منكم الكثير من يقول لي يا أيها الرائد إنك تعيش في الأوهام والخيالات باستعادة أمتنا مجدها الغائب ونحن الآن في أسوأ أحوالنا فأقول لهم إنني لا أزال أؤمن بأن ثمة دورًا كبيرًا ينتظر هذه الأمة ، ولا أزال أؤمن بأن حركة التاريخ التي هي من سنن الله سوف توقف هذه الأمة أمام قدرها المحتوم لتصبح من أعظم الأمم. ولسوف تقولون ما لهذا الرائد الذي يتحدث عن أمجاد سوف تحدث ونحن في أسوأ حالات الضعف والتفرق. وأقول لكم إن هذا التفاؤل ليس نابعا من ذاتي بل مصداقاً لما روي عن أبى هريرة أَنَّ رسول اللَّه ﷺ قال: «لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُقَاتِلَ الْمُسْلِمُونَ الْيَهُودَ، فَيَقْتُلُهُمُ الْمُسْلِمُونَ. حَتَّى يَخْتَبِئَ الْيَهُودِىُّ مِنْ وَرَاءِ الْحَجَرِ وَالشَّجَرِ. فَيَقُولُ الْحَجَرُ أَوِ الشَّجَرُ: يَا مُسْلِمُ، يَا عَبْدَ اللَّهِ، هَذَا يَهُودِىٌّ خَلْفي فَتَعَالَ فَاقْتُلْهُ. إِلاَّ الْغَرْقَدَ فَإِنَّهُ مِنْ شَجَرِ الْيَهُودِ» [رواه مسلم]. وعن جابر بن عبد اللَّه قال: سمعت رسول اللَّه ﷺ يقول: «لاَ تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِى يُقَاتِلُونَ عَلَى الْحَقِّ ظَاهِرِينَ إلى يَوْمِ الْقِيَامَةِ» [رواه مسلم]. ورُبما تقولون أنني متفائل بشكل كبير جدا, ولكن تاريخنا يثبت أن أمتنا لم تحقق الانتصارات على الأعداء إلا بعد كبوتها. فأبو بكر الصديق رضي الله عنه لم يهزم الفرس والروم (وهي القوي العظمي في ذلك الوقت) إلا بعد خوضه حرب أهلية مع المرتدين وسوف تقولون لي هل تقارننا بالصحابة رضي الله عنهم جميعا؟ فأقول لهؤلاء ألم يحكم مصر صلاح الدين الأيوبي وهي في أسوء حال وإذا به يوحد العرب ويهزم الصليبين في بضع سنين ويسترد المسجد الأقصى ؟ ألم يحكم مصر قطز مصر وهي حينئذ في أسوء أحوالها وبعد عام واحد ينهض المصريون من كبوتهم وغفلتهم ويهزمون التتار؟ ألم يفتح طارق بن زياد الأندلس بقوات من المشاة تبلغ 12 ألف أمام قوات من الفرسان الأسبان تبلغ 100 ألف فارس؟ ألم يفتح المسلمون القسطنطينية بعد أن فقدوا الأندلس؟ ألم ينتصر الأفغان والعرب على الإتحاد السوفيتي وهي القوة العظمي؟ ووووووووووووو غيرها من الأمثلة في تاريخنا العظيم الذي أصبحنا نجهله عن تعمد من حكامنا وأعدائنا حتى نظل جثة هامدة . ولكن السؤال الأهم إذا كان هناك جيل سيصحح مجري التاريخ الذي قَدرةُ الله لنا لكي نكون من أعظم الأمم ونسترد أرضنا المحتلة فلماذا لا نكون من هذا الجيل؟ هل نحن أقل من عزيمة أولائك المسلمون الذين فتحوا مغارب الأرض ومشارقها وأرهبوا أعدائهم؟ هل تنتظرون أن ينصركم الله على أعدائكم وأنتم لازلتم مختلفين وتتنافسون على الدنيا ؟ كم كنت أتمني أن أعيش في زمن الفتوحات والأمجاد والانتصارات ولا أنني أعيش في زمن اليأس الذي حل بكم ومع ذلك فأنا عندي أمل أن يكون جيلنا هو من يحرر المسجد الأقصى , فإذا لم يكن عندي أمل أو هدف في استعادة أمجاد أمتنا فلماذا أعيش؟ اللهم أرزقني شهادة في سبيلك على أعتاب المسجد الأقصى Rīds Tamers Badrs