Tamer Badr

Pourquoi sont-ils devenus musulmans ?

Nous sommes ici pour ouvrir une fenêtre honnête, calme et respectueuse sur l'islam.

Sur cette page, nous mettons en lumière les histoires de personnes d'origines, de cultures et de religions différentes qui ont choisi l'islam avec conviction après un parcours de recherche et de réflexion.
Il ne s'agit pas seulement d'anecdotes personnelles, mais de témoignages honnêtes qui expriment le changement profond que l'islam a apporté dans leur cœur et leur esprit, les questions auxquelles ils ont trouvé des réponses et la tranquillité qu'ils ont ressentie après l'islam.

Que l'histoire ait commencé par une recherche philosophique, par la curiosité ou même par une situation humaine touchante, le dénominateur commun de ces expériences est la lumière qu'ils ont trouvée dans l'islam et la certitude qui a remplacé le doute.

Nous présentons ces histoires en plusieurs langues, sous forme écrite et visuelle, afin d'inspirer et d'introduire l'islam par le biais d'une expérience humaine vivante.

عظماء أسلموا

لقد كانت قصة الصحابي الجليل سلمان الفارسي مصدر الهام ومثال حقيقي على الصبر والتعب في سبيل الوصول إلى الحقيقة، فقد عايش سلمان رضي الله عنه المجوسية والنصرانية واليهودية قبيل ظهور الإسلام، وظلَّ يبحث عن الدين الحق إلى أن هداه الله إليه، فلم يُسلم عقله وقلبه للتقاليد والمعتقدات الموروثة في وطنه والتي لو كان متمسك بها الى ان مات لما كان من أصحاب النبي ﷺ. ولما اهتدي الى دين الإسلام ومات على شِركه.

لقد كان سلمان الفارسي رغم نشأته في فارس وسط عبادة النار يبحث عن الدين الحق وخرج يبحث عن الله. فقد كان يدين بالديانة المجوسية، ولم يكن مقتنعًا بهذه الديانة وإنَّما وجد عليها آباءه عاكفين فاعتنقها معهم، ولمَّا اشتدَّ شكُّه في ديانته وديانة أهله ترك سلمان بلاده فارس وهاجر إلى الشام باحثًا عن الحقيقة الدينية المُطلقة، والتقى في الشام بالرهبان والقساوسة، وبعد رحلة طويلة وصل سلمان عبدًا إلى المدينة المنورة ولمَّا سمع بالنبي ﷺ التقى به وأسلم بعد أن اقتنع برسالته.
يذكر الصحابي الجليل أنه ولد فارسيًا في بلاد أصبهان – بإيران حاليًا- من أهل قرية منها يقال لها جي وكان أبوه حاكمها، فقد نشأ سلمان في سلالة أسرة ارستقراطية، تعيش في نعيم مقيم في بلاد فارس، وكان أبيه يحبه حبًا شديدًا ويخشى عليه لدرجه أنه حبسه في بيته، وكان سلمان قد تدرج في المجوسية حتى أصبح قاطن النار الذي يوقدها لا يتركها تخبو ساعة.
وفي يوم طلب منه والده أن يذهب إلى ضيعة له ليرعاها بسبب مشاغله وطلب منه ألا يتأخر عنه حتى لا يقلق، وفي طريق سلمان إلى الضيعة مر على كنيسة وفيها من يصلون فدخل وأعجب بهم، وقال: «هذا – والله – خير من الدين الذي نحن عليه»، فلم يتركهم حتى غربت الشمس.
وسألهم عن مكان أصل هذا الدين فأخبروه أنه في الشام، فعاد سلمان إلى أبيه وأخبره بما حدث وأنه أُعجب بهذا الدين فحسبه مقيدًا بالسلاسل.
ويحكي سلمان فيقول: فبعثت إلى النصارى، فقلت: «إذا قدم عليكم ركب من الشام تجار من النصارى، فأخبروني بهم». فقدم عليهم ركب من الشام، فأخبروه وهرب من بيت والده إلى الشام.
وهناك التقى بأحد الأساقفة الزهاد الذين كانوا على الحق، ولما حضرته الوفاة أوصاه أن يذهب إلى أحد الأساقفة في الموصل وهو على نفس حاله من الصلاح وانتظار بعثة النبي ﷺ، فذهب إليه وظل معه فترة ثم حضرته الوفاة أوصاه بالذهاب إلى أحد أساقفة “نصيبين” وتكرر الأمر كذلك حتى وصل إلى أسقف من أهل عمورية بالروم وهو الذي أخبره بزمان النبي ﷺ. قال الأسقف له: «أي بني، والله ما أعلمه بقي أحد على مثل ما كنا عليه آمرك أن تأتيه، ولكن قد أظلك زمان نبي يبعث من الحرم، مهاجره بين حرتين إلى أرض سبخة ذات نخل، وإن فيه علامات لا تخفى، بين كتفيه خاتم النبوة، يأكل الهدية ولا يأكل الصدقة، فإن استطعت أن تخلص إلى تلك البلاد فافعل؛ فإنه قد أظلك زمانه».
وبعدها مر على سلمان قافلة من أرض العرب فذهب معهم بحثًا عن نبي آخر الزمان، ولكن في الطريق باعوه ليهودي ووصل به إلى المدينة فعرف من نخلها أنها هي مدينة النبي ﷺ كما وصفها له الأسقف.
ويحكي سلمان قصة قدوم النبي إلى المدينة فيقول: “وبعث الله نبيه ﷺ بمكة لا يذكر لي شيء من أمره مع ما أنا فيه من الرق، حتى قدم رسول الله ﷺ قباء، وأنا أعمل لصاحبي في نخلة له، لما سمعت بخبر قدوم النبي، نزلت أقول: «ما هذا الخبر؟». فرفع مولاي يده فلكمني لكمة شديدة، وقال: «ما لك ولهذا، أقبل على عملك».
وأراد سلمان أن يختبر صفات النبي ﷺ التي أخبره عنها الأسقف وهي أنه لا يأكل الصدقة ويقبل الهدية وأن خاتم النبوة بين كتفيه وغيرها من العلامات، فذهب إلى النبي ﷺ في المساء وأخذ معه طعام وأخبره أن هذا الطعام من باب الصدقة، فأمر النبي أصحابه أن يأكلوا ولم يأكل هو، فعلم سلمان أنها احدى العلامات.
ثم رجع إلى النبي ﷺ مرة أخرى فجمع به طعامًا وأخبره أنه هدية فأكل رسول الله ﷺ وأكل أصحابه، فعلم أنها العلامة الثانية.
وبحث سلمان عن خاتم النبوة ويقول عن ذلك فيقول: “ثم جئت رسول الله ﷺ، وهو يتبع جنازة وعلي شملتان لي وهو في أصحابه، فاستدرت أنظر إلى ظهره هل أرى الخاتم الذي وصف. فلما رآني استدبرته عرف أني أستثبت في شيء وصف لي، فألقى رداءه عن ظهره، فنظرت إلى الخاتم فعرفته، فانكببت عليه أقبله وأبكي”. وهكذا أسلم سلمان الفارسي وكاتب سيده وطلب النبي ﷺ من الصحابة أن يعينوه وبالفعل أعتق سلمان وظل مرافقًا للنبي ﷺ تابعًا له حتى أن النبي ﷺ قال: “سلمان منا آل البيت”.
لقد كانت رحلة سلمان الفارسي للوصول الي الحقيقة طويلة وصعبة فقد هاجر من المجوسية في فارس ثم الي المسيحية في الشام ثم الي العبودية في جزيرة العرب الى أن هداه الله سبحانه وتعالى الى النبي ﷺ والإسلام.

عمر بن الخطاب صاحب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان قوياً مَهيباً، دخل في الإسلام وهو في سن السادسة والعشرين، وكان ترتيبه في الدخول في الإسلام بعد تسعٍ وثلاثين رجلاً، أي هو الرجل الأربعين في الترتيب فيمن دخلوا في الإسلام، وقيل خمسون، أو ستّ وخمسون.

وقد كان عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- من أشدِّ النّاس عداوةً للمسلمين قبل دخوله في الإسلام.

وقد دعا الرسول -صلى الله عليه وسلم- فقال: (اللَّهمَّ أعزَّ الإسلامَ بأحبِّ هذينِ الرَّجُلَيْنِ إليكَ بأبي جَهْلٍ أو بعُمرَ بنِ الخطَّابِ قالَ: وَكانَ أحبَّهما إليهِ عمرُ)، وكان بالفعل دخول عمر في الإسلام.

قصة إسلام عمر بن الخطاب

فيما يأتي تسلسل قصة إسلام الصحابي عمر بن الخطاب رضي الله عنه: عزم عمر بن الخطاب على قتل النبي محمد حيث أرادت قريش قتل النبي محمد، وتشاوروا في أمر قتله وأيُّ رجلٍ سيقتله، فانتدب عمر نفسه، فحمل سيفه في يومٍ شديدِ الحرِّ، واتّجه لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- والرسول جالسٌ مع أصحابه، وفيهم أبو بكر الصديق، وعلي، وحمزة -رضي الله عنهم-، وبعض الصحابة الذين أقاموا مع رسول الله ولم يذهبوا إلى الحبشة. وقد عرف عمر بن الخطاب بأنهم كانوا مُجتمعين في دار الأرقم في أسفل الصفا، وفي طريقه لقيه الصحابي نُعيم بن عبد الله النحام، وكان مسلماً حينها، فاعترضه وسأله: “إلى أين أنت ذاهب”؟ فأخبره أنه يريد قتل رسول الله، فقد سبَّ آلهتهم، وسفَّه دينهم، فتصايح الرجلان، وقال له: “لبئس الممشى مشيت ياعمر”، وذكّره بقوة بني عبد مناف وأنهم لن يتركوه، فسأله عمر إن كان قد أسلم ليبدأ بقتله. فلما رأى نعيم أنه لن ينتهي عن هدفه في قتل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- صرفه عن ذلك بإخباره أن أهله وأخته وزوجها وابن عمه قد أسلموا.

موقف عمر بن الخطاب من إسلام أخته

توجّه عمر بن الخطاب لبيتِ أُخته متذمراً بعد أن أخبره نُعيم بإسلام أخته، وكانت أخته فاطمة قد أسلمت هي وزوجها سعيد، وكان الصحابي خباب بن الأرت يعلّمهم القرآن، فلما وصل عمر عندهم، كان خباب يقرأ القرآن لفاطمة وزوجها سعيد -رضي الله عنهم-، وكانت القراءة من سورة طه، فسمعهم عمر، وحينما دخل عليهم اختبأ خبّاب. فسألهم عمر عن الصوت الذي سمعه، فأخبروه أنه مجرد حديثٍ بينهما، فقال عمر: “لعلكما قد صبوتما”، فقال له سعيد: “أرأيت يا عمر إن كان الحق في غيردينك”؟ فقام عمر يريد ضربه، فمنعته فاطمة، فضربها على وجهها، فردّت عليه وهي غاضبة بقولها: “ياعمر إن كان الحق في غير دينك”، فلمّا يئس منهم عمر، طلب الكتاب الذي كانوا يقرؤون به، فلم تُعطه أخته الكتاب إلا إذا تطهّر، فاستجاب لها وتطهّر ثم أخذ الكتاب فقرأ من سورة “طه” حتى انتهى إلى ” إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي ” [ طه : 14 ]. فتعجّب عمر من حُسن الكلام الذي قرأه، وحينها خرج خبّاب، وأخبره أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قد دعا له بالإسلام.

إعلان عمر بن الخطاب اسلامه بين يدي النبي

حين قرأ عمر الآيات انشرح صدره، فسأل خباب عن مكان رسول الله حتى يذهب إليه و يُشهر إسلامه، فأخبره خبّاب أنه في دارالأرقم بن أبي الأرقم. فتوجّه عمر وطرق الباب على الصحابة المتواجدين في دار الأرقم، ففزعوا وخافوا حينما سمعوا صوت عمر، إلا أن حمزة طمأنهم، وقال لهم: “إن يرد الله به خيراً يُسلم، وإن يُرد غير ذلك يكن قتله علينا هيناً”، فأدخلاه على رسول الله وكان حمزة ورجلٌ آخر قد أمسكوا بِعَضُدَيّ عمر، واقتادوه لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-. فنهض رسول الله وأمرهم بتركه، وسأله عن سبب مجيئه، فأخبره عمر حينها أنه يُريد الدخول في الإسلام، فكبّر رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فَعلِم من في البيت بإسلامه، ففرحوا بأنّهم صاروا أكثر منعةً وقوةً مع إسلام حمزة وعمر -رضي الله عنهما-.

أثر إسلام عمر في الدعوة الإسلامية

ترتَّب على دخولِ عمر بن الخطاب إلى الإسلام العديد من الآثار؛ فقد شعر المسلمون حينها بالعزّة والقوة والمنعة، فلم يكن أحدٌ منهم يستطيع أن يُصلِّي علانية، أو يطوف حول الكعبة، فلمّا أسلم عمر؛ صار الصحابة يُصلّون ويطوفون بالبيت، وانتصفوا ممّن ظلمهم. وقد أعلن عمر إسلامه للمشركين، فأصابتهم الكآبة من هذا الخبرِ الصعب عليهم، وقد أخبر أبا جهل بإسلامه دون خوفٍ أو وجل، وقد أشار ابن مسعود إلى هذا المعنى فقال: “ما كنا نقدر أن نُصلِّي عند الكعبة حتى أسلم عمر”، وبهذا صارت الدعوة للإسلام بعلانية.

التعريف بها

الدكتورة إنجريد ماتسون أستاذة الأديان بكلية هارت فورد في ولاية كونتيكنت الأمريكية، وُلِدَت ونشأت في مدينة أونتاريو الكندية، ودرست الفلسفة والفنون الجمالية في جامعة ووترلو.

اعتنقت ماتسون الإسلام في آخر سنة من سنوات دراستها الجامعية، وسافرت إلى باكستان عام 1987م؛ حيث عملت مع اللاجئين هناك مدةَ سنة، وحصلت على الدكتوراه في الدراسات الإسلامية من جامعة شيكاجو في عام 1999.

قصة إسلامها

نشأت إنجريد نصرانية و لم تكن متدينة، وكانت بداية تفكيرها في الإسلام عن طريق عشقها للفن؛ حيث تقصُّ الدكتورة إنجريد عن رحلاتها إلى كبرى المتاحف في تورونتو، ومونتريال، وشيكاجو، إلى أن زارت متحف اللوفر في باريس، وانبهرت بشدة بفنون الرسم عبر مراحل التاريخ الإنساني.

ثمَّ التقت بمجموعة من المسلمين، وتقول عنهم: “التقيت بالناس الذين لم يبنوا تماثيل أو لوحات حسِّية لإلههم، وعندما سألتهم أجابوا عن حذر الإسلام الشديد من الوثنية، ومن عبادة الأشخاص، وبأنَّ التعرف على الله أمر يسير جدًّا عن طريق التأمل في مخلوقاته”.

ومن هذا الموقف بدأت إنجريد في رحلتها للتعرف على الإسلام والتي انتهت بإسلامها، لتنطلق بعد ذلك في تحصيل العلم، ثمَّ تقتحم مجال العمل الدعوي.

إسهاماتها

أنشأت إنجريد أوَّل برنامج ديني إسلامي في الولايات المتحدة الأمريكية، وفي عام 2001م تمَّ انتخابها رئيسة للجمعية الإسلامية في أمريكا الشمالية، وتضم الجمعية في عضويتها حوالي 20 ألف عضو في الولايات المتحدة وكندا، كما يتبعها 350 مسجدًا ومركزًا إسلاميًّا، وتُعَدُّ ماتسون أوَّل امرأة تصل إلى هذا المنصب في تاريخ الجمعية.

من هو موريس بوكاي ؟

وُلِد موريس بوكاي لأبوين فرنسيين، وترعرع كأهله في الديانة النصرانية، ولما أنهى تعليمه الثانوي انتظم في دراسة الطب في جامعة فرنسا، فكان من الأوائل حتى نال شهادة الطب، وارتقى به الحال، حتى أصبح أشهر وأمهر جراح عرفته فرنسا الحديثة، فكان من مهارته في الجراحة قصة عجيبة قلبت له حياته، وغيَّرت كيانه.

قصة إسلام موريس بوكاي

اشتهر عن فرنسا أنها من أكثر الدول اهتمامًا بالآثار والتراث، وعندما تسلم الرئيس الفرنسي الاشتراكي الراحل فرانسوا ميتران زمام الحكم في البلاد عام 1981م، طلبت فرنسا من مصر في نهاية الثمانينيات استضافة مومياء فرعون مصر إلى فرنسا لإجراء اختبارات وفحوصات أثرية ومعالجة.

فتمَّ نقل جثمان أشهر طاغوت عرفته مصر، وهناك -وعلى أرض المطار- اصطف الرئيس الفرنسي منحنيًا هو ووزراؤه وكبار المسئولين في البلد عند سلم الطائرة؛ ليستقبلوا فرعون مصر استقبال الملوك، وكأنه ما زال حيًّا!!

عندما انتهت مراسم الاستقبال الملكي لفرعون مصر على أرض فرنسا، حملت مومياء الطاغوت بموكب لا يقل حفاوة عن استقباله، وتم نقله إلى جناح خاص في مركز الآثار الفرنسي، ليبدأ بعدها أكبر علماء الآثار في فرنسا وأطباء الجراحة والتشريح دراسة تلك المومياء واكتشاف أسرارها، وكان رئيس الجراحين والمسئول الأول عن دراسة هذه المومياء الفرعونية، هو البروفيسور موريس بوكاي.

كان المعالجون مهتمين في ترميم المومياء، بينما كان اهتمام رئيسهم موريس بوكاي عنهم مختلفًا للغاية، كان يحاول أن يكتشف كيف مات هذا الملك الفرعوني، وفي ساعة متأخرة من الليل، ظهرت نتائج تحليله النهائية.

الجراح الفرنسي موريس بوكاي
لكنَّ ثمَّة أمرًا غريبًا ما زال يحيره، وهو كيف بقيت هذه الجثة -دون باقي الجثث الفرعونية المحنطة- أكثر سلامة من غيرها، رغم أنها استخرجت من البحر؟!

كان موريس بوكاي يُعِدُّ تقريرًا نهائيًّا عمّا كان يعتقده اكتشافًا جديدًا في انتشال جثة فرعون من البحر وتحنيطها بعد غرقه مباشرة، حتى همس أحدهم في أذنه قائلاً: لا تتعجل؛ فإن المسلمين يتحدثون عن غرق هذه المومياء.

ولكنه استنكر بشدة هذا الخبر، واستغربه، فمثل هذا الاكتشاف لا يمكن معرفته إلا بتطور العلم الحديث، وعبر أجهزة حاسوبية حديثة بالغة الدقة، فزاد آخر اندهاشه بقوله: إن قرآنهم الذي يؤمنون به يروي قصةً عن غرقه، وعن سلامة جثته بعد الغرق.

فازداد ذهولاً، وأخذ يتساءل: كيف يكون هذا، وهذه المومياء لم تكتشف أصلاً إلا في عام 1898م، أي: قبل مائتي عام تقريبًا، بينما قرآنهم موجود قبل أكثر من ألف وأربعمائة عام؟!
وكيف يستقيم في العقل هذا، والبشرية جمعاء -وليس المسلمين فقط- لم يكونوا يعلمون شيئًا عن قيام قدماء المصريين بتحنيط جثث فراعنتهم إلا قبل عقود قليلة من الزمان فقط؟!

جلس موريس بوكاي ليلته محدقًا في جثمان فرعون، يفكر بإمعان عما همس به صاحبه له من أن قرآن المسلمين يتحدث عن نجاة هذه الجثة بعد الغرق، بينما كتاب المسيحيين المقدس (إنجيل متى ولوقا) يتحدث عن غرق فرعون أثناء مطاردته لسيدنا موسى عليه السلام دون أن يتعرض لمصير جثمانه البتَّة.

وأخذ يقول في نفسه: هل يُعقَل أن يكون هذا المحنَّط أمامي هو فرعون مصر الذي كان يطارد موسى؟!

وهل يعقل أن يعرف محمدهم صلَّى الله عليه وسلَّم هذا قبل أكثر من ألف عام، وأنا للتوِّ أعرفه؟!

لم يستطع موريس بوكاي أن ينام، وطلب أن يأتوا له بالتوراة، فأخذ يقرأ في سِفر الخروج من التوراة قوله: “فرجع الماء وغطى مركبات وفرسان جميع جيش فرعون الذي دخل وراءهم في البحر لم يبق منهم ولا واحد”، وبقي موريس بوكاي حائرًا.

حتى التوراة لم تتحدث عن نجاة هذه الجثة وبقائها سليمة بعد أن تمت معالجة جثمان فرعون وترميمه.

أعادت فرنسا لمصر المومياء بتابوت زجاجي فاخر، ولكن موريس بوكاي لم يهنأ له قرار، ولم يهدأ له بال، منذ أن هزَّه الخبر الذي يتناقله المسلمون عن سلامة هذه الجثة؛ فحزم أمتعته وقرر أن يسافر إلى المملكة السعودية لحضور مؤتمر طبي يتواجد فيه جمع من علماء التشريح المسلمين.

وهناك كان أول حديث تحدَّثه معهم عمّا اكشتفه من نجاة جثة فرعون بعد الغرق، فقام أحدهم وفتح له المصحف، وأخذ يقرأ له قوله تعالى: {فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ عَنْ آيَاتِنَا لَغَافِلُونَ} [يونس: 92].

لقد كان وَقْع الآية عليه شديدًا، ورُجَّت له نفسه رجة جعلته يقف أمام الحضور ويصرخ بأعلى صوته: “لقد دخلت الإسلام، وآمنت بهذا القرآن”.

إسهامات موريس بوكاي

رجع موريس بوكاي إلى فرنسا بغير الوجه الذي ذهب به، وهناك مكث عشر سنوات ليس لديه شغل يشغله سوى دراسة مدى تطابق الحقائق العلمية والمكتشفة حديثًا مع القرآن الكريم، والبحث عن تناقض علمي واحد مما يتحدث به القرآن ليخرج بعدها بنتيجة قوله تعالى: {لاَ يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلاَ مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ} [فصلت: 42].

كان من ثمرة هذه السنوات التي قضاها الفرنسي موريس بوكاي أن خرج بتأليف كتاب عن القرآن الكريم هزَّ الدول الغربية قاطبة، ورجّ علماءها رجًّا، لقد كان عنوان الكتاب: “القرآن والتوراة والإنجيل والعلم.. دراسة الكتب المقدسة في ضوء المعارف الحديثة”. فماذا فعل هذا الكتاب؟!

من أول طبعة له نفد من جميع المكتبات! ثم أعيدت طباعته بمئات الآلاف بعد أن ترجم من لغته الأصلية (الفرنسية) إلى العربية والإنكليزية والإندونيسية والفارسية والتركية والألمانية، لينتشر بعدها في كل مكتبات الشرق والغرب، وصرت تجده بيد أي شاب مصري أو مغربي أو خليجي في أميركا.

ولقد حاول من طمس الله على قلوبهم وأبصارهم من علماء اليهود والنصارى أن يردوا على هذا الكتاب، فلم يكتبوا سوى تهريج جدلي ومحاولات يائسة يمليها عليهم وساوس الشيطان، وآخرهم الدكتور وليم كامبل في كتابه المسمى “القرآن والكتاب المقدس في نور التاريخ والعلم”، فلقد شرق وغرب ولم يستطع في النهاية أن يحرز شيئًا.

بل الأعجب من هذا أن بعض العلماء في الغرب بدأ يجهز ردًّا على الكتاب، فلما انغمس بقراءته أكثر وتمعَّن فيه زيادة، أسلم ونطق بالشهادتين على الملأ!!

من أقوال موريس بوكاي

يقول موريس بوكاي في مقدمة كتابه: “لقد أثارت هذه الجوانب العلمية التي يختص بها القرآن دهشتي العميقة في البداية، فلم أكن أعتقد قط بإمكان اكتشاف عدد كبير إلى هذا الحد من الدقة بموضوعات شديدة التنوع، ومطابقتها تمامًا للمعارف العلمية الحديثة، وذلك في نص قد كُتِب منذ أكثر من ثلاثة عشر قرنًا!!”.

ويقول أيضًا: “لقد قمت أولاً بدراسة القرآن الكريم، وذلك دون أي فكر مسبق وبموضوعية تامة، باحثًا عن درجة اتفاق نص القرآن ومعطيات العلم الحديث. وكنت أعرف -قبل هذه الدراسة، وعن طريق الترجمات- أن القرآن يذكر أنواعًا كثيرة من الظاهرات الطبيعية، ولكن معرفتي كانت وجيزة.

وبفضل الدراسة الواعية للنص العربي استطعت أن أحقق قائمة، أدركت بعد الانتهاء منها أن القرآن لا يحتوي على أية مقولة قابلة للنقد من وجهة نظر العلم في العصر الحديث، وبنفس الموضوعية قمت بنفس الفحص على العهد القديم والأناجيل.

أما بالنسبة للعهد القديم فلم تكن هناك حاجة للذهاب إلى أبعد من الكتاب الأول، أي سفر التكوين، فقد وجدت مقولات لا يمكن التوفيق بينها وبين أكثر معطيات العلم رسوخًا في عصرنا.

وأما بالنسبة للأناجيل، فإننا نجد نصّ إنجيل متى يناقض بشكل جليٍّ إنجيل لوقا، وأن هذا الأخير يقدم لنا صراحة أمرًا لا يتفق مع المعارف الحديثة الخاصة بقدم الإنسان على الأرض”.

ويقول الدكتور موريس بوكاي أيضًا: “إن أول ما يثير الدهشة في روح من يواجه نصوص القرآن لأول مرة، هو ثراء الموضوعات العلمية المعالجة، وعلى حين نجد في التوراة -الحالية- أخطاء علمية ضخمة، لا نكتشف في القرآن أي خطأ، ولو كان قائل القرآن إنسانًا، فكيف يستطيع في القرن السابع أن يكتب حقائق لا تنتمي إلى عصره؟!”.

وقد منحته الأكاديمية الفرنسية عام 1988م جائزتها في التاريخ، على كتابه القرآن الكريم والعلم العصري.

التعريف به

وُلِدَ عالم الرياضيات الأمريكي جيفري لانج في بلدة بريدجبورت بولاية كونيكتيكت عامَ 1954م. حصل على درجة الدكتوراه من جامعة بوردو، وهو حاليًا أستاذ في قسم الرياضيات في جامعة كنساس.

رفضه للمسيحية

يروي جيفري لانج في كتابه (الصراع من أجل الإيمان) تجربته المثيرة، وهي جديرة بسردها على الناس لأخذ فكرة عن انتشار الإسلام في الغرب، وكيف يحدث؟
نشأ الرجل في عائلة مسيحية، وعندما كان أستاذ الدين يحاول البرهنة على وجود الله بالرياضيات، انبرى له جيفري لانج الذي كان طالب (ثانوي) يجادله في الأدلة؛ فتضايق منه الأستاذ وطرده من حلقة الدرس مع الإنذار.
رجع الشاب إلى بيته، وعندما سمع والداه القصة صُعِقا، وقالا: لقد ألحدت يا بُنيَّ.
يقول لانج: “إنه في الواقع فقد الإيمان بالمسيحية الغربية”. وبقي لانج على هذه الحالة من الإلحاد عشر سنين يبحث، ولكن أكثر ما كان يؤرِّقه هي التعاسة التي يعيش فيها الناس في أوربا، على الرغم من حياتهم المرفهة.

قصة إسلامه

في لحظة وميض جاءت المفاجأة من القرآن عن طريق هدية من عائلة سعودية، ويصف لانج القرآن قائلاً:
“شعرت أنني أمام أستاذ علم نفس يسلط الأشعة على كل مشاعري المخبأة، كنت أحاول مناقشة بعض المشاكل فأجده أمامي بالمرصاد، يغوص في أعماقي فيجعلني عاريًا أمام الحقيقة”.
ومن هنا اعتنق الإسلام عامَ 1980م بعد أن كان ملحدًا.

يعتبر إسلام شوقي فوتاكي Votaki نقطة تحول في تاريخ اليابان، بل في تاريخ منطقة جنوب شرق آسيا بأسرها.. كيف ذلك؟ وما قصة إسلام الطبيب الياباني شوقي فوتاكي؟شوقي فوتاكي .. الطبيب الياباني
فوتاكي Votaki هو طبيب ياباني، اعتنق الإسلام وعمره سبعة وستين عامًا، ذو شخصية اجتماعية محببة وجذابة، يؤثر في كل من له صلة به، أما ديانته قبل الإسلام فكانت البوذية، وكان مديرًا لمستشفى كبير في قلب مدينة طوكيو (عاصمة اليابان)، وكانت هذه المستشفى عبارة عن شركة مساهمة يملكها عشرة آلاف شخص، ولقد أعلن الدكتور فوتاكي منذ إسلامه أنه سيعمل كل ما في وسعه لإدخال العشرة آلاف مساهم في حظيرة الإسلام.

وكان الدكتور فوتاكي -إضافةً إلى عمله مديرًا لمستشفى- رئيسًا لتحرير مجلة شهرية يابانية تُدعى (سيكامي جيب) في عام 1954م، وكان مهتمًّا بقضية القنبلة الذرية التي أُلقت على اليابان وتأثيرها، وحاول جمع التبرعات لذلك، ولما فشل في ذلك انتزع ستين مليون ينّ ياباني من عشر شركات يابانية؛ وذلك بعد تهديدها بنشر أخبار سرية تؤثر على مصالحها، وبعد محاكمات طويلة حكم عليه بالحبس ثلاث سنوات، كما سحبت رخصته الطبية.

قصة إسلام شوقي فوتاكي

كانت بدايته مع الإسلام عندما دخل السجن، وبدأ يقرأ عدّة كتب فلسفية وسياسية وروحية، فبدأت فكرة الوحدانية تتفاعل في نفسه، وتأصلت هذه الفكرة لديه عندما اتصل بعدد من الشخصيات الإسلامية، من بينهم رجل مسلم يُدعى (أبو بكر موري موتو) الرئيس السابق لجمعية مسلمي اليابان، الذي كان يقول له: “كلما زاد عدد المسلمين في العالم انتهت مشكلة المستضعفين في الأرض؛ لأنّ الإسلام دين محبة وإخاء”.

بعد أن وجد فوتاكي طريق الهداية في الإسلام، قرَّر هو وابنه وصديق آخر اعتناق الإسلام، وأعلنوا إسلامهم في المركز الإسلامي بطوكيو.

إسهامات شوقي فوتاكي

يعتبر إسلام شوقي فوتاكي إيذانًا بإسلام اليابان كلها! ولكن لماذا يعتبر إسلامه تحولاً كبيرًا في اليابان؟

لأنَّ هذا الرجل أعلن فور إسلامه عزمه على نشر الإسلام في اليابان كلها؛ فبعد إسلامه وفي شهر مارس 1975م جاء على رأس ثمانية وستين شخصًا ليعلنوا إسلامهم في مسجد طوكيو، وأيضًا قام بإنشاء (جمعية الأخوة الإسلامية).

إضافةً إلى أنه في 4/ 4/ 1975م جاء مسجد طوكيو على رأس مائتي شخص ياباني أعلنوا إسلامهم، وهكذا أخذ الدكتور شوقي فوتاكي يقود إخوانه اليابانيين للدخول في دين الله أفواجًا، حتى بلغ عدد أعضاء جمعية الأخوة الإسلامية التي يرأسها من هؤلاء المسلمين الجدد ما يقارب العشرين ألف مسلم ياباني، وكان ذلك في أقل من عام واحد.

لذلك يعتبر إسلام شوقي فوتاكي نقطة تحول في تاريخ اليابان، بل في تاريخ منطقة جنوب شرق آسيا بأسرها.

غير أن هناك ظاهرة برزت بين أولئك الذين لا يجيدون اللغة العربية، ولا يعيشون في بلاد المسلمين، وهي بعض الشوائب من أثر الجاهلية؛ فلقد كان الدكتور شوقي فوتاكي يتساهل مع المسلمين الجدد من أفراد جمعيته الإسلامية في مسألة تحريم لحم الخنزير وشرب الخمور، ربما له بعض العذر في جهله، وربما كان يريد أن يأخذهم بالتدرج. ومن ثَمَّ فعلى الدول الإسلامية -وفي مقدمتها الدول العربية- أن تبعث بالدعاة لهذه البلاد(2).

المصدر: كتاب (عظماء أسلموا) للدكتور راغب السرجاني.

قصة إسلام الدكتور دوجلاس آرشر Douglas Archer الذي يعمل مديرا للمعهد التربوي في جامايكا.. فما قصة إسلام الدكتور دوجلاس آرشر؟ وما إسهاماته بعد إسلامه؟دوجلاس آرشر .. الإسلام دين فريد
كان دوجلاس آرشر Douglas Archer يعمل مديرًا للمعهد التربوي في جامايكا، واسمه الإسلامي عبد الله، وكان قبل أن يعتنق الدين الإسلامي بروتستنتيًّا من الطائفة المسماة (سفنت دي أدفنتست)، وأيضًا كان يعمل في جامعة إلينوي بأمريكا.

قصة إسلام دوجلاس آرشر

بدأت قصته مع الإسلام عندما كان يلقي محاضرات حول علم النفس في الجامعة، وكان هناك بعض الطلاب المسلمين، وكانوا لا يتحدثون الإنجليزية جيدًا؛ مما اضطره للجلوس معهم بعد المحاضرات، ومن خلال تلك اللقاءات أثير في نفسه حب الفضول والاستطلاع لمعرفة المزيد عن معتقداتهم ومبادئهم، وقد أُعجب كثيرًا بهم.

ومن الأمور المهمة التي أثارت انتباهه للإسلام دراسته للفلسفة، حيث قرأ من خلالها بعض الأمور عن الإسلام.

وأيضًا من الأمور التي جعلته يعرف الإسلام عن قرب، طالب سعودي في قسم الدراسات العليا، كان يسكن بالقرب منه، وكان يتحدث معه كثيرًا عن الإسلام، وأعطاه الكثير من الكتب الإسلامية، وأيضًا عرَّفه على أستاذين مسلمين بالجامعة.

أما عن النقطة المهمة التي كانت سببًا في إسلامه، فيتحدث عنها قائلاً:
“ونقطة مهمة أخرى هي أن بحثي لنيل إجازة الدكتوراه كان عن التربية وبناء الأمم، ومن هنا عرفتُ ما تحتاج إليه الأمم لبنائها الاجتماعي والاقتصادي والسياسي، وكذلك البناء الروحي. واكتشفتُ أن أركان الإسلام الأساسية تقدِّم أساسًا عظيمًا، وقاعدة قيِّمة لإعادة بناء الأمة اجتماعيًّا واقتصاديًّا ورُوحيًّا؛ ولذلك فإذا سألتني: لماذا اعتنقت الإسلام؟ سأقول لك: لأنَّ الإسلام هو دين فريد من نوعه، تشكِّل فيه أركانه الأساسية قاعدةً للحكم تهدي كلاًّ من الضمير، وكذلك حياة المؤمنين به على حدٍّ سواء”.

إسهامات دوجلاس آرشر

لقد دافع دوجلاس آرشر عن الإسلام، وقال: إنه قادر على حل المشكلات، وتلبية الحاجات الاجتماعية والروحية والسياسية للذين يعيشون في ظل الرأسمالية والشيوعية؛ فقد فشل هذان النظامان في حلِّ مشكلات الإنسان، أما الإسلام فسوف يقدِّم السلام للأشقياء، والأمل والهُدَى للحيارَى والضالين.

وأيضًا يحاول الدكتور دوجلاس آرشر من خلال رئاسته للمعهد التربوي في الكاريبي أن ينشر الإسلام في جزر الهند الغربية عن طريق البرامج العلمية للمعهد، كما قام بجولات في المملكة العربية السعودية، وفي الكويت لدعم قضيته الإسلامية.

المصدر: كتاب (عظماء أسلموا) للدكتور راغب السرجاني.

 

قصة إسلام الأمريكي دافيد ليفلي David Lively الذي لم يتقبل عقله وقلبه أمرين رئيسين من معتقدات النصرانية وهما عقيدة التثليث وعقيدة الخلاص.. فما قصة إسلام دافيد
ولد دافيد ليفلي David Lively في مدينة فيلادلفيا شمال شرق الولايات المتحدة، وأخذ في دراسة الرياضيات حتى تخرج في جامعة (ليهاي) متخصِّصًا في الكمبيوتر.
ويقول عن نفسه: “في بداية الشباب كنت مواظبًا على ارتياد الكنيسة البروتستانتية أنا وأسرتي، والبروتستانتية مذهب غالبية الشعب الأمريكي، وطالعت مبكرًا النصوص والمعتقدات الدينية، إلا أنني لاحظت أن عقلي وقلبي لا يتقبلان أمرين أساسيين من معتقدات النصرانية، هما:
– عقيدة التثليث (مرفوضة بأي شكل) لتعارضها مع العقل.
– وعقيدة الخلاص المنسوبة للمسيح عليه السلام؛ لما فيها من التناقض الديني في مجال الأخلاقيات.
عند ذلك اندفعت للبحث عن معتقد جديد يعصمني من الانحراف والضياع، ويملأ الفراغ الروحي الذي يعانيه ويشكو منه الشباب الأمريكي والأوربي.

قصة إسلام دافيد ليفلي

يتحدث دافيد ليفلي عن نفسه فيقول:
“تعرفت على صديق أمريكي سبقني للإسلام، وكانت لديه ترجمة لمعاني القرآن الكريم بالإنجليزية، فأخذتها لأضيفها إلى ما لديَّ من كتب دينية، وما إن بدأت في قرأتها حتى استراح قلبي للمبادئ التي اشتمل الإسلام عليها، ثم اتجهتُ إلى الإسلام داعيًا الله بهذه الدعوات: يا صاحب الهداية، إذ لم يكن هذا الدين المسمَّى بالدين الإسلامي هو دينك الصحيح الذي ترضى عنه، فأبعدني عنه وعن أصحابي من المسلمين، وإذا كان هو دينك الحق فقربني إليه وفقهني فيه.
ولم يمر أسبوع إلا واستقرَّ الإسلام في قلبي ورسخ في ضميري، فاطمأن قلبي وعقلي وسكنت نفسي، واستراحت إلى أن الإسلام هو دين الله حقًّا، وصدق القرآن عندما يقرِّر: {إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللهِ الإِسْلَامُ} [آل عمران: 19]”.

إسهامات دافيد ليفلي

حاول داود عبد الله التوحيدي (وهذا اسمه بعد إسلامه) تنبيه المسلمين لما هم عليه، طالبًا منهم تغيير أوضاعهم فيقول:
“ما أبعد الفرق بين الإسلام وما يشتمل عليه من قيم وأخلاقيات وعقائد سامية، وبين حال المسلمين من جهلهم بعقيدتهم وفقدانهم لقيمهم، وابتعادهم عن قيم الإسلام وأخلاقياته!! فحكام المسلمين تباطئوا في العمل من أجل الإسلام مع أنها رسالتهم السامية، وعلماء الإسلام تخلوا عن دورهم الحقيقي في الدعوة وفي الاجتهاد واستنباط الأحكام، والمطلوب من علماء الإسلام ألاّ يكتفوا بحفظ التراث فقط، بل عليهم العودة إلى إعمال الفكر الإسلامي، وعندئذٍ يعود إليهم نور النبوة والإيمان والتطبيق والنفع لغيرهم.
وإنه لمِمَّا يثير الدهشة ابتعاد كثير من الشباب في العالم الإسلامي عن قيم الإسلام الروحية وانصرافهم عن تعاليمه، في الوقت الذي نجد فيه شباب العالم الغربي متعطشًا إلى هذه القيم، ولكنه لا يجدها في مجتمعاته العلمانية التي لا تعرف عن الإسلام شيئًا”.
أما عن أمنية ذلك المسلم الأمريكي داود التوحيدي:
“إن أمنيتي أن تتواصل دراساتي الإسلامية، والتخصص في مجال مقارنة الأديان؛ حتى أتمكَّن من الاشتراك في تربية الأجيال المقبلة من أبناء المسلمين في أمريكا، والتصدي للغزو الفكري هناك، وحتى أعمل على نشر الإسلام بين غير المسلمين. كما أتمنى أن يأتي اليوم الذي أرى فيه للإسلام تأثيرًا في إعادة صياغة المجتمع الأمريكي في المستقبل، وأن أشارك في نهضة الإسلام في أنحاء العالم؛ فالإسلام لا يعرف الأوطان، وإنما هو هداية مُرسلة إلى العالمين، والقرآن الكريم يقول عن رسول الإسلام: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ} [الأنبياء: 107].

المصدر: كتاب (عظماء أسلموا) للدكتور راغب السرجاني.

سيذكر التاريخ المستشرق (جولاجر مانيوس) كواحد من المشاهير الذين أسلموا في دولة المجر.العالم المجري عبد الكريم جرمانيوس

التعريف به

جولاجر مانيوس الذي وُلِدَ في 6 من نوفمبر 1884م، وبعد إسلامه أطلق على نفسه اسمًا إسلاميًّا، هو عبد الكريم جرمانيوس.
واستطاع عبد الكريم جرمانيوس، أن يدعو للإسلام والرسالة المحمدية وسط مجال عمله؛ حيث كان يعمل أستاذًا في جامعة (لورانت أنوفيش). وتبع عبد الكريم جرمانيوس كثرةٌ هائلةٌ من داخل الجامعة وخارجها، حتى إن الجامعة خصصت كرسيًّا للتاريخ العربي والإسلامي، باسم عبد الكريم جرمانيوس.

قصة إسلامه

يروي الدكتور (عبد الكريم جرمانيوس) خلفيّات اهتدائه إلى الإسلام، فيقول: “كان ذلك في عصر يوم مطير، وكنتُ ما أزال في سنّ المراهقة، عندما كنتُ أقلِّب صحائف مجلّة مصوّرة قديمة، تختلط فيها الأحداث الجارية مع قصص الخيال، مع وصف لبعض البلاد النائية؛ بقيت بعض الوقت أقلِّب الصحائف في غير اكتراث إلى أن وقعت عيني فجأة على صورة لوحة خشبيّة محفورة استرعت انتباهي، كانت الصورة لبيوت ذات سقوف مستوية تتخلّلها هنا وهناك قباب مستديرة ترتفع برفق إلى السماء المظلمة التي شقّ الهلال ظلمتها.
ملكت الصورة عليَّ خيالي، وأحسستُ بشوق غلاّب لا يقاوم إلى معرفة ذلك النور الذي كان يُغالب الظّلام في اللّوحة. بدأتُ أدرس اللّغة التركيّة، ومن ثَمَّ الفارسيّة فالعربيّة، وحاولتُ أن أتمكّن من هذه اللّغات الثلاث حتّى أستطيع خوض هذا العالم الروحيّ الذي نشر هذا الضوء الباهر على أرجاء البشريّة”.
وفي إجازة صيف كان من حظي أن أُسافر إلى البوسنة – وهي أقرب بلد شرقيّ إلى بلاده – وما كدت أنزل أحد الفنادق حتّى سارعت إلى الخروج لمشاهدة المسلمين في واقع حياتهم، حيث خرجت بانطباع مُخالف لما يُقال حول المسلمين، وكان هذا هو أوّل لقاء مع المسلمين. ثمّ مرّت سنوات وسنوات في حياة حافلة بالأسفار والدراسات، وكنت مع مرور الزّمن تتفتّح عيوني على آفاق عجيبة وجديدة.
ورغم تطوافه الواسع في دنيا الله، واستمتاعه بمشاهدة روائع الآثار في آسيا الصغرى وسوريا، وتعلّمه اللّغات العديدة وقراءاته لآلاف الصفحات من كتب العلماء، قرأ كلّ ذلك بعين فاحصة، يقول: “ورغم كلّ ذلك فقد ظلّت روحي ظمأى”.
وفي أثناء وجوده بالهند، رأى ذات ليلة – كما يرى النائم – كأنّ محمّدًا رسول الله صلَّى الله عليه وسلم يخاطبه بصوت عطوف: “لماذا الحيرة؟! إنّ الطريق المستقيم أمامك مأمون ممهّد مثل سطح الأرض. سِرْ بخُطا ثابتة وبقوّة الإيمان”. وفي يوم الجمعة التالية، وقع الحدث العظيم في مسجد الجمعة في دلهي، حينما أشهر إسلامه على رءوس الأشهاد.
وعن تلك اللّحظات المفعمة بالأحاسيس يتذكّر (الحاج عبد الكريم جرمانوس)، فيقول: “كان التأثّر والحماس يعمّان المكان، ولا أستطيع أن أتذكّر ماذا كان في ذلك الحين، وقف الناس أمامي يتلقّفونني بالأحضان. كم من مسكين مجهد نظر إليَّ في ضراعة، يسألني الدعوات ويريد تقبيل رأسي، فابتهلتُ إلى الله أن لا يدع هذه النفوس البريئة تنظر إليِّ وكأنِّي أرفع منها قدرًا، فما أنا إلاَّ حشرة من بين حشرات الأرض، أو تائه جادّ في البحث عن النور، لا حول لي ولا قوة، مثل غيري من المخلوقات التعيسة، لقد خجلتُ أمام أنّات وآمال هؤلاء الناس الطيِّبين. وفي اليوم التالي وما يليه كان الناس يفدون عليَّ في جماعات لتهنئتي، ونالني من محبّتهم وعواطفهم ما يكفيني زادًا مدى حياتي.

شغفه بتعلم اللغات

تعلّم عبد الكريم جرمانوس اللّغات الغربيّة: اليونانيّة، واللاتينيّة، والإنجليزيّة، والفرنسيّة، والإيطاليّة، والمجريّة، ومن اللّغات الشرقيّة: الفارسيّة والأورديّة، وأتقن العربيّة والتركيّة على أستاذيه: فامبيري، وجولد تسيهر اللّذين ورث عنهما ولَعهما بالشرق الإسلاميّ. ثمّ تابع دراستهما بعد عام 1905م في جامعتي: إستانبول وفيينّا. وصنَّف كتابًا بالألمانيّة عن الأدب العثمانيّ 1906م، وآخر عن تاريخ أصناف الأتراك في القرن السابع عشر، فنال عليه جائزة مكّنته من قضاء فترة مديدة في لندن، حيث استكمل دراسته في المتحف البريطاني.
وفي عام 1912م عاد إلى بودابست، فعُيِّن أستاذًا للّغات العربيّة والتركيّة والفارسيّة، وتاريخ الإسلام وثقافته في المدرسة العليا الشرقيّة، ثمّ في القسم الشرقيّ من الجامعة الاقتصاديّة، ثمّ أستاذًا ورئيسًا للقسم العربيّ في جامعة بودابست 1948م، وظلّ يقوم فيه بتدريس اللّغة العربيّة، وتاريخ الحضارة الإسلاميّة، والأدب العربي قديمه وحديثه، محاولاً إيجاد حلقات اتصال بين نهضات الأُمم الإسلاميّة الاجتماعيّة والسيكولوجيّة، حتّى أُحيل إلى التقاعد 1965م.
ودعاه الشاعر الهندي (طاغور) إلى الهند لبعمل أستاذًا للتاريخ الإسلاميّ، فدرَّسه في جامعات: دلهي، ولاهور، وحيدر آباد (1929 – 1932م)، وهناك أشهر إسلامه في مسجد دلهي الأكبر، وألقى خطبة الجمعة، وتَسَمَّى بـ‍ (عبد الكريم). وقدم القاهرة وتعمَّق في دراسة الإسلام على شيوخ الأزهر، ثمّ قصد مكّة حاجًّا، وزار مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم، وصنّف في حجّته كتابه: الله أكبر، وقد نُشِر في عدّة لغات 1940م، وقام بتحرِّيات علميّة (1939 – 1941م) في القاهرة والسعوديّة، نشر نتائجها في مجلَّدين: شوامخ الأدب العربي 1952م، ودراسات في التركيبات اللّغوية العربيّة 1954م.
وفي ربيع عام 1955م عاد ليقضي بضعة أشهر في القاهرة والإسكندريّة ودمشق بدعوة من الحكومة ليحاضر بالعربيّة عن الفكر العربيّ المعاصر.

إسهاماته

ترك الدكتور عبد الكريم جرمانوس تراثًا علميًّا زاخرًا يتسم بالعمق والتنوّع، ومن مؤلفاته: قواعد اللّغة التركيّة (1925م)، والثورة التركيّة، والقوميّة العربيّة (1928م)، والأدب التركيّ الحديث (1931م)، والتيّارات الحديثة في الإسلام (1932م)، واكتشاف الجزيرة العربيّة وسوريا والعراق وغزوها (1940م)، ونهضة الثقافة العربيّة (1944م)، ودراسات في التركيبات اللّغويّة العربيّة (1954م)، وابن الروميّ (1956م)، وبين المفكِّرين (1958م)، ونحو أنوار الشرق، ومنتخب الشعراء العرب (1961م)، وفي الثقافة الإسلامية، وأدب المغرب (1964م)، وكان يعدّ ثلاثة كتب عن: أدب الهجرة، والرحّالة العرب وابن بطّوطة، وتاريخ الأدب العربيّ.
وقد أسهم هذا الأستاذ المجري – بدراساته التي عرفها العالم العربي – بنشر الدعوة الإسلامية، وإنشاء مكتبة إسلامية شهيرة بالاشتراك مع الشيخ أبي يوسف المصري، وقد اهتمت الحكومة المجرية بهذه المكتبة، التي ما زالت ترعاها حتى الآن حفاظًا على التراث الإسلامي وتاريخه، وتشجيعًا للمسلمين هناك.
وسنحت له الفرصة للقيام برحلة إلى الصحراء في 1939م بعد مغامرات مثيرة واجهها في طريقه عبر البحر إلى مصر، وزار لبنان وسوريا، ثم قام برحلة الحج الثانية. وقد كتب في مقدمة طبعة (الله أكبر!) الصادرة في 1973م ما يأتي: “زرت شبه الجزيرة ومكة والمدينة المنورة ثلاث مرات، ونشرتُ تجاربي خلال سفرتي الأولى في كتابي (الله أكبر!). وفي 1939 – 1940م بعد اندلاع الحرب العالمية الثانية، انطلقت عبر الدانوب لأصل إلى البحر بصفة بحّار من دون أن أعبأ بالمخاطر والتعب. فوصلت مصر ومنها أبحرت إلى شبه الجزيرة. أمضيت في المدينة المنورة أشهر عدة حيث زرت الأمكنة التي ارتبطت بحياة الرسول صلى الله عليه وسلّم: آثار مسجد القبلتين ومقبرة البقيع، ومواقع معركتي بدر وأُحد. كنت ضيفًا على المسجد المصري الذي أسسه محمد علي في المدينة. وفي الأماسي زارني العلماء المسلمون لنتحدث عن حال الإسلام في العالم. وكما شرحت في كتابي هذا، شعَّت منهم نحوي روح الإسلام بقوة وبنفس العمق دون نقصان، على رغم كل التغيرات الدنيوية التي يشهدها العالم، تمامًا مثلما خبرته في أيام شبابي التي قضيتها في الشرق المسلم”. وقد تحقق حُلمه في الذهاب من الحجاز إلى الرياض مع القوافل خلال رحلة 1939م، فوصل إليها بعد أربعة أسابيع عصيبة، خلَّد تفاصيلها في كتابه الشهير (تحت ضوء الهلال الخافت) 1957م.
وعرض في كتابه اللاحق (نحو أنوار الشرق) 1966م تجاربه خلال رحلاته التي قام بها بين 1955- 1965م. خلال تلك الفترة أصبح عضوًا في المجامع العلمية العربية بمصر 1956م، وبغداد 1962م، ودمشق 1966م؛ فقد زار بغداد في 1962م بدعوة من رئيس الوزراء عبد الكريم قاسم للمشاركة في الاحتفالات التي أقيمت بمناسبة الذكرى 1200 لتأسيس بغداد، وعندها أصبح عضوًا في المجمع العلمي العراقي، وقدَّم في احتفال التنصيب بحثًا عنوانه: تأريخ الإسلام في المجر. وفي 1964م دعته الحكومة المصرية للمساهمة في الاحتفال بالذكرى الألفية لتأسيس الأزهر، ثم في 1965م دعاه الملك فيصل بن سعود لحضور المؤتمر الإسلامي في مكة، وقام بشعائر الحج للمرة الثالثة خلال وجوده هناك، وهو في السنة الحادية والثمانين من العمر.
كان جرمانوس كاتبًا غزير الإنتاج، تناول مختلف المواضيع؛ فقد كتب في تاريخ وأدب الأتراك العثمانيين، وبحث في التطورات المعاصرة للجمهورية التركية، وبحث في الإسلام والتيارات الفكرية الإسلامية المعاصرة، والأدب العربي، وله كتاب مهم عنوانه (تاريخ الأدب العربي) صدر في 1962م، وقبله (الشعراء العرب من الجاهلية حتى يومنا هذا) الصادر في 1961م، وقد كتب عن الرحالة والجغرافيين العرب كتاب (الجغرافيون العرب) لندن 1954م، وله دراسات كثيرة عن الهند. وكان يؤلِّف كتبه وأبحاثه بعدد من اللغات إلى جانب المجرية، مثل: الإنجليزية والفرنسية والإيطالية والألمانية. ولعل أسلوبه السهل الآسر كان وراء انتشار كتبه؛ وبهذا قام جرمانوس بدور رائد في التعريف بالثقافة العربية والأدب العربي وبالإسلام وبحضارة الشرق عمومًا، فتعرَّفت أجيال متتالية من المجريين على أعماله وأحبَّتها.

وفاته

توفي عبد الكريم جرمانوس في 7 من نوفمبر 1979م، وقد بلغ عامه السادس والتسعين، ودُفِنَ حسب الشعائر الإسلامية في مقبرة من مقابر بودابست. ويحتفظ المتحف الجغرافي المجري في مدينة أيرد بكامل أرشيف هذا الرحالة والمستشرق المجري المسلم.

كان عالم الحضارات والآثار إميل بريس دافن Emile presse Daphné من أكثر معاصريه الفرنسيين الذين درسوا مصر إسهامًا في التعريف بها، خصوصًا أنه شخصية متميزة متعددة المواهب؛ فهو لم يقتصر على الكشف عن الآثار الفرعونية بل تعداها للاهتمام بدراسة الحضارة الإسلامية. وتُعَدُّ جرأة اكتشافاته وتهور مغامراته دليلاً على نفاذ بصره، وحدَّة ملاحظته، واتساع معارفه، ورغبته العارمة في بلوغ الحقيقة.

وقد أثرى الأركيولوجيا بمؤلفات في غاية الأهمية، كرَّس لها سنوات عديدة من الجهد المتواصل، مضحيًا في سبيلها بثروة طائلة كان قد ورثها، إضافةً إلى ما شغله من مناصب، حتى استطاع أن يقدم أربعة عشر كتابًا غير المقالات والدراسات، يأتي في مقدمتها كتابه (الآثار المصرية وتاريخ الفن المصري منذ فجر التاريخ حتى السيادة الرومانية)، وموسوعته الضخمة (الفن العربي من واقع آثار مصر من القرن السابع إلى نهاية القرن الثامن عشر).

وتشكِّل مآثر وإنجازات إميل دافن أعمالاً جديرة بالتقدير والعرفان، ينبغي أن يقترن معها اسمه متألقًا إلى جانب أسماء شمبليون ومارييت وماسبيرو في ذاكرة عشاق تاريخ الفنون.

جاء بريس دافن عام 1829م ليعمل مهندسًا مدنيًّا في خدمة إبراهيم باشا، ثم أستاذًا للطبوغرافيا في مدرسة أركان حرب بالخانقاه، ومربيًا لأولاد الباشا، غير أنه لشدة صلفه واعتداده بنفسه واستنكاره للتصرفات المستهجنة، كثيرًا ما انفعل وتهوَّر على رؤسائه بلغ حدَّ الاعتداء عليهم؛ مما جرَّ عليه سخطهم حتى أمكن للوقيعة أن تنتهي إلى إثارة غضب الوالي عليه.

وما لبث أن تحول المهندس إلى مستشرق وعالم مصريات، وعكف على تعلم اللغة العربية ولهجاتها وتجويدها وحل رموز الهيروغلوفيات، وما إن لمس القدرة لديه على الاستقلال حتى استقال من منصبه عام 1837م مفضِّلاً حريته كرحَّالة مكتشف وعالم آثار.

قصة إسلام إميل بريس دافن

درس إميل بريس دافن الإسلام دراسة متأنية بدأت بدراسة القرآن وحياة رسول الإسلام ودعوته، وكيف كان العرب مجرد قبائل متناحرة متقاتلة، واستطاع النبي أن يجعل منهم أمة مؤتلفة موحَّدة، انتصرت على أكبر إمبراطوريتين في العالم: الإمبراطورية الفارسية والإمبراطورية البيزنطية، وخضوعهما لأحكام المسلمين.

ويقول عن سبب إسلامه:
إنه لاحظ أن شريعة الإسلام تتسم بالعدل والحق والتسامح والعفو، وتنادي بالأخوة الإنسانية الكاملة، وتدعو إلى كل الفضائل، وتنهى عن كل الرذائل، وأن الحضارة الإسلامية حضارة إنسانية سادت العالم القديم قرونًا متطاولة.

درس إميل دافن ذلك كله، ووجد قلبه وعقله يجذبانه لاعتناق الإسلام، فأسلم وتسمَّى باسم إدريس دافن، وارتدى زيّ الفلاحين، وانطلق يؤدِّي رسالته في الصعيد والدلتا.

إسهامات إميل بريس دافن

يدين العرب لبريس دافن بالكثير في مجال الأركيولوجيا الإسلامية بأكثر مما يدينون له في مجال الأركيولوجيا الفرعونية.

واستطاع عالم الحضارات والآثار إدريس دافن أن يعيد بعث الحضارة الفرعونية والإسلامية لتنهض من سُبَاتها، وأن يردَّ إلينا الفن العربي الإنساني النابض بالحياة سهل المنال، وفي هذا يكمن ما يدين به الإسلام إلى هذا المستشرق الفرنسي المسلم.

المصدر: كتاب (عظماء أسلموا) للدكتور راغب السرجاني.

هو من أشهر رجال الاقتصاد في العالم، ولكن بعد أن عرف الدين الإسلامي اعتنقه، وغيَّر اسمه من كريستوفر شامونت Christopher Hamont إلى أحمد.

ولكن ما السبب الذي جعل رجل الاقتصاد الشهير يتحول إلى الإسلام؟ هذا ما سنعرفه من خلال قصة إسلامه.

قصة إسلام كريستوفر شامونت

أما عن قصة إسلام كريستوفر شامونت فكانت بدايتها عندما بدأ يشك في قصة (التثليث)، التي لم يجد لها تفسيرًا مقنعًا إلا في القرآن الكريم، فوجد ضالته في الإسلام، وفهم ماهيته وعظمته، ووجد ما كان يبحث عنه بشأن عملية التثليث حينما قرأ في القرآن الكريم أن المسيح -عليه السلام- رسول من عند الله، وأنه بشرٌ، وأن هناك إلهًا واحدًا فقط هو المستحق للعبادة والطاعة.

بعد ذلك بدأ كريستوفر شامونت يعرف الكثير عن الإسلام من خلال قراءته للقرآن الكريم المترجم بالإنجليزية، وأيضًا قراءة بعض الكتب المترجمة عن الإسلام، حيث كان يعمل بالمملكة العربية السعودية فأتاح له ذلك فرصة الاختلاط بالمسلمين من مختلف الجنسيات، ويتحدث عن ذلك قائلاً:

“لقد كان لاختلاطي بالمسلمين من مختلف الجنسيات والمناقشات التي دارت معهم أثرٌ كبير في معرفتي بالإسلام، بعد أن وجدتُ نفسي مدفوعًا إلى الرغبة في التعرف على فلسفة الدين الإسلامي”.

هكذا عرف كريستوفر شامونت الإسلام، هكذا وصل إلى الحقيقة التي يبحث عنها، وتمسك بها رغم ما تمتع به من شهرة كواحد من أشهر رجال الاقتصاد في العالم.

إسهامات كريستوفر شامونت

دعا كريستوفر شامونت المسلمين إلى التمسك بتعاليم دينهم؛ لأنها هي سبب نجاحهم؛ ويقول في ذلك:

“إن تعاليم الإسلام عظيمة، لو تمسك بها المسلمون لبلغوا أقصى درجات التقدم والقوة والحضارة، ولكن المسلمين متقوقعون، وهو ما جعل غيرهم يتفوق عليهم، مع أن المسلمين الأوائل كانوا أول من سلك طريق الحضارة والتقدم العلمي والاجتماعي والاقتصادي”.

إذن لقد أوضح كريستوفر شامونت أن تعاليم الإسلام هي السبيل لبلوغ التقدم والرقي، وأن عدم التمسك بها هو السبب في تأخُّر المسلمين، وأن عودة المسلمين للتمسك بعبادتهم هو السبيل لتقدمهم ونجاحهم.

أيضًا تحدث أحمد شامونت عن الإسلام قائلاً:
“إن الإسلام هو الدين الذي يخاطب عقل الإنسان، ويضع يده على بداية الطريق ليحقق السعادة في الدنيا والآخرة. هذه حقيقة، فلقد وجدتُ في الإسلام ما كنت أبحثُ عنه، وأي مشكلة يواجهها الإنسان يجد حلها في القرآن الكريم”.

المصدر: كتاب (عظماء أسلموا) للدكتور راغب السرجاني.

ولد مستر روف Rove المستشرق الإنجليزي عالم الأديان والاجتماع عام 1916م لأبوين أحدهما مسيحي والآخر يهودي في إنجلترا، وقد بدأ حياته بدراسة عقيدة أبويه المسيحية واليهودية، ثم انتقل إلى دراسة الهندوسية وفلسفتها وخاصةً تعاليمها الحديثة، والعقيدة البوذية مع مقارنتها ببعض المذاهب اليونانية القديمة، ثم قام بدراسة بعض النظريات والمذاهب الاجتماعية الحديثة وخاصةً أفكار عالم روسيا الأكبر وفيلسوفها الأعظم ليو تولستوي.

قصة إسلام المستشرق حسين روف

جاء اهتمام مستر روف بالإسلام ودراسته للإسلام متأخرة بالنسبة للأديان والعقائد الأخرى، برغم إقامته في بعض البلاد العربية؛ وكان أول تعرُّف له عليه عن طريق قراءاته لترجمةٍ للقرآن الكريم وضعها (رودويل)، إلا أنه لم يتأثر بها؛ لأنها لم تكن ترجمة أمينة صادقة، وكان شأنها في ذلك شأن كثير من الترجمات المماثلة، التي يشوبها الجهل أو الأغراض العدائية، والتي صدرت بعدة لغات أجنبية.

غير أنه -لحسن حظه- التقى بأحد دعاة الإسلام المثقفين المخلصين الذين يتقدون حماسًا له، وإخلاصًا في تبليغه للناس، فقام بتعريفه بعضَ حقائق الإسلام، وأرشده إلى إحدى النسخ المترجمة لمعاني القرآن الكريم، ترجمها أحد العلماء المسلمين، وأضاف إليها تفسيرًا واضحًا مقنعًا بُني على المنطق والعقل، فضلاً عن توضيح المعاني الحقيقية التي تعجز عن إبرازها اللغة الإنجليزية، كما أرشده إلى بعض الكتب الإسلامية الأخرى التي تتسم بالصدق والبرهان الساطع، فأتاح له كل ذلك أن يُكوِّن فكرة مبدئية عن حقيقة الإسلام، أثارت رغبته في الاستزادة من المعرفة به وبمبادئه وأهدافه عن طريق المصادر العلمية غير المغرضة.

وقد أكدت صلاته ببعض الجماعات الإسلامية، ودراسته لأحوالهم عن كَثَبٍ مدى تأثير الإسلام في سلوكهم وروابطهم؛ فتأكَّدت بذلك في نفسه فكرته المبدئية عن عظمة الإسلام، فآمن به كل الإيمان.

أما لماذا أسلم هذا المستشرق الإنجليزي؟

فيصف تجربته لاعتناق الإسلام حيث يقول:
“ذات يوم من عام 1945م دُعيت من بعض الأصدقاء لمشاهدة صلاة العيد، وتناول الطعام بعد الصلاة، فكانت تلك مناسبة طيبة لأرى عن قربٍ ذلك الحشد الدوليّ من المسلمين، لا تجد فيهم تعصبًا قوميًّا أو عرقيًّا… هناك قابلت أميرًا تركيًّا وإلى جواره كثير من المعدمين، جلسوا جميعًا لتناول الطعام، لا تلمح في وجوه الأغنياء تواضعًا مصطنعًا أو تكلفًا وتظاهرًا كاذبًا بالمساواة، كذلك الذي يبدو على الرجل الأبيض في حديثه إلى جاره الأسود، ولا ترى بينهم من يعتزل الجماعة أو ينتحي فيها جانبًا أو ركنًا قصيًّا، ولا تلمح بينهم ذلك الشعور الطبقي السخيف الذي يمكن أن يتخفى وراء أستار مزيفة من الفضيلة”.

“ويكفيني أن أقول بعد تفكير وتدبُّر: إنني وجدت نفسي تلقائيًّا أهتدي إلى الإيمان بهذا الدين بعد دراستي جميع الأديان الأخرى المعروفة في العالم دون أن يشد انتباهي، ودون أن أقتنع بأيِّ دينٍ منها”.

ثم أشاد بأخلاق المسلمين وسماحتهم وكرمهم، وأشار إلى قدرة الإسلام على علاج مشكلة التفاوت الاجتماعي والصراع الطبقي بقوله:

“لقد سافرت إلى أقطار كثيرة في أنحاء المعمورة شرقها وغربها، وأتيحت لي الفرصة لأرى كيف يستقبل الغريب في كل مكان، وأن أعرف أين يكون إكرامه أول ما يخطر لي على البال، وأن يكون العُرف الأول هو (التحري عنه وعن المصلحة أو الفائدة التي قد تأتي من مساعدته)، فلم أجد من غير المسلمين مَن يدانيهم في استقبال الغريب والحفاوة به وإكرامه والعطف عليه دون انتظار مقابل، أو دون توقع مصلحة… ومن الناحية الاقتصادية نجد أن الجماعات الإسلامية هي وحدها التي أزالت الفوارق بين الأغنياء والفقراء بطريقة لا تدفع الفقراء إلى قلب كيان المجتمع، وإثارة الفوضى والأحقاد”.

إسهامات المستشرق حسين روف

لقد كان المستشرق الإنجليزي المسلم حسين روف واحدًا من أبرز الباحثين الاجتماعيين الأوربيين الذين درسوا الأديان والمذاهب الاجتماعية دراسة متأنية متعمقة، فبهرته عظمة الإسلام، وسموُّ أهدافه ومبادئه، وقدرته الفائقة على حل المشاكل ومواجهة المتاعب التي يعانيها الأفراد، وتقاسي منها المجتمعات الإنسانية، وملاءمته العجيبة لمختلف البيئات والحضارات على تباينها واختلافها.

وبعد إسلامه كان طبيعيًّا أن يبادر بالدعوة إلى هذا الدين، الذي ملك عليه قلبه وعقله ومشاعره؛ لتبصير مواطنيه بمبادئه السمحة وأهدافه السامية، مع تفنيد طوفان الأكاذيب، وهدم صرح الأوهام والأباطيل التي ألصقها خصوم الإسلام به.

وصدق الله إذ يقول: {وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ المُسْلِمِينَ} [فصلت: 33].

المصدر: كتاب (عظماء أسلموا) للدكتور راغب السرجاني.

قصة إسلام العالم الألماني حامد ماركوس الذي بهره أسلوب القرآن.. فما قصة إسلام حامد ماركوس؟ وماذا قال عن الإسلام بعد إسلامه؟الدكتور حامد ماركوس .. العالم والصحفي الألماني
منذ طفولتي وأنا أشعر بدافع في داخل نفسي لدراسة الإسلام ما وجدت إلى ذلك سبيلاً، وعنيت بقراءة نسخة مترجمة للقرآن في مكتبة المدينة التي نشأتُ فيها، وكانت هي الطبعة التي حصل منها “جوته” على معلوماته عن الإسلام.

أخذ مني الإعجاب كل مأخذ؛ لما رأيته في هذا القرآن من أسلوب عقلي رائع في نفس الوقت الذي يفرض فيه التعاليم الإسلامية، كما أدهشني تلك الروح الثابرة الوثابة العظيمة التي أثارتها وأذكتها هذه التعاليم في قلوب المسلمين الأوائل.

ثم أتيحت لي في برلين فرصة العمل مع المسلمين والاستمتاع إلى الأحاديث الحماسية المثيرة التي كان يقدمها مؤسس أول جمعية إسلامية في برلين ومنشئ مسجد برلين عن القرآن الكريم، وبعد سنوات من التعاون العملي مع هذه الشخصية الفذَّة لمستُ فيها ما يبذله من ذات نفسه وروحه، آمنت بالإسلام؛ إذ رأيت في مبادئه السامية والتي تعتبر القمة في تاريخ الفكر البشري، ما يكمل آرائي شخصيًّا.

والإيمان بالله عقيدة أصيلة في دين الإسلام، ولكنه لا يدعو إلى مبادئ أو عقائد تتنافى مع العلم الحديث، وعلى هذا فليس ثمة تناقض ما بين العقيدة من جانب وبين العلم من الجانب الآخر، وهذه -ولا شكَّ- ميزة عظيمة فريدة في نظر رجل أسهم بكل طاقته في البحث العلمي.

وميزة أخرى يمتاز بها الدين الإسلامي، تلك أنه ليس مجرد تعاليم نظرية صماء تسير على غير بصيرة وعلى هامش الحياة، إنما هو يدعو إلى نظام تطبيقي يصبغ حياة البشر، وقوانين الإسلام ليست بالتعاليم الجبرية التي تحتجز الحريات الشخصية، ولكنها توجيهات وإرشادات تؤدي إلى حرية فردية منظمة.

ومع توالي السنين كنت أزداد اقتناعًا بما يتبين لي من الأدلة على أن الإسلام يسلك أقوم سبيل في الملائمة بين شخصية الفرد وشخصية الجماعة، ويربط بينهما برباط قوي متين.

إنه دين الاستقامة والتسامح، إنه دائم الدعوة إلى الخير، يحض عليه ويرفع من شأنه في جميع الأحوال والمناسبات.

المصدر: كتاب (رحلة إيمانية مع رجال ونساء أسلموا) إعداد: عبد الرحمن محمود.

فى أوج عصر الإمبراطورية قرر بريطانيون ترك الديانة المسيحية واعتناق الإسلام، وفيما يلى قصص ثلاثة من هؤلاء الرواد الذين تحدوا معايير العصر الفيكتورى فى الوقت الذى كانت فيه المسيحية حجر أساس الهوية البريطانية-وفقا لهيئة الإذاعة البريطانية “بى بى سى”.

وليام هنري كويلياموليام هنري كويليام

 

عبد الله كويليام

بدأ اهتمام المحامى وليام هنرى كويليام بالإسلام بعد أن رأى صلاة يؤديها مغاربة على ظهر عبّارة خلال استراحة فى مياه البحر المتوسط عام 1887.

 

وقال كويليام: “لم تزعجهم على الإطلاق قوة الرياح العاتية أو تأرجح السفينة. تأثرت كثيرا وأنا أنظر فى وجوههم وتعبيراتهم، التى أظهرت إيمانا كاملا وصدقا“.

 

وبعد أن جمع معلومات عن الدين خلال فترة إقامته فى طنجة، أسلم كويليام، وكان بعمر 31 عاما فى ذلك الوقت، ووصف إيمانه الجديد بأنه “معقول ومنطقى وأنه يشعر على المستوى الشخصى بأنه لا يتعارض مع معتقداته“.

 

وعلى الرغم من أن الإسلام لا يلزم من يعتنقه بتغيير اسمه، اختار كويليام لنفسه اسم “عبد الله“.

 

وبعد عودته إلى إنجلترا فى عام 1887، أصبح داعية للدين، ويقال إن بفضل جهوده اعتنق نحو 600 شخص الإسلام فى شتى أرجاء بريطانيا.

أنعم السلطان العثماني على كويليام في عام 1894 لقب شيخ الإسلام في الجزر البريطانية بموافقة من الملكة فيكتورياأنعم السلطان العثماني على كويليام في عام 1894 لقب شيخ الإسلام في الجزر البريطانية بموافقة من الملكة فيكتوريا

 

كما أنشأ كويليام أول مسجد فى البلاد فى العام نفسه فى ليفربول، التى كان يعتبرها الكثيرون فى ذلك الوقت “المدينة الثانية للإمبراطورية البريطانية“.

 

وكانت الملكة فيكتوريا، التى كانت تحكم تحت سلطة بلادها مسلمين أكثر مقارنة بالإمبراطورية العثمانية، من بين أولئك الذين طلبوا كتيبا كتبه كويليام بعنوان “دين الإسلام”، لخص فيه الدين الإسلامى وتُرجم الكتيب إلى 13 لغة.

 

ويقال إنها طلبت ست نسخ إضافية لعائلتها لكن رغبتها فى استزادة المعرفة لم تتفق مع المجتمع العريض الذى كان يعتقد أن الإسلام دين عنف.

 

وفى عام 1894، أنعم السلطان العثمانى على كويليام بلقب “شيخ الإسلام فى الجزر البريطانية”، بموافقة من الملكة فيكتوريا، وهو لقب يعكس قيادته فى مجتمع المسلمين.

 

واجه العديد من سكان ليفربول الذين اعتنقوا الإسلام استياء وسوء معاملة بسبب إيمانهم، من بينها الاعتداء عليهم بالطوب والفضلات والأسمدة، على الرغم من الاعتراف الرسمى بالدين.

 

كان كويليام يعتقد أن المهاجمين خضعوا لعمليات “غسيل مخ وهو ما أدى إلى الاعتقاد بأننا أشرار“.

 

وعُرف عن كويليام محليا بعمله مع الفئات المحرومة، ومناصرة النقابات العمالية وإصلاح قانون الطلاق، لكن مسيرته القانونية تدهورت عندما سعى إلى مساعدة موكلة ترغب فى الحصول على الطلاق.

شارك كويليام في إنشاء ثاني أقدم مسجد بريطاني في بلدة ووكينغشارك كويليام في إنشاء ثاني أقدم مسجد بريطاني في بلدة ووكينغ

 

نُصب فخ للزوج الذى زُعم أنه يمارس الزنا، وهى ممارسة كانت شائعة فى ذلك الوقت، لكن محاولته باءت بالفشل وأوقف كويليام عن العمل.

 

غادر ليفربول فى عام 1908 ليخفف من أثر الفضيحة على المسلمين فى المدينة، وظهر من جديد فى الجنوب باسم هنرى دى ليون، على الرغم من أن الكثيرين كانوا يعرفونه، وفقا لرون غيفيز، الذى كتب كتابا عن سيرة حياة كويليام.

 

وعلى الرغم من تراجع تأثيره، فقد شارك فى إنشاء ثانى أقدم مسجد فى البلاد، بنى فى ووكينغ، ودُفن كويليام فى مقاطعة سرى عام 1932.

 

ويحمل مسجد ليفربول اسمه حتى الآن.

 

ليدي إيفيلينليدي إيفيلين

 

يدى إيفيلين كوبولد

لم يكن غريبا أن يولع أحد أفراد الطبقة العليا بالإسلام وتلهمه الرحلات إلى أراضى المسلمين.

ولدت ليدى إيفيلين موراى لعائلة أرستقراطية فى أدنبره، وقضت معظم فترة طفولتها بين اسكتلندا وشمال أفريقيا.

وكتبت: “تعلمت هناك اللغة العربية، كنت أسعد بالهرب من مربيتى وزيارة المساجد مع أصدقاء جزائريين، كنت مسلمة لا إراديا فى القلب“.

دأبت إيفيلين فى ضيعة أسرتها فى “دانمور بارك” على مطاردة الغزلان وصيد أسماك السالمون.

وكان والدها المستكشف، إيرل دانمور السابع، يحرص على الخروج فى رحلات من بينها الصين وكندا. كما كانت والدتها، التى أصبحت بعد ذلك وصيفة الملكة فيكتوريا، شغوفة بالسفر.

تعد ليدي إيفيلين أول سيدة بريطانيا تؤدي شعائر الحجتعد ليدي إيفيلين أول سيدة بريطانية تؤدي شعائر الحج

 

ورثت ليدى إيفيلين من والديها حب السفر والترحال، وكانت التقت زوجها رجل الأعمال جون كوبولد فى القاهرة فى مصر.

وليس من المعروف متى اعتنقت ليدى إيفيلين الإسلام، ربما كانت بذرة الاعتناق قد غُرست أثناء رحلات الطفولة، غير أن إيمان ليدى إيفيلين ترسخ فيما يبدو بعد عطلة قضتها فى روما ولقاء مع البابا.

كتبت بعد ذلك تقول: “عندما وجه قداسته فجأة الحديث إلى وسألنى هل اعتنق الكاثوليكية، اندهشت للحظة ثم أجبته أنا مسلمة، ولا أعرف ما الذى تملكني، لأننى لم أفكر فى الإسلام لسنوات. وبدأ المشوار وصممت على قراءة ودراسة الدين“.

 

فيما قال المؤرخ وليام فاسي، الذى كتب مقدمة كتاب مذكرات ليدى إيفيلين، إن الجانب الروحى الدينى اجتذب الكثيرون من معتنقى الدين.

صورة تجمع ليدي إيفيلين وزوجها جون كوبولد وطفلتهاصورة تجمع ليدي إيفيلين وزوجها جون كوبولد وطفلتها

 

وأضاف أنهم اتبعوا “اعتقادا بأن جميع الأديان الكبرى تشترك فى وحدة متسامية.. بعيدا عن التفاصيل المذهبية السطحية التى تفرقها“.

 

وكان أصدقاء ليدى إيفيلين العرب فى الشرق الأوسط يشيرون إليها باسم “ليدى زينب”، وكانت تتمتع بإمكانية الوصول إلى مناطق مخصصة للسيدات، وكتبت عن “التأثير المهيمن للمرأة” فى الثقافة الإسلامية.

 

وفى سن 65 عاما أدت شعائر الحج، وكانت أول سيدة بريطانية تؤدى الشعيرة كاملة.

 

أتاح لها ذلك “اهتماما وإعجابا لا نهاية له”، ونُشرت قصتها بعد ذلك فى كتاب بعنوان “الحج إلى مكة“.

 

لا يُعرف عن حياتها سوى القليل بعد أن سافرت لفترة قصيرة إلى كينيا. وتوفيت فى دار رعاية “إنفيرنس” عام 1963 عن عمر ناهز 95 عاما، وأوصت بعزف موسيقى القرب فى جنازتها ونقش آية قرآنية، “آية النور”، على شاهد قبرها.

 

وكانت كتبت فى مذكرتها : “لطالما سألت نفسى متى ولماذا أسلمت“.

 

وأضافت : “إجابتى هى أننى لا أعرف اللحظة بالتحديد التى تجلت فيها حقيقة الإسلام بالنسبة لي“.

 

وقالت : “يبدو أننى كنت مسلمة على الدوام“.

 

روبرت ستانلي تحول الى الاسلام في السبعين من عمرهروبرت ستانلي تحول إلى الإسلام في السبعين من عمره

 

روبرت ستانلى

عادة ما يهيمن على قصص تاريخ المسلمين فى العصر الفيكتورى أولئك الذين ينتمون إلى الطبقات العليا فى المجتمع، والذين حُفظت قصصهم بطريقة أفضل.

 

لكن كريستينا لونغدين، التى اكتشفت أن جدها كان مسلما بعد أن بحث والدها فى شجرة العائلة، وتحتفظ بوثائق مكتوبة ويوميات تقول : “عموما توجد إشارات على أن الأمر ظهر فى الطبقة المتوسطة“.

 

ارتقى روبرت ستانلى من بقال من الطبقة العاملة إلى عمدة بلدة ستاليبريدج عن حزب المحافظين، وهى بلدة تقع على مقربة من مانشستر، فى سبعينيات القرن التاسع عشر.

 

وتقول لونغدين، التى كتبت كتابا عنه، إن ستانلى كان أيضا قاضيا وأنشأ صندوقا للعاملين المفصولين من عملهم بسبب عدم تصويتهم وفقا لآراء رؤساء العمل.

 

ووجدت أيضا أنه كان يكتب بانتظام عن الاستعمار البريطانى فى الرسالة الإخبارية لمسجد كويليام فى ليفربول.

 

التقى ستانلى كويليام فى أواخر تسعينيات القرن التاسع عشر بعد أن تقاعد من عمله السياسي، وربطت بينهما صداقة حميمة.

 

وتقول لونغدين : “كان روبرت يكبر كويليام فى العمر بـ 28 عاما، لذا أعتقد أن العلاقة بينهما كان تحمل بعض من علاقة الأب بالابن“.

 

بيد أنه لم يعتنق الإسلام إلا فى سن السبعين واختار لنفسه اسم “رشيد“.

 

وتعتقد لونغدين، من واقع بحثها، أنه لم يكن يوجد فى ستايبريدج فى ذلك الوقت “أى مسلم آخر”. وانتقل ستانلى بعد ذلك إلى مانشستر وتوفى بها عام 1911.

 

ظل اعتناقه للإسلام فى طى الكتمان حتى اكتشفته أسرة لونغدين عام 1998.

 

ومن قبيل الصدفة أسلم ستيفين، شقيق لونغدين، فى عام 1991 بعد أن درس فى مصر كجزء من درجته الجامعية، قبل سبع سنوات من اكتشاف حقيقة إسلام الجد ستانلي.

 

وعندما سمع عن اعتناق جده، وصف ذلك بأنه “مفاجأة مذهلة“.

 

وقال : “حقيقة وجود رجل اختار أن يكون مسلما فى وقت لا يمكن تصور شخص يفعل شيئا غير تقليدي، عندما تجلس وتفكر فى الأمر، نعم، إنها مانشستر”، مضيفًا: “الناس لا تخشى الوقوف والحديث عما تؤمن به، سواء كان ذلك سياسيا أو دينيا“.


إن هذه الشخصية الهامة كان لها فضل كبير – بعد الله – في نشر الدين الإسلامي بين الأمريكان السود، في الوقت الذي كان السود في أمريكا يعانون بشدة من التميز العنصري بينهم وبين البيض، فكانوا يتعرضون لأنواع الذل والمهانة، ويقاسون ويلات العذاب وصنوف الكراهية منهم
في هذا المناخ المضطرب الذي يموج بكل ألوان القهر والإذلال ولد مالكوم أكس لأب كان قسيساً في إحدى الكنائس، وأم من جزر الهند الغربية، وعندما بلغ السادسة من عمره قُتل والده على أيدي البيض بعد أن هشموا رأسه ووضعوه في طريق حافلة كهربائية دهمته حتى فارق الحياة.. فبدأت أحوال أسرة مالكوم أكس تتردى بسرعة.. مادياً ومعنوياً.. وباتوا يعيشون على الصدقات والمساعدات الاجتماعية من البيض والتي كانوا يماطلون في إعطائها.. ومع هذه الظروف القاسية عانت والدة مالكوم أكس من صدمة نفسية تطورت حتى أدخلت مستشفى للأمراض العقلية قضت فيه بقية حياتها، فتجرع مالكوم أكس وأخواته الثمانية مرارة فقد الأب والأم معاً، وأصبحوا أطفالاً تحت رعاية الدولة التي قامت بتوزيعهم على بيوت مختلفة…

في هذه الأثناء التحق مالكوم أكس بمدرسة قريبة كان فيها هو الزنجي الوحيد.. كان ذكياً نابهاً تفوق على جميع أقرانه فشعر أساتذته بالخوف منه مما حدا بهم إلى تحطيمه نفسياً ومعنوياً، والسخرية منه خاصة عندما رغب في استكمال دراسته في مجال القانون.. وكانت هذه هي نقطة التحول في حياته.. فقد ترك بعدها المدرسة وتنقل بين الأعمال المختلفة المهينة التي تليق بالزنوج.. من نادل في مطعم.. فعامل في قطار.. إلى ماسح أحذية في المراقص.. حتى أصبح راقصاً مشهوراً يشار إليه بالبنان، وعندها استهوته حياة الطيش والضياع فبدأ يشرب الخمر وتدخين السجائر، وكان يجد في لعبة القمار المصدر الرئيسي لتوفير أمواله.. إلى أن وصل به الأمر لتعاطي المخدرات بل والاتجار فيها، ومن ثم سرقة المنازل والسيارات.. كل هذا وهو لم يبلغ الواحدة والعشرين من عمره بعد.. حتى وقع هو ورفاقه في قبضة الشرطة.. فأصدروا بحقه حكماً مبالغاً فيه بالسجن لمدة عشر سنوات بينما لم تتجاوز فترة السجن بالنسبة للبيض خمس سنوات.

وفي السجن انقطع مالكوم أكس عن التدخين أو أكل لحوم الخنزير، وعكف على القراءة والإطلاع إلى درجة أنه التهم آلاف الكتب في شتى صنوف المعرفة فأسس لنفسه ثقافة عالية مكنته من استكمال جوانب النقص في شخصيته.

خلال ذلك الوقت.. اعتنق جميع إخوة مالكوم أكس الدين الإسلامي على يد الرجل المسمى (السيد محمد إلايجا) والذي كان يدَّعي أنه نبي من عند الله مرسل للسود فقط!!.. وسعوا لإقناع مالكوم أكس بالدخول في الإسلام بشتى الوسائل والسبل حتى أسلم.. فتحسنت أخلاقه، وسمت شخصيته، وأصبح يشارك في الخطب والمناظرات داخل السجن للدعوة إلى الإسلام.. حتى صدر بحقه عفو وأطلق سراحه لئلا يبقى يدعو للإسلام داخل السجن

كان مالكوم أكس ينتسب إلى حركة (أمة الإسلام ) والتي كان لديها مفاهيم مغلوطة، وأسس عنصرية منافية للإسلام رغم اتخاذها له كشعار براق وهو منها براء.. فقد كانت تتعصب للعرق الأسود وتجعل الإسلام حكراً عليه فقط دون بقية الأجناس، في الوقت الذي كانوا يتحلون فيه بأخلاق الإسلام الفاضلة، وقيمه السامية… أي أنهم أخذوا من الإسلام مظهره وتركوا جوهره ومخبره.

استمر مالكوم أكس في صفوف (أمة الإسلام) يدعو إلى الانخراط فيها بخطبه البليغة، وشخصيته القوية.. فكان ساعداً لا يمل، وذراعاً لا تكّل من القوة والنشاط والعنفوان… حتى استطاع جذب الكثيرين للانضمام إلى هذه الحركة.

رغب مالكوم أكس في تأدية الحج، وعندما سافر رأى الإسلام الصحيح عن كثب، وتعرف على حقيقته، وأدرك ضلال المذهب العنصري الذي كان يعتنقه ويدعو إليه.. فاعتنق الدين الإسلامي الصحيح، وأطلق على نفسه (الحاج مالك الشباز

وعندما عاد نذر نفسه للدعوة إلى الإسلام الحقيقي، وحاول تصحيح مفاهيم جماعة (أمة الإسلام) الضالة المضلة.. إلا أنه قوبل بالعداء والكراهية منهم.. وبدءوا في مضايقته وتهديده فلم يأبه لذلك، وظل يسير في خطى واضحة راسخة يدعو للإسلام الصحيح الذي يقضي على جميع أشكال العنصرية.

وفي إحدى خطبه البليغة التي كان يقيمها للدعوة إلى الله أبى الطغاة إلا أن يخرسوا صوت الحق.. فقد اغتالته أيديهم وهو واقف على المنصة يخطب بالناس عندما انطلقت ست عشرة رصاصة غادرة نحو جسده النحيل الطويل.. وعندها كان الختام.. ولنعم الختام.. نسأل الله أن يتقبله في عداد الشهداء يوم القيامة
.

محمد علي كلاِي يدعى ” كاسيوس مارسيلوس كلاي جونيور ” من مواليد 17 يناير 1942 آمريكي الجنسية ملاكم محترف سابق يعتبر رمزاً ثقافياً و شخصية محبوبة من قبل الجميع برغم الإنتقادات التي وجهت له ..

إسلامه

غير إسمه الذي كان يعرف به ” كاسيوس ” إلى ” محمد علي ” فقط دون لقب ” كلاي ” الذي يعني الطين باللغة الإنجليزية بعد أن إعتنق الإسلام عام 1964 ولم يهتم لما سيحدث من إنتقاص لشعبيته التي زادت وإكتسح حب الناس له الآفاق وكان الدين الإسلامي سبباً مهما في نجاحه وفي عام 1966 فاجأ العالم من جديد بعد أن أعلن محمد علي رفضه للإنضمام للجيش الآمريكي في حرب الفيتنام و قال : أن الدين الإسلامي ينهي عن الحروب التي لا تكون في سبيل الله ورسوله وفي سبيل إعلاء راية الإسلام حيث صرح قائلاً ” لن أحاربهم … لإنهم لم يلقبونني بالزنجي …؟؟؟ ولم يبالي بأن تنقص شعبيته عند الآمريكيين بهذا التصريح و ألقي القبض عليه و أدين بتهمة التهرب من التجنيد و تم تجريده من لقبه في الملاكمة و علقت رخصته ولم يلعب لمدة 4 سنوات كاملة بعد أن إستأنف الحكم الصادر ضده في المحكة العليا في الولايات المتحدة الآمريكية وكسب هذه الدعوة في نهاية المطاف ليعود إلى حلبة الملاكمة من جديد

الملاكمة

مضى قدماً ليحقق بطولة العالم للوزن الثقيل 3 مرات وشارك علي في عدة مباريات تاريخية ولعل أبرزها ثلاث مباريات أولها كانت مع المنافس الآقوى ” جو فرايزر ” و آخرى مع ” جورج فورمان ” حيث إستعاد لقبه الذي جرد منه سبع سنوات وقد تميز ” علي ” بإسلوبه القتالي غير التقليدي و المراوغة كالفراشة و الهجوم كالنحلة و المهارة والشجاعة على تحمل اللكمات حتى أصبح الآكثر شهرة في العالم فهو صاحب أسرع لكمة في العالم وصلت سرعتها إلى 900 كم في الساعة كما عرف عنه أيضاً حديثه قبل المباريات التي يلعبها فقد إعتمد كثيراً على التصريح الإعلامي

مرضه

أصيب محمد علي بمرض الشلل الرعاش، إلا أنه لا يزال رمزاً رياضياً محبوباً إلى الآن أثناء مرضه كان صابراً لأقصى درجة حيث انه كان دائما يقول ان الله ابتلاه ليقول له أنه ليس الأعظم بل أن الله هو الأعظم.

تكريمه

في هوليوود يوجد شارع مشهور جدا اسمه “شارع المشاهير” لرسمهم نجمة في الشارع باسم كل المشاهير النجوم لديهم.
ولما عرضوا على الملاكم المسلم محمد علي كلاي ان ترسم نجمة باسمه في الشارع رفض, ولما سألوه عن سبب رفضه ان يخلد اسمك في الشارع بنجمة؟
قال لهم انا اسمي على اسم النبي الذي انا أؤمن به “محمد صلى الله عليه وسلم” وانا ارفض تماماً ان يرسم اسم “محمد” على الأرض.
ولكن اكراما لشعبيته الكبيرة والنجاح الباهر الذي حققه طيلة مسيرته الرياضية قررت هوليوود أن ترسم النجمة التي باسم “محمد علي” على حائط في الشارع وليس علي الأرض كباقي المشهورين.
ولغاية اليوم لا يوجد اي شخص من المشاهير اسمه مرفوع على الحائط غير محمد علي. أما باقي المشهورين أسمائهم علي الأرض.

أعماله الخيرية

في عام 2005م أنشأ محمد علي كلاي مركزًا في مسقط رأسه لويزفيل باسم مركز محمد علي، حيث يعرض فيه حاليًا مقتنيات تذكارية، كما يعمل المركز كمنظمة غير ربحية على نشر أفكار السلام، والرخاء الاجتماعي، ومساعدة المحتاجين، والقيم النبيلة التي يؤمن بها محمد علي كلاِي. 

عبد اللَّه المايوركي، أو عبد اللَّه المايورقي، الشهير بعبد الله الترجمان، كان مسيحيًا إسبانيًا في جزيرة مايوركا، وقسيسًا عظيم الشأن، كما كان من أكبر علماء النصارى في القرن الثامن الهجري، وكان اسمه قبل إن يسلم (إنسلم تورميدا)، فلمّا شرح اللَّه صدره وهداه إلى الإسلام سمى نفسه عبد الله، وأضيف ليه لقب الترجمان لأنه اشتغل بالترجمة لسلطان تونس بعد إسلامه، وقد ألف كتاب “تحفة الأريب في الرد على أهل الصليب” باللغة العربية سنة 823ه، ثم ترجم إلى الفرنسية ونشر في مجلة تاريخ الأديان بباريس سنة 1885م.

قصة إسلام عبد الله الترجمان

روى عبد الله الترجمان قصة إسلامه في كتابه تحفة الأريب: اعلموا رحمكم الله أن أصلي من مدينة مايوركا، وكان والدي محسوبًا من أهلها، ولم يكن له ولد غيري، ولما بلغت ست سنين من عمري أسلمني إلى معلم من القسيسين قرأت عليه الإنجيل حتى حفظت أكثر من شطره في مدة سنتين، ثم أخذت في تعلم لغة الإنجيل وعلم المنطق في ست سنين، ثم ارتحلت من بلد مايوركا إلى مدينة لاردة من أرض كتالونيا وهي مدينة العلم عند النصارى في ذلك القطر، وبهذه المدينة تجتمع طلبة العلم من النصارى، فقرأت فيها علوم الطبيعة والنجوم مدة ست سنين، ثم صرت أقرأ الإنجيل وألقنه مدة أربع سنين.

ثم ارتحلت إلى مدينة بلونية فسكنت بها، وهي مدينة علم وبها كنيسة لقسيس كبير السن والقدر اسمه نقلاومرتيل، وكانت منزلته بالعلم والدين والزهد رفيعة جدًا، فكانت الأسئلة في دين النصرانية والهدايا ترد عليه من الملوك وغيرهم، بل ويرغبون بالتبرك به وفي قبوله لهداياهم ويتشرفون بذلك، فقرأت على هذا القسيس علم أصول دين النصرانية وأحكامه ولم أزل أتقرب إليه بخدمته والقيام بكثير من وظائفه حتى صيرني من أفضل خواصه ودفع لي مفاتيح سكنه وخزائن مأكله ومشربه، فلازمته بالقراءة عليه والخدمة له عشر سنين، ثم أصابه مرض يومًا فتخلف عن حضور مجلس قراءته وانتظره أهل المجلس وهم يتذاكرون في مسائل من العلم إلى أن أفضى بهم الكلام إلى قوله عز وجل على لسان نبيه عيسى عليه السلام «إنه يأتي من بعدي نبي اسمه البارقليط» فبحثوا في تعيين هذا النبي من هو من الأنبياء وقال كل واحد منهم بحسب علمه وفهمه فعظم بينهم في ذلك مقالهم وكثر جدالهم ثم انصرفوا من غير تحصيل فائدة في تلك المسألة.

فأتيت مسكن الشيخ صاحب الدرس المذكور فقال لي: ما الذي كان عندكم اليوم من البحث في غيبتي عنكم؟ فأخبرته باختلاف القوم في اسم البارقليط وأن فلانًا قد أجاب بكذا وفلانًا بكذا وسردت له أجوبتهم، فقال لي: وبماذا أجبت؟ فقلت: بجواب القاضي فلان في تفسير الإنجيل، فقال لي: ما قصرت وقربت، وفلان أخطأ، وكاد فلان أن يقارب، ولكن الحق خلاف هذا كله لأن تفسير هذا الاسم الشريف لا يعلمه إلا العلماء الراسخون في العلم وأنتم لم يحصل لكم من العلم إلا القليل.

فبادرت إلى قدميه أقبلهما وقلت له: يا سيدي قد علمت أني ارتحلت إليك من بلد بعيد ولي في خدمتك عشر سنين حصلت عنك فيها جملة من العلوم لا أحصيها فلعل من جميل إحسانكم أن تمنوا عليّ بمعرفة هذا الاسم الشريف. فبكى الشيخ وقال: يا ولدي والله إنك لتعز عليّ كثيرًا من أجل خدمتك لي وانقطاعك إلي، وإن في معرفة هذا الاسم الشريف فائدة عظيمة، لكن أخاف عليك أن تظهر ذلك فيقتلك عامة النصارى في الحين.

فقلت له: يا سيدي والله العظيم وحق الإنجيل ومن جاء به لا أتكلم بشيء مما تسر إليّ إلا عن أمرك. فقال لي: يا ولدي إني سألتك في أول قدومك إلي عن بلدك وهل هو قريب من المسلمين وهل يقرونكم أو تقرونهم لأختبر ما عندك من المنافرة للإسلام، فاعلم يا ولدي أن البارقليط هو اسم من أسماء نبيهم محمد وعليه نزل الكتاب الرابع المذكور على لسان دانيال عليه السلام وأخبر أنه سينزل هذا الكتاب عليه وأن دينه دين الحق وملته هي الملة البيضاء المذكورة في الإنجيل.

قلت: يا سيدي وما تقول في دين هؤلاء النصارى؟ فقال لي: يا ولدي لو أن النصارى أقاموا على دين عيسى الأول لكانوا على دين الله، لأن عيسى وجميع الأنبياء دينهم دين الله. فقلت: يا سيدي وكيف الخلاص من هذا الأمر؟ فقال: يا ولدي بالدخول في دين الإسلام. فقلت له: وهل ينجو الداخل فيه؟ فقال لي: نعم ينجو في الدنيا والآخرة.

قلت له: يا سيدي إن العاقل لا يختار لنفسه إلا أفضل ما يعلم فإذا علمت فضل دين الإسلام فما يمنعك منه؟ فقال لي: يا ولدي إن الله لم يطلعني على حقيقة ما أخبرتك من فضل دين الإسلام وشرف دين الإسلام إلا بعد كبر سني ووهن عظمي ولا عذر لنا فيه، بل حجة الله علينا قائمة، ولو هداني الله لذلك وأنا في سنك لتركت كل شيء ودخلت في الحق وحب الدنيا رأس كل خطيئة، وأنت ترى ما أنا فيه عند النصارى من رفعة الجاه والقدر والعز والشرف وكثرة عرض الدنيا، ولو أني ظهر عليّ شيء من الميل إلى دين الإسلام لقتلني العامة في أسرع وقت.

ولو أني نجوت منهم وخلصت إلى المسلمين وقلت لهم إني جئتكم مسلمًا فيقولون لي قد نفعت نفسك بالدخول في دين الحق فلا تمنّ علينا في دين خلصت به نفسك من عذاب الله، فأبقى بينهم شيخًا كبيرًا فقيرًا ابن تسعين سنة لا أفقه لسانهم ولا يعرفون حقي فأموت بينهم بالجوع.

وأنا والحمد لله على دين عيسى وما جاء به يعلم الله ذلك مني. فقلت له: يا سيدي أفتأذن لي أن أمشي إلى بلاد المسلمين وأدخل في دينهم؟ فقال لي: إن كنت عاقلًا طالبًا للنجاة فبادر إلى ذلك تحصل لك الدنيا والآخرة، ولكن يا ولدي هذا أمر لم يحضره أحد معنا الآن فاكتمه لغاية جهدك وإن ظهر عليك منه شيء لقتلك العامة لحينك ولا أقدر على نفعك، ولا ينفعك أن تنقل ذلك عني فإني أجحده وقولي مصدق عليك وقولك غير مصدق عليّ وأنا بريء من دمك إن فهت بشيء من هذا.

فقلت: يا سيدي أعوذ بالله من سريان الوهم لهذا، وعاهدته بما أرضاه ثم أخذت في أسباب الرحلة وودعته، فدعا لي بخير وزودني بخمسين دينارًا ذهبًا وركبت البحر منصرفًا إلى بلاد مدينة مايوركا فأقمت بها ستة أشهر، ثم سافرت منها إلى مدينة صقلية فأقمت بها خمسة أشهر وأنا أنتظر مركبًا يتوجه إلى أرض المسلمين، فحضر مركب يسافر إلى مدينة تونس فسافرت فيه من صقلية فأقلعنا عن قرب مغيب الشفق فوردنا مرسى تونس قرب الزوال.

فلما نزلت بديوان تونس وسمع بي الذين بها من أحبار النصارى أتوا بمركوب وحملوني معهم إلى بلادهم، فأقمت عندهم في ضيافتهم على أرغد عيش أربعة أشهر، وبعد ذلك سألتهم هل بدار السلطنة أحد يحفظ لسان النصارى، وكان السلطان إذ ذاك مولانا أبا العباس أحمد رحمه الله، فذكروا لي النصارى: أن بدار السلطنة رجلًا فاضلًا من أكبر خدامه اسمه يوسف الطبيب، وكان طبيبه ومن خواصه، ففرحت بذلك فرحًا شديدًا، وسألت عن مسكن هذا الرجل الطبيب فدللت عليه واجتمعت به وذكرت له شرح حالي وسبب قدومي لدخولي في الإسلام فسرّ بذلك الرجل سرورًا عظيما بأن يكون تمام هذا الخير على يديه.

ثم ركب فرسه واحتملني معه لدار السلطان فدخل عليه وأخبره بحديثي واستأذنه علي فأذن لي، فمثلت بين يديه فأول ما سألني عن عمري فقلت له خمسة وثلاثون عامًا، ثم سألني كذلك عما قرأت من العلوم فأخبرته فقال: قدمت قدوم خير فأسلم على بركة الله تعالى، فقلت للترجمان وهو الطبيب المذكور: قل لمولانا السلطان إنه لا يخرج أحد من دينه إلا ويكثر أهله القول فيه والطعن عليه، فأرغب من إحسانكم أن تبعثوا إلى الذين بحضرتكم من تجار النصارى وأخيارهم وتسألوهم عني وتسمع ما يقولون في جنابي وحينئذ أسلم إن شاء الله، فقال لي بواسطة الترجمان: أنت طلبت كما طلب عبد الله ابن سلام من النبي صلى الله عليه وسلم ثم أسلم.

فأرسل إلى خيار النصارى وبعض تجارهم وأدخلني في بيت قريب من مجلسه، فلما دخل النصارى عليه قال لهم: ما تقولون في هذا القسيس الجديد الذي قدم في هذا المركب؟ قالوا: يا مولانا هذا عالم كبير في ديننا، وما رأينا أعلى منه درجة في العلم والدين، فقال لهم: وما تقولون فيه إذا أسلم؟ فقالوا: نعوذ بالله من ذلك، هو ما يفعل هذا أبدا، فلما سمع ما عند النصارى بعث إلي فحضرت بين يديه وتشهدت بشهادتي الحق بمحضر النصارى فكبوا على وجوههم، وقالوا ما حمله على هذا إلا حب التزويج فإن القسيس عندنا لا يتزوج، فخرجوا مكروبين محزونين.

فرتب لي السلطان رحمه الله ربع دينار في كل يوم، فلما عزمت على الزواج أعطاني مائة دينار ذهبًا وكسوة جيدة كاملة، فابتنيت بزوجتي ووُلد لي منها ولد سميته محمدًا على وجه التبرك باسم نبينا محمد صلى الله عليه وسلم[1].

المعنى الحقيقي للإسلام هو أن يستسلم المؤمنون بكلياتهم لله عز وجل؛ وذلك في ذوات أنفسهم، وفي الصغير والكبير من أمرهم.

أن يستسلموا استسلام الطاعة الواثقة المطمئنة الراضية باليد التي تقودهم, وهم واثقون أنها تُريد بهم الخير والنصح والرشاد, وهم مطمئنون إلى الطريق والمصير في الدنيا والآخرة على السواء؛ مصداقًا لقوله تعالى: {قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ المُسْلِمِينَ} [الأنعام: 162، 163].

هذه كانت القضية التي شغلت فاطمة هيرين Fatima Heeren الفتاة الألمانية، التي اعتنقت الإسلام بعد أن نشأت على تعاليم الاشتراكية القومية، التي يختفي فيها دور الإله عن أي شأن من شئون الخلق أو حياتهم اليومية.

شعارات القومية

وُلدت فاطمة هيرين في ألمانيا في عام 1934م لأبٍ كان يعمل في الجيش الألماني، ويعتز بالقيم الاشتراكية القومية.

وعندما انتهت الحرب العالمية الثانية في عام 1945م كانت فاطمة طالبة في الحادية عشرة من عمرها, حيث تبعثرت أحلام الأُمَّة الألمانية، وتبدَّدت كافَّة المُثل التي كانت تبذل الأرواح من أجلها.

فقد كانت القومية خلال السنوات التي سبقت الحرب وفي أثنائها وسيلة ممتازة لدفع الألمان وتشجيعهم إلى بذل أقصى الجهود, فكان الهمُّ الوحيد هو بذل كل شيء من أجل الوطن الأم.

وكان لهذه القومية أثر على فكرة وجود الله؛ حيث كان الله بالنسبة إلى المجتمع الألماني هو القدرة التي وضعت سنن الطبيعة منذ ملايين السنين, وهذه القوانين أوجدت بدورها الكائنات البشرية بمحض الصدفة في أغلب الظنِّ.

وتقول فاطمة هيرين عن حالة مجتمعها العقدية آنذاك: “كانت النصرانية العقيدة الوحيدة التي واجهتنا في الحقيقة, وكانت تُقَدَّم لنا على أنها (أفيون الشعوب), وأنها عقيدة قطيع الغنم الذي لا يتحرَّك إلاَّ بالخشية من الموت.

وكنَّا نفهم أن كل إنسان مسئول عن نفسه وحسب, وأنه حرُّ التصرُّف بها كيفما يشاء ما دام ذلك لا يُؤذي الآخرين, وكنا نتصوَّر أن الضمير هو النبراس الوحيد الذي يهدينا.

كان كثير من الناس مثلي لا يسعدون بطريقة المجتمع الحديث؛ لكنهم مع ذلك يزعمون أنهم سعداء، وعندما يفيقون بعد ليلة بهيجة يقضونها في الرقص والسكر فإنهم يشعرون بفراغ يملأ صدورهم، ولا سبيل إلى مغالبته بتعليل النفس بمزيد من الرقص والشراب أو المغازلة في الأمسيات التالية”.

وعندما وضعت الحرب العالمية الثانية أوزارها تقول فاطمة: “لم تمزِّق الحرب بلادنا (ألمانيا) فحسب, وإنما تبعثَّرت عظمة أُمَّتنا، وتبدَّدت كافَّة المُثل التي كانت تبذل الأرواح من أجلها.

لقد أيقنتُ أن الضمير الفردي والمُثل الإنسانية المتعارف عليها في المجتمع لا تكفي وحدها لتكون مشاعل هداية أهتدي بها في حياتي, فلم أكن أحسُّ بالسعادة الحقَّة وأنا أتمتع بالنعيم الميسور لي من غير أن أُوَجِّه الشكر لأحد على كل هذا الخير الذي شملني، فاحتفظتُ بدفتر لتسجيل مذكراتي اليومية، ووجدتني مرَّة أُسَجِّل فيه العبارة التالية: “لقد كان يومًا بهيجًا؛ فشكرًا لك كثيرًا يا رب!

وأحسستُ في مبدأ الأمر بالخجل بيني وبين نفسي، لكني أيقنت بعد ذلك أنه لا يكفيني مجرَّد الإيمان بإله… حتى علمتُ أن من واجبي أن أعمل على التماسه، وأن أبحث عن سبيل إلى شكره وعبادته”.

بطلان النصرانية

واتجهت فاطمة هيرين بعد فشل مشروع بلادها القومي حضاريًّا وإيمانيًّا إلى النصرانية؛ لعلَّها تعثر على الطريق إلى الله, فتقول فاطمة: “أخذتُ أحضر دروسًا لدى أحد القسيسين، وقرأتُ بعض الكتب النصرانية، كما حضرتُ صلوات في الكنيسة، ولكني لم أستطع أن أزدد من الله قربًا، فأشار قسيس عليَّ أن أعتنق النصرانية، وأن أذهب إلى (العشاء الرباني), وقال: لأنكِ حين تمارسين الديانة النصرانية فسوف تعثرين على سبيل إلى الله بكل تأكيد. فاتبعتُ مشورته، ولكني لم أُوَفَّق في تحقيق السلام الحقيقي العقلي”.

وأوضحت فاطمة هيرين أن السبب وراء خيبة أملها في النصرانية؛ فقالت: “هو أنه لا مناص لنا نحن النصارى من الرضا بتنازلاتٍ في عقيدتنا من أجل أن نحيا في مجتمعنا؛ فالكنيسة على استعداد دائم لعمل مساومات في سبيل المحافظة على سلطانها في مجتمعنا، ولنضرب لذلك مثالاً واحدًا: تقول الكنيسة: إن العلاقات الجنسية يجب ألاَّ تبدأ إلاَّ بعد الزواج على اسم الله, إلا أنه يكاد لا يُوجد أحد من الرجال أو النساء في الغرب “يرضى بشراء القطة في حقيبتها”، وهذا مثل دارج معناه: أن يدخل المرء الحياة الزوجية دون أن يجرِّب قبل ذلك مدى انسجام الشريكين جنسيًّا مع بعضهما البعض.

والقسيس على استعداد دائم لتبرئة ساحة كلِّ مَنْ يعترف بهذه الخطيئة حال أداء صلاة أو صلاتين!!”.

إنَّ الإسلام -على النقيض مما سبق- يهتف بأتباعه ويُناديهم باسم الإيمان أن يستسلموا بكليتهم لله عز وجل، دونما تردُّد، ودونما تلفُّت؛ استسلامًا لا تبقى بعده بقية ناشزة من تصوُّر أو شعور، ومن نية أو عمل، ومن رغبة أو رهبة لا تخضع لله ولا ترضى بحكمه وقضائه؛ حيث يقول سبحانه وتعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ} [البقرة: 208].

فاطمة هيرين والطريق إلى الإسلام
كانت فاطمة هيرين تتطلع إلى أن تُؤمن بمبدأ كامل تعتصم به, صراط مستقيم تضبط عليه كل حياتها؛ لذلك لم تستطع أن تقترب من الله حتى في وقت ركوعها في الكنيسة.

وفي عام 1957م قابلت فاطمة هيرين لأول مرَّة الرجل الذي كان من المقدَّر له أن يكون زوجها بعد سنتين من ذلك الحين، وكان ألمانيًّا مسلمًا حاصلاً على درجة الدكتوراه في الفلسفة.

وتقول فاطمة عنه: “كان رجلاً عاديًّا لا فرق بينه وبين أي رجل ألماني آخر؛ إلا أنه عندما أخبرني بأنه اعتنق الإسلام قبل سبع سنوات دُهشت إلى درجة كبيرة، جعلتني أتلهَّف إلى معرفة السبب الذي من أجله اختار رجل مثقف مثله هذا السبيل.

وأخذ زوجي يشرح لي معنى الإسلام، فقال: إن الله ليس رب المسلمين وحدهم، وإنما هذه الكلمة “الله” تُرادف معنى “الألوهية” عندنا، وأن المسلمين يُؤمنون بوحدانية الخالق المطلقة، وأنهم لا يعبدون نبيهم محمدًا صلى الله عليه وسلم، مثلما يفعل النصارى إذ يعبدون المسيح عيسى عليه السلام, وأن كلمة “الإسلام” معناها الإذعان الكامل لله الواحد الأحد.

وقال لي: إن جميع الكائنات وكل شيء مسلم بالضرورة من وجهة النظر الإسلامية؛ بمعنى أنهم لا بُدَّ أن يُذعنوا ويُسلموا لنواميس الله، فإن لم يفعلوا فهم مهدَّدون بالفناء.

وأضاف قائلاً: إنَّ الإنسان وحده -بصرف النظر عن إسلام بدنه طوعًا أوكرهًا- قد رزقه الله حرية الإرادة والاختيار؛ ليُقَرِّر ما إذا كان يُريد أن يكون مسلمًا في حياته الروحية والبدنية على السواء, فإن فعل ذلك وعاش وَفْق ما نصَّ عليه هذا القرار فإنه حينئذٍ يتصل بالله, وسيجد مع المخلوقات الأخرى الانسجام والسلام النفسي في الحياة الدنيا، كما سيلقى السعادة في الدار الآخرة.

أمَّا إذا تمرَّد على سنن الله المبيَّنة لنا بجلاء وروعة لا مثيل لها في القرآن الكريم، فإنه خاسر في هذه الحياة الدنيا وفي الآخرة”.

وتُضيف فاطمة حول ما اكتشفته عن الإسلام: “تعلمتُ من زوجي كذلك أن الإسلام ليس بالدين الجديد؛ إذ إنَّ القرآن في الحقيقة هو الكتاب الوحيد المنزَّه من كل زيغ أو شائبة، وهو آخر كتاب سماوي ضمن سلسلة طويلة من الكتب أبرزُها الوحي المنزل في التوراة والإنجيل.

وهكذا أشرقت أمام ناظري آفاق عالم جديد؛ فشرعتُ تحت توجيه زوجي بقراءة الكتب المعدودة المتوفِّرة عن الإسلام باللغة الألمانية, وأعني بها الكتب المعدودة المتوفِّرة من وجهة النظر الإسلامية, وكان من أهمها كتاب محمد أسد (الطريق إلى مكة)؛ فقد كان مصدر إلهام كبير بالنسبة لي.

وبعد زواجنا ببضعة أشهر تعلَّمتُ كيف أُقيم الصلاة باللغة العربية، كما تعلَّمتُ كيف أصوم، ودرستُ القرآن الكريم, كل ذلك قبل أن أعتنق الإسلام في عام 1960م.

لقد ملأتْ حكمة القرآن نفسي بالحب والإعجاب، ولكن قرة عيني كانت في الصلاة؛ فقد أحسستُ إحساسًا قويًّا أن الله معي وأنا أقف خاشعة بين يديه أُرَتِّل القرآن وأُصَلِّي”.

الإسلام منهج حياة

رفضت فاطمة هيرين أن يظلَّ الدين مجرَّد زاوية محدودة في حياتها كما كان من قبل, بل ربما لم تكن له زاوية أصلاً.

لقد قرَّرتْ فاطمة أن تعيش بالإسلام في كل حياتها, وأن يُصبح منهجًا كاملاً في حياتها, حتى لو اضطرَّها ذلك إلى أن تُهاجر.

فتقول فاطمة هيرين: “شرعت في إقامة الصلوات الخمس بانتظام, فتعلَّمت أن الصلاة ليست أمرًا يُؤَدَّى كيفما اتَّفَق, ولكنها في الحقيقة نظام لا بُدَّ أن يُصاغ اليوم كله على منواله.

وقرَّرْتُ أن ألتزم الحجاب الإسلامي, وتعلَّمتُ أن أرضى بالوضع الذي يجلس فيه زوجي مع إخوانه في الدين، يتجاذب وإياهم أطراف الحديث النَّيِّر في الوقت الذي أُعدُّ لهم الشاي وأقدِّمه عند الباب، دون أن أعرف الأشخاص الذين أعددتُ لهم ذلك, وبدلاً من الذهاب إلى الأسواق تعوَّدتْ أن أمكث في البيت لمطالعة الكتب الإسلامية باللغة الإنجليزية.

كما أخذتُ أصوم، واعتدتُ أن أُحَضِّر وجبات الطعام دون أن أذوقها، رغم شدة الجوع والعطش في بعض الأحيان.

وتعلَّمتُ أن أُحب نبينا محمدًا صلى الله عليه وسلم وصحابته من خلال قراءتي لكتب الحديث النبوي الشريف؛ فقد أصبحوا في نظري شخصيات بشرية حيَّة لا مجرَّد نماذج تاريخية مدهشة.

كما صارت أمثلة العطف والشجاعة والتفاني والصلاح التي ضربها هؤلاء الأوَّلون في حياتهم البشرية نجومَ هدايةٍ لي, وأصبح من الجليِّ الواضح أمامي كيف أُشكِّل حياتي بصورة تجعلني من الطيبين الراضين في هذه الحياة الدنيا، وهو الطريق الذي يُقَرِّر سلوكُنا فيه نوعَ الجزاء الذي سنلقاه في الدار الآخرة”.

وخلال سعي فاطمة هيرين أن تحيا بالإسلام وتُطَبِّقه في سائر جوانب حياتها؛ تقول: “ولقد اتفقتُ مع زوجي أن معيشتنا الإسلامية في بلد غربي تضطرنا إلى كثير من التنازلات, فليس الإسلام مجرَّد دين بالمفهوم الشائع، وإنما هو منهج حياة كامل لا يمكن تطبيقه في أنقى صوره إلاَّ في مجتمع مسلم. ولمَّا كان كلٌّ منَّا قد اختار هذا الدين عن طواعية كاملة، فإننا لم نُرِدْ إسلامًا فاترًا ضعيفًا.

لذلك وبعد انتظار طويل سنحت لنا الفرصة في عام 1962م للهجرة إلى باكستان بعد أن وفَّرنا نقودًا تكفي لتغطية نفقات الرحلة”.

فاطمة هيرين والدفاع عن الإسلام

وقد راحت فاطمة تُدافع عن الإسلام وتُبَيِّن عظمة الشريعة الإسلامية ونقاءها, وتكشف في الوقت ذاته زيف العقائد الأخرى وضلالها، فتقول: “إذا كان المتحاملون على الإسلام يقولون بأنَّ من الهمجية أن يتخذ الرجل الواحد لنفسه عددًا من الزوجات، فهل لهم أن يُبَيِّنوا لي الخير الكامن في تصرُّفاتهم عندما يتَّخذ الزوج لنفسه خليلات إلى جانب زوجته؟! وهو أمر شائع في الغرب بصورة تفوق انتشار تعدُّد الزوجات في الأقطار المسلمة.

وإذا كانوا يزعمون أنه لا ضرر في تعاطيهم للكحول، فهل لهم أن يُفَسِّروا سبب الشقاء الذي تُحدثه هذه العادة في الغرب؟!

وإذا كانوا يقولون بأن الصوم يُضعف القوة العاملة والأحوال الصحية للأُمَّة؛ فلْيُلقوا نظرة إلى المنجزات العظيمة التي حقَّقَهَا المؤمنون في شهر رمضان المبارك, وليقرءوا التقارير المهمة التي سجَّلها الأطباء المسلمون مؤخرًا حول تجاربهم الطبيعية مع المرضى الصائمين.

وإن قالوا بأن فصل الجنسين عن بعضهما تَأخُّر، فليُقارنوا بين الشباب في أي بلد مسلم والشباب في أية أُمَّة غربية؛ إذ إنَّ الجريمة الخلقية بين الفتى والفتاة تُعتبر استثناءً بين المسلمين, أمَّا في أوساط الغربيين فمن النادر جدًّا أن تجد زواجًا واحدًا بين فتى وفتاة عفيفين.

وإنْ زعم المتحاملون على الإسلام أن إقامة خمس صلوات في كل يوم وليلة -بلغة غير معروفة من قِبَل كثير من المؤمنين- يُعتبر مضيعةً للوقت وصرفًا للجهد في غير فائدة؛ فلْيُبَيِّنوا لنا نظامًا واحدًا في الغرب يُوَحِّد بين الناس بطريقة أقوى وأسلم للجسم والروح من الشعائر التعبديَّة عند المسلمين. دعهم يُثبتوا أن الغربيين يُنجزون أعمالاً أكثر فائدة في أوقات فراغهم من المسلم الذي يُخصِّص ساعة كل يوم لإقامة الصلاة.

لقد صلُح الإسلام منذ أربعة عشر قرنًا أو يزيد، ولا يزال كذلك في زماننا شريطة أن نحمله دون تنازلات مشوَّهة.

فالدين عند الله الإسلام، والإسلام يعلو ولا يُعلى عليه، ولقد أيقن كثير من الناس هذه الحقيقة في أيامنا هذه، وسوف يتعاونون -إن شاء الله- لبيانه للعالم المريض المعذَّب الشقيِّ، الذي يتطلع إليهم”.

هكذا تغيَّر حال فاطمة هيرين بعد اعتناقها الإسلام. لقد آمنت بأن الإسلام ليس مجرَّد طقوس وعبادات فحسب، بل هو حياة ومنهج كامل يعيش به المسلم سعيدًا في الدنيا، ويقوده إلى الجنة في الآخرة.

إسهامات فاطمة هيرين
لها عدة كتب عن الإسلام، منها: (الصوم – Das Fasten) 1982م، و(الزكاة – Zakat) 1978م، و(محمد – Muhammad) 1983م.

المصدر: كتاب (عظماء أسلموا) للدكتور راغب السرجاني.

يعتبر لويس جارديه Louis Gardi من أبرز فلاسفة أوربا الذين درسوا الفكر الإسلامي والحضارة الإسلامية دراسة واعية ومتعمقة، وكان لويس جارديه منذ حداثته شغوفًا بمعرفة مبادئ الديانات السماوية. ومع أنه نشأ في أسرة كاثوليكية محافظة، إلا أن هاجسًا نفسيًّا كان يؤرِّقه، هو تلك الألغاز والأسرار التي يراها في ديانته؛ مما دفعه للبحث عن أصول الأديان الشرقية من بوذية وهندوكية وغيرها؛ لعله يصل إلى الحقيقة.

قصة إسلام لويس جارديه

شاء الله أن يقرأ لويس جارديه ترجمه لمعاني القرآن، فوجد فيها أمورًا كثيرة اطمأنَّ لها قلبه، فانجذب نحو الإسلام، وأخذ يتعمق رويدًا رويدًا في الإسلام، وتعلَّم العربية، وقرأ القرآن بالعربية، ثم اتجه إلى دراسة الحضارة الإسلامية، ووجد أن الإسلام هو ضالته المنشودة، فآمن به كعقيدة سماوية صحيحة (بقلبه)؛ لأنه كان على يقين من أن أولئك الذين اعتنقوا الإسلام وأشهروه في أوربا عانوا كثيرًا من العقبات التي واجهتهم، فكتم جارديه إيمانه بين جوانحه، وقَصَرَ جهده وعمله وماله وفكره على نصرة هذا الدين.

لاحظ لويس جارديه أن الصهيونية تقوم بشن حرب عدوانية ضد كل ما هو إسلامي في أوروبا، واستُخدمت فيها كل الوسائل العدوانية بدايةً من محاولات تحريف بعض آيات القرآن الكريم، وتصدير المصحف الشريف إلى مناطق إفريقية كثيرة بعد تحريفه، والقيام بتصميم ملابس داخلية وأحذية بنقوش ورموز إسلامية لها قدسيتها واحترامها في وجدان كل مسلم، والمساهمة في تشجيع الباحثين المتعصبين لنشر مؤلفاتهم ودراساتهم التي تقوم على تشويه صورة الإسلام، وإلصاق المثالب والرذائل بالمسلمين ورسولهم.

إسهامات لويس جارديه

قام لويس جارديه بالدفاع عن الإسلام وأصدر كتاب (المسلمون ومواجهة الهجمات الصهيونية)، كما أنه تفرَّغ لدراسة الفلسفة الإسلامية مدةَ خمسة عشر عامًا كاملة من (1957- 1972م) بمعهد الفلسفة الدولي بمدينة تولوز.

ووضع -أيضًا- عددًا من المؤلفات الإسلامية المهمة، مثل: كتاب المجتمع الإسلامي، وكتاب الإسلام لكل العصور، وكتاب الدين والمجتمع. ويُشرف على إصدار سلسلة من الدراسات الإسلامية، ويشارك في وضع الموسوعة الإسلامية باللغة الفرنسية.

ومن أشهر أعماله كتاب (الإسلام دين لكل العصور)، وفي هذا الكتاب يشرح كيف استطاعت القيم والمبادئ الإسلامية أن تستمر على مدى العصور والأجيال، وأن تظلَّ جديدة ومتجددة ومطلوبة ومؤثرة في كل عصر!!

وفي هذا الكتاب -أيضًا- يرفض جارديه ما زعمه بعض أصحاب النظريات الفلسفية من أن الإسلام (دين الصحراء)، ولا يصلح مع سواها من المجتمعات؛ فيردّ على هؤلاء الماديين بقوله: “إن الصحراء كانت مجرد المكان والمنطلق فقط لهذا الدين الجديد عندما جاء، فيها اكتملت أسسه، وفيها اتضحت معالمه ليصبح دينًا عالميًّا، ولم تكن الصحراء بأي حال من الأحوال مستقرًّا للشعوب الإسلامية، بدليل أن العالم الإسلامي يضمُّ اليوم ما يزيد على مليار مسلم، ويمتد من داكار في السنغال ليصل جزر الفلبين في المحيط الهندي”.

لويس جارديه والدفاع عن الإسلام

يرد جارديه على الافتراءات التي يوجِّهها الغربيون ويروِّجونها ويرددونها عن الإسلام والمسلمين، والتي من بينها اتهام المسلم بأنه إنسان (قدريّ متواكل)، فيرد جارديه على ذلك بعشرات من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية التي تحض المسلم على العمل وإتقانه، وأنه يتحمل كامل المسئولية. ثم يرد الاتهام القائل بأنَّ الإسلام دين شعائر مظهرية وطقوس تؤدَّى بصرف النظر عن السلوك الحياتي، فيرد على ذلك بقوله:

“إن مثل هذه الأمور قد ظهرت في عصور الانحطاط، والحقيقة أن العبادات لا يمكن قَبولها إلا إذا كانت صادقة ومقترنة بالنوايا الخالصة”.

وأيضًا يرد على ما يشيعه الغربيون عن الإسلام من أنه دين الخوف، فيرد على ذلك بأن الله في الإسلام هو (الرحمن الرحيم)، وأن بين الأسماء التسعة والتسعين -الأسماء الإلهية الحسنى- التي يرددها المسلمون لا يوجد سوى اسمين فقط يصفان الذات الإلهية بالجبروت والهول والعقاب، وهاتان الصفتان لا يستعمل معناهما إلا مع العصاة والكافرين.

إذن نلاحظ هنا مدى التحول الذي حدث في حياة لويس جارديه بعد دخوله الإسلام، إذ أصبح هذا الرجل يدافع عن الإسلام بكل ما يملك من قوَّة، بعد أن كان بالأمس القريب على غير ملَّة الإسلام. فسبحان الله الذي هداه إلى الإسلام!!

المصدر: كتاب (عظماء أسلموا) للدكتور راغب السرجاني.

وُلد لأبوين نصرانيين في مصر، غرسوا فيه حب النصرانية حتى ينخرط مع غيره من النصارى، ولكنه بدأ يتأمل ويناقش، ساورته بعض الشكوك التي أوقدت في داخله نار القلق؛ مما دفعه إلى البحث عن الحقيقة والدين السليم.

وعندما نما عقله بدأ في البحث عن الحقيقة، يقول عن ذلك:
“قادتني الدراسة إلى إصاغة السمع إلى عدَّة نداءات وصلت إلى سمعي نتيجة الثغرات التي أوجدتها الريبة والشك فيما لم يستطع العقل قبوله، ولم يطمئن إليه الضمير لحظة الطهر الوجداني، مما أدرسه أو أُعَدُّ لتحمله من المهام، فكان لتلك النداءات حظٌّ من الإنصات الذي أعقبه التفكير في الأديان السابقة على ديني، فكنت كالمستجير من الرمضاء بالنار”.

قصة إسلام محمد فؤاد الهاشمي

بدأ الهاشمي يبحث في الأديان السابقة على المسيحية وفي الأديان الوضعية؛ لعله يجد فيها ما يبحث عنه. بعد ذلك توجَّه للبحث في الدين الإسلامي، ولكنه كان حانقًا وكارهًا له، لم يكن يريد الدخول فيه، بل يريد أن يستخرج العيوب، ويلتمس الأخطاء، ويفتِّش عن المتناقضات لهدمه ويخلِّص الناس منه، ولكن سبحان مغيِّر الأحوال! فلقد وجد هذا الرجل في الدين الإسلامي طريق الهداية، ووجد النور الذي كان يبحث عنه طوال حياته.

يقول واصفًا ما رآه في الدين الإسلامي: “وجدتُ لكل سؤال جوابًا شافيًا، لم يستطع أي دين سابق، سواء كان وضعيًّا أو منحدرًا من الأديان السماوية أو مبدأ من المبادئ الفلسفية، (وقولي: منحدرًا يرجع إلى انحدار الديانات على يد رجال الدين الذين خرجوا بها عمَّا جاءت من أجله)، وجدتُ أن ما زعموه في الإسلام عيوبًا هي مزايا، وما ظنوه متناقضات هي حِكَمٌ أو أحكامٌ وشرائعُ فُصِّلت لأولي الألباب، وأنَّ ما عابوه على الإسلام كان علاجًا للبشرية التي طالما تردَّتْ في بيداء الظلمات حتى أخرجها الإسلام من الظلمات إلى النور، وهُدِي الناس بإذن ربهم إلى صراط مستقيم”.

بعد ذلك أعلن محمد فؤاد الهاشمي إسلامه.

إسهامات محمد فؤاد الهاشمي

بعد أن أسلم محمد فؤاد الهاشمي قام بالعديد من الأمور لخدمة الإسلام، فقام بمقارنات وموازنات بين الأديان، وكان من ثمرات هذه المقارنات الكتاب الرائع الذي قدَّمه للمسلمين (الأديان في كفة الميزان). هذا إضافةً إلى العديد من الكتب، فضلاً عن إعلاء كلمة الله ونصرة دينه.

{وَلَيَنْصُرَنَّ اللهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ} [الحج: 40].

وله كتاب “سر إسلامي.. لماذا اخترت الإسلام دينًا”، وكتاب “النبي لا كذب”، وكتاب “حوار بين مسيحي ومسلم”.

المصدر: كتاب (عظماء أسلموا) للدكتور راغب السرجاني.

أحمد نسيم سوسة الذي اعتنق الإسلام وكشف حقيقة التاريخ المزيف الذي دونه اليهود، أصْله من قبائل بني سواسة التي كانت تقطن في نواحي حضرموت في اليمن، ولد لأبوين ينتميان إلى عائلة يهودية، بمدينة الحلة بالعراق عام 1318هـ/ 1900م، وأتم دراسته الإعدادية (الثانوية العامة) في الجامعة الأمريكية ببيروت عام 1924م، ثم حصل على شهادة البكالوريوس في الهندسة المدنية عام 1928م من كلية كولورادو في الولايات المتحدة.

وواصل أحمد نسيم سوسة بعد ذلك دراسته العليا فنال شهادة الدكتوراه بشرف من جامعة جون هوبكنز الأمريكية عام 1930م، وقد انتخب عضوًا في مؤسسة (فاي بيتا كابا) العلمية الأمريكية المعروفة، كما منحته جامعة واشنطن عام 1929م جائزة (ويديل) التي تمنح سنويًّا لكاتب أحسن مقال من شأنه أن يُسهم في دعم السلم بين دول العالم.

ويعدُّ الدكتور أحمد سوسة واحدًا من أقدم المهندسين العراقيين الذين تخرَّجُوا في الجامعات الغربية، وقد كان أحمد سوسة يهودي الديانة، لكنه اعتنق الإسلام بعد ذلك.

بعد عودته للعراق، عُيِّن مهندسًا في دائرة الري العراقية عام 1930م، ثم تقلب في عدة وظائف فنية في هذه الدائرة مدة 18 سنة، حتى عين عام 1946م معاونًا لرئيس الهيئة التي ألفت لدراسة مشاريع الري الكبرى العراقية. وفي عام 1947م عين مديرًا عامًّا للمساحة، ثم مديرًا عامًّا في ديوان وزارة الزراعة عام 1954م، ثم أعيد مديرًا عامًّا للمساحة، وبقي في هذا المنصب حتى عام 1957م.

عند تأسيس مجلس الأعمار عام 1951م عين مساعدًا شخصيًّا في الأمور الفنية لنائب رئيس مجلس الأعمار إضافة لوظيفته الأصلية، وكان من أوائل أعضاء المجمع العلمي العراقي منذ تأسيسه عام 1946م، وبقي عضوًا عاملاً فيه حتى وفاته.

خلال عامي 1939 و1940م ترأس البعثتين اللتين أوفدتهما الحكومة العراقية إلى المملكة العربية السعودية لدراسة مشاريع الري في الخرج والإشراف على تنفيذها، وكان الدكتور أحمد نسيم سوسة أحد مؤسسي جمعية المهندسين العراقية عام 1938م.

تربو مؤلفاته على الخمسين كتابًا وتقريرًا فنيًّا وأطلسًا، إضافة إلى أكثر من 116 مقالاً وبحثًا نشرت في الصحف والمجلات العلمية المختلفة، وتتوزَّع مؤلفاته على حقول الري والهندسة والزراعة والجغرافية والتاريخ والحضارة(1).

وكان أحمد سوسة يدرس الفلسفة والتاريخ اللذين كان لهما أثر بالغ في معرفة معتقدات اليهود الباطلة، وبداية الوصول إلى الطريق الصحيح.

قصة إسلام أحمد نسيم سوسة

بدأت قصة أحمد نسيم سوسة مع الإسلام حين كان يدرس في الجامعة الأمريكية ببيروت، فأتاح له ذلك فرصة التعرف على الإسلام وقراءة القرآن الكريم، الذي وجد فيه ما لم يجده في التوراة والإنجيل.

ويتحدث الدكتور أحمد سوسة عن بداية خطواته إلى طريق الإيمان، فيقول:
“كنتُ أَطْرَبُ لتلاوة آيات القرآن الكريم، وكثيرًا ما كنت أنزوي في مصيفي تحت ظل الأشجار، وعلى سفح جبال لبنان، فأمكث هناك ساعات طوالاً، أترنم بقراءته بأعلى صوتي”.

ولكن ذلك لم يكن كافيًا لاعتناقه الإسلام، فلم يفكر جديًّا في اعتناق الإسلام إلا بعد أن قضى سنوات في أمريكا، وقرأ فلسفات الأديان، وتوغل في الموضوعات التاريخية والاجتماعية، وتوسع في اطّلاعاته؛ ليكتشف حقيقة التاريخ المزيَّف الذي دوَّنه اليهود من أجل تحقيق رغباتهم الدينية.

ويتحدث -أيضًا- عمَّا وجده في القرآن قائلاً:
“لقد وجدتُ نفسي غير غريب عن آيات الله المنزلة، واطمئن قلبي حين لمست أن الاستدلال العلمي يؤيِّد ميلي الفطري الصحيح في داخلي”.

بعد ذلك أعلن الدكتور أحمد نسيم سوسة إسلامه عن اقتناع تام، وكرَّس جهوده للدفاع عن الإسلام.

إسهامات أحمد نسيم سوسة

تحوَّل هذا الرجل من اليهودية إلى الإسلام ليصبح مدافعًا عن هذا الدين بكل ما لديه من قوة؛ فكرَّس جهوده لتقديم الأدلة على فضل الحضارة العربية، وكتب في هذا الصدد عدَّة كتب، من أهمها كتابه (العرب واليهودية في التاريخ).

وقد استفاد الدكتور أحمد نسيم سوسة من خبراته السابقة في معرفته باليهودية لتفنيد ادعاءات الحركة الصهيونية من الناحية التاريخية؛ لأنه كان يعلم النصوص المزيفة الموجودة في التوراة، فاهتمَّ بتوضيح هذا التحريف، موضحًا أن هذه النصوص من صُنْع الأحبار.

ومن كتبه: “تاريخ جزيرة العرب”، و”تاريخ يهود العراق”.

وإضافةً إلى تعدد إسهامات الدكتور أحمد سوسة ودراساته التاريخية والفكرية بعد اعتناقه الإسلام، قام بإيضاح جوانب كثيرة من التاريخ الإنساني، والتصدي للمحاولات الخبيثة للنيل من الإسلام وتشويه صورته(4). منها كتاب “في طريقي إلى الإسلام”، وهو يتضمن حكاية تطور نفسه الباحثة عن الحق المخلصة له التي تأثرت بالبيئة العربية ثم وصلت إلى الهداية الإسلامية، فرأت الحق حقًّا فاغتبطت باتباعه، ورأت الباطل باطلاً وجاهرت باجتنابه، والكتاب يبيِّن مواطن الضعف في الكيان اليهودي، وخطأ اليهود.

وفاة أحمد نسيم سوسة

توفي الدكتور أحمد نسيم سوسة عام 1402هـ/ 1982م.

المصدر: كتاب عظماء أسلموا للدكتور راغب السرجاني.

لم تكن “آن سوفي” تدري أن اهتمامها بقضايا الإسلام والمسلمين ودفاعها المنصف عنهم هو بداية الطريق لاعتناق الدين الحنيف، فكلما أثيرت ضد المسلمين في السويد قضية، انبرت تفند وتدافع وتدحض آراء من يريدون بهم سوءا، من خلال نشرها لرؤاها الجادة وكتاباتها الرصينة المؤكدة بالشواهد والتي يحترمها العقل، محاولة بذلك الوقوف بالمجتمع السويدى على حقيقة الإسلام والمسلمين بعين الإنصاف، تارة بكتابة المقالات الصحفية، وأخرى بالكتب المتخصصة التي أصبحت منتشرة بشكل كبير، وثالثة باللقاءات المباشرة والندوات.

فكانت بحق.. لسان صدق للزود عن هذا الدين الحنيف والتابعين له.

ناشطة حقوقية

إنها “آن سوفي رولد” المؤرخة الدينية، والأستاذة المحاضرة في مجال دراسات الإسلاميات ونوع الجنس والهجرة بجامعات الجنوب السويدي بمدينة مالمو القريبة من الدانمارك، وكانت سوفي قبل أن تتحول من المسيحية -بفضل الله- إلى الإسلام من أهم الباحثين في قضايا الإسلام والمسلمين؛ وذلك منذ قدمت رسالتها في الدكتوراة عن تنظيم الإخوان المسلمين بجامعة لوند في الجنوب السويدي، ثم تخصصت في التاريخ الإسلامي، ومن ثم الحركات الإسلامية والأقليات المسلمة في الغرب.

كما كانت في شبابها من الناشطات الحقوقيات الداعيات لتحرير المرأة في النرويج، مما عزز اهتمامها بالأمور السياسية، ولما كانت قد عرفت أن الإسلام لا يفصل بين الدين والسياسة؛ دفعها ذلك للتخصص فيه، ثم قامت بتأليف عدة كتب ذات موضوعات مختلفة عن الإسلام باللغتين السويدية والإنجليزية منها: “المسلمون الجدد في أوروبا”، “المرأة في الإسلام”, “الإسلام”، “تجارب المتحولين إلى الإسلام في الدول الإسكندينافية”، “الإسلام المعتقد والتاريخ”.

وقد أشارت صحيفة “سفنسكا داغ” السويدية إلى أن كتابات سوفي تقوم بدور عظيم في التعريف بالإسلام خاصة للمهتمين بدراسته، والذين تزايدت أعدادهم مؤخرا في أوربا، كذلك أثرت المكتبة السويدية بكتابها الهام “المسلم في السويد” الذي قدمته بالمشاركة مع الكاتبة المتحولة هي الأخرى للإسلام “برنيلا كويس”.

الطريق إلى الإيمان

مرت “سوفي” بمراحل كثيرة ومعقدة من البحث والتنقيب والمقارنة؛ للوقوف على ما كل ما يمكنها من الوصول إلى الديانة الحق والتي يجب أن تعتقد، ولأن صاحب الفطرة السليمة دائما ما يوفق للصواب، فقد أدركت بفطنتها كما تقول في أحد حواراتها: أن الإنسان عليه أن يتحرك نحو الله, لأنّ الله لا يكره الناس على الإيمان به.

وعن تربيتها الدينية قالت: عشت في منطقة “أوستلوند في النرويج”, وكان الاعتقاد باللّه سائدا عبر أسرتها, ففي كل ليلة كانت تصلي على طريقتها كمسيحية, وكان لديّها اعتقاد جازم أنّ الله يحميهم من كل مكروه.

وتقول أيضا: إنها لما وصلت للسابعة عشرة من عمرها: أخذت تتعمقّ دينيا، وبدأت تتساءل عن المسيحية كدين, وعن سبب تقاتل النصارى (أي المسيحيين) فيما بينهم, وقد توصلت بعقلها إلى مغزى عظيم فتقول: لقد كان البعض يستخدم الله لتقوية حكمه وسلطانه, ويستقوى به على الآخرين، مثلما جرى في أوروبا في عهود سالفة, مما دفعها إلى طرح المزيد من الأسئلة حول الديانات.

وقد قامت بدراسة الأديان المقارنة في السبعينيات من القرن الماضي، و قادها بحثها الدءوب إلى اكتشاف عظمة الإسلام وموضوعيته، فكما قالت: لقد وجدت فيه كل الأجوبة عن كل الأسئلة, بل لقد توصلت إلى حقيقة الله سبحانه وتعالى الذي خططّ لحياتنا أجمل وأعدل تخطيط.

الخوف (الفوبيا) من الإسلام:

وقد هال سوفي سيطرة ظاهرة الخوف من الإسلام، أو كما يطلقون عليها “فوبيا الإسلام” والجد في تحذير الناس منه عن طريق وسائل العلام الغربي، الذي بدأ يشوهه، ويظهر المسلمين في صورة الإرهابيين, خاصة بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر وضرب برجي التجارة العالمية.

كما أنّ هناك أسبابا دينية و ثقافية و عنصرية وراء ظاهرة “فوبيا الإسلام” في الغرب، وهذا ما أوردته في كتابها: “المسلم في السويد” والذي تحدثت فيه عن حياة المرأة المسلمة، وتعايشها مع المجتمع السويدي الذي ينتمي كغيره من المجتمعات الغربية إلى قيم ومفاهيم مختلفة, وكيفية حياة المسلمين في السويد، وممارستهم للشعائر من: صلاة وزكاة وصيام وحج ومعاملات بينهم، كما قدمت فيه مقارنة جيدة بين عادات الشعوب الإسلامية، وتأثير ذلك على مسلمي السويد. كما لفتت إلى نظرته السلبية بل والمريبة إلى المرأة المحجبة.

وتؤكد “سوفي” من خلال إحدى أهم دراساتها العميقة في الإسلام والثقافة: أنه لا فرق بين الإسلام والثقافة الإسلامية، كما كان يعتقد الكثيرون، معللة لذلك أن القواعد التي يقوم عليها الإسلام لابد وأن تتداخل مع أشكال التعبير الثقافي بشكل كلي؛ وفي هذا عموم الفائدة للبشرية.

من هو مارتن لينجز؟

وُلِد مارتن لينجز مارتن لينجز في لانكشاير بإنجلترا في يناير عام 1909م، وأمضى طفولته الباكرة في أمريكا حيث كان يعمل والده، وكان يدين بالنصرانية شأن أسرته التي لا تعرف عن الدين شيئًا إلا أنها نصرانية بالوراثة. وهكذا نشأ هو خالي النفس من أية عقيدة يؤمن بها حق الإيمان.

ولدى عودته إلى وطنه التحق بكلية كلينتون حيث ظهرت عليه مواهب قيادية واضحة رفعته إلى موقع رئيس الطلبة، ثم انتقل منها إلى أكسفورد لدراسة اللغة والأدب الإنجليزي، وبدأت سمات نضجه الفكري تتضح بعد حصوله على شهادة الـ “A-B” في الآداب الإنجليزية؛ فقد أخذ ينقب في كتب التراث عن الديانات المنتشرة في العالم ليقرأ عنها جميعًا؛ فاستوقفه دين الإسلام كشريعة لها منهاج يتفق مع المنطق والعقل، وآداب تستسيغها النفس والوجدان.

سافر بعد ذلك إلى ليتوانيا لتدريس الإنجليزية الأنجلوساكسونية وإنجليزية العصر الوسيط، واهتم في الوقت ذاته بالتراث القديم للبلاد من خلال الأغاني الشعبية والشعر.

وفي عام 1940م سافر إلى مصر لزيارة صديق قديم له في جامعة القاهرة (فؤاد الأول آنذاك)، ولدراسة الإسلام واللغة العربية، ولكن تُوُفِّي صديقُه في حادث فروسية، وعُرِضَ عليه أن يتولَّى المنصب الذي كان يشغله بالجامعة.

قصة إسلام مارتن لينجز

في مصر اعتنق لينجز الإسلام بعد لقائه بالعديد من الصوفيين التابعين للطريقة الشاذلية في مصر، وسرعان ما تجلى فيه أثر التدين والتصوف، وغيَّر اسمه إلى أبي بكر سراج الدين، وصار صديقًا مقربًا للكاتب الفرنسي المسلم الصوفي عبد الواحد يحيى (رينيه جينو)؛ إذ اقتنع تمامًا بصحة نقده القاسي للحضارة الغربية.

وقد كان لرينيه جينو تأثير حاسم على فكر لينجز. ويقول عن ذلك:

“إن ما أثر عليَّ وجعلني أهتم بالإسلام، هو كتب مؤلِّف كبير كان مثلي اعتنق الإسلام وأصبح من قمم المتصوفة، إنه الشيخ (عبد الواحد يحيى)، لقد تأثرت بكتبه التي صنفها عن الإسلام، حتى إنني لم أقرأ كتبًا من قبل في مثل عظمة كُتُبِه؛ مما دفعني لأن أسعى لمقابلة مَن كان سببًا في إسلامي، فجئت إلى مصر حيث كان يعيش فيها وقتئذ”.

ثم يضيف فيقول: “لقد استفدت منه كثيرًا، فقد كان بحق عالمًا عاملاً بعلمه، وأكثر ما تعلمته منه الزهد في الدنيا، وهو ما تسمونه أنتم (التصوف)”.

كما يقول: “مفهومي للتصوف أنه ليس انعزالاً عن الدنيا، ولكنه أخذٌ بأسباب الحياة في الظاهر، والإعراض عنها بالقلب؛ إن الرسول محمد (صلَّى الله عليه وسلم) لخص معنى التصوف كله في حديثه الشريف: (كُن في الدُّنيا كأنَّك غَريبٌ أو عابرُ سبيلٍ)، أو ما قاله في حديث شريف آخر: (… إنَّما أنا والدنيا كَراكب استظل تحت شجرة ثمَّ راح وتركها). هذا هو مفهوم التصوف الذي تعلمته من الشيخ عبد الواحد يحيى”.

ويُذكَر أنه قد أشهر إسلامه على يد شيخ جزائري اسمه الشيخ “أحمد العلوي”، التقى به في سويسرا التي كان يعمل بها مدرسًا، بعدها قام بتغيير اسمه من “مارتن لينجز” إلى اسم “أبي بكر سراج الدين”.

لقد استشعر لينجز أنه قد وجد نفسه مع هذا الدين الذي يتفق مع فطرة الإنسان، حيث يعبر عن ذلك بقوله: “لقد وجَدتُ في الإسلام ذاتي التي افتقدتها طوال حياتي، وأحسست وقتها أني إنسان لأول مرة، فهو دين يرجع بالإنسان إلى طبيعته حيث يتفق مع فطرة الإنسان”.

ثم أردف قائلاً – وقد أنارت الابتسامة وجهه -: “شاء الله لي أن أكون مسلمًا، وعندما يشاء الله فلا رَادَّ لقضائه، وهذا هو سبب إسلامي أولاً وقبل كل شيء”.

هذا هو المفكر البريطاني المسلم الدكتور “أبو بكر سراج الدين” الذي كان يدين بغير الإسلام، ثم هداه الله للحنيفية السمحة؛ فاعتنق الإسلام عن اقتناع تام، ثم علا بإيمانه فزهد في الدنيا، وأصبح متصوفًا في مجتمعاتٍ تموج بالفتن وإغراء الملذات، وتفرَّغ للدعوة إلى الله في بلاده، يحدوه الإيمان العميق بأن المستقبل للإسلام الذي هو الدين الحق المرسل لكل بقاع الأرض .

استقر لينجز في مصر طوال فترة الأربعينيات، حيث درَّس لطلبة كلية الآداب فكر وأدب شكسبير.

وقد تزوج لينجز عام 1944م من ليزلي سمولي التي اتفقت مع أفكاره طوال الستين عامًا التي تلت ذلك التاريخ، وكان منزلهما الريفي في قرية صغيرة بجوار الهرم خلال حياته في القاهرة ملاذًا آمنًا لكثير من المصريين والأجانب الذين كانوا يستشعرون ثقل الحياة الحديثة.

وَدَّ مارتن لينجز لو أمضى حياته في مصر لولا تدخل الأحداث السياسة، فقد أعقبت ثورة 1952م مظاهرات معادية للبريطانيين؛ نتيجة استمرار الاحتلال الإنجليزي لمصر، وتدخل بريطانيا في شئون مصر الداخلية، وإفسادها لجميع مظاهر الحياة، وكثرة الضحايا الذين سقطوا برصاص الاحتلال دون شفقة أو رحمة، وقد قُتِل في هذه المظاهرات ثلاثة من زملاء لينجز في الجامعة، وجرى تسريح الأساتذة الإنجليز من الجامعة دون تعويض.

وكانت العودة إلى لندن عام 1952م، وهناك استكمل لينجز دراسته للعربية في المدرسة الخاصة بالدراسات الشرقية والأفريقية بلندن، وفي عام 1962م حصل على الدكتوراه وكان موضوعها “الشيخ أحمد العلوي”، ونشرها في كتابٍ بعنوان “ولي صوفي من القرن العشرين”، كان من أعمق كتبه أثرًا بوصفه منظورًا فريدًا للروحانية الإسلامية من داخلها، وتمَّ نشرها بعد ذلك في كتب مترجمة إلى الفرنسية والأسبانية وغيرها، ومنذ ذلك الوقت اعتُبِرَ لينجز أحدَ المؤرخين الأساسيين للصوفية.

عمل لينجز عام 1955م بالمتحف البريطاني، حيث عُيِّن مسئولَ خزانةِ المخطوطات الشرقية في المتحف الإنجليزي، وأصبح مسئولاً أيضًا عن المخطوطات الشريفة للقرآن، وهو الأمر الذي أدَّى إلى لَفْت انتباهه إلى الخط القرآني، وتبلْوُر كتابه “الفن القرآني في الخط والتذهيب”، وقد توافق صدوره مع قيام مؤسسة مهرجان العالم الإسلامي عام 1976م، وكان له صلة وثيقة بها.

كما قام أيضًا بإخراج كتالوجين عن هذه المخطوطات العربية، تم وضعهما في المتحف البريطاني عام 1959م، والمكتبة البريطانية عام 1976م.

إسهامات مارتن لينجز

نشر لينجز قبل رحيله عن مصر عام 1952م، كتابًا بعنوان “كتاب اليقين.. المذهب الصوفي في الإيمان والكشف والعرفان”. وخلال دراسته للحصول على ليسانس في اللغة العربية، أصدر كتابه ورائعته البليغة “محمد رسول الله وحياته” اعتمادًا على أقدم المراجع؛ وذلك عام 1973م، ونال عنه جائزة الرئيس الباكستاني.

وفاة مارتن لينجز

رحل” المؤرخ الصوفي” أبو بكر سراج الدين (مارتن لينجز) المعروف بصاحب كتاب سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم عنَّا صباح الثاني عشر من مايو 2005م، بعد احتفاله بمناسبة مولده السادس والتسعين.

وبالرغم من العمر المديد الذي رحل عنه لينجز أو أبو بكر سراج الدين، فقد جاء خبر رحيله صدمة للكثيرين الذين كانوا يلجئون إليه للمشورة الروحية طوال سنوات، وحتى قبل وفاته بعشرة أيام، حيث وقف يتحدث إلى جمهوره الذي بلغ حوالي ثلاثة آلاف في مركز ويمبلي للمؤتمرات بلندن عن ذكرى مولد الرسول صلى الله عليه وسلم؛ وذلك بعد عودته من جولة شملت مصر ودبي وباكستان وماليزيا .

من هو إيتان دينيه ؟

ألفونس إيتان دينيه، وُلد في (باريس) عام 1861م، وتُوُفِّي وقد بلغ من العمر سبعين عامًا، من كبار الفنانين والرسامين العالميين، دُوّنت أعماله في معجم (لاروس)، وتزدان جدران المعارض الفنية في فرنسة بلوحاته الثمينة، وفيها لوحته الشهيرة (غادة رمضان)، وقد أبدع في رسم الصحراء.

قصة إسلامه

يصف دينيه كيفية تعرُّفه على الإسلام قائلاً: “عرفت الإسلام فأحسست بانجذاب نحوه، وميل إليه فدرسته في كتاب الله، فوجدته هداية لعموم البشر، ووجدت فيه ما يكفل خير الإنسان روحيًّا وماديًّا، فاعتقدت أنه أقوم الأديان لعبادة الله، واتخذته دينًا، وأعلنت ذلك رسميًّا على رءوس الملأ”.

إسهاماته

ألَّف إيتان دينيه بعد إسلامه العديد من الكتب القيمة، منها كتابه الفذُّ: (أشعة خاصة بنور الإسلام)، وله كتاب (ربيع القلوب) و(الشرق كما يراه الغرب) و(محمد رسول الله). وكان لحج “ناصر الدين دينيه” إلى بيت الله الحرام عام 1928م أثرُه في أن يؤلِّف كتاب (الحج إلى بيت الله الحرام) الذي امتدحه الأمير (شكيب أرسلان) بقوله: “أسلم وحجَّ وألَّف كتابًا عن حِجَّته إلى البيت الحرام من أبدع ما كتب في هذا العصر”.

واشتمل كتاب (الحج إلى بيت الله الحرام) على مقدمة وسبعة فصول، وملحق ذي فصلين، تقع جميعًا في أكثر من مائتي صفحة، وقد حلاّها ناصر الدين بثماني صور من صنع يده للكعبة، والحرم الشريف، ومنظر الحج بعرفات، وصلاة المغرب حول الكعبة، وجبل النور الذي تلقَّى عنده الرسول الأمين الوحي عند نزوله أول مرة.

وقد تصدَّى كتابه لرحلات كل من الرحالة السويسري بيرك هارد في كتابه (رحلة إلى جزيرة العرب) سنة 1914م، والرحالة الإنجليزي بيرتون في كتابه (الحج إلى مكة والمدينة)، والرحالة الفرنسي ليون روش الذي قام برحلته إلى الحجاز بتكليف من الجنرال الفرنسي (بيجو)، وأصدر كتابه (عشر سنوات في بلاد الإسلام)، والرحالة الفرنسي لوب ليكو في كتابه (في بلاد الأسرار حج مسيحي إلى مكة والمدينة)، وجرفي كول تيلمون في كتابه (رحلة إلى مكة) سنة 1896م، وبلغراف في كتابه (سنة في بلاد العرب الوسطى).

وهو كتاب يُعَدّ مراجعة شاملة ومنصفة لكل الكتب السابقة، كشف فيه الأغراض المبيتة لرحلات المستشرقين، وأنصف – في الوقت ذاته – المستشرقين الذين تحرَّوا الصدق والدقة في كتاباتهم، كما عالج قضايا، مثل: المستشرقين والقرآن الكريم، المستشرقين واللغة العربية، الاستشراق والخط العربي والدعوة إلى الحرف اللاتيني، الاستشراق والشعر العربي.

وقد أحدثت كتبُه دويًّا في دوائر المستشرقين.

كما دافع عن الكتابة بالحروف العربية، مصورًا خطيئة الذين أرادوا إبدال خط آخر بها قائلاً: “الكتابة العربية هي أرقى نوع فني عرفه الإنسان، وأجمل خطّ يستطيع المرء أن يقول فيه من غير مبالغة: إن له روحًا ملائمة للصوت البشري، موافقة للألحان الموسيقية”.

كما وصف الكتابة العربية بأنها: “عبارة عن مفتاح يكشف عن ألغاز الحركات القلبية الدقيقة، وكأنَّ حروفها خاضعة لقوة روح سارية، فتراها تارة تلتف مع بعضها على أشكال هندسية بديعة مع محافظتها على جميع الأسرار المودعة فيها، وطورًا تراها تنطلق وتقف بغتة كأنها معجبة بنفسها، وتارة تراها تنطلق جارية تتعانق، وتارة تتفرق”.

ويضيف: “كلَّما تأملت في أشكالها الجذابة أخذت أفكاري إلى أحلام بعيدة، ولا يلزمني أن أكون مستعربًا ولا ساحرًا لأتمتع بجمالها الساحر الفريد، بل كل إنسان توجد فيه روح الفن تأسر قلبه هذه الكتابة”.

ويؤكد أن الخط العربي يمتاز على سائر الخطوط بكتابته من اليمين إلى اليسار اتباعًا لحركة اليد الطبيعية، فنجد الكتابة أسهل وأسرع من الكتابات التي تكتب من الشمال إلى اليمين؛ ولهذا كان الفنان الكبير (ليوناردو دافينشي) يرسم ويكتب من اليمين إلى اليسار اتباعًا لقاعدة الخط العربي.

أقواله

“لقد أكَّد الإسلام من الساعة الأولى لظهوره أنه دينٌ صالحٌ لكل زمان ومكان؛ إذ هو دين الفطرة، والفطرة لا تختلف في إنسان عن آخر، وهو لهذا صالح لكل درجة من درجة الحضارة”.

وبما أن دينيه كان فنانًا موهوبًا، فقد لفت نظره الجانب الجمالي والذوق الرفيع للحياة النبوية، يقول: “لقد كان النبي يُعنَى بنفسه عناية تامة، وقد عُرف له نمط من التأنق على غاية من البساطة، ولكن على جانب كبير من الذوق والجمال”.

“إنَّ حركات الصلاة منتظمة تفيد الجسم والروح معًا، وذات بساطة ولطافة وغير مسبوقة في صلاة غيرها”.

ويقول عن تعدد الزوجات: “إن تعدد الزوجات عند المسلمين أقل انتشارًا منه عند الغربيين الذين يجدون لذة الثمرة المحرمة عند خروجهم عن مبدأ الزوجة الواحدة!

وهل حقًّا أن المسيحية قد منعت تعدد الزوجات؟! وهل يستطيع شخص أن يقول ذلك دون أن يأخذ منه الضحك مأخذه؟!

إنَّ تعدد الزوجات قانون طبيعي، وسيبقى ما بقي العالم. إن نظرية الزوجة الواحدة أظهرت ثلاث نتائج خطيرة: العوانس، والبغايا، والأبناء غير الشرعيين”.

وفاته

في ديسمبر سنة 1929م تُوفِّي (ناصر الدين دينيه) بباريس، وصُلِّي عليه بمسجدها الكبير بحضور كبار الشخصيات الإسلامية، ووزير المعارف بالنيابة عن الحكومة الفرنسية، ثم نُقِلَ جثمانه إلى الجزائر، حيث دُفِنَ في المقبرة التي بناها لنفسه ببلدة (بوسعادة) تنفيذًا لوصيته.

من هو رينيه جينو ؟

لم يكن انتقال رينيه جينو من المسيحية إلى الإسلام بعد أن درس الماسونية وفلسفات الشرق القديم من قبيل التذبذب وعدم الاستقرار أو حبًّا في التغيير، وإنما بحثًا عن الحقيقة المفقودة، تلك الحقيقة التي كانت تربط الإنسان قديمًا بالكون الواسع في توازن حكيم، ثم انقطع خيطها في ضغط هذا العصر الغارق في الماديات، إنه عبد الواحد يحيى الذي اعتنق الإسلام، ووضع خطة لبناء المسجد الكبير في باريس قُبَيل الحرب العالمية الأولى، وإنشاء جامعة إسلامية في فرنسا.

وُلِدَ رينيه جينو في 15 من نوفمبر عام 1886م بمدينة بلوا جنوب غرب باريس، ونشأ في أسرة كاثوليكية محافظة، وكان رينيه ضعيف البِنية؛ وهو ما عطَّل التحاقه بالمدرسة، فتولَّت عمته “دورو” تعليمه القراءة والكتابة في منزلها الجميل على ضفاف نهر اللوار حتى بلغ الثانية عشرة من العمر.

وما إن بلغ السادسة عشرة من عمره حتى التحق بكلية “رولان” في باريس، ولم يكتفِ بالدراسة الجامعية وراح ينهل من العلم في باريس الزاخرة بالمعلمين والمرشدين من الشرق والغرب.

في عام 1906م خالط المدرسة الحرة للدراسات الغيبية ليابوس، وانتقل إلى منظمات أخرى كالمارتينية والماسونية التابعة للطقس المعروف باسم الطقس الوطني الإسباني، وفي عام 1908م انضم إلى المحفل الماسوني الكبير في فرنسا، كما انضم إلى الكنيسة الغنوصية القائمة على عكس الكنيسة السائدة التي تؤمن بتجسد الله (عز وجل) في صورة بشر وما إلى ذلك (تعالى الله عمّا يقولون علوًّا كبيرًا)، وفي نفس هذه الفترة التقى العديد من الشخصيات التي سمحت له بتعميق معرفته بمذهب الطاوية الصيني وبالإسلام.

مع نهاية عام 1909م عُيِّن رينيه جينو أسقفًا غنوصيًّا بكنيسة الإسكندرية الغنوصية، فأسس مجلة الغنوص، وأصدر مجموعة من الأبحاث في هذه المجلة، ولكن كان انتقاده لهذه الكنيسة قويًّا، على اعتبار أن المذاهب الروحية الحديثة ليست إلا مادية جديدة في مستوى آخر، وهمُّها الوحيد أن تطبق على الروح منهاج العلم الوضعي.

قصة إسلامه

كانت معرفته بالمفكر والرسام السويدي “جان جوستاف أجلي” – الذي اعتنق الإسلام عام 1897م، وصار اسمه عبد الهادي، والذي كان يشارك في تحرير مجلة عربية إيطالية باسم “النادي” – لها الأثر الأكبر في إسلامه، خاصةً أن جينو نشر العديد من المقالات عن المتصوف العربي الشهير محيي الدين بن عربي.

كان جينو إذ ذاك يصدر مجلة باسم “المعرفة”، فأخذ عبد الهادي في عام 1910م يُسهم فيها بجد ونشاط، وينشر فيها أبحاثًا وترجمةً لكثير من النصوص الصوفية إلى اللغة الفرنسية، ومن هنا تمكَّن عبد الهادي من أن يعقد بين جينو والشيخ عليش – الذي أسلم هو على يديه – صلة قوية متينة عن طريق تبادل الرسائل والآراء، وكانت النتيجة أن اعتنق جينو الدين الإسلامي عام 1912م بعد أن درسه دراسة مستفيضة، واتخذ لنفسه اسم عبد الواحد يحيى.

ويقول الإمام عبد الحليم محمود عن سبب إسلام رينيه جينو: “وكان سبب إسلامه بسيطًا ومنطقيًّا في آنٍ واحد، لقد أراد أن يعتصم بنص مقدس لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، فلم يجد بعد دراسته العميقة سوى القرآن، فهو الكتاب الوحيد الذي لم ينله التحريف ولا التبديل؛ لأن الله تكفل بحفظه؛ فاعتصم به وسار تحت لوائه، فغمره الأمن النفساني في رحاب الفرقان”.

وفي شهر يوليو من عام 1915م حصل جينو على شهادة ليسانس الآداب في الفلسفة من جامعة السوربون الشهيرة، وتابع بعد ذلك دراسته؛ حيث حصل على دبلومة الدراسات العليا DES. وفي عام 1917م عُيِّن أستاذًا للفلسفة في الجزائر فقضى فيها عامًا، ثم عاد إلى مدينة بلوا الفرنسية، ولكن المقام لم يطب له في مدينته، فغادرها إلى باريس من أجل الإعداد لرسالة الدكتوراه حول موضوع “ليبنتز والحساب التفاضلي”، ولكن بسبب استقلاله الفكري ومجاهرته بأفكاره فإن أستاذه المشرف على الدكتوراه رفض منحه تلك الشهادة. وفي عام 1918 بدأ جينو يُعِدُّ لدرجة (الأجريجاسيون) في الفلسفة.

ولم يكن ذلك ليمنع الشيخ عبد الواحد يحيى من متابعة أعماله والتفرغ لأبحاثه، وكان من ثمرة هذا التفرغ أن نشر في عام 1921م كتابين أحدهما “مدخل لدراسة العقائد الهندية”.

وتوالى بعد ذلك نشر كتبه وتوالت مقالاته في مختلف الجرائد، وفي سنة 1925م فتحت له مجلة “قناع أيزيس” صدرها، فأخذ يكتب فيها، وانتهى به الأمر في سنة 1929م إلى أن أصبح أهم محرِّر بها، ومع هذا رفض رئاسة تحريرها.

في عام 1925م ألقى الشيخ عبد الواحد يحيى محاضرة من أهم المحاضرات في جامعة السوربون تحت عنوان “الميتافيزيقا الشرقية”، أوضح فيها الفرق بين الشرق والغرب في المجال الغيبي، موضحًا فيها أنَّ الميتافيزيقا واحدة لا شرقية ولا غربية، مثلها مثل الحقيقة الخالصة، إلا أنه يختلف مفهومها أو يختلف تناولها في كلٍّ من الشرق والغرب، واختياره لعبارة شرقية يعني به دراسة المجال الغيبي في الشرق بعامة وليس في الهند وحدها؛ فالحضارات الشرقية مستمرة بنفس تواصلها، وهي ما زالت تُعَدُّ الممثل المختص الذي يمكن اللجوء إليه للتزود بالمعلومات الحقة، وذلك لأن الحضارات الغربية تفتقد هذه الأصول الممتدة.

وفي عام 1927م نشر كتابه “ملك العالم” أو “القطب”، وأصدر كتابه “أزمة العالم الحديث” الذي لقي نجاحًا كبيرًا، وقد أُعِيد طبعُه عشرات المرات في طبعات فاخرة وأخرى شعبية، وهذا الكتاب ليس دعوة إلى الانطواء، بل هو دعوة إلى الفهم الصحيح والنظر إلى الحضارة الغربية نظرة نقدية بوصفها عملاً إنسانيًّا يحتمل النقد ولا يعلو عليه.

القاهرة.. أخيرًا

جاء عرض بيت النشر في باريس على الشيخ عبد الواحد يحيى أن يسافر إلى مصر ليتصل بالثقافة الصوفية، فينقل نصوصًا منها ويترجم بعضها، فانتقل للقاهرة في عام 1930م، وكان المفروض أن يقضي فيها بضعة أشهر فقط، ولكن هذا العمل اقتضاه مدة طويلة، ثم عدل بيت النشر عن مشروعه، فاستمر الشيخ عبد الواحد يحيى في القاهرة يعيش في حي الأزهر متواضعًا مستخفيًا لا يتصل بالأوروبيين، ولا ينغمس في الحياة العامة، وإنما يشغل كل وقته بدراساته.

حضر عبد الواحد إلى القاهرة وحيدًا، ووجد الكثير من المشاق في معيشته منفردًا، فتزوج سنة 1934م كريمة الشيخ محمد إبراهيم، وأنجب منها أولاده الأربعة.

أراد الشيخ عبد الواحد أن ينشر الثقافة الصوفية في مصر فأسس مجلة “المعرفة” بالتعاون مع عبد العزيز الإسطنبولي، ولعل اختياره لهذا الاسم يكشف عن جزء من مكنون فكره؛ فالمعرفة هي إحدى الطرق المؤدية إلى الله سبحانه وتعالى، في حين الطريق الآخر هو المحبة.

وكان برنامج المجلة بذلك يتضمن مشروعًا بأسره، يهدف إلى التعرف بمعرفة العلم المقدس حقًّا. ومكث الشيخ عبد الواحد يحيى يؤلف الكتب ويكتب المقالات ويرسل الخطابات، فكان حركة دائمة فكرية وروحانية.

إسهاماته

ترك الشيخ عبد الواحد يحيى العديد من المؤلفات التي ضمَّت بين صفحاتها دفاعًا عن الإسلام وصورته لدى الغرب، في مواجهة الصورة التي كان يُروِّجها المستشرقون حول كون الإسلام انتشر بحد السيف، وأنه لا يثمر الروحانية العميقة.

وقد جاءت إسهاماته في الرد على هذه الاتهامات من خلال كتبه التي من أهمها:

خطأ الاتجاه الروحاني (تحضير الأرواح)، والشرق والغرب، وعلم الباطن لدانتي، والإنسان ومستقبله وفقًا للفيدانتا، وأزمة العالم المعاصر، وملك العالم، والقديس برنارد، ورمزية الصليب، والسلطة الروحية والسلطة الزمنية، وأحوال الوجود المتعددة، وعروض نقدية، وسيادة الكم وعلامات الزمان، والميتافيزيقا الشرقية، ولمحات عن التسليك الروحي، والثالوث الأعظم، ومبادئ الحساب التفاضلي، ولمحات عن الباطنية المسيحية، والبدايات: دراسة في الماسونية الحرة وجماعات الأخوة (جزآن)، والصور التراثية والدورات الكونية، ولمحات عن الصوفية الإسلامية والطاوية، وكتابات متناثرة.

وفاته

تُوُفِّي الشيخ عبد الواحد يحيى عام 1951م عن عمر يناهز الرابعة والستين في القاهرة، محاطًا بزوجته وأبنائه الثلاثة، وجنين كان لا يزال في مرحلة التكوين، وكان آخر كلمة يتفوه بها كلمة الاسم المفرد “الله”.

لماذا أسلموا فيديو

مسيحية عادة بعد 20 دقيقة لتعلن اسلامها امام الجمهور وذاكر نايك تدمع لها العين

مسيحية سألت عن محمد في الانجيل لتعتنق الاسلام بعد الاجابة - د ذاكر نايك Dr Zakir Naik

اليابانيون يدخلون الاسلام في محاضرات ذاكر نايك

طبيب يسأل الدكتور ذاكر نايك ثم يعتنق الإسلام بعد حصوله على الإجابة

فتاة تقول إذا أجبت على سؤالي الأخير سأعتنق الإسلام - د. ذاكر نايك

فتاة أسترالية تروي قصة أعتناقها الاسلام

بطل مصارعة أمريكي يدخل الإسلام بعد قصة رائعة - US. Champion Wrestler becomes a Muslim

Famous Convert to Islam مشاهير اعتنقوا الإسلام - .

رجل استرالى اعتنق الاسلام بطريقة عجيبة يجب ان تشاهد

قصة إعتناق شاب بريطاني للاسلام Story of English man convert to Islam

لماذا اسلموا ؟ شرطي بريطاني يتكلم عن دخوله للإسلام ويبكي والسبب ؟؟

إسلام منتج الفيلم المسيء للرسول بسبب سورة #بالقرآن_اهتديت٢ ح٤ Fitna Movie Distributor Became Muslim

مغنية الراب الأمريكية العالمية تدخل الإسلام بسبب رؤيا عجيبة - US Rap Singer becomes a Muslim

حلقة ٥ الفرنسية بربرا التي بكت و أبكت الشيخ فهد الكندري EP5 Guided Through the Quran

من مُعادٍ كاره إلى مؤمن محب - رحلة إيمان يورام فان كلافيرين

شاب هولندي يعتنق الإسلام - حاول أن لا تبكي والله تدمع له العيون

يوسف استس من قسيس كاثوليكي الى داعية اسلامي

سارة لورن بوث من مانشستر

يابانية تدخل الاسلام بسبب شربة ماء مؤثر

قصة إسلام روسي بسبب سورة القارعة مؤثر

بلال من بلجكيا

سويدية مسلمة تعرضت للضرب بسبب حجابها

NFL الأمريكي وقصة هدايته و سجوده في الملعب

ضابط الشرطة البرازيلي الذي أثرت به قيم العدل في الإسلام

أجمل لحظات نطق الشهادة☝️أبكت النساء😢 في أوروبا وأمريكا / Women crying when converting to Islam

أجمل لحظات نطق الشهادة☝️أبكت الشباب ورجال😢 في أوروبا وأمريكا / Guys crying when converting to Islam

الله أكبر : طوفان المسلمين الجدد☝️يجتاح أوروبا 🇺🇸 وأمريكا Boys and girls converting to Islam

عشرات النساء يعتنقن الإسلام في استراليا☝️بسبب صمود غزة sister Australian people become a Muslims🇭🇲

أجمل لحظات نطق الشهادة☝️أبكت النساء😢 في أوروبا وأمريكا / Women crying when converting to Islam

عاجل 🔴400 شاب وفتاة يعتنقون الإسلام☝️يوميا في أوروبا 🇬🇧 بعد أحداث غزة WOMEN IN EUROPE ACCEPT ISLAM

N'hésitez pas à nous contacter

Envoyez-nous un message si vous avez d'autres questions et nous vous répondrons dans les plus brefs délais.

    fr_FRFR