رأيت المهدي ومجموعة من الناس تحت إحدى الكباري الجديدة ولم أميز مكانها بالضبط وقد كانت ساحة خالية تحت الكوبري لا يوجد بها مسجد وعند إقامة الصلاة تحت الكوبري تردد المهدي في أن يكون الإمام في تلك الصلاة ولكنه تقدم وأصبح الإمام وقد كان يعرف أنه هو المهدي ولكنه لم يخبر أحد ممن معه وكتم هذا السر في نفسه.
في أول ركعة قرأ المهدي الفاتحة ثم آخر آيتين من سورة البقرة (( آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلآئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ وَقَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ (285) لاَ يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلاَ تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلاَ تُحَمِّلْنَا مَا لاَ طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَآ أَنتَ مَوْلاَنَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (286) ))
أثناء صلاة المهدي ظهر جنود كثيرون قاموا بحصار المهدي ومن معه من المصلين وقد كانوا يعلمون بأن المهدي موجود بين هؤلاء المصلين ولكنهم لا يعلمون من هو المهدي بالتحديد وقد كانوا يريدون معرفة من هو المهدي والمهدي لا يريد أن يُعلن عن نفسه سواء لمن معه من المصلين أو للجنود المحاصرين له ولمن معه.
فتش الجنود المصلين وارهبوهم فخافت مجموعة من المصلين من فعل الجنود فخرجوا اثناء الصلاة وغادروا المكان وبقي مع المهدي في الصلاة حوالي النصف تقريبا أو أقل، وأثناء جلوس المهدي في التشهد الأول قام أحد الضباط بمد يده لمصافحة الصف الأول من المصلين فصافحوه وقد قام بذلك حتى يعرف من هو المهدي ثم جاء الي المهدي ومد يده لمصافحته أثناء التشهد الأول فمد المهدي يده وصافحة وهو متردد أن يصافح أحد وهو يصلي ولكن بالرغم من ذلك لم يتعرف الضابط عليه وأكمل المهدي صلاته، ثم قال الضابط لمن معه من الجنود أريد أسماء كل هؤلاء المصلين بعد أن ينتهوا من الصلاة والمهدي خائف من أن يتعرفوا عليه.