وقبل ان أتكلم عن هذا العنوان أسألكم هل خيانة بعض الفلسطينيين لقضيتهم مبررا لعدم سعينا لتحرير الأقصى؟
وطبعا سيجاوب أكثركم نعم فليذهبون لتحرير بلادهم ولماذا نخاطر بأموالنا وأنفسنا من أجل أن نحرر أرضهم, وأيضا سيقول أكثركم لي أنت في عالم آخر فيكفي ما نحن فيه من انقسام وتقاتل فيما بيننا وبلدنا هو الأهم الآن.
ومن سيقولون ذلك أقول لهم إن نظرك قصير المدى ولكن قبل الإجابة على هذا السؤال أوجه لكم هذه الأسئلة: هل قال سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم لن أفتح مكة لأنه يسكنها الكفار؟ هل قال سيدنا أبو بكر الصديق لن أفتح فارس لأنه يسكنها المجوس؟ هل قال سيدنا عمر بن الخطاب لن أفتح الشام وبيت المقدس لأنه يسكنها المسيحيون؟ هل قال صلاح الدين الأيوبي لن افتح بيت المقدس لأنه يسكنها الصليبيون؟ هل قال محمد الفاتح لن أفتح القسطنطينية لأنه يسكنها المسيحيون؟
فإذا كان هؤلاء لم يقولوا ذلك, فلما نحن الآن نقوله؟ إلا إذا كنا ابتعدنا عن عقيدة الجهاد التي تُقارن الآن بالإرهاب ولم نفهم هذه الفريضة الغائبة في أيامنا تلك. فأجدادنا لم يفتحوا كل هذه البلاد من أجل من يسكنوا فيها سواء كانوا يهود أو مسيحيون أو مجوس أو مسلمين بل فتحوها من أجل رفع كلمة لا إله إلا الله والدفاع عن الحقوق والأرض والإسلام ورفع الظلم عن المستضعفين في هذه الأرض ولم يتحججوا مثلنا الآن بحجج واهية تهرباً من القتال في سبيل الله.
ونأتي الآن لعنوان المقال ثورة مصر وإسرائيل
ونضع أنفسنا مكان الصهاينة ونسأل هل سنترك مصر حتى تنجح ثورتها؟ هل بعد نجاح الثورة في مصر هل سنتركها تتقدم اقتصاديا حتى تتفوق علينا؟ هل سنترك مصر تتقدم وتعتمد على ذاتها؟ هل سننتظر مصر حتى تكون قوه كبري تهدد كيانها فيما بعد؟
أكيد ستكون الإجابة أنهم لن ينتظروا نجاح ثورة مصر لأن هذا معناه بداية نهايتهم, ومن أجل ذلك سيفعلون المستحيل حتى لا تنجح ثورتنا.
ولذلك أقول لكم يوم أن تنجح ثورتنا فاستعدوا للحرب مع إسرائيل, فإسرائيل لن تنتظر حتى نتقدم ونكون أقوي منها. ويوم أن تحاربنا إسرائيل وأمريكا فاعلم أن الثورة قد نجحت.
هذا هو الواقع الذي يجب أن تضعوه أمام أعينكم ولا تعتقدوا أن الطريق سيكون مفروشا بالورود بعد نجاح الثورة, فهذا هو قدر مصر وهذا ما أدركه حكام مصر منذ أيام الفراعنة ولكننا نجهله الآن, فالشام هي مفتاح الأمان لمصر ولن ننعم بالاستقرار والأمان حتى تتحرر فلسطين.
للأسف معظم الشعب لا يقرا التاريخ جيداً ولو قرأه سيدرك ما نحن فيه وما علينا فعله ولذلك يجب علينا ألا ننظر إلى ما هو قريب منا بل ننظر لما بعد ذلك حتى نخطط له ونستعد له جيداً حتى لا نفاجأ بالحرب بعد ذلك, فإما أن نحيا بكرامة وعزه وهذا لن يحدث إلا بعد تحرير فلسطين أو أن نعيش تحت رحمة أمريكا وإسرائيل للأبد، فلن يرسل لنا الله عز وجل جيشاً من الملائكة حتى يُحرروا لنا أرضنا ويدافعوا عن كرامتنا وعزتنا. ولن نحرر فلسطين إلا إذا نجحت الثورة وكنا على قلب رجل واحد بجميع طوائفنا واتجاهاتنا.