Tamer Badr

Riyadh al-Sunnah from the Sahih of the Six Books

EGP80.00

Categories:

Description

مقدمة كتاب رياض السنة من صحيح الكتب الستة

إن سيرة النبي ﷺ هي خير السير على الإطلاق، وكلامه ﷺ هو أحسن الكلام، وهديه هو خير الهدي، وحديثه أصدق الحديث صلوات الله وسلامه عليه، ومن ثَمَّ أمر الله سبحانه وتعالى أمته باتباع شرعه، ونهاهم عَنْ مخالفته، فقَالَ تَعَالَى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلَا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ (33)} [سورة محمد].

وَقَالَ تَعَالَى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً (59)} [سورة النساء].

وَقَالَ تَعَالَى: {وَمَن يُطِعِ اللّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَـئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَـئِكَ رَفِيقاً (69)} [سورة النساء].

وما قاله النَّبِىِّ ﷺ: « يُوشِكُ الرَّجُلُ مُتَّكِئًا عَلَى أَرِيكَتِهِ يُحَدَّثُ بِحَدِيثٍ مِنْ حَدِيثِى، فَيَقُولُ: بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ كِتَابُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، فَمَا وَجَدْنَا فِيهِ مِنْ حَلاَلٍ اسْتَحْلَلْنَاهُ، وَمَا وَجَدْنَا فِيهِ مِنْ حَرَامٍ حَرَّمْنَاهُ. أَلاَ وَإِنَّ مَا حَرَّمَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ مِثْلُ مَا حَرَّمَ اللَّهُ ».

[صحيح].           رواه (هـ).          [صحيح الجامع:8186].

ومن ثَمَّ فالحديث النبوي الشريف هو المصدر الثاني للتشريع الإسلامي بعد القرآن الكريم، فقد أمر القرآن الكريم بالصلاة والزكاة والصيام والحج دون تفصيل ودون بيان، فجاء الحديث النبوي فبيَّن ذلك بالتفصيل والتوضيح.

وقد شاب الحديث النبوي الشريف كثيرٌ من الأحاديث الضعيفة والموضوعة التي لا تثبت، ولكن ثَمَّ قدر كبير كاف ووافٍ ثابت من الأحاديث الصحيحة والحسنة عَنْ رسول الله ﷺ وعن الصحابة رضي الله عنهم، فالحديث الحسن أقل رتبة من الحديث الصحيح ولكن يحتج به ويعمل به.

ولهذا فقد جمعت في هذا الكتاب الحديث الصحيح والحسن من أصح وأشهر أقوال علماء الحديث، واستعنت في ذلك بالمصادر التالية: (صحيح الإمام البخاري، صحيح الإمام مسلم، سنن أبى داود، سنن الترمذي، سنن النسائي، سنن ابن ماجه).

وقد انتقيت من الكتب الستة الحديث الصحيح والحسن بناءً على الذي صححه العلامة الشيخ الكبير محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله أحد أبرز العلماء المسلمين في العصر الحديث، ويعتبر الشيخ الألباني من علماء الحديث البارزين المتفردين في علم التصحيح والتضعيف، والشيخ الألباني عالم كبير في مصطلح الحديث وقال عنه العلماء المحدثون إنه جدد علم الحديث بعد إندراسه.

وكنت أضع نُصب عيني أثناء جمع الأحاديث الشريفة في هذا الكتاب حَدِيثِ النَّبِىِّ ﷺ « بَلِّغُوا عَنِّى وَلَوْ آيَةً، وَحَدِّثُوا عَنْ بَنِى إِسْرَائِيلَ وَلاَ حَرَجَ، وَمَنْ كَذَبَ عَلَىَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ ».

[صحيح].           رواه (خ،ت).              [صحيح الجامع:2837].

ومن ثَمَّ فقد انتقيتُ في كتابي هذا من الأحاديث الصحيحة والحسنة بناءً على ما يلي:

أ- إذا اتفق مسند الحديث وتشابه متن الحديث في روايتين متشابهتين أو أكثر مثل:

عن أَبِى سَعِيدٍ الْخُدْرِىِّ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: « مِنْ خَيْرِ طِيبِكُمُ الْمِسْكُ ».

[صحيح].           رواه (ن).           [صحيح الجامع:5914].

عَنْ أَبِى سَعِيدٍ الْخُدْرِىِّ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: « أَطْيَبُ الطِّيبِ الْمِسْكُ ».

[صحيح].           رواه (ت،م،ن).            [صحيح الجامع:1032].

فكنت أنتقى الحديث الثاني لتعدد روياته.

ب- إذا تشابه حديثان شريفان أو أكثر مثل:

عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قَالَ: « إِذَا قَالَ الإِمَامُ: سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ. فَقُولُوا: اللَّهُمَّ رَبَّنَا لَكَ الْحَمْدُ. فَإِنَّهُ مَنْ وَافَقَ قَوْلُهُ قَوْلَ الْمَلاَئِكَةِ غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ ».

[صحيح].           رواه (خ،م،د،ت،ن).      [صحيح الجامع:705].

عَنْ أَبِى سَعِيدٍ الْخُدْرِىِّ رضي الله عنه أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ: « إِذَا قَالَ الإِمَامُ: سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ. فَقُولُوا: اللَّهُمَّ رَبَّنَا وَلَكَ الْحَمْدُ ».

[صحيح].           رواه (هـ).          [صحيح الجامع:706].

فكنت أنتقى الحديث الشامل والواضح معناه كما في الحديث الأول.

ج- الأحاديث الواردة في صحيح الجامع الصغير والسلسلة الصحيحة للألباني [لمسند الإمام أحمد بن حنبل أو للطبراني أو للحاكم أو البيهقي] كنتُ أضع مكانها في هذا الكتاب الأحاديث المتشابهة معها في الصيغة من كتب الأئمة الستة.

فمثلاً الحديث الذي رواه بُرَيْدَةَ الأَسْلَمِىِّ رضي الله عنه عَنْ النَّبِىِّ ﷺ « مَنْ أَنْظَرَ مُعْسِرًا، فَلَهُ بِكُلِّ يَوْمٍ مِثْلَيْهِ صَدَقَةٌ قَبْلَ أَنْ يَحِلَّ الدَّيْنُ، فَإِذَا حَلَّ الدَّيْنُ فَأَنْظَرَهُ فَلَهُ بِكُلِّ يَوْمٍ مِثْلَيْهِ صَدَقَةٌ ». [صحيح]. رواه (أحمد بن حنبل، ابن ماجه). والمذكور فى صحيح الجامع برقم [6108]، فكُنت أضع في هذا الكتاب صيغة الحديث الموجودة فى سنن ابن ماجه، كما في هذا الحديث.

عَنْ بُرَيْدَةَ الأَسْلَمِىِّ رضي الله عنه عَنْ النَّبِىِّ ﷺ قَالَ: « مَنْ أَنْظَرَ مُعْسِرًا، كَانَ لَهُ بِكُلِّ يَوْمٍ صَدَقَةٌ، وَمَنْ أَنْظَرَهُ بَعْدَ حِلِّهِ كَانَ لَهُ مِثْلُهُ فِى كُلِّ يَوْمٍ صَدَقَةٌ ».    [صحيح].    رواه (ابن ماجه).

ء- الأحاديث الغير مكتملة الواردة في صحيح الجامع الصغير والسلسلة الصحيحة للألباني كنت أستكملها من كتب الأئمة الستة.

فمثلاً الحديث « صَوْمُ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ وَرَمَضَانَ إِلَى رَمَضَانَ، صَوْمُ الدَّهْرِ وَإِفْطَارُهُ ».

[صحيح].    رواه (حم،م) عَنْ أَبِى قَتَادَةَ.      [صحيح الجامع:3802].

فهذا الحديث من مسند الإمام أحمد بن حنبل وغير مكتمل، فاستكملته بالصيغة الموجودة فى صحيح مسلم ووضعته فى الكتاب كما يلى.

عَنْ أَبِى قَتَادَةَ الأَنْصَارِىِّ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ سُئِلَ عَنْ صَوْمِهِ. قَالَ: فَغَضِبَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ. فَقَالَ عُمَرُ رضي الله عنه: رَضِينَا بِاللَّهِ رَبًّا وَبِالإِسْلاَمِ دِينًا وَبِمُحَمَّدٍ رَسُولاً وَبِبَيْعَتِنَا بَيْعَةً. قَالَ: فَسُئِلَ عَنْ صِيَامِ الدَّهْرِ. فَقَالَ: « لاَ صَامَ وَلاَ أَفْطَرَ ». أَوْ « مَا صَامَ وَمَا أَفْطَرَ ». قَالَ: فَسُئِلَ عَنْ صَوْمِ يَوْمَيْنِ وَإِفْطَارِ يَوْمٍ. قَالَ: « وَمَنْ يُطِيقُ ذَلِكَ؟ ». قَالَ: وَسُئِلَ عَنْ صَوْمِ يَوْمٍ وَإِفْطَارِ يَوْمَيْنِ. قَالَ: « لَيْتَ أَنَّ اللَّهَ قَوَّانَا لِذَلِكَ ». قَالَ: وَسُئِلَ عَنْ صَوْمِ يَوْمٍ وَإِفْطَارِ يَوْمٍ. قَالَ: « ذَاكَ صَوْمُ أَخِى دَاوُدَ عليه السلام ». قَالَ: وَسُئِلَ عَنْ صَوْمِ يَوْمِ الاِثْنَيْنِ. قَالَ: « ذَاكَ يَوْمٌ وُلِدْتُ فِيهِ، وَيَوْمٌ بُعِثْتُ أَوْ أُنْزِلَ عَلَىَّ فِيهِ ». قَالَ فَقَالَ: « صَوْمُ ثَلاَثَةٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ، وَرَمَضَانَ إِلَى رَمَضَانَ صَوْمُ الدَّهْرِ ». قَالَ: وَسُئِلَ عَنْ صَوْمِ يَوْمِ عَرَفَةَ. فَقَالَ: « يُكَفِّرُ السَّنَةَ الْمَاضِيَةَ وَالْبَاقِيَةَ ». قَالَ: وَسُئِلَ عَنْ صَوْمِ يَوْمِ عَاشُورَاءَ. فَقَالَ: « يُكَفِّرُ السَّنَةَ الْمَاضِيَةَ ».

[صحيح].           رواه (م).            [صحيح الجامع:3802].

هـ- صيغة أي حديث موجود في الكتاب مأخوذة من أول اسم لراوي الحديث فمثلًا لو كان مكتوبًا رواه (م،خ،د،ت،ن،هـ). فإن صيغة الحديث متشابهة في الكتب الستة ومتواجده في كتب العلامة الشيخ الألباني، ولكن صيغة الحديث الموجود فى هذا الكتاب مأخوذة من صحيح مسلم، ولذلك هو مكتوب أول اختصار.

و- لم أذكر السند في الأحاديث عدا اسم الصحابي الراوي الأعلى للحديث، ليسهل على القارئ تفحص الكتاب دون إطالة عليه، فالكثير من القراء الذي يريدون قراءته هو متن الحديث فقط.

ز- لم أتناول في هذا الكتاب أحاديث السيرة، فقد ذكرتها الكثير من كُتب السيرة النبوية وسيرة الصحابة رضي الله عنهم.

ح- تم وضع معاني بعض الكلمات الصعبة الموجودة في الأحاديث في نهاية كل صفحة حتى أوفر على القارئ فهم الأحاديث بقدر الإمكان.

ط- جميع الأحاديث فى هذا الكتاب وضعت بالتشكيل حتى تتم قرائتها بصورة صحيحة.

تم البدأ في هذا الكتاب منذ بداية عام 2009 وتم الإنتهاء منه في عام 2019 ، وهذه محاولات أردنا بها خدمة ديننا العظيم، ونصرة نبينا خاتم المرسلين ﷺ بما قاله وفعله لمنفعة إخواننا، مصداقًا لقوله تعالى: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا} [الأحزاب22]. ونسأل الله سبحانه وتعالى أن ينفع بها، وأن يجعل عملنا خالصًا لوجهه الكريم {رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا} وهو حسبنا ونعم الوكيل.

القاهرة في 18 من شعبان 1440 هـ

الموافق يوم 24 من إبريل 2019 م

       Tamer Badr

Leave a Reply

en_GBEN