테이머 바드르

선지자 예수

저희는 이슬람에 대해 정직하고 차분하며 존중하는 창구를 열고자 합니다.

예언자 이사(평화가 그에게 있기를)는 최초의 예언자 중 한 명으로 이슬람에서 큰 위치를 차지하고 있으며, 인류를 인도하기 위해 신이 보낸 가장 위대한 예언자 중 한 명으로 여겨집니다. 무슬림들은 예수가 아버지 없이 동정녀 마리아에게서 신성한 기적으로 태어났으며, 그의 탄생이 신의 위대한 징조라고 믿습니다.

무슬림들은 예수가 약속된 메시아이며, 오직 하나님만을 경배하도록 자기 백성을 부르고, 하나님의 허락을 받아 죽은 자를 살리고 병자를 고치는 등 놀라운 기적을 행했으며, 종말에 재림하여 정의를 세우고 십자가를 부수고 적그리스도를 죽일 것이라고 믿습니다. 그들은 또한 예수가 십자가에 못 박히거나 죽임을 당한 것이 아니라 하나님께서 그를 살리셨으며, 종말에 다시 오셔서 정의를 세우고 십자가를 부수고 적그리스도를 죽일 것이라고 믿습니다.

이슬람은 예수를 신이나 신의 아들이 아닌 고귀한 선지자이자 신의 노예로 존중하며, 이슬람은 또한 그의 어머니인 마리암을 존중하며, 그녀의 이름은 코란에 한 번 이상 언급되어 있으며 코란에는 그녀의 이름을 딴 수라가 있습니다.

قصة النبي عيسى عليه السلام

* نسب النبي عيسى عليه السلام

ينتسب النبي عيسى عليه السلام إلى أهل أمه مريم العذراء، لأنه ولد بمعجزة إلهية بدون أب، وهو نبي الله من بني إسرائيل، وقد أنزل الله عليه كتابا سماويا هو الإنجيل، وهو عيسى ابن مريم ابنة عمران، من نسل النبى سليمان عليه السلام، ملك اليهود في بيت المقدس قبل خرابه على يد الملك نبوخذ نصر.

كان عمران والد السيدة مريم حبر أحبار -أى شيخ مشايخ- بنى إسرائيل، وكان رجلًا صالحًا، وكانت زوجته صالحة طيبة طاهرة، ووفيّة مطيعة له ولربها، فخرج نتاج هذا الزواج المبارك مريم العذراء البتول عليها السلام، لكن أبيها مات بالمرض وهي لا تزال جنينا فى بطن أمها، فكفلها النبي زكريا عليه السلام، وكانت تعيش في قرية صفورية الفلسطينية فلما كفلها النبي اتخذ لها محرابا للتعبد في بيت المقدس فكانت تجتهد في العبادة، حتى إذا مر عليها عليه السلام في المحراب كان يجد عندها طعاما، فيتعجب ويسألها من أين لك هذا يا مريم، فترد عليه بأن ذلك من عند الله الذي يهب من يشاء بغير حساب.

* بشارة وميلاد النبي عيسى عليه السلام

أرسل الله تعالى الى مريم جبريل عليه السلام، ليبشرها بأن الله اصطفاها بين سائر نساء العالمين ليهب لها ولدا بدون أب، وبشرها بأن يكون نبيا شريفا، فقالت له كيف يكون لها ولد وهي لم تتزوج ولم تأت الفاحشة، فقال لها إن الله يفعل مايريد، يقول الله في كتابه العزيز: { وَإِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ * يَا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ * ذَلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُونَ أَقْلَامَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُونَ * إِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهاً فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ * وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلا وَمِنَ الصَّالِحِينَ * قَالَتْ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ قَالَ كَذَلِكِ اللَّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ إِذَا قَضَى أَمْرا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ * وَيُعَلِّمُهُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ * وَرَسُولا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ}.

وحملت مريم البتول ولما بدا عليها الحمل وشاع أمرها، لم يدخل على بيت أحد من الهم والحزن مثلما دخل على بيت أهل زكريا الذي كفلها، واتهمها زنادقة بأن يوسف ابن خالها الذي كان يتعبد معها في المسجد هو أبو الطفل.

قضت مريم أوقاتا عصيبة حتى توارت عن الناس إلى جذع نخلة في بيت لحم، فجاءها المخاض وولدت سيدنا عيسى، فحزنت مريم من قول الناس عليها بالباطل، وتمنت الموت، لكن جبريل عليه السلام جاء لها وطمأنها بألا تخاف وأن الله تعالى وهب لها نهر تشرب منه وأن تهز جزع النخل يتساقط عليها رطبا من التمر، وأن تصوم عن الكلام إذا رأت أي أنسان لأنه لن يجدي، يقول الله تعالى في سورة مريم: { فَحَمَلَتْهُ فَانْتَبَذَتْ بِهِ مَكَانا قَصِيّا * فَأَجَاءهَا الْمَخَاضُ إِلَى جِذْعِ النَّخْلَةِ قَالَتْ يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنْتُ نَسْيا مَنْسِيّا * فَنَادَاهَا مِنْ تَحْتِهَا أَلَّا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيّا * وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبا جَنِيّا * فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْنا فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدا فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْما فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنْسِيّا}.

* عيسى ينطق في المهد

ولما فاقت مريم البتول من مخاضها في بيت لحم بالقدس، ذهبت إلى قومها تحمل عيسى عليه السلام، فاتهموها بالفحشاء وخاضوا في عرضها، واتهموا فيها النبي الله الكريم زكريا عليه السلام، الذي كان في مقام والدها وكفلها بعد وفاة أبيها، وأرادوا قتله فهرب منهم وانشقت له شجرة حتى يختبئ بداخلها فأمسك الشيطان بطرف ردائه فظهر لهم فنشروها وهو بداخلها، فمات نبي الله مظلوما، لذا ذكر الله تعالى في كتابه العزيز أن بني إسرائيل كانوا قتله أنبياء، ولما ذهب القوم الى مريم يسألونها عن نسب رضيعها لم تنطق بكلمة وأشارت الى سيدنا عيسى في مهدده حتى يأخذوا منه الجواب، فقالوا لها كيف تريدينا أن نكلم رضيعا، فأنطق الله تعالى النبي عيسى ليقول لهم إنه رسول الله اليهم.

يقول الله تعالى في سورة مريم: { فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَهَا تَحْمِلُهُ قَالُوا يَا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئا فَرِيّا * يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيّا * فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيّا * قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيّا * وَجَعَلَنِي مُبَارَكا أَيْنَ مَا كُنْتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيّا * وَبَرّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارا شَقِيّا * وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَموتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيّا * ذَلِكَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ قَوْلَ الْحَقِّ الَّذِي فِيهِ يَمْتَرُونَ * مَا كَانَ لِلَّهِ أَنْ يَتَّخِذَ مِنْ وَلَدٍ سُبْحَانَهُ إِذَا قَضَى أَمْرا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ * وَإِنَّ اللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ * فَاخْتَلَفَ الْأَحْزَابُ مِنْ بَيْنِهِمْ فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ مَشْهَدِ يَوْمٍ عَظِيمٍ }.

* مريم تهرع لمصر وتعيش فيها لحماية عيسى من القتل

يقول الإنجيل إنه لما ولدت مريم النبي عيسى وذاع صيته لحديثه في مهده، أراد ملك اليهود أنذاك قتله خوفا على ملكه بسبب نبوء عيسى عليه السلام، فشدت مريم رحالها إلى مصر لتحتمي بها، وهكذا نجا المسيح من الموت وشرفت مصر بإيوائه وأمه مريم العذراء عليهما السلام، على أرضها لمدة 12 عاما، حتى شب عيسى وظهرت عليه الكرامات، وقد مرت العائلة المقدسة على أماكن كثيرة في مصر بينها المطرية، وعين شمس، حيث كانت توجد في هذا المكان شجرة استظلوا بها من حر الشمس، وتعرف حتى اليوم باسم “شجرة مريم”، بالنبع ماء وشرب منه، وغسلت فيه العذراء ملابسه، حتى وصلت العائلة الى دير درنكة في جبل أسيوط حيث توجد مغارة قديمة منحوتة في الجبل أقاما بها بما يمثل اخر محطات العائلة فى رحلتها لمصر.

* رسالة النبي عيسى عليه السلام ومعجزاته

عاد عيسى عليه السلام وأمه مريم من مصر الى بيت المقدس وهو ابن 12 عاما، ثم قضى الله أن ينزل عليه الإنجيل ليصبح من الرسل أولى العزم، الذين واجهوا مشقة نشر دعوة التوحيد بالله في قوم بني إسرائيل، وحتى يؤمنوا به وهبه الله معجزات عظام فكان يحي الموتى بأمر الله، ويخلق الطير من الطين بأمر الله، ويشفي المرضى بينهم الأكمه والأبرص.

يقول الله تعالى في سورة آل عمران: { وَيُعَلِّمُهُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ * وَرَسُولا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُمْ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُمْ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنْفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرا بِإِذْنِ اللَّهِ وَأُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ وَأُحْيِي الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللَّهِ وَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ * وَمُصَدِّقا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَلِأُحِلَّ لَكُمْ بَعْضَ الَّذِي حُرِّمَ عَلَيْكُمْ وَجِئْتُكُمْ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ * إِنَّ اللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ }.

* كفر وعناد بني إسرائيل وتعاونهم على قتل النبي عيسى

مكث عيسى يدعو قومه في بيت المقدس وظهرت كراماته، فكان يبريء الأكمه والأبرص ويخلق الطير بأمر الله، لكن هذه المعجزات لم تردهم عن كفرهم وشركهم بالله، وكان لنبي الله فئة صالحة أنصارا وعونا له، فلما أحس النبي عيسى منهم الكفر استنصر “الحواريين” لنصرة الدعوة، وأمرهم بصيام ثلاثين يوما، فلما أتموها سألوا النبي أن يطلب من الله أن ينزل عليهم مائدة من السماء، فخشى عيسى ألا يشكروا الله بعدها، فأكدوا له، فأنزل الله مائدته من السماء عليها سمك وخبر وفاكهة.

يقول الله في سورة البقرة: { قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا أَنزِلْ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِّنَ السَّمَاءِ تَكُونُ لَنَا عِيدًا لِّأَوَّلِنَا وَآخِرِنَا وَآيَةً مِّنكَ ۖ وَارْزُقْنَا وَأَنتَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ (114) قَالَ اللَّهُ إِنِّي مُنَزِّلُهَا عَلَيْكُمْ ۖ فَمَن يَكْفُرْ بَعْدُ مِنكُمْ فَإِنِّي أُعَذِّبُهُ عَذَابًا لَّا أُعَذِّبُهُ أَحَدًا مِّنَ الْعَالَمِينَ}.

وهم بنو إسرائيل بقتل النبي عيسى، فأوشوا عليه عند بعض الملوك، فعزموا على قتله وصلبه، لكن الله تعالى أنقذه من بين أيديهم، وألقى على أحد رجال بني إسرائيل شبهه فظنوا أنه عيسى عليه السلام، فقتلوا الرجل وصلبوه، بينما رفع الله تعالى رسوله عيسى، سالما لم يمسسه سوء إلى السماء.

يقول الله تعالى { إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَىٰ إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ ۖ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأَحْكُمُ بَيْنَكُمْ فِيمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ * فَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَأُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمَا لَهُم مِّن نَّاصِرِينَ * وَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَيُوَفِّيهِمْ أُجُورَهُمْ ۗ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ * ذَٰلِكَ نَتْلُوهُ عَلَيْكَ مِنَ الْآيَاتِ وَالذِّكْرِ الْحَكِيمِ * إِنَّ مَثَلَ عِيسَىٰ عِندَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ ۖ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ * الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَلَا تَكُن مِّنَ الْمُمْتَرِينَ * فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنفُسَنَا وَأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ}.

الإسلام والثالوث

الديانة النصرانية في أصلها هي رسالة سماوية كان أساسها هو الدعوة إلى توحيد الله تعالى وإفراده بالعبادة ، والإيمان بعبده ورسوله عيسى ابن مريم الذي اختصه الله تعالى واختاره لحمل هذه الرسالة .

ولكن هذه الديانة دخلها التحريف والتبديل وتحولت إلى ديانة تؤمن بـ (الثالوث) أي : بثلاثة آلهة، وهم : الآب ، والابن ، والروح القدس ، ويسمون هؤلاء الثلاثة بـ “الأقانيم الثلاثة” .

وذلك أنهم قالوا : الآب شخص ، والابن شخص ، والروح القدس شخص ، ولكنهم ليسوا ثلاثة أشخاص ، بل شخص واحد !!

وكذلك يقولون : الآب إله ، والابن إله ، والروح القدس إله ، ولكنهم ليسوا ثلاثة آلهة ، بل إله واحد !!

ويقول النصارى في صلاتهم : باسم الآب والابن والروح القدس ، إله واحد …!!

وهنا … تقف عقول البشرية كلها عاجزة عن إدراك هذه المعادلة الرياضية المستحيلة .

شخص وشخص وشخص ، ليسوا ثلاثة أشخاص ، إله وإله وإله ليسوا ثلاثة آلهة ، بل شخص واحد وإله واحد !

وقد اعترف النصارى أنفسهم بأن العقل لا يمكن أن يقف على حقيقة ذلك .

“التثليث عند النصارى : يُقصد به الاعتقاد بوجود ثلاثة أقانيم (شخوص مقدسة ، مفرده إقنوم) في اللاهوت؛ ويسمى ذلك الثالوث الأقدس، ويعد ذلك معتقدًا نصرانيًا مركزيًا ، يزعم بأن الرب هو في الجوهر واحد ، لكنه ذو أقانيم (أشخاص) ثلاثة ـ تعالى الله عن ذلك ـ وهذه الأقانيم هي الأب والابن والروح القدس.

وهذا المفهوم ليس مقبولاً من وجهة نظر المسلمين ، وقطاعات كبيرة من النصارى أيضًا. والمعروف أنه لم يرد تعبير التثليث أو الثالوث في الأناجيل، إلا أن أتباع الكنيسة الكاثوليكية والبروتستانت يتمسكون بهذه التعاليم ، ويذهبون إلى أنها مطابقة لنصوص الإنجيل.

واحتدم هذا الجدال في الشرق على وجه الخصوص، وكان جزاء الذين رفضوا هذه الفكرة أن حكمت عليهم الكنيسة بالهرطقة (الابتداع)، وكان من جملة المعارضين الأبيونيون الذين تمسكوا بشدة بالقول أن المسيح إنسان كسائر البشر، وكذلك السابيليون الذين كانوا يعتقدون أن الأب والابن والروح القدس ، إنما هي صور مختلفة أعلن بها الله نفسه للناس، والأيوسيون الذين كانوا يعتقدون أن الابن ليس أزليًا كالأب ، بل هو مخلوق منه قبل العالم، ولذلك هو دون الأب وخاضع له، والمكدونيون الذين أنكروا كون الروح القدس أقنومًا.

أما مفههوم الثالوث كما يعتقده النصارى اليوم : فقد تبلور تدريجيًا إثر مناظرات ومناقشات ونزاع طويل، ولم يتخذ صورته النهائية إلا عقب انعقاد مَجْمَع نيقية عام 325م ومَجْمَع القسطنطينية عام 381م.”

ونحن نجد تقرير وحدانية الله جل جلاله، في مواضع عديدة من كتبهم المقدسة، رغم ما وقع فيها من التحريف والتبديل لكلام رب العالمين:

ففي العهد القديم: ففي سفر التثنية 6/ 4: ” اِسْمَعْ يَا إِسْرَائِيلُ: الرَّبُّ إِلهُنَا رَبٌّ وَاحِد”.

وفيه 4/ 35: ” إِنَّكَ قَدْ أُرِيتَ لِتَعْلَمَ أَنَّ الرَّبَّ هُوَ الإِلهُ. لَيْسَ آخَرَ سِوَاهُ” انتهى.

وأما العهد الجديد، فمع التحريف المتتابع، إلا أن فيه ما يثبت الوحدانية، ويدل على أن عيسى ليس إلها ولا ابن إله.

ففي يوحنا (17/ 3): ” وهذه هي الحياة الأبدية أن يعرفوك أنت الإله الحقيقي وحدك ويسوعَ المسيحَ الذي أرسلته”.

وفي مرقص (13/ 32): ” وأما ذلك اليوم ، وتلك الساعة : فلا يعلم بهما أحد ولا الملائكة الذين في السماء ولا الابن إلا الآب”.

فكيف يكون المسيح إلها وهو لا يعلم تلك الساعة ؟! وكيف يقول النصارى : إن الابن والآب متساويان في القدرة ؟!

وفي متى (27/ 46): “ونحو الساعة التاسعة صرخ يسوع بصوت عظيم قائلا: ايلي ايلي لما شبقتني؟ أي إلهي إلهي لماذا تركتني”.

فلو كان إلها ، فكيف يستغيث بإله آخر، وكيف يصرخ ويتألم؟ وكيف يصدر عنه هذا القول: “لم تركتني؟” وهو النازل بزعمهم لأجل أن يصلب ؟!

وفي يوحنا (20/ 17): ” قال لها يسوع لا تلمسيني لأني لم أصعد بعد إلى أبي. ولكن اذهبي إلى إخوتي وقولي لهم إني وإلهي وإلهكم”.

وهذا نص صريح واضح في التسوية بين عيسى عليه السلام وبين سائر الناس، فهم جميعا أبناء الله – على المعنى المجازي- ، ويعبدون إلها واحدا هو الله. وهذا القول قاله المسيح قبل العروج بقليل ، مما يثبت أن سيدنا عيسي عليه السلام كان يصرح بأنه عبد الله وأن الله إلهه إلى آخر لحظة من بقائه في الأرض، ولا يوجد في الأناجيل كلها نص واحد يقول فيه عيسى عليه السلام أنه الله، أو أنه ابن الله بنوة نسب وولادة، ولم يأمر أحد بأن يعبده أو يسجد له.

أما القول بأن ولادة عيسى من غير أب تدعم ألوهية المسيح، فهذا ليس صحيحا، لأنها ليست أمرا تفرد به النبي عيسى، فقد خلق الله سبحانه وتعالى آدم من غير أب ولا أم، وخلق حواء من أب فقط، وكذلك خلق عيسى من أم فقط وخلق سائر البشر من أب وأم فاكتملت بذلك جميع أنواع خلق الإنسان.

عودة النبي عيسى آخر الزمان

يتفق أصحاب الديانات السماوية الثلاث: اليهودية والمسيحية والإسلام، على قدوم “مخلّص” أو “مسيح” أو “ماشيح” كما يسمى في اليهودية، في آخر الزمان، ليخلص المؤمنين من الشرور، لكنهم يختلفون في تفاصيل ذلك، فبينما تتقارب كثيرًا النظرة المسيحية والإسلامية للمسيح، باعتبار الطرفين ينتظران نزول الشخص ذاته، “عيسى بن مريم”، إلا أن اليهودية تنتظر ملكًا يعيد السيادة لـ شعب الله المختار.

فيما يلي  سنرصد قصة عودة المسيح أو ظهور المخلّص آخر الزمان حسبما يرويها أصحابها:

اليهودية 

تختلف فكرة نزول المسيح عند اليهود عن فكرته عند المسلمين بشكل كبير، إذ أنه عندهم من نسل داوود، يقول عنه الأستاذ محمد خليفة التونسي: “اليهود ينتظرون مسيحًا يخلصهم من الخضوع للأميين بشرط ألا يكون في صورة قديس كما ظهر عيسى بن مريم كي يخلصهم من الخطايا الخلقية”، لذا فهم ينتظرونه ملكًا من نسل داوود يعيد الملك إلى إسرائيل ويخضع الممالك كلها لليهود، وهذا لن يحدث إلا إذا انهارت السلطة في العالم إلا عند اليهود، لأن السلطة على الشعوب من اختصاص اليهود في نظرهم باعتبارهم شعب الله المختار، وتقول عنه الدكتورة منى ناظم في “المسيح اليهودي ومفهوم السيادة الإسرائيلية”، أنه يصطلح عند اليهود باسم مشيخوت وتعني مجيء مسيح يهودي وبطل قوي يتميز بصفات القدرة القتالية تمكن بني إسرائيل من حالة الهزيمة إلى السيادة على سائر الشعوب فتأتيهم عابدة طائعة مقدمة الهدايا لربهم “يهوه”، وتصبح عبادة الشعوب لهذا الرب خضوع لبني إسرائيل.

تم إطلاق اسم “ماشيح” على الملك الذي سيحكم في آخر الزمان وسيأتي بالخلاص لشعب إسرائيل وشاع أيضا تعبير “ماشيخ بن داوود” في إشارة إلى انه من نسل داوود كما سبق وذكرنا، وحسب التلمود سوف تنزل الكوارث والمصائب على شعب إسرائيل وعلى العالم قبل مجيء المسيح المخلص وتسمى تلك الكوارث بـ “آلام مجيء المسيح المخلص”، وحسب سفر اشعيا فهو ذو صفات خارقة وخاصة وتحل عليه روح الرب ويأتي بالعدل والسلام، “ويكون في ذلك اليوم أن السيد يعيد يده ثانية ليقتني بقية شعبه التي بقيت…ويرفع راية الأمم ويجمع منفيي إسرائيل، ويضم مشتتي يهوذا من أربعة أطراف الأرض” سفر اشعياء – 11

وقد ورد ذكر المسيح المخلص في التلمود كذلك، فيقول: “تطرح الأرض فطيرًا وملابس من الصوف، وقمحًا حبه بقدر كلاوي الثيران الكبيرة، وفي ذلك الزمن ترجع السلطة لليهود، وكل الأمم تخدم ذلك المسيح وتخضع له، وفي ذلك الوقت يكون لكل يهودي ألفان وثمانمائة عبد يخدمونه…”.

المسيحية 

“أخذت النصرانية عن اليهودية فكرة الملك المخلص، ابن داوود، الذي سيظهر في أواخر الزمان، وألحقتها ونسبتها إلى يسوع”، يقول صاحب كتاب “المسيح المخلص في المصادر اليهودية والمسيحية”، نبيل أنسي الغندور، فتبشر كلمات الإنجيل بعودة المسيح مرة أخرى بقوة ومجد عظيمين كما يقول سفر الررؤيا: “هوذا يأتي مع السحاب، وستنتظره كل عين، والذين طعنوه، وينوح عليه جميع قبائل الأرض”، إلا أنها تتفق في مواطن كثيرة مع النظرة الإسلامية.

وتتمثل فكرة عودة المسيح في العهد الجديد إلى أنه سينزل إلى الأرض ويجمع شمل المسيحيين المؤمنين بعد أن تبدأ الفترة الأخيرة في عمر البشر على الأرض والتي تستغرق سبع سنوات، يظهر فيها عدو المسيح وهو ملك ذو بأس شديد، يخضع له شعوبًا كثيرة منها شعب إسرائيل نفسه في منتصف المدة، وبعدها يتيعقب ويطارد عدو المسيح شعب إسرائيل نفسه ويسعى للتخلص منه وإبادته، وسوف يعلن نفسه إلهًا من الهيكل.

وفي نهاية السبع سنوات الأخيرة ، سوف تتكالب الشعوب على أورشاليم، ولكن الرب لا يمكنهم حينها من النجاح في كيدهم، فسوف ينزل يسوع المسيح بنفسه هو وجيوشه من الملائكة ويدمر تلك الشعوب، وسوف يؤمن به حتى الذين قتلوه، فيقول سفر زكريا: “فينظروا إلى الذين طعنوه، وينوحون عليه كنائح على وحيد له”، وتنتهي تلك المحنة بالحساب في العقيدة المسيحية، “وعندما يعود ابن الإنسان في مجده ومعه جميع ملائكته، فإنه يجلس على عرش مجده، وتجتمع أمامه الشعوب كلها، فيفصل بعضهم عن بعض كما يفصل الراعي الغنم عن المعاز”، وبعدها يرسل المؤمنين –الذين يكونون عن يمينه- إلى “الملكوت” الذي أعد لهم منذ نشأة العالم، ويرسل الآخرين – عن يساره- إلى النار قائلًا: “ابتعدوا عني يا ملاعين إلى النار الأبدية المعدة لإبليس وأعوانه”. (انجيل متى – سفر25) وكلا الفريقين سيقضي هناك حياته الأبدية.

이슬람교

إن عيسى عليه السلام لم يمت ولم يصلب كما ظنوا ومازال أتباعهم يظنون بذلك إلى يومنا ولكن نجاه الله ورفعه إليه وإن من علامات الساعة الكبرى أنه سينزل في آخر الزمان فيحكم الأرض كلها بحكم الله كلها ويسود العدل فيها كما لم يكن من قبل فتتوحد كلها تحت حكم حاكم واحد وهو عيسى ابن مريم عليه السلام ويؤمن به حينذاك أهل الكتاب الذين كانوا يظنون بأنهم قتلوه، قال تعالى: (وإن من أهل الكتاب إلاّ ليؤمنن به قبل موته ويوم القيامة يكون عليهم شهيداً).

وصف عيسى عليه السّلام

إنّ من علامات الساعة الكُبرى نزول عيسى -عليه السلام-؛ لقول النبي محمد: (والذي نَفْسِي بيَدِهِ، لَيُوشِكَنَّ أنْ يَنْزِلَ فِيكُمُ ابنُ مَرْيَمَ حَكَمًا مُقْسِطًا)، وهو مربوع القامة، سَبِط الشَّعر؛ أي طويل لين ليس بأجعد، أبيض يميل إلى الحمرة، عريض الصدر، وقد وصفه النبي محمد بقوله: (رَأَيْتُ عِيسَى رَجُلًا مَرْبُوعًا، مَرْبُوعَ الخَلْقِ إلى الحُمْرَةِ والبَيَاضِ، سَبِطَ الرَّأْسِ).

مكان نزول عيسى عليه السلام

يكون نزوله عند المنارة البيضاء إلى الشرق من دمشق، واضعًا كفيه على أجنحة ملكين، ويكون هذا الوقت في الفجر مع اصطفاف المسلمين للصلاة، فيصلي معهم الصلاة بإمامة الرجل الصالح (المهدي).

مهمة عيسى عليه السلام في الأرض

إنّ عيسى عليه السلام عندما ينزل من السماء يكون تابعًا لشرع الإسلام، فيحكم بالقرآن الكريم، وبسنة النبي محمد، ويبطل جميع العقائد الأخرى، وإبطال مظاهرها؛ حيث يقوم بكسر الصّليب، وقتل الخنزير، ووضع الجزية، كما أنّه يساند المسلمين في التّخلص من قوم يأجوج ومأجوج المفسدين في الأرض حينما يدعو عليهم فيموتوا.

ومن أهم الأعمال التي سيقوم بها النبي عيسى عليه السلام القضاء على المسيح الدجال وفتنته، قال النبي محمد: (فَيَنْزِلُ عِيسَى ابنُ مَرْيَمَ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، فأمَّهُمْ، فإذا رَآهُ عَدُوُّ اللهِ، ذابَ كما يَذُوبُ المِلْحُ في الماءِ، فلوْ تَرَكَهُ لانْذابَ حتَّى يَهْلِكَ، ولَكِنْ يَقْتُلُهُ اللَّهُ بيَدِهِ، فيُرِيهِمْ دَمَهُ في حَرْبَتِهِ).

ومن الأمور التي ستحدث بعد نزوله النبي عيسي عليه السلام أن الشحناء والتباغض والتحاسد ترفع من بين الناس حيث تجتمع كلمة الجميع على الإسلام، وتعم البركة، وتكثر الخيرات، حيث تنبت الأرض نبتها، ولا يرغب في اقتناء المال لكثرته.

مدة بقاء عيسى عليه السلام وموته

قد جاء في بعض الروايات أنّه يمكث في الأرض أربعين سنة، وقيل سبع سنين، وهذا الاختلاف يرجع إلى أنّهم حسبوا مدة حياته قبل رفعه إلى السماء إذ كان عمره ثلاثة وثلاثون سنة وثم نزل إلى الأرض فمكث سبع سنوات ومات. ولم يرد القرآن نص يبين لنا مكان موت عيسى عليه السلام، ولكن ذكر بعض العلماء أنه يموت في المدينة النبوية، وقيل إنه يدفن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وصاحبيه رضي الله عنهما.

الحكمة من نزول عيسى عليه السلام

تتجلى الحكمة من نزول عيسى عليه السلام دون غيره من الأنبياء في آخر الزمان بما يلي:

  • الرد على اليهود في زعمهم أنهم قتلوا عيسى عليه السلام، فبين الله تعالى كذبهم.

  • تكذيب النصارى؛ فيظهر زيفهم في دعواهم الأباطيل، فإنه يكسر الصليب ويقتل الخنزير ويضع الجزية.

  • نزوله في آخر الزمان يعتبر مجددًا لما درس من دين الإسلام دين محمد عليه الصلاة والسلام.

  • نزول عيسى عليه السلام من السماء لدنو أجله ليدفن في الأرض؛ إذ ليس لمخلوق من التراب أن يموت في غيرها.

لا تتردد في التواصل معنا

ارسل لنا في حال كان لديك أي أسئلة أخرى وسوف نجيبك في أسرع وقت إن شاء الله

    ko_KRKO