولنعم الجيش ذلك الجيش».

وضع القسطنطينية
تُعَدُّ القسطنطينية من أهم المدن العالمية، وقد أُسست في عام 330م على يد الإمبراطور البيزنطي قسطنطين الأول، وكان لها موقع عالمي فريد، حتى قيل عنها: «لو كانت الدنيا مملكة واحدة لكانت القسطنطينية أصلح المدن لتكون عاصمة لها».
وتحتل القسطنطينية موقعاً منيعاً، حبته الطبيعة بأبدع ما تحبو به المدن العظيمة، تحدها من الشرق مياه البوسفور، ويحدها من الغرب والجنوب بحر مرمرة، ويمتد على طول كل منها سور واحد. أما الجانب الغربي فهو الذي يتصل بالقارة الأوروبية ويحميه سوران طولهما أربعة أميال يمتدان من شاطئ بحر مرمرة إلى شاطئ القرن الذهبي، ويبلغ ارتفاع السور الداخلي منهما نحو أربعين قدماً ومدعم بأبراج يبلغ ارتفاعها ستين قدماً، وتبلغ المسافة بين كل برج وآخر نحو مائة وثمانين قدماً.
أما السور الخارجي فيبلغ ارتفاعه خمسة وعشرين قدماً، ومحصن أيضًا بأبراج شبيهة بأبراج السور الأول، وبين السورين فضاء يبلغ عرضه ما بين خمسين وستين قدماً، وكانت مياه القرن الذهبي الذي يحمي ضلع المدينة الشمالي الشرقي يغلق بسلسلة حديدية هائلة يمتد طرفاها عند مدخله بين سور غلطة وسور القسطنطينية، ويذكر المؤرخون العثمانيون أن عدد المدافعين عن المدينة المحاصرة بلغ أربعين ألف مقاتل.

إعداد جيش الفتح
أخذ السلطان محمد الثاني، بعد وفاة والده، يستعد لتتميم فتح ما بقي من بلاد البلقان ومدينة القسطنطينية حتى تكون جميع أملاكه متصلة لا يتخللها عدو مهاجم أو صديق منافق، فبذل في بداية الأمر جهوداً عظيمة في تقوية الجيش العثماني بالقوى البشرية حتى وصل تعداده إلى قرابة ربع مليون جندي، وهذا عدد كبير مقارنة بجيوش الدول في تلك الفترة، كما عني عناية خاصة بتدريب تلك الجموع على فنون القتال المختلفة وبمختلف أنواع الأسلحة التي تؤهلهم للغزو الكبير المنتظر، كما اعتنى الفاتح بإعدادهم إعداداً معنويًّا قويًّا وغرس روح الجهاد فيهم، وتذكيرهم بثناء النبي محمد على الجيش الذي يفتح القسطنطينية وعسى أن يكونوا هم الجيش المقصود بالحديث النبوي, فقد ورد في مسند أحمد بن حنبل: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، وَسَمِعْتُهُ أَنَا مِنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، قَالَ حَدّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، قَالَ حَدَّثَنِي الْوَلِيدُ بْنُ الْمُغِيرَةِ الْمَعَافِرِيُّ، قَالَ حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بِشْرٍ الْخَثْعَمِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ ﷺ يَقُولُ: «لَتُفْتَحَنَّ الْقُسْطَنْطِينِيَّةُ فَلَنِعْمَ الْأَمِيرُ أَمِيرُهَا وَلَنِعْمَ الْجَيْشُ ذَلِكَ الْجَيْشُ»، مما أعطاهم معرفة هذا الحديث قوة معنوية وشجاعة منقطعة النظير، كما كان لانتشار العلماء بين الجنود أثر كبير في تقوية عزائمهم.

قلعة روملي حصار
أراد السلطان قبل أن يتعرض لفتح القسطنطينية أن يُحصّن مضيق البوسفور حتى لا يأتي لها مدد من مملكة طرابزون، وذلك بأن يُقيم قلعة على شاطئ المضيق في أضيق نقطة من الجانب الأوروبي منه مقابل القلعة التي أسست في عهد السلطان بايزيد في البر الآسيوي. ولمّا بلغ إمبراطور الروم هذا الخبر أرسل إلى السلطان سفيراً يعرض عليه دفع الجزية التي يُقررها، فرفض الفاتح طلبه وأصر على البناء لما يعلمه من الأهمية العسكرية لهذا الموقع، حتى اكتملت قلعة عالية ومحصنة، وصل ارتفاعها إلى 82 متراً، وأطلق عليها اسم «قلعة روملي حصار» وأصبحت القلعتان متقابلتين، ولا يفصل بينهما سوى 660 متراً، تتحكمان في عبور السفن من شرقي البوسفور إلى غربه وتستطيع نيران مدافعهما منع أية سفينة من الوصول إلى القسطنطينية من المناطق التي تقع شرقها مثل مملكة طرابزون وغيرها من الأماكن التي تستطيع دعم المدينة عند الحاجة. كما فرض السلطان رسوماً على كل سفينة تمر في مجال المدافع العثمانية المنصوبة في القلعة، وكان أن رفضت إحدى سفن البندقية أن تتوقف بعد أن أعطى العثمانيون لها عدداً من الإشارات، فتمّ إغراقها بطلقة مدفعية واحدة فقط.

صناعة المدافع وبناء الأسطول
اعتنى السلطان عناية خاصة بجمع الأسلحة اللازمة لفتح القسطنطينية، ومن أهمها المدافع، التي أخذت اهتماماً خاصًّا منه، حيث أحضر مهندساً مجريًّا يدعى «أوربان» كان بارعاً في صناعة المدافع، فأحسن استقباله ووفر له جميع الإمكانيات المالية والمادية والبشرية. تمكن هذا المهندس من تصميم وتصنيع العديد من المدافع الضخمة كان على رأسها «المدفع السلطاني» المشهور، والذي ذُكر أن وزنه كان يصل إلى مئات الأطنان وأنه يحتاج إلى مئات الثيران القوية لتحريكه، وقد أشرف السلطان بنفسه على صناعة هذه المدافع وتجريبها.
ويُضاف إلى هذا الاستعداد ما بذله الفاتح من عناية خاصة بالأسطول العثماني؛ حيث عمل على تقويته وتزويده بالسفن المختلفة ليكون مؤهلاً للقيام بدوره في الهجوم على القسطنطينية، تلك المدينة البحرية التي لا يكمل حصارها دون وجود قوة بحرية تقوم بهذه المهمة وقد ذُكر أن السفن التي أُعدت لهذا الأمر بلغت مائة وثمانين سفينة وقال آخرون أنها بلغت أكثر من أربعمائة سفينة.

عقد معاهدات
عمل الفاتح قبل هجومه على القسطنطينية على عقد معاهدات مع أعدائه المختلفين ليتفرغ لعدو واحد، فعقد معاهدة مع إمارة غلطة المجاورة للقسطنطينية من الشرق ويفصل بينهما مضيق القرن الذهبي، كما عقد معاهدات مع جنوة والبندقية وهما من الإمارات الأوروبية المجاورة، ولكن هذه المعاهدات لم تصمد حينما بدأ الهجوم الفعلي على القسطنطينية، حيث وصلت قوات من تلك المدن وغيرها للمشاركة في الدفاع عن المدينة.

موقف الإمبراطور البيزنطي
في هذه الأثناء التي كان السلطان يعد العدة فيها للفتح، استمات الإمبراطور البيزنطي في محاولاته ليثنيه عن هدفه، بتقديم الأموال والهدايا المختلفة إليه، وبمحاولة رشوة بعض مستشاريه ليؤثروا على قراره, ولكن السلطان كان عازماً على تنفيذ مخططه ولم تثنيه هذه الأمور عن هدفه، ولما رأى الإمبراطور البيزنطي شدة عزيمة السلطان على تنفيذ هدفه عمد إلى طلب المساعدات من مختلف الدول والمدن الأوروبية وعلى رأسها البابا زعيم المذهب الكاثوليكي، في الوقت الذي كانت فيه كنائس الدولة البيزنطية وعلى رأسها القسطنطينية تابعة للكنيسة الأرثوذكسية وكان بينهما عداء شديد، وقد اضطر الإمبراطور لمجاملة البابا بأن يتقرب إليه ويظهر له استعداده للعمل على توحيد الكنيستين الشرقية والغربية, في الوقت الذي لم يكن الأرثوذكس يرغبون في ذلك. قام البابا بناءً على ذلك بإرسال مندوب منه إلى القسطنطينية حيث خطب في كنيسة آيا صوفيا ودعا للبابا وأعلن توحيد الكنيستين، مما أغضب جمهور الأرثوذكس في المدينة، وجعلهم يقومون بحركة مضادة لهذا العمل الإمبراطوري الكاثوليكي المشترك، حتى قال بعض زعماء الأرثوذكس: «إنني أفضل أن أشاهد في ديار البيزنط عمائم الترك على أن أشاهد القبعة اللاتينية».

التحرك إلى القسطنطينية
سعى السلطان في إيجاد سبب لفتح باب الحرب، ولم يلبث أن وجد هذا السبب بتعدي الجنود العثمانيين على بعض قرى الروم ودفاع هؤلاء عن أنفسهم، فقتل البعض من الفريقين. عمل السلطان على تمهيد الطريق بين أدرنة والقسطنطينية لكي تكون صالحة لجر المدافع العملاقة خلالها إلى القسطنطينية، وقد تحركت المدافع من أدرنة إلى قرب القسطنطينية في مدة شهرين حيث تمت حمايتها من الجيش, كما وصلت الجيوش العثمانية يقودها الفاتح بنفسه إلى مشارف القسطنطينية في يوم الخميس 26 ربيع الأول 857 هـ / 6 أبريل 1453م، فجمع الجند وكانوا قرابة مائتين وخمسين ألف جندي أي ربع مليون, فخطب فيهم خطبة قوية حثهم فيها على الجهاد وطلب النصر أو الشهادة، وذكّرهم فيها بالتضحية وصدق القتال عند اللقاء، وقرأ عليهم الآيات القرآنية التي تحث على ذلك، كما ذكر لهم الأحاديث النبوية التي تبشر بفتح القسطنطينية وفضل الجيش الفاتح لها وأميره، وما في فتحها من عز للإسلام والمسلمين، وقد بادر الجيش بالتهليل والتكبير والدعاء.
وبهذا ضرب السلطان الحصار على المدينة بجنوده من ناحية البر، وبأسطوله من ناحية البحر، وأقام حول المدينة أربع عشرة بطارية مدفعية وضع بها المدافع الكبيرة التي صنعها «أوربان» والتي قيل بأنها كانت تقذف كرات من الحجارة الكبيرة إلى مسافة ميل، وفي أثناء الحصار اكتُشف قبر «أبي أيوب الأنصاري» الذي استشهد حين حاصر القسطنطينية في سنة 52 هـ في خلافة معاوية بن أبي سفيان الأموي.

المقاومة البيزنطية
وفي هذا الوقت كان البيزنطيون قد قاموا بسد مداخل ميناء القسطنطينية بسلاسل حديدية غليظة حالت بين السفن العثمانية والوصول إلى القرن الذهبي، بل ودمروا كل سفينة حاولت الدنو والاقتراب، إلا أن الأسطول العثماني نجح على الرغم من ذلك في الاستيلاء على جزر الأمراء في بحر مرمرة.
استنجد الإمبراطور قسطنطين، آخر ملوك الروم، بأوروبا، فلبّى طلبه أهالي جنوة وأرسلوا له إمدادات مكونة من خمس سفن وكان يقودها القائد الجنوي «جوستنياني» يُرافقه سبعمائة مقاتل متطوع من دول أوروبية متعددة، فأتى هذا القائد بمراكبه وأراد الدخول إلى ميناء القسطنطينية، فاعترضته السفن العثمانية ونشبت بينهما معركة هائلة في يوم 11 ربيع الثاني 857 هـ / 21 أبريل 1453م، انتهت بفوز جوستنياني ودخوله الميناء بعد أن رفع المحاصرون السلاسل الحديدية ثم أعادوها بعد مرور السفن الأوروبية كما كانت. حاولت القوات البحرية العثمانية تخطي السلاسل الضخمة التي تتحكم في مدخل القرن الذهبي والوصول بالسفن الإسلامية إليه، وأطلقوا سهامهم على السفن الأوروبية والبيزنطية ولكنهم فشلوا في تحقيق مرادهم في البداية، فارتفعت بهذا الروح المعنوية للمدافعين عن المدينة.

نقل الأسطول عبر البر واكتمال الحصار
أخذ السلطان يُفكر في طريقة لدخول مراكبه إلى الميناء لإتمام الحصار برّاً وبحراً، فخطر بباله فكر غريب، وهو أن ينقل المراكب على البر ليجتازوا السلاسل الموضوعة لمنعها، وتمّ هذا الأمر المستغرب بأن مُهدت الأرض وسويت في ساعات قليلة وأتي بألواح من الخشب دهنت بالزيت والشحم، ثم وضعت على الطريق المُمهد بطريقة يسهل بها انزلاج السفن وجرها, وبهذه الكيفية أمكن نقل نحو سبعين سفينة وإنزالها في القرن الذهبي على حين غفلة من البيزنطيين.
استيقظ أهل المدينة صباح يوم 22 أبريل وفوجئوا بالسفن العثمانية وهي تسيطر على ذلك المعبر المائي، ولم يعد هناك حاجز مائي بين المدافعين عن القسطنطينية وبين الجنود العثمانيين، ولقد عَبَّر أحد المؤرخين البيزنطيين عن عجبهم من هذا العمل فقال: «ما رأينا ولا سمعنا من قبل بمثل هذا الشيء الخارق، محمد الفاتح يحول الأرض إلى بحار وتعبر سفنه فوق قمم الجبال بدلاً من الأمواج، لقد فاق محمد الثاني بهذا العمل الإسكندر الأكبر». أيقن المحاصرون عند هذا أنه لا مناص من نصر العثمانيين عليهم، لكن لم تخمد عزائمهم بل ازدادوا إقداماً وصمموا على الدفاع عن مدينتهم حتى الممات. وفي يوم 15 جمادى الأولى سنة 857 هـ / 24 مايو سنة 1453 م، أرسل السلطان محمد إلى الإمبراطور قسطنطين رسالة دعاه فيها إلى تسليم المدينة دون إراقة دماء، وعرض عليه تأمين خروجه وعائلته وأعوانه وكل من يرغب من سكان المدينة إلى حيث يشاءون بأمان, وأن تحقن دماء الناس في المدينة ولا يتعرضوا لأي أذى وأعطاهم الخيار بالبقاء في المدينة أو الرحيل عنها، ولما وصلت الرسالة إلى الإمبراطور جمع المستشارين وعرض عليهم الأمر، فمال بعضهم إلى التسليم وأصر آخرون على استمرار الدفاع عن المدينة حتى الموت، فمال الإمبراطور إلى رأي القائلين بالقتال حتى آخر لحظة، فرد الإمبراطور رسول الفاتح برسالة قال فيها: «إنه يشكر الله إذ جنح السلطان إلى السلم وأنه يرضى أن يدفع له الجزية, أما القسطنطينية فإنه أقسم أن يدافع عنها إلى آخر نفس في حياته, فإما أن يحفظ عرشه أو يُدفن تحت أسوارها», فلما وصلت الرسالة إلى الفاتح قال: «حسناً عن قريب سيكون لي في القسطنطينية عرش أو يكون لي فيها قبر».

فتح القسطنطينية
وفي فجر يوم الثلاثاء 20 من جمادى الأولى 857 هـ / 29 من مايو 1453م، وكان السلطان العثماني قد أعد أهبته الأخيرة، ووزَّع قواته وحشد زهاء 100 ألف مقاتل أمام الباب الذهبي، وحشد في الميسرة 50 ألفاً، ورابط السلطان في القلب مع الجند الانكشارية، واحتشدت في الميناء 70 سفينة وبدأ الهجوم برًّا وبحراً، واشتد لهيب المعركة وقذائف المدافع يشق دويها عنان السماء ويثير الفزع في النفوس، وتكبيرات الجند ترج المكان فيُسمع صداها من أميال بعيدة، والمدافعون عن المدينة يبذلون كل ما يملكون دفاعاً عن المدينة، وما هي إلا ساعة حتى امتلأ الخندق الكبير الذي يقع أمام السور الخارجي بآلاف القتلى.
وفي أثناء هذا الهجوم المحموم جُرح جستنيان في ذراعه وفخذه، وسالت دماؤه بغزارة فانسحب للعلاج رغم توسلات الإمبراطور له بالبقاء لشجاعته ومهارته الفائقة في الدفاع عن المدينة، وضاعف العثمانيون جهدهم واندفعوا بسلالمهم نحو الأسوار غير مبالين بالموت الذي يحصدهم حصدًا، حتى وثب جماعة من الانكشارية إلى أعلى السور، وتبعهم المقاتلون وسهام العدو تنفذ إليهم، ولكن ذلك كان دون جدوى، فقد استطاع العثمانيون أن يتدفقوا نحو المدينة، ونجح الأسطول العثماني في رفع السلاسل الحديدية التي وُضعت في مدخل الخليج، وتدفق العثمانيون إلى المدينة التي سادها الذعر، وفر المدافعون عنها من كل ناحية، وما هي إلا ثلاث ساعات من بدء الهجوم حتى كانت المدينة العتيدة تحت أقدام الفاتحين. ثم دخل السلطان المدينة عند الظهر فوجد الجنود مشتغلة بالسلب والنهب وغيره، فأصدر أمره بمنع كل اعتداء، فساد الأمن حالاً.

محمد الفاتح في المدينة
لما دخل محمد الفاتح المدينة ظافراً ترجل عن فرسه، وسجد لله شكراً على هذا الظفر والنجاح، ثم توجه إلى كنيسة آيا صوفيا؛ حيث احتشد فيها الشعب البيزنطي ورهبانه، وعندما اقترب من أبوابها خاف المسيحيون داخلها خوفاً عظيماً، وقام أحد الرهبان بفتح الأبواب له فطلب من الراهب تهدئة الناس وطمأنتهم والعودة إلى بيوتهم بأمان، فاطمأن الناس وكان بعض الرهبان مختبئين في سراديب الكنيسة فلما رأوا تسامح الفاتح وعفوه خرجوا وأعلنوا إسلامهم، وقد أمر الفاتح بعد ذلك بأن يؤذن في الكنيسة بالصلاة إعلاناً بجعلها مسجداً، وقد أعطى السلطان للنصارى حرية إقامة الشعائر الدينية واختيار رؤسائهم الدينيين الذين لهم حق الحكم في النظر بالقضايا المدنية، كما أعطى هذا الحق لرجال الكنيسة في الأقاليم الأخرى ولكنه في الوقت نفسه فرض الجزية على الجميع. ثم قام بجمع رجال الدين المسيحيين لينتخبوا بطريركاً لهم، فاختاروا «جورجيوس كورتيسيوس سكولاريوس» وأعطاهم نصف الكنائس الموجودة في المدينة، أما النصف الآخر فجعله جوامع للمسلمين. وبتمام فتح المدينة، نقل السلطان محمد مركز العاصمة إليها، وسُميت «إسلامبول»، أي «تخت الإسلام» أو «مدينة الإسلام», وسُمي السلطان محمد بعد هذا الفتح بالسلطان محمد الفاتح.

لماذا كنا عظماء
من كتاب أيام لا تنسى تأليف تامر بدر 

Post Your Comment

You must be logged in to post a comment.

Search

Latest Articles

  • Free Palestine
  • A thank-you note
  • Islam and Terrorism
  • It is clear that Trump has the same mentality as his ancestors regarding the extermination or displacement of the indigenous Amerindian population and is treating the Palestinians with the same mentality.
  • Congratulations to the brotherly Syrian people, the land of the next great epic

Latest Comments

  1. admin on فلسطين حرة
  2. tamerbadr2 on رسالة شكر
  3. yousef on اللهم لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا
  4. تامر on أذكار ما قبل ما قبل النوم
  5. تامر on الإسلام والإرهاب

Categories

  • Aphorisms
  • Write your post
  • Islam
  • Criticisms
  • Jihad
  • Life
  • Awaited Messages
  • Authorship
  • Message for Charity
  • Visions 1980-2010
  • Visions 2011-2015
  • Visions 2016-2020
  • Visions 2021-now
  • Personal
  • Historical figures
  • Signs of the hour
  • About Visions
  • Home
  • Who I am
  • What is Islam?
  • Life of Prophet Muhammad
  • The miracle of the Qur'an
  • Islam Question & Answer
  • Why they converted to Islam?
  • Prophets in Islam
  • Prophet Jesus
  • Islamic Library
  • Aphorisms
  • Member Articles
  • Articles by Tamer Badr
    • Awaited Messages
    • Signs of the hour
    • Authorship
    • Jihad
    • Islam
    • Life
    • Message
    • Personal
    • Historical figures
    • Criticisms
  • Tamer Badr's visions
    • About Visions
    • Visions 1980-2010
    • Visions 2011-2015
    • Visions 2016-2020
    • Visions 2021-now
  • Media
  • Bookstore
    • Riyadh al-Sunnah from the Sahih of the Six Books
    • The virtues of patience in the face of adversity
    • The Book of the Shepherd and the Shepherdess
    • The Book of the Awaited Messages
    • Islam and War
    • Unforgettable Leaders
    • Unforgettable Days
    • Unforgettable Countries
  • To connect
  • Sign in
    • New recording
    • Your profile
    • Reset Password
    • Members
    • Sign out
  • Privacy Policy
  • Home
  • Who I am
  • What is Islam?
  • Life of Prophet Muhammad
  • The miracle of the Qur'an
  • Islam Question & Answer
  • Why they converted to Islam?
  • Prophets in Islam
  • Prophet Jesus
  • Islamic Library
  • Aphorisms
  • Member Articles
  • Articles by Tamer Badr
    • Awaited Messages
    • Signs of the hour
    • Authorship
    • Jihad
    • Islam
    • Life
    • Message
    • Personal
    • Historical figures
    • Criticisms
  • Tamer Badr's visions
    • About Visions
    • Visions 1980-2010
    • Visions 2011-2015
    • Visions 2016-2020
    • Visions 2021-now
  • Media
  • Bookstore
    • Riyadh al-Sunnah from the Sahih of the Six Books
    • The virtues of patience in the face of adversity
    • The Book of the Shepherd and the Shepherdess
    • The Book of the Awaited Messages
    • Islam and War
    • Unforgettable Leaders
    • Unforgettable Days
    • Unforgettable Countries
  • To connect
  • Sign in
    • New recording
    • Your profile
    • Reset Password
    • Members
    • Sign out
  • Privacy Policy

To connect

Facebook Facebook X-twitter Instagram Linkedin Youtube
en_GBEN
arAR fr_FRFR en_GBEN
ar AR
ar AR
en_GB EN
fr_FR FR