رأيت أنني انتقلت الى زمن الصحابة رضي الله عنهم في مكة المكرمة غير أنني لم ألاحظ الكعبة، وكانت الحرب دائرة حول الحرم بين الصحابة والمشركين فقد كان الحرم تحت سيطرة الصحابة وكان المشركين يريدون الاستيلاء على الحرم ولكن الصحابة يقاومونهم وكان يوجد برجين مرتفعين جداً تحت الإنشاء يطلان على الحرم وتحت سيطرة الصحابة ومن يستولى على البرجين يستولي على الحرم، فأعطاني الصحابة مسئولية حماية البرج الأيمن وشخص آخر مجهول بالنسبة لي حماية البرج الأيسر، كنت مهمة حماية البرج هو أن أبقى بمفردي على سطح البرج ومنع المشركين من الوصول الى السطح وكانت الوسيلة الوحيدة لتسلق البرج هو تسلقه من خلال جدران البرج لأنه لا يوجد سلم للبرج، كانت الحرب بين الصحابة والمشركين دائرة أسفل البرجين وكنت أنا بمفردي أعلى البرج الأيمن حيث أقوم بحمايته، تسلق المشركين جدران البرج الذي أقوم بحمايته للوصول الى السطح للاستيلاء عليه في الموجة الأولى للهجوم على البرج فقمت برميهم بالحجارة من أعلى السطح وهم يتسلقون البرج فأوقعتهم جميعاً، ثم كانت الموجة الثانية للهجوم على البرج من قِبل المشركين وهم يتسلقون جدران البرج فأوقعتهم جميعاً باستخدام عمود خشبي طويل، كنت أشعر ببعض الملل لوجودي بمفردي على سطح البرج حيث لا يوجد ماء أو غذاء أو أي شيء ولكن الصحابة كانوا يرسلون لي الطعام حتى يساعدونني على البقاء حياً، بقيت على سطح البرج حتى استيقظت.
بعد أن نشرت هذه الرؤيا قام أحد الأخوة المقيمين بمكة بتفسير الرؤيا بطريقة رائعة حيث قال:
الرؤيا طويله ومهمه لذلك اعذروني إن أطلت في التأويل بهدف التوضيح، فالرؤيا بصورتها وفكرتها العامة تصف الوضع في مركز الإسلام ومهبط الوحي، والتحليل والمشاهد الجزئية تخص الرائي.
سنبدأ أولاً بما يخص العموم:
ففعلاً الحال أصبح الآن كزمن ظهور الإسلام فقد عاد الإسلام غريباً وهناك معركة شرسة للهجوم على الاسلام وقيمه، خاصة في بلاد الحرمين من نشر للفساد والرذيلة ومحاربة الإصلاح والقيم.
عدم ملاحظه الكعبة المشرفة لها وجهان إما أن الحرب ستزداد شدتها بعد وفاة الحاكم في تلك البلاد فتكون الحرب بين الخير والشر، أو أنه اشاره لعدم توفر أمام صادق يحكم المسلمين في هذا الزمان.
(كان الحرم تحت سيطرة الصحابة ش) هذا عظيم بان الخير والصلاح سيبقى في تلك البلاد خاصة، وفي عموم الناس فهناك من يستمسك بالدين ويدافع ويقاتل لأجله.
(برجين مرتفعين جداً تحت الإنشاء) هنا جوهر الرؤيا ونواتها، وما يؤكد ذلك قول الرائي (من يستولي على البرجين يستولي على الحرم). والسؤال هنا ما هما هذان البرجان؟
قوله يطلان على الحرم اي يشرفان يراقبان الحرم، وقوله تحت الإنشاء اي أنهما لم ينتهوا من بناءه وتجهيزه، وهاذين البرجين كلا الطائفتين على علم بهما وبأهميته في السيطرة على الحكم، وبما أنهما تحت الإنشاء اي ان وقت اظهاره لم يحن بعد او شارف اعداده على الانتهاء لذلك بدأت الحرب تدق طبولها.
بالنسبة للجزء الخاص بالرائي الكريم:
فنقول هو إنسان على خير بإذن الله I سيقلد أمانة وحمل عظيم في الدفاع عن الدين، وإن كان قد بدأ في ذلك فعلاً، وهو يعاني من ذلك الأمر في حياته، فهذا الأمر قد تسبب له ببعض المضايقات والشدة وأصبح يشعر بالوحدة لعدم وجود الصحبة الصالحة التي تعينه في ذلك الأمر خاصة.
هناك عدة وسائل اتبعها الرائي فقام اولاً بالتحدث والدفاع باللسان وقد نجح في ذلك، ثم المرحلة الثانية استعان ببعض الأصحاب لكن للأسف بعضهم كان ضعيفاً هشاً، والبعض كان منافق يظهر لك المحبة لكنه يبطن الكره والعداء، لذلك تركوك وحيداً في معركتك.
بدأت حينها تشعر بالملل لكن نصيحتي لك اصبر ثم اصبر ثم اصبر حتى لو ضاقت بك دنياك فالعبرة بالنهاية، وتذكر الصحابة ش ومعهم الرسول ﷺ كيف عانوا وصبروا وثبتوا حتى انتشر هذا الدين، وانت تملك صحبة طيبه صالحة تعينك لكنها بعيده عنك لعلها عبر وسائل التواصل الاجتماعي سيساعدونك كثيراً ويدعون لك بظهر الغيب دائماً فاستمر معهم، وحاول أيضاً ان تبحث عن أسلحة قوية أخرى للقتال والدفاع عن الدين.
اخي الكريم الطريق الذي سلكته كان صعباً جداً محفوف بالمخاطر ومازال كذلك وقد يكلفك ذلك فقد حياتك، والأعمار بيد الله I وحده لا نعول على رؤيا لكن من باب النصح وهي أمانه ورسالة فكن مستعد لكل الظروف. وفقك الله I ورعاك وحفظك من كل شر.
ردد معي هذا الدعاء (اللهم إني اسألك عيش السعداء ونزل الشهداء ومرافقة الأنبياء والنصر على الأعداء)، (اللهم إني أسألك عيشة هنيئة وميتة سوية ومردا غير مخز ولا فاضح)