“لا يوجد أي نوع من القطيعة بين الحديث عن الإسلام والدولة المدنية، ولا عن الإسلام والمواطنة، ولا عن الإسلام وحرية الرأي والاعتقاد، فمن يفترضون الشقاق بين الإسلام وكل هذه الأفكار الحديثة هم أنفسهم لا يفهمون حقيقة الإسلام، ولا يقرءون تاريخ النبي ﷺ وصحابته الكرام رضي الله عنهم على نحو صائب أو عادل؛ لهذا كانت للدولة في الإسلام خصائصها المميزة، كما أن لنظام الحكم في الإسلام أسسه الخاصة من العبودية لله، والعدالة، والشورى ووجوبها، والمساواة، والطاعة لأولى الأمر، ووجوب مناصحة أولى الأمر، ومسئولية الحاكم أو الراعي وإخضاعه لرقابة القضاء والأمَّة، والوحدة السياسية للأمَّة، وكفالة الحقوق والواجبات، والحرية، وهذه الأسس هي التي تمثل لب النظام الإسلامي، وأكثر أسسه المعبرة عن خصوصيته”