الإرهابي المسيحي الذى قتل المسلمين العزل فى مسجد نيوزيلاندا كان كاتب على ماسورة بندقيته شارل مارتل فهذا يدل على أنه قارئ جيد للتاريخ وللأسف فنحن المسلمين لا نقرأ تاريخنا ولا يتم تدريس أغلبه في مدارسنا وجزء من تاريخنا يتم تشويهه إما عن قصد أو عن جهل ولذلك يجب علينا أن نعرف تاريخنا وحكاية شارل مارتل المكتوب اسمه في البندقية التي قتلت المسلمين العزل
معركة بلاط الشهداء أو معركة بواتييه بين قوات المسلمين بقيادة عبد الرحمن الغافقي وقوات الإفرنج بقيادة شارل مارتل. هُزم المسلمون في هذه المعركة وقُتل قائدهم وأوقفت هذه الهزيمة الزحف الإسلامي تجاه قلب أوروبا.
ما قبل المعركة عُين عبد الرحمن الغافقي عام 112 هـ / 730م والياً على الأندلس, وقام بإخماد الثورات القائمة في الأندلس بين العرب والبربر وعمل على تحسين وضع البلاد الأمني والثقافي. غير أن هذا الاستقرار والنظام الذي حل بالأندلس نغصه تحركات من الفرنج والقوط واستعدادًا لمهاجمة المواقع الإسلامية في الشمال، ولم يكن لمثل الغافقي أن يسكت وهو رجل مجاهد عظيم الإيمان، لا تزال ذكريات هزيمة تولوشة تؤرق نفسه، وينتظر الفرصة السانحة لمحو آثارها، أما وقد جاءت فلابد أن ينتهزها ويستعد لها أحسن استعداد، فأعلن عزمه على الفتح، وتدفق إليه المجاهدون من كل جهة حتى بلغوا ما بين خمسين ألف رجل.
خط سير الحملة جمع عبد الرحمن جنده في «بنبلونة» شمال الأندلس، وعبر بهم في أوائل سنة 114 هـ / 732م جبال ألبرت ودخل فرنسا (بلاد الغال)، واتجه إلى الجنوب إلى مدينة «آرال» الواقعة على نهر الرون؛ لامتناعها عن دفع الجزية وخروجها عن طاعته، ففتحها بعد معركة هائلة، ثم توجه غربًا إلى دوقية أقطاينا «أكويتين»، وحقق عليها نصراً حاسماً على ضفاف نهر الدوردوني ومزّق جيشها شر ممزق، واضطر الدوق «أودو» أن يتقهقر بقواته نحو الشمال تاركًا عاصمته بردال (بوردو) ليدخلها المسلمون فاتحين، وأصبحت ولاية أكويتين في قبضة المسلمين تماماً، ومضى الغافقي نحو نهر اللوار وتوجه إلى مدينة «تور» ثانية مدائن الدوقية، وفيها كنيسة «سان مارتان»، وكانت ذات شهرة فائقة آنذاك؛ فاقتحم المسلمون المدينة واستولوا عليها. ولم يجد الدوق «أودو» بدًّا من الاستنجاد بالدولة الميروفنجية، وكانت أمورها في يد شارل مارتل، فلبى النداء وأسرع بنجدته، وكان من قبل لا يُعنى بتحركات المسلمين في جنوب فرنسا؛ نظراً للخلاف الذي كان بينه وبين أودو دوق أقطانيا.
استعداد الفرنجة وجد شارل مارتل في طلب نجدته فرصة لبسط نفوذه على أقطانيا التي كانت بيد غريمه، ووقف الفتح الإسلامي بعد أن بات يهدده، فتحرك على الفور ولم يدخر جهداً في الاستعداد، فبعث يستقدم الجند من كل مكان فوافته جنود أجلاف أقوياء يحاربون شبه عراة، بالإضافة إلى جنده وكانوا أقوياء لهم خبرة بالحروب والنوازل، وبعد أن أتم شارل مارتل استعداده تحرك بجيشه الجرار الذي يزيد في عدده على جيش المسلمين يهز الأرض هزًّا، وتردد سهول فرنسا صدى أصوات الجنود وجلباتهم حتى وصل إلى مروج نهر اللوار الجنوبية.
المعركة كان الجيش الإسلامي قد انتهى بعد زحفه إلى السهل الممتد بين مدينتي بواتييه وتور بعد أن استولى على المدينتين، وفي ذلك الوقت كان جيش شارل مارتل قد انتهى إلى اللوار دون أن ينتبه المسلمون بقدوم طلائعه، وحين أراد الغافقي أن يقتحم نهر اللوار لملاقاة خصمه على ضفته اليمنى قبل أن يكمل استعداده فاجأه مارتل بقواته الجرارة التي تفوق جيش المسلمين في الكثرة، فاضطر عبد الرحمن إلى الرجوع والارتداد إلى السهل الواقع بين بواتييه وتور، وعبر شارل بقواته نهر اللوار وعسكر بجيشه على أميال قليلة من جيش الغافقي. وفي ذلك السهل دارت المعركة بين الفريقين، ولا يُعرف على وجه الدقة موقع الميدان الذي دارت فيه أحداث المعركة، وإن رجحت بعض الروايات أنها وقعت على مقربة من طريق روماني يصل بين بواتييه وشاتلر وفي مكان يبعد نحو عشرين كيلو مترًا من شمالي شرق بواتييه يسمّى بالبلاط، وهي كلمة تعني في الأندلس القصر أو الحصن الذي حوله حدائق؛ ولذا سميت المعركة في المصادر العربية ببلاط الشهداء لكثرة ما استشهد فيها من المسلمين، وتسمّى في المصادر الأوربية معركة «تور- بواتييه». ونشب القتال بين الفريقين في أواخر شعبان 114 هـ / أكتوبر 732 م، واستمر تسعة أيام حتى أوائل شهر رمضان، دون أن يحقق أحدهما نصراً حاسماً لصالحه. وفي اليوم العاشر نشبت معركة هائلة، وأبدى كلا الفريقين منتهى الشجاعة والجلد والثبات، حتى بدأ الإعياء على الفرنجة ولاحت تباشير النصر للمسلمين، ولقد عرف المسيحيون أن لدى الجيش الإسلامي غنائم كثيرة حصل عليها من معاركه أثناء تقدمه من الأندلس حتى بواتييه وقد أثقلت هذه الغنائم ظهور المسلمين، وكان من عادة العرب أن يحملوا غنائمهم معهم، فيضعوها وراء جيشهم مع حامية تحميها, وقد فهم النصارى هذا، ونجحوا في ضرب المسلمين عن طريق التركيز على هذا الجانب، لقد شغلوهم من الخلف من جانب الحامية المكلفة بحراسة الغنائم, ولم يفطن المسلمون للتخطيط النصراني، فاستدارت بعض فرقهم لحماية الغنائم, وبالتالي اختل نظام الجيش الإسلامي, ففرقة تستدير لحماية الغنائم وأخرى تقاتل النصارى من الأمام, واضطربت صفوف المسلمين، واتسعت الثغرة التي نفذ منها الفرنجة. وحاول الغافقي أن يعيد النظام ويمسك بزمام الأمور ويرد الحماس إلى نفوس جنده، لكن الموت لم يسعفه بعد أن أصابه سهم غادر أودى بحياته فسقط شهيدًا في الميدان، فازدادت صفوف المسلمين اضطراباً وعم الذعر في الجيش، ولولا بقية من ثبات راسخ وإيمان جياش، ورغبة في النصر لحدثت كارثة كبرى للمسلمين أمام جيش يفوقهم عدداً. وصبر المسلمون حتى أقبل الليل فانتهزوا فرصة ظلام الليل وانسحبوا إلى سبتمانيا، تاركين أثقالهم ومعظم أسلابهم غنيمة للعدو. ولما لاح الصباح نهض الفرنجة لمواصلة القتال فلم يجدوا أحدًا من المسلمين، ولم يجدوا سوى السكون الذي يُطبق على المكان، فتقدموا على حذر نحو الخيام لعل في الأمر خديعة فوجدوها خاوية إلا من الجرحى العاجزين عن الحركة؛ فذبحوهم على الفور، واكتفى شارل مارتل بانسحاب المسلمين، ولم يجرؤ على مطاردتهم، وعاد بجيشه إلى الشمال من حيث أتى.
أسباب الهزيمة تضافرت عوامل كثيرة في هذه النتيجة المخزية، منها:- 1- أن المسلمين قطعوا آلاف الأميال منذ خروجهم من الأندلس، وأنهكتهم الحروب المتصلة في فرنسا، وأرهقهم السير والحركة، وطوال هذا المسير لم يصلهم مدد يجدد حيوية الجيش ويعينه على مهمته، فالمسافة بعيدة بينهم وبين مركز الخلافة في دمشق، فكانوا في سيرهم في نواحي فرنسا أقرب إلى قصص الأساطير منها إلى حوادث التاريخ، ولم تكن قرطبة عاصمة الأندلس يمكنها معاونة الجيش؛ لأن كثيراً من العرب الفاتحين تفرقوا في نواحيها. 2- حِرْص المسلمين على حماية الغنائم, يقول الله تعالى في كتابه الكريم: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللهِ حَقٌّ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللهِ الغَرُورُ﴾ [فاطر: 5]. فالملاحظ أن المسلمين قد اغتروا بهذه الدنيا التي فُتحت عليهم فتنافسوها، وقد جاء عن رسول الله ﷺ في الحديث الذي رواه البخاري ومسلم عن عمرو بن عوف الأنصاري أن رسول الله ﷺ قال: «فَوَاللَّهِ مَا الْفَقْرَ أَخْشَى عَلَيْكُمْ، وَلَكِنْ أَخَشَى عَلَيْكُمْ أَنْ تُبْسَطَ عَلَيْكُمْ الدُّنْيَا كَمَا بُسِطَتْ عَلَى مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ، فَتَنَافَسُوهَا كَمَا تَنَافَسُوهَا، وَتُهْلِكَكُمْ كَمَا أَهْلَكَتْهُمْ». فسنة الله تعالى في خلقه أنه إن فتحت الدنيا على المسلمين وتنافسوها كما تنافسها من كان قبلهم من الأمم السابقة، فإنها ستهلكهم أيضًا كما أهلكت هذه الأمم السابقة, قال تعالى: ﴿فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللهِ تَبْدِيلًا وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللهِ تَحْوِيلًا﴾ [فاطر: 43].
نتائج المعركة كثر الكلام حول هذه المعركة، وأحاطها المؤرخون الأوربيون باهتمام مبالغ، وجعلوها معركة فاصلة، ولا يخفى سر اهتمامهم بها؛ فمعظمهم يعدها إنقاذاً لأوروبا، فيقول إدوارد جيبون في كتاب «اضمحلال الإمبراطورية الرومانية» عن هذه المعركة: «إنها أنقذت آباءنا البريطانيين وجيراننا الفرنسيين من نير القرآن المدني والديني، وحفظت جلال روما، وشدت بأزر النصرانية». ويقول السير إدوارد كريزي: «إن النصر العظيم الذي ناله شارل مارتل على العرب سنة 732م وضع حدًّا حاسماً لفتوح العرب في غرب أوروبا، وأنقذ النصرانية من الإسلام». ويرى فريق آخر من المؤرخين المعتدلين في هذا الانتصار نكبة كبيرة حلت بأوروبا، وحرمتها من المدنية والحضارة، فيقول جوستاف لوبون في كتابه المعروف حضارة العرب، الذي ترجمه عادل زعيتر إلى العربية في دقة وبلاغة: «لو أن العرب استولوا على فرنسا، إذن لصارت باريس مثل قرطبة في إسبانيا، مركزًا للحضارة والعلم؛ حيث كان رجل الشارع فيها يكتب ويقرأ بل ويقرض الشعر أحيانًا، في الوقت الذي كان فيه ملوك أوروبا لا يعرفون كتابة أسمائهم». وبعد معركة بلاط الشهداء لم تسنح للمسلمين فرصة أخرى لينفذوا إلى قلب أوربا، فقد أصيبوا بتفرقة الكلمة، واشتعال المنازعات، في الوقت الذي توحدت قوى النصارى، وبدأت ما يُسمّى عندهم بحركة الاسترداد والاستيلاء على ما في يد المسلمين في الأندلس من مدن وقواعد.
لماذا كنا عظماء كتاب (أيام لا تنسى.. صفحات مهمة من التاريخ الإسلامي) تأليف تامر بدر