التسجيل الصوتى لكابينة القيادة للعبّارة السلام الغارقة ٢٠٠٦ – واللى تم إستخلاصه من “الصندوق الإسود” للسفينة – هيفضل من أهم التسجيلات اللى بتكشف الحالة الموجودة فى لحظات الغرق .. وطبيعة الأجواء المحيطة ، والأوامر ، والنقاشات اللى بتتم فى اللحظات دى ..
كان واضح من التسجيل – إن القبطان عنده حالة تشويش فِكر وإنكار رهيبة .. لا شايف الصورة صح ، ولا مقدّر حجم الكارثة صح ، ولا بيصدر أوامر صح ..
كل الموجودين على ضهر السفينة من ركاب وطقم ملاحة كانوا شايفين المشهد ونهايته – إلا هو .. حتى المساعدين ليه – كان القبطان رافض يسمع لأى حد فيهم أو يعترف باللى بيقولوه ..
هيفضل صوت واحد من المساعدين هو الأهم من حيث التدريج الحوارى بينهم .. المساعد فضل طول النقاش يردد : هنعمل إيه ياقبطان ؟! .. المركب “بتغرق” ياقبطان – مُستخدم فعل المضارع اللى بيفيد الإستمرارية مع عدم الحسم .. والقبطان كان واضح إنه بيتكلم فى أمور فرعية ، وبيطلب طلبات مالهاش علاقة بالأزمة ، وكان عايز مزيد من الوقت الإضافى وعبّر عنه بجملة : “إستنوا بس” .. ولما المساعد يأس منه – قال له : نستنى إيه !! .. المركب “غرقت” ياقبطان – مستخدم الفعل الماضى اللى بيدل على التأكيد وإتمام الحدث وحسمه ..
من المعروف إن موقع القبطان – سواء كـ”مكان” أعلى السفينة ، أو كـ”معلومة” – المفروض يخلّيه شايف الصورة أوضح من عنده ، وسابق الكل فـ التوقّع – دا لو كان بيشوف بعينه ويفكّر بعقله – مش “بأمنيّاته” .. إلا إن العكس هو اللى حصل .. كل المركب كانوا شايفين النهاية صح حتى الركاب “الغير مُختصين” اللى لا عندهم معلومة ، ولا مكانهم أعلى نقطة فى المركب – لكن وجودهم تحت فى “القعر” خلّاهم يكتشفوا الحقيقة بنفسهم أسرع – لإنهم أول فئة بيلمسوا ويتعاملوا مع مية البحر لما بتخترق المركب .. وده كان واضح من أصوات الركاب “فى خلفية حوار القبطان مع مساعديه” ومن سماع صريخهم وترديد بعضهم “للشهادة” لإستقبال الموت – فى اللحظة اللى القبطان بيردد فيها “إستنوا بس” !! ..
المركب غرقت – والقبطان رافض يشوف الصورة إلا اللى فى خياله .. رافض يعترف بالحقيقة وكأن إنكاره ليها هيغيّرها !! ..
المركب غرقت لأنها “جماد” وبتخضع لوقت ، ولحساب ، ولقوانين فيزيائية – وماينفعش معاها “أوامر وتهديد وعين حمرا” .. جماد مش بشر – ومابتسمعش لحد ، ولا بتقول لحد “حاضر يافندم” على حاجة غير منطقية حسابياً .. وعشان كدة المركب ماسمعتش لـ”رجاء وتوسّل” القبطان فى اللحظات الأخيرة بإمداده بالوقت اللى عايزه ..
배가 침몰하고 시간이 다 되어 사람들이 죽었는데도 선장은 여전히 새로운 기회를 찾고 있습니다.
لكل سفينة قبطان ، ولكل سفينة وقت ، ولكل سفينة “صندوق إسود” – بيتفتح بعد الغرق ..
– وحتى لو الكل مات – (بتفضل الحقيقة عايشة) . منقول