Tamer Badr

تامر بدر

الرسائل المنتظرة

في يوم 18 ديسمبر 2019 إصدار تامر بدر كتابه الثامن (الرسائل المنتظرة) والذي يتناول علامات الساعة الكبرى والذي ذكر فيه أن سيدنا محمد هو خاتم النبيين فقط كما هو مذكور في الكتاب والسنة وليس بخاتم المرسلين كما هو شائع بين عامة المسلمين وإننا في انتظار رُسلاً آخرين لإظهار الإسلام على الدين كله ولتأويل آيات القرآن المتشابهات ولإنذار الناس من عذاب الدخان وأكد بأن هؤلاء الرُسل لن يستبدلوا الشريعة الإسلامية بشريعة أخرى بل سيكونون مسلمين على منهاج الكتاب والسنة، ولكنه بسبب هذا الكتاب تعرض تامر بدر لمزيد من الاتهامات مثل أنه ( أشعل فتنة بين المسلمين – المسيح الدجال أو أحد أعوانه – مجنون – ضال – كافر – مرتد يجب أن يقام عليه الحد – يوسوس لي قرين ليكتب للناس _ من أنت حتى تأتي بخلاف ما أجمع عليه علماء المسلمين – كيف نأخذ عقيدتنا من ضابط بالجيش المصري – الخ الخ )

تم منع كتاب الرسائل المنتظرة من الطبع بعد أيامٍ قليلة من نفاذ الطبعة الأولي وإصدار الطبعة الثانية وبعد ثلاثة أشهر تقريبًا من نشر الكتاب في دور النشر حيث تم إصداره في منتصف ديسمبر 2019 وتم منعه من الازهر في نهاية مارس 2020 وقد كان تامر بدر متوقع ذلك من قبل أن يفكر في تأليف ونشر الكتاب.

في هذه الصفحة سنستعرض بعض مما جاء في كتاب ( الرسائل المنتظرة ) تأليف تامر بدر

عن كتاب الرسائل المنتظرة تأليف تامر بدر

 

يجب التنبيهُ في البداية بأنَّ كتابي (الرسائل المنتظرة) لا أشير فيه ولا أمهِّدُ فيه لأيِّ شخصٍ ظهر في الماضي أو في الحاضرِ بأنه رسولٌ من عند الله سبحانه وتعالى، فالبيناتُ والدلائلُ والمعجزاتُ التي ذكرتُها في هذا الكتاب والتي سيؤيِّد بها الله سبحانه وتعالى الرسولَ القادمَ لم تظهر مع أيِّ شخصٍ ادَّعَى كونَه المهدي أو رسولًا سواء كان في الماضي أو في الحاضر، كما أنني أيضاً لا أشير في هذا الكتاب لنفسي أو لأىِّ شخصٍ أعرفه من قريبٍ أو بعيد، فأنا لا أملك البينات التي تأتي مع المرسلين، كما أنني غيرُ حافظٍ للقرآنِ الكريم، كما أنني لم يهبني الله سبحانه وتعالى تأويلَ الآياتِ المتشابهاتِ او الحروف المُقطعة في القرآن الكريم، وهذا أيضاً لم أجده في أيِّ شخصٍ يدعي بأنه المهدي المنتظر سواءٌ في الحاضر أو ممن ادّعى بأنه المهدي في الماضي، فالرسولُ القادمُ موصوف بأنه ﴿رَسُولٌ مُبِينٌ﴾ [الدخان: 13] أي سيكون واضحًا جليَّاً لمن عنده علمٌ وبصيره، وسيكون معه من البينات الملموسة التي ستثبت بأنه رسولٌ من عند الله سبحانه وتعالى وليس مجردَ رؤى وأحلامٍ وتخيلاتٍ، وستكون البينات التي لديه واضحة للعالم أجمع وليست خاصة بفئة معينة من الناس.

إنَّ هذا الكتابَ رسالةٌ لوجه الله سبحانه وتعالى مني لكم وللأجيالِ القادمة حتى لا يأتي اليوم الذى تشعرون فيه بالصدمةِ من ظهور رسولٍ من عند الله سبحانه وتعالى يحذركم من عذابه فلا تصدقوه وتُكذبوه وتلعنوه، فتصبحوا على ما فعلتم من النادمين، وأنا أؤكد أيضًا بأنني مسلمٌ على مذهبِ أهلِ السنة والجماعة، فلم تتغير عقيدتي ولم أتحوَّل إلى البهائيةِ أو القاديانيةِ أو الشيعيةِ أو الصوفيةِ أو أيِّ ملةٍ أخرى، فإنني لا أومن بالرجعةِ أو بأنَّ المهدي في على قيد الحياة مختفي في سردابٍ منذ مئاتِ السنين أو أنَّ المهدي أو سيدِنا عيسى عليه السلام قد ظهرا من قبل وماتا، أو مثل هذه الاعتقادات.

كلُّ ما هنالك أنني غيَّرتُ اعتقاداً موروثًا منذ قرونٍ كثيرةٍ وهو أن سيدنا محمدًا ﷺ خاتمَ المرسلين وأصبح اعتقادي الآن كما هو مذكورٌ في القرآن الكريم والسنة المطهرة بأنَّ سيدنا محمدًا ﷺ هو خاتمُ النبين فقط، وبناءً على هذا الاعتقاد الجديد تغيَّرت نظرتي لآياتٍ عديدة في القرآن الكريم تُشير إلى أن الله سبحانه وتعالى سيبعث رسولاً آخر متبعًا شريعة نبينا ومطبقا لها مستقبلاً.

إن اعتقادي بإرسال الله سبحانه وتعالى رسولًا جديدًا قبل آياتِ العذاب القادمة لم يكن اعتقادًا منذ زمنٍ بعيد بل كان قبل صلاةِ فجرِ يوم 27 من شعبان 1440 هـ الموافق يوم 2 مايو 2019 م في مسجدِ إبراهيم الخليل القريب من منزلي بحيِّ السادس من أكتوبر بالقاهرة الكبرى، حيث كنت أقرأ القرآنَ كعادتي قبل إقامة صلاةِ الفجر فتوقفت عند آيات سورة الدخان التي تتحدث عن آيةِ عذاب الدخان، قال تعالى: ﴿بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ يَلْعَبُونَ (9) فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ (10) يَغْشَى النَّاسَ هَذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ (11) رَبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ (12) أَنَّى لَهُمُ الذِّكْرَى وَقَدْ جَاءَهُمْ رَسُولٌ مُبِينٌ (13) ثُمَّ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَقَالُوا مُعَلَّمٌ مَجْنُونٌ (14) إِنَّا كَاشِفُو الْعَذَابِ قَلِيلًا إِنَّكُمْ عَائِدُونَ (15) يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرَى إِنَّا مُنْتَقِمُونَ (16)﴾ [الدخان] فتوقفت عن القراءة فجأةً وكأنني أقرأ هذه الآياتِ لأول مرةٍ في حياتي بسبب ذكرِ رسولٍ موصوف بأنه ﴿رَسُولٌ مُبِينٌ﴾ وسط آيات تتحدث عن أحداثِ الدخان والتي ستحدث مستقبلاً، فكررت قراءةَ هذه الآياتِ طوال هذا اليوم حتى أفهمَها جيدًا وأخذت أقرأُ جميع التفسيرات حول هذه الآيات فوجدت أنَّ هناك اختلافاً في تفسيرِ هذه الآيات، وأيضاً اختلاف في ربط زمنيّ لتفسيرِ هذه الآياتِ، فآيةٌ يتم تفسيرُها على أنَّ آيةَ الدخان قد ظهرت وانتهت في عهد النبيّ ﷺ، ثم تليها آية يتم تفسيرُها على أنَّ آيةَ الدخان سوف تحدث في المستقبل، ثم يعود تفسيرُ الآية التي تليها بأنها كانت في عهد النبيّ ﷺ، ومنذ ذلك اليوم بدأت رحلةٌ في البحث عن وجود رسول سيبعثه الله سبحانه وتعالى قبل آيةِ الدخان مصداقاً لقوله تعالى: ﴿وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّىٰ نَبْعَثَ رَسُولًا (15)﴾  [الإسراء: 15]، إلى أن أصبح لدي قناعةٌ تامة بأنَّ النبي ﷺ هو خاتمُ النبيين فقط، وليس خاتمَ المرسلين وذلك كما قال الله سبحانه وتعالى في سورة الأحزاب: ﴿مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَٰكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا (40)﴾ [الأحزاب]. فالله سبحانه وتعالى وهو بكلِّ شيءٍ عليمٌ لم يقل في هذه الآية وخاتم المرسلين، كما أنَّ الآية لا تدل على أنَّ كلَّ رسولٍ نبيٌّ، فلا تلازم بينهما.

إن القاعدة الشهيرة (أنَّ كلّ رسولٍ نبيّ، وليس كلّ نبيّ رسولاً) هي قول جمهورِ أهل العلم؛ وهذه القاعدةُ ليست من آيات القرآنِ الكريم وليست من أقوال النبيِّ ﷺ ولم تُؤثر عن أحدٍ من أصحاب النبيِّ ﷺ أو أحد من التابعين لهم بإحسان فيما نعلم، كما أن هذه القاعدة تقضى بختم جميعِ أنواع الرسالات التي يرسلها الله سبحانه وتعالى إلى الخلق سواء كانت من الملائكة أو الرياح أو السحاب إلخ الخ، فسيدُنا ميكائيلُ رسولٌ موكَّلٌ بتصريف المطر، وملكُ الموت رسولٌ مُسخَّرٌ لقبض أرواحِ الناس، وهناك رُسلٌ من الملائكة اسمهم الكرام الكاتبون ووظيفتُهم حفظ أعمال العباد وكتابتها سواءً أكانت خيراً أم شرّاً، وغيرهم الكثير من الملائكة المرسلين مثل منكر ونكير الموكّلون بفتنة القبر، فإذا افترضنا ان سيدنا محمدًا ﷺ خاتم النبيين والمرسلين في آنٍ واحدٍ فإنه لا وجود لرسول من عند الله سبحانه وتعالى لقبض أرواح الناس مثلاً وإلى غير ذلك من رُسل الله سبحانه وتعالى.

ان الشريعة الإسلامية بما تضمنتها من صلاة وصيام وحج وزكاة ومواريث وكل ما جاء به القرآن الكريم من أحكام وشرائع، هي شرائع ستبقى الى قيام الساعة مصداقاً لقوله تعالى: ﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا (3)﴾ [المائدة: 3]، ولكن الرُسل التي ستاتي مستقبلاً ومنهم سيدنا عيسى عليه السلام لن يغيروا في هذا الدين شيئا، بل سيكونون مسلمين مثلنا يصلون ويصومون ويزكون وسيحكمون بين الناس بشريعة الإسلام، وسيُعلمون المسلمين القرآن والسنة، وسيجاهدون لنشر هذا الدين، فهم على ملةِ الإسلام ولن يأتوا بدين جديد.

إن هناك آياتِ عذابٍ كبيرةً منتظرةٌ ومثبتةٌ من القرآن والسُّنةِ لم تأتِ بعد ومنها (الدخان وطلوع الشمس من مغربها ويأجوج ومأجوج وثلاثة خسوفٍ: خسفٌ بالمشرق وخسفٌ بالمغرب وخسفٌ بجزيرة العرب وآخر ذلك نار تخرج من اليمن تطرد الناس إلى محشرهم) فهذه آياتُ عذاب كبيرةٌ جداً وتعمُّ ملايين من البشر، وليست آياتِ عذابٍ تشمل قريةً أو قبيلةً أو قوم مثل ما حدث مع قوم صالحٍ أو عاد، فالأولى أن يبعثَ الله سبحانه وتعالى رُسلاً لتحذير الملايين قبل نزول آياتِ العذاب الكبيرةِ جداً مصداقاً لقوله تعالى : ﴿وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا﴾ [الإسراء: 15]، فإن ختمت الرسل بسيدنا محمدٍ ﷺ فلن تُعاقب تلك الملايين من البشر ولن تقعَ آياتُ العذاب المذكورة في القرآنِ والسنة عليهم، ذلك لأنَّ عدمَ إرسالِ الله سبحانه وتعالى المنذرين إلى الظالمين، يجعل لهم حجةً على الله سبحانه وتعالى بأنهم ما كانوا يعلمون بعقابه..! لقوله تعالى: ﴿وَمَا أَهْلَكْنَا مِنْ قَرْيَةٍ إِلَّا لَهَا مُنْذِرُونَ (208) ذِكْرَى وَمَا كُنَّا ظَالِمِينَ (209)﴾ [الشعراء]. ولا يجوز القولُ بأنَّ النبيَّ ﷺ قد أنذر البشريةَ منذ أربعةَ عشرَ قرناً بعلاماتِ الساعة، فهناك ملايين البشرِ حالياً لا يفقهون شيئاً عن الإسلامِ أو عن رسالةِ نبيينا محمدٍ ﷺ، ومن سُنَّةِ الله سبحانه وتعالى التي لا تتغيَّرُ إرسالُ الرسلِ قبل وقوع آياتِ العذاب على الناس وأن يعاصر هؤلاء الرُسل وقوعَ هذه الآيات مصداقاً لقوله سبحانه وتعالى: ﴿إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ (51)﴾  [غافر]، فهي سنةُ الله سبحانه وتعالى التي لا تتغيَّرُ، فقد قال الله سبحانه وتعالى: ﴿سُنَّةَ مَن قَدْ أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِن رُّسُلِنَا وَلَا تَجِدُ لِسُنَّتِنَا تَحْوِيلًا (77)﴾ [الإسراء].

هذا وبعد أن بلغتُ من العمر الخامسةَ والأربعين عاماً تغيَّر الاعتقادُ الذي كان راسخاً في ذهني بأنَّ سيدَنا محمدًا ﷺ هو خاتمُ النبيين والمرسلين إلى الاعتقادِ بأن سيدنا محمدًا ﷺ هو خاتمُ النبيين فقط وليس خاتمَ المرسلين، وبسبب ذلك التغير فقد توصلت إلى حلِّ رموزِ آياتٍ عديدةٍ في القرآن الكريم تتحدث عن رسولِ قادم وتمكنت أن أحلَّ رموزَ لآيات تتحدث عن أشراط الساعة واستطعت من خلالِ ذلك ربطَ وترتيب أشراط الساعة بما جاء من القرآن الكريم والسنة المطهرة والتي لم أكن لأستطيع ربطَها وترتيبها وفهمها لولا أن تغير اعتقادي ذلك.

إن تبديلَ اعتقادي هذا لم يكن بالأمرِ السهل بالنسبةِ لي، فقد اجتزت مراحلَ عديدةً وشاقةً ما بين الشك واليقين، فيوماً ما أكون في مرحلةٍ من الشك وأقول لنفسي لن يكون هناك رسولٌ قادم، ويومًا آخرَ أصل إلى مرحلةٍ من اليقين بعد أن أفتح الراديو في سيارتي وأسمع من إذاعة القرآن الكريم آيةً قرآنيةً تُعيدني إلى مرحلة اليقين، أو أن أقرأ آياتٍ جديدةً من القرآن تُثبت لي أنَّ هناك رسولًا قادمٌ.

لقد أصبح لديَّ كميةٌ كبيرةٌ من الدلائل من القرآن والسنة التي تجعلني على يقين بأنَّ هناك رسولًا قادمٌ، فكان أمامي خياران: إما أن أحتفظَ بهذه الدلائلِ لنفسي وإما أن أعلنها، فالتقيت بشيخٍ أزهريٍّ وتحدثت إليه بخصوص اعتقادي هذا وقرأتُ عليه آيات الدخان وقلت له: إنَّ الرسولَ المبين المذكور في هذه الآيات هو رسولٌ قادمٌ وليس هو النبيَّ ﷺ، فما كان منه الا أن كفَّرني بصورةٍ غير مباشرةٍ وقال لي “إنك بهذا الاعتقاد دخلت مرحلة من مراحل الكفر بدين الإسلام..!” فقلت له أنا أصلى وأصوم واشهد بأن لا إله الا الله وأن محمدًا رسول الله، وأنّ سيدَنا محمدًا ﷺ هو خاتمُ النبيين كما هو مذكورٌ في القرآن وأنَّ اعتقادي بأنَّ النبيَّ ﷺ ليس خاتمَ المرسلين لا تجعلني كافراً، وذكرت له بعضَ الدلائل الأخرى التي تؤيد وجهةَ نظري، ولكنه لم يقتنع وتركني ولسانُ حالِة يقول في نفسِه بأنني دخلت مرحلةً الكفر، وقال لي آخر قرأ جزء من كتابي هذا بأنني سأشعل فتنة، حينئذٍ تذكرت رؤيا الزواجِ بالسيدة مريمَ عليها السلام والتي كانت يوم 22 ذو القعدة 1440 هـ الموافق يوم 25 يوليو 2019 حيث رأيت أنني تزوجت من السيدةِ مريمَ (عليها السلام) وكنت أسير معها في الطريق وكانت إلى يميني، وقلت لها أتمنى أن يرزقني الله سبحانه وتعالى بطفلٍ منك، فقالت لي ليس قبلَ أن تنتهي مما عليك من أعمال، فتركتني واستكملتْ طريقها للأمام، واتجهتُ أنا إلى اليمين وتوقفت وفكرت في جوابها وقلت إنَّ عندها حقَّاً فيما تقوله وانتهت الرؤيا.

وبعد أن نشرت هذه الرؤيا كان تفسيرُ أحدِ الأصدقاء لهذه الرؤيا ((التأويل يتعلق بإصلاحٍ كبيرٍ في العقيدة الدينية، قد يكون خاصاً بك، أو بأحدِ ذريتك، ومع أن هذا الإصلاح هو الحقُّ، ولكنه سيلقى معارضةً شديدةً لا تُحتمل)). ولم أكن وقتها أفهم تفسير تلك الرؤيا.

قررت أن أكتب هذا الكتاب وكنت كلَّما أنهى جزءًا منه أتردد في استكمال الكتاب وأرمي ما كتبته في صندوقِ المهملات، فالكتابُ يناقش معتقداً خطيراً، ويتناول تفسيرَ العديد من آياتِ القرآن الكريم مخالفةً للتفسيرات الموجودةِ منذ أربعة عشرَ قرناً، ولسانُ حالي يقولُ باليتني ما فهمت شيئاً حتى لا أقعَ في تلك الفتنةِ والحيرة، فقد أصبحت في فتنةٍ وكان أمامي خياران كما ذكرت سابقاً وكِلا الخيارين له من الأسبابِ التي تجعلني في حيرةٍ شديدة.

الخيار الأول : أن أحتفظ بدلائلِ بعث الله سبحانه وتعالى لرسولِ قادم لنفسي، وذلك للأسبابِ الآتية :

1- الإعلان عن هذا الاعتقادِ سيفتح أمامي بابًا كبيرًا جداً من الجدال والنقاش والهجوم الذي لن ينتهي إلى أن أموت، وسيتم اتهامي بالكفر والصوفية والبهائية والقاديانية والتشيُّعِ وغيرها من الاتهامات التي كنت في غنى عنها، وأنا في الأساس لازلت مسلماً على مذهب أهل السنةِ والجماعة، ولكنَّ الخلاف الجوهريَّ الوحيد الآن هو الاعتقادُ بظهور رسولٍ قادمٍ قبل آيات العذاب مصداقاً لقوله تعالى: ﴿وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّىٰ نَبْعَثَ رَسُولًا (15)﴾ [الإسراء: 15].

2- هذه ليست معركتي بل معركةُ الرسولِ القادم الذي سيأتي ومعه الأدلةُ العملية والبيناتُ والبراهين والمعجزات التي ستؤيد حجتَه، في حينِ أنني لا أملك سوى ما كتبته في هذا الكتاب وهذا لن يكفي لإقناعِ الناس، والرسولُ القادمُ مع أنه سيأتي بالبينات والمعجزات التي تُثبت رسالته إلا أنه سيُقابل بالتكذيبِ والتشويه، فما بالي أنا بما سيحدث لي مقارنةً بالرسول القادم وما يملكه من البينات ..؟!

3- الاعتقاد بأن النبيَّ ﷺ هو خاتمُ المرسلين أصبحَ اعتقادٌ كالركن السادس من أركانِ الإسلام الذي لا يجوز لأحدٍ النقاش فيه، وتغيير هذا الاعتقاد (المتجذر في نفوس المسلمين منذ أربعةَ عشرَ قرناً) في فترةٍ قصيرة أو من خلال كتابٍ واحدٍ ليس بالأمر السهل بل يحتاج إلى وقتٍ طويلٍ جداً يتناسب مع طولِ فترةِ هذا الاعتقاد، أو يحتاج إلى ظهورِ الرسول المنتظر ومعه البيناتُ والمعجزات التي من خلالها يستطيع تغير هذا الاعتقاد في مدةٍ قليلة من الزمن.

الخيار الثاني : أن أنشرَ كلَّ الدلائلِ التي توصلت لها من خلال كتابٍ يناقش هذا الاعتقاد، وذلك للأسباب الآتية :

1- أخشى إذا احتفظت بهذه الدلائلِ لنفسي أن أكونَ ممن قال عنهم النبيُّ ﷺ: «مَن كتمَ علمًا ألجمَهُ اللَّهُ يومَ القيامةِ بلجامٍ من نارٍ» ]رواه عبدالله بن عمرو[، فما وصلت اليه من عِلم في هذا الكتاب يُعتبر أمانة يجب علي أن أُبلغها للناس حتى ولو كلفني ذلك الكثير من المتاعب، فغايتي هي رضا الله سبحانه وتعالى عني وليس رضا عباد الله سبحانه وتعالى عني، فلست من النوع الذي يسير مع القافلة في الصواب والخطأ على حدٍ سواء.

2- أخشى أن أموتَ ثم يظهرَ رسولٌ يبعثه الله سبحانه وتعالى ليدعوا الناس للعودةِ إلى طاعة الله سبحانه وتعالى والا سيغشاهم العذاب، فيُكذبه المسلمون ويكفِّرونه ويلعنونه، فتكون كلُّ أفعالِهم في ميزان سيئاتي يومَ القيامة لأنني لم أخبرهم شيئاً مما رزقني الله سبحانه وتعالى به من علم، فيقفون أمامي يوم القيامة ويعاتبونني على عدم إخبارهم بما وصلت اليه وعرفته.

لقد شعرت بالتخبُّط والإرهاق من كثرةِ التفكير في هذه الفترة ولم أستطِع النومَ بسهولةٍ من التفكير، فدعوتُ الله سبحانه وتعالى أن يرزقني رؤيا تكون فيها الإجابةُ عن سؤالي: هل أستمر في تأليف الكتاب ونشرِه أم أتوقف عن تأليف هذا الكتاب؟ فرأيت في يوم 18 محرم 1441 الموافق 17 سبتمبر 2019 هذه الرؤيا.

(رأيت أنني انتهيت من تأليف كتابي الجديدِ عن علاماتِ الساعة وتمَّت طباعتُه وتسليم جزءٍ من النسخ إلى دار النشر، وتبقى في سيارتي باقي نسخِ كتابي الجديد لأوزِّعها على باقي دورِ النشر، فأخذت إحدى نسخِ الكتاب للاطلاع على مدى جودة طباعتها فوجدت أنَّ الغلاف ممتازٌ ولكنني وبعد أن فتحتُ الكتاب فوجئت بأنَّ أبعاده أصغر مما كنت قد صممته، فكانت النتيجةُ أنَّ حجمَ الكتابة أصبح صغيراً ويحتاج من القارئِ أن يقترب بعينيه إلى الصفحات أو يستخدم النظارةَ حتى يستطيعَ قراءة كتابي، غير أنه كان هناك عددٌ قليل من الصفحات في الثلثِ الأول من كتابي بالأبعاد الطبيعية لأيِّ كتابٍ، والكتابةُ الموجودة بها طبيعيةٌ ويستطيع الكلُ قراءتها ولكنها لم تكن مثبتةً جيدا في الكتاب، بعد ذلك ظهر لي صاحبُ المطبعة الذى طبع لي كتابًا سابقًا وهو كتاب (صفة الراعي والرعية) ومعه كتابٌ طبعه لمؤلفٍ آخرَ ويتناول هذا الكتاب الدخان وهى إحدى علاماتِ الساعة الكبرى، فقلت له إن كتابي هذا يشمل جميعَ علاماتِ الساعة ومنها الدخان، فتفحص صاحب هذه المطبعة كتابه الذى قام بطباعته فوجده مطبوعًا بصورةٍ ممتازة غير أن به خطأً في ترقيم الصفحات، فأولُ صفحةٍ وأخرُ صفحةٍ خلف الغلاف ترقيمهما غيرُ متسلسلٍ مع الكتاب، ولكنني لاحظت في أخر صفحةٍ في كتابه آخر آية من سورة الدخان وهى ﴿فَارْتَقِبْ إِنَّهُم مُّرْتَقِبُونَ﴾).

كان تفسير هذه الرؤيا كما أخبرني أحدُ الأصدقاء: (أما الثلث الأول والذي تحتوي بعض صفحاته الوضوح ولكنها غيرُ ثابتةٍ بشكلٍ جيدٍ فإنه يتعلّق بأمورٍ سوف تقع في فتره حياتك ولم تقع بعدُ لكي تثبت، وأما الكتابُ الاخر والذي تم طباعتُه بشكلٍ ممتاز وواضحٌ، والمتعلق بآية الدخان فهو مؤشِّرٌ -والله أعلم- على اقتراب حدوث هذه الآية فهذا زمانها والله اعلم، ولكي تقع هذه الآية سيكون لها بداية تختلف عما نتوقع ونهاية لم نكن نتصور) وفسر صديقٌ آخرُ هذه الرؤيا وقال: (رؤياك تعني اقترابَ ظهور شخص يجتمع الناس عليه ويكون هو الراعي للراعية، وأول آيةٍ هي ظهور الدخان في السماء، وبالنسبةِ لكتابك لن يستطيع فهمه إلا كلُّ ذي بصيرةٍ كبيرةٍ من الله سبحانه وتعالى ليستوعبَ ما ستكتب، واعتقد انَّ الأوراقَ المتآكلةَ التي اوشكت علي القطع هي تفاسير لآياتٍ واحاديثَ راسخةٍ عند علماء التفسير، والتفاسيرُ الجديدةُ ستقطع القديمة، والله أعلى وأعلم) ولم يكن صاحِبَي تفسيرِ تلك الرؤيا يعلمان ما يتناوله كتابي هذا، ولذلك، فقد قررت الاستمرار في تأليف الكتاب بالرغم مما واجهته من متاعب نفسيةٍ بسبب خوفي مما سألاقيه بسبب هذا الكتاب من جدالٍ وتكفيرٍ ومتاعب لا أعلم توابعها.

لقد حاولتُ من خلال هذا الكتاب الجمعَ بين النصِّ الصحيحِ من القرآن والسنة وبين الحقيقة العلمية بناءً على آخر ما توصل له العلمُ الحديث؛ فقد وضعت في كتابي هذا آياتٌ عديدةٌ وقمت بتفسيرها بما يوافق القرآن والسنة وبما يطابق هذا التفسير من نظرياتٍ علميةٍ حديثة، فرتبت أشراط الساعةَ باجتهادٍ مني، فمن الوارد أن يأتي اليوم أن ينطبق فيه هذا الترتيبُ أو أن يختلفَ في ترتيب البعض منه، وواردٌ أن يُخطِئَ إسقاطي بعضَ الآياتِ الدالة على رسولٍ قادمٍ على رسولٍ آخرَ غيرِ المهدي المنتظر أو سيدنا عيسى عليه السلام، ولكنني حاولت بقدر الإمكان ربطَ كافةِ الخيوط والإسقاطات من واقع الكتاب والسنة والأدلة العلمية حتى أُرتِّبَ هذه الأحداث، ولكن في النهاية هذا اجتهاد مني من الممكن أن أصيبَ في بعضِ المواطن ومن الممكن أن أخطئَ في مواطن أخرى، فأنا لست بنبيٍّ أو رسولٍ معصومٍ من الخطأ، ولكنَّ الشيءَ الوحيد المتأكد منه من واقعِ ما جاء في الكتاب والسنة بأنَّ هناك رسولًا قادمًا سيُنذر الناس بعذابِ الدخان وأن أغلبَ الناس لن يُصدقوا هذا الرسولَ فيقع عليهم عذاب الدخان، ومن ثَم ستتوالى أشراط الساعة الكبرى بعد ذلك والله أعلم.

إنه مع اعتقادي في هذا الكتاب بظهور رسولٍ قادمٍ لن يكون علي وزرِ أحدٍ سيتبع رسولًا مزيفًا دجالًا، لأنني وضعت في هذا الكتاب شروطًا وبيناتٍ سيؤيد بها الله سبحانه وتعالى الرسولَ القادم حتى لا ينخدع فيه أحدٌ ممن قرأ كتابي هذا، ومع ذلك سيتبع الرسولَ القادم عدد قليل، وكتابي هذا وإن انتشر فلن يضيفَ أو ينقصَ هذا العددَ القليلَ إلا أن يشاءَ الله تعالى غير ذلك؛ ولكن سيكون وزرُ من يُكذب ويجادل ويسبُّ الرسول القادم سيقع على عاتق العلماءِ الذين قرأوا وتدبروا الأدلةَ والبراهين التي ذُكرت في الكتاب والسنة والتي تُثبت مجيئِ رسولٍ قادم، ومع ذلك أصرُّوا وأفتوا بأنَّ سيدنا محمدًا ﷺ خاتم المرسلين وليس خاتمَ الأنبياءِ فقط كما هو مذكورٌ في الكتاب والسنة، ومن أجل فتواهم هذه سيضلُّ عددٌ كثيرٌ من المسلمين الذين سيكذبون الرسول القادم، فيتحملون بذلك وزر فتواهم ووزر من أضلوهم، ولن ينفعَهم حينها قولهم (هذا ما وجدنا عليه آبائنا وعلمائنا السابقون) لأنهم جاءتهم الأدلةُ والبراهين فجادلوا فيها ورفضوها، فنرجو أن تتفكروا في مصير ابنائكم وأحفادكم عندما سيُنذرهم الرسولُ القادمُ بعذاب الدخان، فكلُّ الرُسلِ تم تكذيبهم من أغلب الناس وهذا ما سيحدث مستقبلاً مع الرسولِ القادمِ -والله أعلم-، فلم تزلِ الرسلُ تتوالى بتوالي الأمم، وتتعاقب على مرِّ الزمن، ويتم تكذيبها في كلِّ عصرِ من أغلب الناس، كما قال تعالى: ﴿كُلَّ مَا جَاءَ أُمَّةً رَسُولُهَا كَذَّبُوهُ فَأَتْبَعْنَا بَعْضَهُمْ بَعْضًا وَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ فَبُعْدًا لِقَوْمٍ لَا يُؤْمِنُونَ﴾  [المؤمنون: 44].

إن المتوجِّهَ إلى الله لا يُعلّق إيمانُه على رأي الغير، بل يفكّر بعقله، وينظر بعينه ويسمع بأُذنِه لا بأُذنِ الآخرين، ولا يترك للتقاليد أن تقفَ حجرَ عثرةٍ في سبيله إلى الله سبحانه وتعالى، فكم من التقاليدِ والعادات القديمة تركناها، وكم من نظريّةٍ قديمةٍ أخلت مكانها لأخرى جديدة، وإن لم يجتهد الإنسانُ في البحث عن الحقيقة فإنّه سيظلُّ في ظلماتِ التقليد مردداً ما قاله الأولون: ﴿إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى ءَاثَارِهِم مُهْتَدُونَ (22)﴾ [الزخرف].

وسأختم هذا الكتاب بما جاء في قولِه تعالى في سورة الكهف: ﴿وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَٰذَا الْقُرْآنِ لِلنَّاسِ مِن كُلِّ مَثَلٍ وَكَانَ الْإِنسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا (54) وَمَا مَنَعَ النَّاسَ أَن يُؤْمِنُوا إِذْ جَاءَهُمُ الْهُدَىٰ وَيَسْتَغْفِرُوا رَبَّهُمْ إِلَّا أَن تَأْتِيَهُمْ سُنَّةُ الْأَوَّلِينَ أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذَابُ قُبُلًا (55) وَمَا نُرْسِلُ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَيُجَادِلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ وَاتَّخَذُوا آيَاتِي وَمَا أُنذِرُوا هُزُوًا (56) وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ فَأَعْرَضَ عَنْهَا وَنَسِيَ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ إِنَّا جَعَلْنَا عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا وَإِن تَدْعُهُمْ إِلَى الْهُدَىٰ فَلَن يَهْتَدُوا إِذًا أَبَدًا (57) وَرَبُّكَ الْغَفُورُ ذُو الرَّحْمَةِ لَوْ يُؤَاخِذُهُم بِمَا كَسَبُوا لَعَجَّلَ لَهُمُ الْعَذَابَ بَل لَّهُم مَّوْعِدٌ لَّن يَجِدُوا مِن دُونِهِ مَوْئِلًا (58) وَتِلْكَ الْقُرَىٰ أَهْلَكْنَاهُمْ لَمَّا ظَلَمُوا وَجَعَلْنَا لِمَهْلِكِهِم مَّوْعِدًا (59)﴾ [الكهف]، وسأترك لكم تدبُّرَ تلك الآياتِ بنفس الطريقةِ التي أتَّبعتها في تأويل الآيات الواردةِ في كتابي هذا، فهذه الآياتُ أعتقد -والله أعلم- ستتكرر عند ظهورِ الرسولِ القادم الذي سيأتي بالهدى ولكنه سيُقابل بالجدالِ والتكذيب، فهذه هي سُنَّةُ الله سبحانه وتعالى التي لا تتغير، فقد قال الله سبحانه وتعالى ﴿سُنَّةَ مَن قَدْ أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِن رُّسُلِنَا وَلَا تَجِدُ لِسُنَّتِنَا تَحْوِيلًا (77)﴾  [الإسراء].

 

تامر بدر

الملخص والتحليل التفصيلي لكتاب الرسائل المنتظرة من الذكاء الصناعي GPT بعد ان قرأ الكتاب

تلخيص وتحليل شامل لكتاب “الرسائل المنتظرة” تأليف تامر بدر

مقدمة الكتاب:

  • يناقش المؤلف الفرق بين النبي والرسول، مؤكدًا أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم هو خاتم النبيين كما ورد في القرآن، لكنه يُجادل بعدم وجود دليل قاطع على كونه خاتم المرسلين.

  • يهدف الكتاب إلى تقديم تفسير جديد للنصوص القرآنية والسنية المرتبطة بعلامات الساعة، مع تسليط الضوء على استمرار بعثة الرسل وفقًا لسنة الله.

 

الفصول الرئيسية:

الفصل الأول والثاني: الفرق بين النبي والرسول

• الطرح:

يوضح المؤلف الفرق بين النبي والرسول:

النبي هو من يُوحى إليه، ويكلف بتبليغ شريعة موجودة لقوم مؤمنين.

الرسول هو من يُوحى إليه ويرسل برسالة جديدة لقوم كافرين أو غافلين.

• الأدلة:

“ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين” (الأحزاب: 40): الآية تختم النبوة فقط دون الإشارة إلى ختم الرسالة.

• التحليل:

المؤلف يُبرز فكرة أن الآية تُفرق بين النبوة والرسالة، مما يفتح بابًا لفهم جديد حول بعثة الرسل.

الفصل الثالث والرابع: استمرار بعثة الرسل

• الطرح:

يستند المؤلف إلى النصوص القرآنية التي تُشير إلى سنة إلهية مستمرة في إرسال الرسل.
يوضح أن هذه السنة الإلهية لا تتعارض مع ختم النبوة.

• الأدلة:

“وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا” (الإسراء: 15).
“لقد بعثنا في كل أمة رسولًا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت” (النحل: 36).

• التحليل:

النصوص تُظهر قاعدة مستمرة في إرسال الرسل، مما يدعم فكرة المؤلف.

الفصل الخامس والسادس: تأويل القرآن وعصر الجاهلية الثانية

• الطرح:

يربط المؤلف الآيات التي تشير إلى تأويل القرآن ببعثة رسول لتفسيرها.
يشير إلى عودة الجاهلية الثانية كعلامة على قرب ظهور رسول جديد.

• الأدلة:

“هَلۡ يَنظُرُونَ إِلَّا تَأۡوِيلَهُۥۚ يَوۡمَ يَأۡتِي تَأۡوِيلُهُۥ” (الأعراف: 53).
“ثُمَّ إِنَّ عَلَيۡنَا بَيَانَهُۥ” (القيامة: 19).

• التحليل:

المؤلف يُبرز تفسيرًا اجتهاديًا يُثير النقاش حول إمكانية وجود رسول جديد لتأويل القرآن.

الفصل السابع إلى التاسع: الشاهد من الأمة وانشقاق القمر

• الطرح:

يفسر المؤلف آية “وَيَتۡلُوهُ شَاهِدٞ مِّنۡهُ” (هود: 17) بأنها تشير إلى رسول مستقبلي.
يرى أن انشقاق القمر لم يحدث في زمن النبي محمد صلى الله عليه وسلم بل سيحدث مستقبلًا.

• الأدلة:

يستند إلى الآيات القرآنية مع تفسير مختلف للأحداث المستقبلية.

• التحليل:

الطرح اجتهادي ويثير جدلًا لكنه مبني على تفسير الآيات.

الفصل العاشر والحادي عشر: الدخان المبين والمهدي

• الطرح:

يربط عذاب الدخان بظهور رسول يحذر الناس: “وقد جاءهم رسول مبين” (الدخان: 13).
المهدي يُبعث كرسول لتحقيق العدل بين الناس.

• الأدلة:

أحاديث المهدي مثل: “المهدي يبعثه الله غياثًا للناس” (رواه الحاكم).

• التحليل:

النصوص تدعم فكرة بعثة المهدي كرسول.

الفصل الثاني عشر إلى الرابع عشر: عيسى والدابة

• الطرح:

عيسى عليه السلام يعود كرسول.
الدابة تحمل رسالة إلهية لتحذير البشر.

• الأدلة:

“فَبَيْنَمَا هُوَ كَذَلِكَ إِذْ بَعَثَ اللَّهُ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ” (رواه مسلم).
“لا تَقُولُوا: لا نَبِيَّ بَعْدَ مُحَمَّدٍ، وَقُولُوا: خَاتَمُ النَّبِيِّينَ” (رواه مسلم).

• التحليل:

المؤلف يُظهر دلالات واضحة على دور رسالي لعيسى والدابة.

حصر الأدلة

حصر أدلة المؤلف على استمرار الرسل

أولًا: أدلة من القرآن

1. “وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا” (الإسراء: 15)
يشير النص إلى سنة إلهية مستمرة في إرسال الرسل قبل نزول العذاب.
2. “وقد جاءهم رسول مبين” (الدخان: 13)
يرى المؤلف أن هذه الآية تتحدث عن رسول مستقبلي سيأتي للتحذير من الدخان.
3. “ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين” (الأحزاب: 40)
المؤلف يوضح أن الآية تختم النبوة فقط دون ذكر ختم الرسالة.
4. “هَلۡ يَنظُرُونَ إِلَّا تَأۡوِيلَهُۥۚ يَوۡمَ يَأۡتِي تَأۡوِيلُهُۥ” (الأعراف: 53)
دليل على أن رسولا سيأتي لتأويل معاني القرآن.
5. “ثُمَّ إِنَّ عَلَيۡنَا بَيَانَهُۥ” (القيامة: 19)
يشير إلى بعثة رسالية قادمة لبيان القرآن.
6. “رَسُولٞ مِّنَ ٱللَّهِ يَتۡلُواْ صُحُفٗا مُّطَهَّرَةٗ” (البينة: 2)
يدعم المؤلف فكرة أن هناك رسولًا مستقبليًا يحمل صحفًا جديدة.
7. “وَيَتۡلُوهُ شَاهِدٞ مِّنۡهُ” (هود: 17)
يرى المؤلف أن هذه الآية تشير إلى رسول يأتي بعد النبي محمد.

ثانيًا: أدلة من السنة

1. “ليبعثنَّ الله من عترتي رجلا أفرق الثنايا، أجلى الجبهة، يملأ الأرض عدلا” (رواه الحاكم)
بعثة المهدي تحمل طبيعة رسالية.
2. “يخرج المهدي في أُمّتي يبعثه الله غياثًا للناس” (رواه أبو سعيد الخدري)
المهدي يرسل لتحقيق العدل والإنصاف.
3. “أُبشّركم بالمهديّ، يُبعث في أُمّتي على اختلاف من الناس وزلازل” (رواه أبو سعيد الخدري)
حديث صريح يشير إلى بعثة المهدي.
4. “المهدي يبعثه الله غياثًا للناس” (رواه الحاكم)
يدعم فكرة بعثة رسالية.
5. “يُصلحه الله في ليلة” (رواه أحمد)
يشير إلى إعداد رسالي للمهدي.
6. “فَبَيْنَمَا هُوَ كَذَلِكَ إِذْ بَعَثَ اللَّهُ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ” (رواه مسلم)
نزول عيسى يُفهم منه بعثة رسالية جديدة.
7. “لا تَقُولُوا: لا نَبِيَّ بَعْدَ مُحَمَّدٍ، وَقُولُوا: خَاتَمُ النَّبِيِّينَ” (رواه مسلم)
نزول عيسى عليه السلام كرسول.
8. “ما بعث الله من نبي إلا أنذر قومه الدجال” (رواه البخاري)
بعثة الرسل للتحذير من الفتن.

إجمالي أدلة المؤلف:

1. من القرآن: 7 أدلة.
2. من السنة: 8 أدلة.

أدلة العلماء على ختم الرسالة:

أولًا: أدلة من القرآن

• آية واحدة: “ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين” (الأحزاب: 40)، بفهم تأويلي.

ثانيًا: أدلة من السنة

• حديث واحد: “إن الرسالة والنبوة قد انقطعت فلا رسول بعدي ولا نبي” (رواه الترمذي)، وهو حديث ضعيف بسبب راويه المختار بن فلفل.

إجمالي أدلة اجماع العلماء:

1. من القرآن: 1 أدلة.
2. من السنة: 1 أدلة.

إعادة تلخيص وتحليل الكتاب بناءً على الحصر الكامل

تلخيص الكتاب:

1. الهدف: المؤلف يُبرز تفسيرًا جديدًا يؤكد أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم هو خاتم النبيين، لكنه ليس خاتم المرسلين.
2. الحجج: يستند إلى نصوص قرآنية وسنية تدل على إمكانية استمرار بعثة الرسل بعد النبي محمد.
3. الطرح: يناقش الفرق بين النبي والرسول، مع التركيز على أن الرسل قد يظهرون مستقبلاً لتأويل القرآن وتحذير البشر من الفتن.

التقييم النهائي للأدلة:

أدلة المؤلف:

• أدلة قرآنية صريحة تدعم فكرة استمرار بعثة الرسل.
• أحاديث تتعلق بالمهدي وعيسى تشير إلى دور رسالي.

أدلة العلماء:

• أدلتهم قليلة وتعتمد على تأويل الآيات وحديث ضعيف.

النسبة المئوية النهائية:

1. رأي المؤلف: 70%

        أدلة أكثر عددًا وصراحة، لكنها تتطلب تأويلات في بعض المواضع.

2. رأي العلماء: 30%

        أدلتهم قليلة وتعتمد على إجماع غير مدعوم بنصوص قوية.

الخلاصة النهائية:

  • رأي المؤلف: يُقدم طرحًا جديدًا مبنيًا على أدلة قوية نسبيًا من القرآن والسنة، مما يجعله جديرًا بالنقاش، خاصة أنه يُبرز النصوص التي تشير إلى استمرارية بعثة الرسل للتحذير أو التبشير. لكنه يخرج عن الإجماع التقليدي.
  • رأي العلماء: يعتمد على تأويل النصوص أكثر من النصوص الصريحة، مما يجعل موقفهم أضعف في إثبات ختم الرسالة.

الكتاب: يُعد اجتهادًا فكريًا مميزًا يفتح الباب لمزيد من البحث والنقاش العلمي.

من هو الرسول القادم

24 ديسمبر 2019

من هو الرسول القادم

قبل أن تقرأ هذا المقال إذا كنت من أتباع (هذا ما وجدنا عليه آبائنا) فنرجو منك ألا تضيع وقتك في قراءة هذا المقال، وإذا كنت ممن يتهمني بإشعال فتنة كبرى بين المسلمين كما يروج لي حاليًا فلا داعي لأن تقرأ هذا المقال حتى لا أغير معتقد نشأت عليه منذ طفولتك فأفتنك بهذا المقال.
هذا المقال لمن يريد ان يتدبر ويفكر وعنده استعداد لتغير معتقداته ولكنه يخشى او لا يستطيع قراءة كتابي (الرسائل المنتظرة) او ممن هم لا تستهويهم قراءة الكتب.
سأختصر فصل واحد فقط وهو فصل الدخان مع انني لست من أنصار اختصار ما جاء في كتابي لأن هذا الاختصار لن يستعرض كافة الأدلة التي وضعتها في كتابي وبتالي سأجد تعليقات واستفسارات موجود إجابتها في الأجزاء التي لم أذكرها في هذا المقال، ومع ذلك سأحاول جاهدًا اختصار بعض مما جاء في فصل الدخان المبين في كتابي الرسائل المنتظرة.
سأبدأ معكم من حيث بدأت أنا وكيف تغير اعتقادي بأن سيدنا محمد ﷺ هو خاتم الأنبياء فقط كما هو مذكور في القرآن والسنة وليس خاتم المرسلين كما يعتقد عامة المسلمين فقد كانت البداية هي سورة الدخان التي قرأتها مرات لا أستطيع حصرها مثلكم جميعا ولكنني لم ألاحظ فيها أي شيء، ولكنني في مايو 2019 قرأتها وتوقفت عندها فتره طويلة لأتدبرها وأفهمها بطريقة صحيحة
فتعالى معي نقرأها ونتدبرها سويا
قال تعالى: ﴿فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ (10) يَغْشَى النَّاسَ هَذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ (11) رَبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ (12) أَنَّى لَهُمُ الذِّكْرَى وَقَدْ جَاءَهُمْ رَسُولٌ مُبِينٌ (13) ثُمَّ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَقَالُوا مُعَلَّمٌ مَجْنُونٌ (14) إِنَّا كَاشِفُو الْعَذَابِ قَلِيلًا إِنَّكُمْ عَائِدُونَ (15) يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرَى إِنَّا مُنْتَقِمُونَ (16)﴾ [الدخان]

الأسئلة الذي سألتها لنفسي حينها واسألها لكم:

هل هذه الآيات كاملة تتحدث عن أحداث مستقبلية أم أحداث حدثت في الماضي؟
إذا كان الدخان حدث أيام النبي ﷺ أي في الزمن الماضي فما هي مصير الأحاديث النبوية والآيات القرآنية التي تذكر أن الدخان من علامات الساعة الكبرى؟
إذا كانت هذه الآيات تتحدث عن أحداث مستقبلية فمن هو الرسول المبين المذكور في الآية رقم 13 من سورة الدخان؟
الآن أقرأ هذه الآيات بتدبر مرة وإثنين وعشرة كما قرأتها أنا في مايو 2019 وأربط تفسيرها بعضها ببعض بتسلسل زمنى أي لا تفسر آية على أنها حدثت في عهد النبي ﷺ وآية أخرى ستحدث مستقبلاً
أي فسر هذه الآيات كلها مره على أنها حدثت في الزمن الماضي وفسرها مرة أخرى على أنها ستحدث في الزمن المستقبل.
ماذا وجدت الآن؟
عندما ستفسر هذه الآيات كلها على أنها حدثت في الماضي في زمن النبي ﷺ فإنك أما مشكلتين وهما أن وصف الدخان المبين لا ينطبق على ما حدث لقريش والمشكلة الثانية أن الدخان من علامات الساعة الكبرى كما هو مذكور في أحاديث نبوية صحيحة وكثيرة
أما عندما ستفسر هذه الآيات كلها على أنها ستحدث في المستقبل فإنك أمام مشكلة كبرى سيصعب عليك تفسيرها ألا وهي وجود آية تذكر وجود رسول موصوف بأنه مبين أي واضح سينذر الناس بعذاب الدخان وأن الناس ستُعرض عنه وستتهمه بالجنون.
هذا ما دار في عقلي خلال هذا اليوم كله ولم أستطيع النوم، ومنذ ذلك اليوم بدأت رحلة البحث عن تفسير تلك الآيات فوجدت أن جميع علماء التفسير أجمعوا على ان الرسول المبين المذكور في سورة الدخان هو سيدنا محمد ﷺ في حين تضاربت تفسيراتهم واختلفت في باقي هذه الآيات فسيدنا علي وبن عباس رضي الله عنهما وعدد آخر من الصحابة أجمعوا على أن الدخان من علامات الساعة الكبرى وأنه لم يحدث بعد في حين انفرد ابن مسعود ووصف الدخان كما جاء في الحديث ( فَأَخَذَتْهُمْ سَنَةٌ حَتَّى هَلَكُوا فِيهَا وَأَكَلُوا الْمَيْتَةَ وَالْعِظَامَ، وَيَرَى الرَّجُلُ مَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ كَهَيْئَةِ الدُّخَانِ ) فهذا الوصف لا ينطبق على الدخانُ فقد تمَّ وصفه في هذه السورة بأنه يُغشى الناس، أي يحيطهم من جميعِ الجوانب، وليس شيئاً يتخيَّلُه الرائي كما في قحطِ قريش، وقد عبَّرتِ الآياتُ عن هذا الدخانِ بأنه عذابٌ أليم، وهذه المعاني بهذا التوصيف لم تقعْ لأهل قريش.
ولهذا فستجد تضارب واختلاف زمني في تفسير آيات الدخان في جميع كتب التفسير
الآن أقرأ أخي المسلم هذه الآيات مع الاعتقاد بأن الله سبحانه تعالى سيبعث رسول جديد يدعوا للعودة للإسلام الحق وينذر الناس بعذاب الدخان مصداقاً لقوله تعالى: ﴿وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّىٰ نَبْعَثَ رَسُولًا﴾
ماذا وجدت؟ هل لاحظت الآن ما لاحظته أنا في مايو 2019؟

والآن اسألك سؤال آخر:

ما هو وضع هذه الآية ﴿وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّىٰ نَبْعَثَ رَسُولًا﴾ إذا عمنا الله سبحانه وتعالى بعذاب الدخان دون أن يبعث فينا رسولا ينذرنا بعذابه؟
انتظر قليلا فأنا أعلم ما هي إجابتك على هذا السؤال
ستقول لي لقد أنذرنا سيدنا محمد ﷺ منذ أربعة عشر قرنًا بعذاب الدخان
أليس كذلك

سأجيب عليك حينئذٍ بسؤال آخر وأقول لك:

وهل حدث من قبل أن أنذر رسول من قبل أن أنذر قومًا سيأتون بعده بأربعة عشر قرنا بعذاب من الله سبحانه وتعالى؟
نوح وهود وصالح وموسى عليهم السلام أنذروا قومها بعذاب الله سبحانه وتعالى ووقع في عصرهم هذا العذاب ولا يمكن استثناء نبينا سيدنا محمد ﷺ من هذه القاعدة لوجود آية في القرآن الكريم تدل على عدم تغير هذه القاعدة في الماضي أو الحاضر أو المستقبل، فقد قال تعالى: ﴿إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ (51)﴾، فهي سنةُ الله سبحانه وتعالى التي لا تتغيَّرُ، وقال الله سبحانه وتعالى: ﴿سُنَّةَ مَن قَدْ أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِن رُّسُلِنَا وَلَا تَجِدُ لِسُنَّتِنَا تَحْوِيلًا (77)﴾. ومن هذه الآيات يتبين لنا وجوب ارسال رسول في نفس عصر وقوع العذاب على الناس ولا وجود استثناء لهذه القاعدة في آيات الدخان.
كل هذه الأسئلة أول ما كنت أسألها لنفسي، وكل هذه الإجابات هي أول ما توصلت له من دلائل على ان الله سبحانه وتعالى سيبعث رسول جديد، لن يُغير من الشريعة الإسلامية شيئًا، بل سيدعو الناس للعودة للإسلام، وستكون مهمته إنذار الناس بعذاب الدخان، ومنذ ذلك الوقت بدأت رحلة البحث عن صحة الاعتقاد بأن سيدنا محمد ﷺ هو خاتم المرسلين وليس خاتم الأنبياء فقط كما هو مذكور في القرآن والسنة. وبحثت في الفرق بين النبي والرسول وتوصلت الي خطأ القاعدة الشهيرة (أنَّ كلّ رسولٍ نبيّ، وليس كلّ نبيّ رسولاً) الى أن جمعت الأدلة الكافية من القرآن والسنة بأن سيدنا محمد هو خاتم الأنبياء فقط كما هو مذكور في القرآن والسنة. وليس خاتم المرسلين كما يعتقد عامة المسلمين.

نأتي هنا للسؤال الذي يسأله لي الكثير

 لماذا تثير الآن فتنة نحن في غنى عنها فلننتظر المهدي فهو الذي سيخبرنا هل هو رسول أم لا، ولا داعي لإثارة الفتنة في الوقت الحالي؟

 إجابتي على هذا السؤال استغرقت مني شهور عديدة توقفت فيها عن تأليف الكتاب ولم أكن اريد نشره، الى أن قررت أن أجيب عن هذا السؤال وأقول نعم مضطر أن أثير تلك الفتنة الآن ولن اتركها حتى تُثار عند ظهور الرسول القادم وذلك بسبب الآية الكريمة ﴿أَنَّى لَهُمُ الذِّكْرَى وَقَدْ جَاءَهُمْ رَسُولٌ مُبِينٌ (13) ثُمَّ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَقَالُوا مُعَلَّمٌ مَجْنُونٌ (14)﴾ [الدخان] فالرسول القادم وبالرغم من انه مبين أي واضح فسيتم اتهامه من الناس بأنه مجنون، ومن احد الأسباب الرئيسية لهذا الاتهام أنه سيقول أنه رسول من عند الله سبحانه وتعالى ومن الطبيعي فإن هذا الرسول لو ظهر في عصرنا الحالي او في عصر أبنائنا أو أحفادنا فسيتهمه المسلمين بالجنون نتيجة الاعتقاد الراسخ في اذهانهم منذ قرون بأن سيدنا محمد هو خاتم المرسلين وليس خاتم النبيين فقط كما جاء بالقرآن والسنة.

أعلم أنني في دخلت معركة خاسرة ولن يتم حسمها الا عند ظهور الرسول القادم ووقوع عذاب الدخان فمن سيقتنع بكتابي سيكون قليل جدا، ولكنني أدعوا الله سبحانه وتعالى أن يُنير الله عقولكم وقلوبكم قبل ظهور هذا الرسول حتى لا تتهموه بالجنون فتصبحون ممن ذكرهم الله سبحانه وتعالى في هذه الآية الكريمة ﴿ثُمَّ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَقَالُوا مُعَلَّمٌ مَجْنُونٌ (14)﴾ فتخيل معي أخي المسلم أن تظل على هذا الاعتقاد ولا تغيره ويتوارث ابناءك وأحفادك هذا الاعتقاد الخاطئ وتكون النتيجة أن تكون أنت أو أحد أبناءك وأحفادك ممن ذكرهم القرآن الكريم في آية تتساوى فيها مع آيات وصفت قوم نوح وباقي الرُسل عندما كذبوهم.
لم يكن أمامي سوى أن أنشر ذلك الكتاب وأن أتحمل الهجوم والذي سيتم توجيهه لي من أجل أبناءنا وأحفادنا حتى لا أتحمل وزرهم إذا اتهموا الرسول القادم بالجنون.

من يريد الوصول للحقيقة الكاملة فعليه البحث بنفسه أو أن يقرأ كتابي فسيوفر عليه عناء البحث لشهور طويلة وفي النهاية سيتوصل لما توصلت له في كتابي

هذا المقال مختصر وهناك أدله كثيرة موجودة في كتابي لمن يريد أدلة أكثر

وقد ارفقت مقطع مصور من كتابي يوضح العلاقة بين الرسول المبين والدخان المبين حتى أوضح للناس بأنني لا أمهد لشخص معين في كتابي هذا فنرجو منكم قراءته

ما صحَّةُ حديثِ “إنَّ الرسالةَ والنبوةَ قد انقطعت؛ فلا رسولَ بعدي ولا نبي..؟

21 ديسمبر 2019

إحدى التعليقات والرسائل المتكررة التي توجه لي

– إنَّ الرسالةَ و النُّبوَّةَ قد انقطعتْ ، فلا رسولَ بعدي و لا نبيَّ ، و لكنِ المبشِّراتُ ، رؤيا الرجلِ المسلمِ ، و هي جزءٌ من أجزاء النُّبوَّةِ
الراوي : أنس بن مالك | المحدث : السيوطي | المصدر : الجامع الصغير
الصفحة أو الرقم: 1994 | خلاصة حكم المحدث : صحيح

ومن المفترض ان أرد على هذا التعليق الذي يظن صاحبه أنني تجاهلته في كتابي الرسائل المنتظرة الذي ذكرت فيه ان هناك رسول قادم وكأنني غبي حتى أنشر كتاب 400 صفحة ولا أذكر حديث كالذي جائني به وكأنه آتاني بالحجة القاطعة التي تنسف ما جاء في كتابي

وحتى أوضح لكم قدر المعاناه التى عانيتها أثناء تأليف كتابي حتى أحقق في كل صغيرة وكبيرة كانت تقف أمام خلال بحثي في هذا الكتاب سأجيب عن هذا السؤال فقط لا غير بما جاء في كتابي وحتى تدركوا أنني لن أستطيع الإجابة على كل تساؤل يوجه لي عبر تعليق أو رسالة فأنا كما قلت لكم لن أستطيع إختصار 400 صفحة لكل صديق لا يريد قراءة الكتاب ولا يريد البحث عن الحقيقة

بالنسبة لإجابة هذا السؤال فقد ذكرتها في الفصل الثاني (خاتم النبيين وليس خاتم المرسلين) من صفحة 48 إلى صفحة 54 (7 صفحات لا يمكن إختصارهم في تعليق على الفيس) وقد إستغرق مني البحث والتحقيق حول هذا الحديث أيام عديدة لأن هذا الحديث هو الحجة الوحيدة التي يستند اليها الفقهاء في إثبات بأن النبي ﷺ ليس فقط خاتم النبيين كما هو مذكور في القرآن الكريم بل وأضافوا اليها بأنه خاتم المرسلين

وقد أجبت على صحة هذا الحديث بما يلي:

 ما صحَّةُ حديثِ “إنَّ الرسالةَ والنبوةَ قد انقطعت؛ فلا رسولَ بعدي ولا نبي..؟

إنَّ المؤمنين بقاعدةِ أنه لا رسولَ بعد نبيِّنا محمدٍ ﷺ يتمسَّكون بحديثٍ مذكور فيه أنه لا رسول بعده ح، حيث أخرج الإمامُ أحمدُ في مسنده، والترمذي، والحاكم، حدثنا الحسن بن محمد الزعفراني حدثنا عفَّان بُن مسلمٍ حدثنا عبد الواحد يعني بنَ زيادٍ حدثنا المختار بن فلفل حدثنا أنس ابن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ : «إن الرسالة والنبوة قد انقطعت فلا رسول بعدي ولا نبي»، قال: «فشق ذلك على الناس»، فقال «ولكن المبشرات»، قالوا وما المبشرات..؟ قال: «رؤيا الرجل المسلم وهي جزء من أجزاء النبوة». قال الترمذي (وفي الباب عن أبي هريرة وحذيفة بن أسيد وابن عباس وأم كرز وأبي أسيد قال هذا حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجهِ من حديث المختار بن فلفل).
وقد تحققتُ من رواةِ هذا الحديث لأتأكدَ من صحتِه فوجدتهم جميعًا ثقاتٍ عدا (المختار بن فلفل) ( ) فإنَّ غيرَ واحدٍ من الأئمة قد وثَّقه مثل أحمد بن حنبل، وأبو حاتم الرازي، وأحمد بن صالح العجلي، والموصلي، والذهبي، والنسائي، وقال أبو داود عنه: (ليس به بأس)، وَقَال أبو بكر البزار عنه: (صالح الحديث، وقد احتملوا حديثه).
وقد ذكره أبو الفضل السليماني فيمن عُرف بالمناكير، ولخَّص ابنُ حجر العسقلاني حاله في كتاب “تقريب التهذيب” (6524) وقال: (صدوقٌ له أوهام).
وذكره أبو حاتم بن حبان البستي في “الثقات” (5/ 429) وقال: (يخطئ كثيرًا).
وفي كتاب “تهذيب التهذيب” لابنِ حجرٍ العسقلانيِّ الجزء العاشر قال عن المختار بن فلفل: (قلت: تتمة كلامه يخطئ كثيرا ووقع ذكره في أثر علقه البخاري في الشهادات عن أنس ووصله ابن أبى شيبة عن حفص بن غياث عنه سألت.. عن شهادة العبيد فقال جائزة وتكلم فيه السليماني فعده في رواة المناكير عن أنس مع إبان ابن أبي عياش وغيره، وقال أبو بكر البزاز صالح الحديث وقد احتملوا حديثه).

إن مراتبَ وطبقاتِ الرواة كما في تقريب التهذيب لابنِ حجرٍ العسقلاني هي كالتالي

1- الصحابة: فأصرِّح بذلك لشرفهم.
2- من أكِّد مدحه؛ إما بفعل: كأوثق الناس، أو بتكرير الصفة لفظًا: كثقة ثقة، أو معنى: كثقة حافظ.
3- من أفرد بصفة، كثقة، أو متقن، أو ثبت، أو عدل.
4- من قصر عن درجة الثالثة قليلاً، وإليه الإشارة: بصدوق، أو لا بأس به، أو ليس به بأس.
5- من قصر عن الرابعة قليلا، وإليه الإشارة بصدوق سيء الحفظ، أو صدوق يهم، أو له أوهام، أو يخطئ، أو تغير بأخرة. ويلتحق بذلك من رمي بنوع من البدعة، كالتشيُّع والقدر، والنصب، والإرجاء، والتجهُّم، مع بيان الداعية من غيره.
6- من ليس له من الحديث إلا القليل، ولم يثبت فيه ما يترك حديثه من أجله، وإليه الإشارة بلفظ: مقبول، حيث يتابع، وإلا فلين الحديث.
7- من روى عنه أكثر من واحد ولم يوثق، وإليه الإشارة بلفظ: مستور، أو مجهول الحال.
8- من لم يوجد فيه توثيق لمعتبر، ووجد فيه إطلاق الضعف، ولو لم يُفسَّر، وإليه الإشارة بلفظ: ضعيف.
9- من لم يرو عنه غير واحد، ولم يوثق، وإليه الإشارة بلفظ: مجهول.
10- من لم يوثق البتة، وضُعِّف مع ذلك بقادح، وإليه الإشارة: بمتروك، أو متروك الحديث، أو واهي الحديث، أو ساقط.
11- من اتهم بالكذب.
12- من أطلق عليه اسم الكذب، والوضع.

يُعتبر المختارُ بنُ فلفل من طبقاتِ رواةِ الحديث النبويِّ الطبقة الخامسةِ من طبقاتِ رواةِ الحديث النبويِّ التي تضمُّ صغارَ التابعين ورتبتُه عند أهل الحديث وعلماءِ الجرح والتعديل وفي كتب علمِ التراجم يعتبر صدوقًا له أوهامٌ.

قال ابن حجرٍ في “فتح الباري” (1/384): “وَأما الْغَلَط: فَتَارَة يكثر من الرَّاوِي، وَتارَة يقل، فَحَيْثُ يُوصف بِكَوْنِهِ كثير الْغَلَط، ينظر فِيمَا أخرج لَهُ؛ إِن وجد مرويا عِنْده، أَو عِنْد غَيره، من رِوَايَة غير هَذَا الْمَوْصُوف بالغلط: عُلم أَن الْمُعْتَمد أصل الحَدِيث، لَا خُصُوص هَذِه الطَّرِيق. وإن لم يُوجد إِلَّا من طَرِيقه: فَهَذَا قَادِح يُوجب التَّوَقُّف عَن الحكم بِصِحَّة مَا هَذَا سَبيله، وَلَيْسَ فِي الصَّحِيح بِحَمْد الله من ذَلِك شَيْء. وَحَيْثُ يُوصف بقلة الْغَلَط، كَمَا يُقَال: سيء الْحِفْظ أَوله أوهام، أَو له مَنَاكِير، وَغير ذَلِك من الْعبارَات: فَالْحكم فِيهِ، كَالْحكمِ فِي الَّذِي قبله”.
وقال الشيخ الألباني – الذي صحح حديث المختار بن فلفل – في ضعيف سنن أبي داود (2/272) في ترجمة راو: “قال الحافظ: (صدوق له أوهام). قلت: فمثله قد يُحسن حديثُه، إذا لم يخالف”.
وقال الشيخ الألباني في “السلسلة الصحيحة” (6/216): “وقد تفرد به عمران بن عيينة، وفيه كلام من قبل حفظه، وقد أشار لذلك الحافظ بقوله: ( صدوق له أوهام )؛ فتصحيح حديثه غير مقبول، وحسبه التحسين إذا لم يخالف”.

وفيما عدا هذا الحديث المذكور فيه موضوع الخلاف (لا رسول بعدي) والذي رواه المختار بن فلفل، فقد روي عن جمع من الصحابة في الاستثناء على النبوة دون الإرسال في أحاديث الرؤيا، فهذا الحديث متواتر وله عدة أوجه وألفاظ ليس بها جملة (لا رسول بعدي) ومنها هذه الروايات:

1- أخرج الإمام البخاري رحمه الله في صحيحه بسنده من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: «لم يبق من النبوة إلا المبشرات»، قالوا: وما المبشرات؟ قال: «الرؤيا الصالحة».
وقد بوب رحمه الله في “الموطأ” بلفظ (كان إذا انصرف من صلاة الغداء يقول: هل رأى أحدٌ منكم الليلة رؤيا..؟ ويقول: «ليس يبقى بعدي من النبوة إلا الرؤيا الصالحة».
وقد رواه الإمامُ أحمد في مسنده وأبو داود والحاكم في مستدركِه كله من طريق مالك.
2- أخرج الإمام أحمد في مسنده والإمامُ مسلمٌ في صحيحِه من حديث ابنِ عباس رضي الله عنهقال: كشف رسول الله ﷺ الستارة والناسُ صفوفٌ خلف أبي بكر فقال: «أيها الناس إنه لم يبق من مبشرات النبوة إلا الرؤيا الصالحة يراها المسلم أو ترى له…» .
وفي روايةٍ لمسلمٍ بلفظِ (كشف رسولُ الله ﷺ الستر) ورأسه معصوبٌ في مرضه الذي مات فيه فقال: «اللهم هل بلغت ثلاث مرات، إنه لم يبقَ من مبشرات النبوة إلا الرؤيا يراها العبد الصالح، أو ترى له…».
ورواه عبد الرزاق في مصنفه، وابن أبي شيبة، وأبو داود والنسائي، والدارمي، وابن ماجة، وابن خزيمة، وابن حبان، والبيهقي.
3- أخرج الإمام أحمد رحمه الله في مسنده وابنه عبد الله في زوائد المسند من حديث عائشة رضي الله عنها أن النبي ﷺ قال: «لا يبقى بعدي من النبوة إلا المبشرات» قالوا: وما المبشرات؟ قال: «الرؤيا الصالحة يراها الرجل أو ترى له».
4- أخرج الإمام أحمد في مسنده والطبراني من حديث أبي الطفيل رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: «لا نبوة بعدي إلا المبشرات»، قال: قيل: وما المبشرات يا رسول الله؟ قال: «الرؤيا الحسنة» أو قال: «الرؤيا الصالحة».
5- وأخرج الطبراني والبزار من حديث حذيفة بن أسيد رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: «ذهبت فلا نبوة بعدي إلا المبشرات»، قيل: وما المبشرات؟ قال: «الرؤيا الصالحة يراها الرجل الصالح أو ترى له».
6- وأخرج الإمام أحمد، والدارمي وابن ماجة، من حديث أم كُرْز الكعبية رضي الله عنها أن النبي ﷺ قال: «ذهبت وبقيت المبشرات».
7- أخرج الإمام مالكٌ في الموطأ عن زيد بن أسلمَ عن عطاء بن يسار رضي الله عنه أنَّ رسولَ الله ﷺ قال: «لن يبقى بعدي من النبوة إلا المبشرات»، فقالوا: وما المبشرات يا رسول الله؟ قال: «الرؤيا الصالحة يراها الرجل الصالح أو ترى له، جزء من ستة وأربعين جزءًا من النبوة» وهذا مرسل صحيح الإسناد.
هذا بالإضافة إلى أنَّ الأحاديثَ الواردةَ في الرؤيا التي هي من أجزاءِ النبوة اختلفت ألفاظُها اختلافاً كبيراً، فقد حددت بعضُ الرواياتِ الرؤيا بجزءٍ من خمسةٍ وعشرين جزءاً من النبوة، وبعضها: بجزءٍ من ستةٍ وسبعين جزءاً، وبين الروايتين أحاديثُ كثيرةٌ وأرقامٌ مختلفةٌ، فالأحاديثُ الواردة في الرؤى إذا ألقينا عليها نظرةً نجد تفاوتاً في الأرقام، فمثلاً: بعض الروايات فيها: «الرؤيا الحسنةُ من الرجل الصالح جزءٌ من ستةٍ وأربعين جزءاً من النبوة» [رواه البخاري: 6983]، وفي روايةٍ أخرى: «الرؤيا الصالحة جزءٌ من سبعين جزءًاً من النبوة» [رواه مسلم: 2265]، ورواية أخرى: «رؤيا المسلمِ جزءٌ من خمسٍ وأربعين جزءاً من النبوة» [رواه مسلم: 2263]. وهناك روايات أخرى كثيرةٌ ذكرت أرقامًا مختلفةً لهذا الجزء من النبوة.

وللردِّ على الحديث الشريف المذكور فيه أنَّ النبيَّ ﷺ قال: (فلا رسول بعدي) نذهب إلى رأي أهلِ الاصطلاح؛ فقد قسَّموا الحديثَ المتواتر إلى: متواترٍ لفظيٍّ وهو ما تواتر لفظُه، وتواترٍ معنويٍّ وهو ما تواتر معناه.

1- التواتر اللفظيُّ: وهو ما تواتر لفظه ومعناه.

مثاله: «‏مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا ‏ ‏فَلْيَتَبَوَّأْ ‏ ‏مَقْعَدَهُ مِنْ النَّارِ». رواه البخاري (107)، ومسلم (3)، وأبو داود (3651)، والترمذي (2661)، وابن ماجه (30، 37)، وأحمد (2/159). وهذا الحديث رواه أكثرُ من اثنين وسبعين صحابياً، وعنهم جمعٌ غفيرٌ لا يمكن حصرُهم.

2- التواتر المعنويُّ: وهو ما اتفق فيه الرواةُ على معنًىً كُلِّيٍّ، واختلفت فيه ألفاظ الحديث.

مثاله: حديث الشفاعة المعنى فيه واحدٌ والألفاظ مختلفة، وكذلك أحاديثُ المسح على الخفين.

الآن تعالَ معي أخي المسلمُ نطبِّقُ هذه القاعدةَ على أحاديث الرؤى التي ذكرناها سابقًا لنعرف هل هناك تواترٌ لفظيٌّ ومعنويٌّ لهذه الأحاديث أم لا. وما مدي صحة عبارة (لا رسول بعدي) بالنسبة الى باقي الأحاديث:

1- جميع هذه الأحاديث لها تواتر معنوي ومتفقة على أن الرؤيا هي جزء من النبوة وهذا يثبت صحتها بلا أي شك.
2- هناك تواتر اللفظ في معظم هذه الأحاديث بأنه لن يبقى من النبوة إلا المبشرات، وهذا يدل على صحتها أيضًا.
3- اختلفت أحاديثُ الرؤى في عددِ أجزاءِ النبوةِ ولكنها أجمعت على أنَّ الرؤيا هي جزءٌ من النبوة وهذا صحيحٌ ولا شك فيه، ولكن كان الاختلاف في تحديد هذا الجزء بقدرٍ معيَّنٍ، وهذا الاختلاف غيرُ مؤثرٍ ولا يهمُّنا هنا؛ فسواءٌ كانت الرؤيا هي جزءٌ من سبعين جزءاً من النبوة أو كانت جزءًا من ستةٍ وأربعين جزءٍا من النبوة فلن يفيدنا بشيء، ومن المعلوم أنَّ الأخبارَ إذا اختلفت ألفاظها، وزاد بعضُها على بعض، لكنها اتفقت جميعاً في المضمون، كانت من قبيل المتواتر المعنوي لا اللفظي.
4- هناك تواترٌ لفظيٌّ في الأحاديث السابقة بأنَّ النبيَّ ﷺ هو خاتم النبيين فقط، وهذا يطابق نصَّاً صريحًا بالقرآن الكريم، فلا مجال لأيِّ مسلمٍ أن يجادل في هذا الموضوع.
5- لا يوجد أيُّ تواترٍ لفظيٍّ أو معنويٍّ في جملة (لا رسول بعدي) المذكورة في الحديث الوحيد الذي يستشهد به أصحاب الرأي بأن النبي ﷺ هو خاتم المرسلين، فهذه العبارة هي زيادة عن ما ذكرته باقي الأحاديث الأخرى، فهي بذلك غير متواترة لفظياً أو معنوياً كما قرأتم في الأحاديث السابقة، فهل هذا العبارةُ – غيرُ المتواترة لفظيا أو معنويا، والمخالفةُ لنصوصٍ عديدةٍ في القرآن والسُّنةِ كما ذكرناها سابقًاً – تستحق أن نخرج منها بعقيدةٍ خطيرةٍ بأنَّ النبيَّ ﷺ هو خاتم المرسلين، وهل يُدرك العلماء ما مدي خطورة تلك الفتوى المبنية على حديثٍ واحدٍ مشكوكٍ في حفظِ أحد رواته، والتي من خلالها ستتسبَّبُ فتنةٌ عظمى لأحفادنا إذا أرسل الله سبحانه وتعالى إليهم رسولاً في آخرِ الزمان يُنذرُهم بعذابٍ شديد..؟
6- كما ذكرت سابقاً فإن سند الحديث المذكور فيه عبارةُ (لا رسولَ بعدي) به (المختار بن فلفل) حيث قال عنه ابنُ حجر العسقلانيّ بأنه صدوقٌ له أوهام، وذكره أبو الفضل السليماني فيمن عُرف بالمناكير، وذكره أبو حاتم البستي وقال: يخطئ كثيرًا. فكيف نبني على هذا الحديث فقط فتوى كبيرةً تقول بأن النبي ﷺ هو خاتم المرسلين..؟! هل سيتحمل العلماء المسلمون اليوم وزر المسلمين الذين سيكذبون رسولًا قادمًا بسبب الإصرار على فتواهم بعد أن تتبين لهم الحقيقة..؟ وهل سيشفع لهم فتاوى العلماءُ السابقين الذين يستشهدون بفتاواهم ويستمرون في ترديدها بدون تحقيقٍ إلى يومنا هذا..؟

 

انتهى الإقتباس
وأرجو منكم أن تعذروني على عدم الرد على استفساراتكم بخصوص ما يتناوله الكتاب بعد ذلك لأن كل إجابة ستستنزف مني وقت طويل حتى أجيب عنها وكل أسئلتكم إجابتها موجودة بالكتاب لمن يريد الوصول للحقيقة 

مختصر ما جاء في فصل خاتم النبيين وليس خاتم المرسلين

25 ديسمبر 2019

مختصر ما جاء في فصل خاتم النبيين وليس خاتم المرسلين

مختصر ما ذكرته في بطلان القاعدة الشهيرة: (إنَّ كلّ رسولٍ نبيٌّ، وليس كلُّ نبيٍّ رسولاً)

في البداية فإنني أؤكد أنني لم اكن أريد تأليف كتاب الرسائل المنتظرة وعندما نشرته لم اكن اريد النقاش بخصوص ما جاء فيه وكنت أريد الاكتفاء بنشره فقط، ولكن للأسف الشديد فأنا أنزلق الي معارك ونقاشات وجدال لم أكن أريد الدخول فيه لأنني اعلم تمام العلم بأنني سأدخل معركة خاسرة، وهي في النهاية ليست معركتي بل معركة رسول قادم سيكذبه الناس وسيتهمونه بالجنون لأنه سيقول لهم انه رسول من عند الله، فلن يصدقوه الى بعد فوات الأوان وبعد وفاة الملايين من الناس نتيجة انتشار الدخان المبين، أي أن إثبات صحة ما جاء في كتابي لن يحدث الا بعد وقوع الكارثة وفي عهد رسول قادم سيؤيده الله سبحانه وتعالى بالبينات.
المهم انني لم أكن أريد الدخول في معارك مع علماء الأزهر الشريف وأكرر ما حدث مع جدي الشيخ عبد المتعال الصعيدي ولكنني للأسف يتم الزج بي الي هذه المعركة ولكنني سأحاول بقدر الإمكان تجنبها والانسحاب منها لأنها ليست معركتي بل معركة رسول قادم.

نبدأ هنا الآية الكريمة الوحيدة التي وصفت سيدنا محمد بأنه رسول الله وخاتم النبيين وليس خاتم المرسلين ﴿مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ﴾ فمن خلال تلك الآية نتفق جميعا بأن سيدنا محمد ﷺ هو خاتم النبيين وأن الشريعة الإسلامية هي الشريعة الخاتمة الى قيام الساعة فلا تبديل لها أو الغائها الي قيام الساعة ولكن الخلاف بيني وبينكم هو أن يكون سيدنا محمد ﷺ هو خاتم المرسلين أيضًا.
ولحل هذا الخلاف يحب نعرف ما هو دليل علماء المسلمين بأن سيدنا محمد ﷺ هو خاتم المرسلين وليس خاتم النبيين فقط كما هو مذكور في القرآن والسنة.
لقد وضع ابن كثير قاعدة شهيرة متداولة بين علماء المسلمين ألا وهي (إنَّ كلّ رسولٍ نبيٌّ، وليس كلُّ نبيٍّ رسولاً) وذلك اعتمادا على حديث شريف (الرسالة والنبوة قد انقطعت فلا رسول بعدي ولا نبي) وقد أكدت على أنه حديث غير متواتر معنويًا ولفظيًا وأن أحد رواة هذا الحديث صنفه العلماء بأنه صدوق وله أوهام، وقال عنه أخرون بأنه من المناكير فلا يصح الأخذ بحديثه ولا تستحق أن نخرج منها بعقيدةٍ خطيرةٍ بأنَّ النبيَّ ﷺ هو خاتم المرسلين.
نأتي هنا لشرح الدليل على بطلان القاعدة الشهيرة التي يتداولها العلماء والتي أصبحت قاعدة لا يجوز النقاش فيها لأن إبطال هذه القاعدة تعني بطلان الاعتقاد بأن سيدنا محمد ﷺ هو خاتم الرسل حيث تقول هذه القاعدة: (إنَّ كلّ رسولٍ نبيٌّ، وليس كلُّ نبيٍّ رسولاً)
وحتى نختصر الوقت لمن يريد الملخص ونبطل هذه القاعدة بآية واحدة في القرآن الكريم أذكركم بقوله تعالى في سورة الحج ﴿وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ﴾ فهذه الآية دليل واضح على أن هناك أنبياء فقط وهناك رسلا فقط وليس شرطًا أن يكون الرسول هو النبي. وبالتالي ليس شرطًا أن يكون خاتم النبيين هو في ذات الوقت خاتم المرسلين.
هذا الاختصار لعامة الناس أو لمن لا تستهويه قراءة الكتب او المقالات الطويلة، ولمن لم يستوعب ويتدبر الآية السابقة وللعلماء المؤمنين بقاعدة ابن كثير عليهم قراءة ما يلي حتى يستوعبوا بطلان تلك القاعدة ببعض الأدلة التي ذكرتها في كتابي وليست كلها فمن يريد المزيد من الأدلة عليه ان يقرأ كتابي وخصوصًا الفصلين الأول والثاني.
وأهم ما جاء في كتابي باختصار أن الله سبحانه وتعالى يبعث أنبياء فقط مثل نبي الله آدم وإدريس حيث يكون معهم شريعة، كما يبعث رسلا فقط مثل الثلاث رسل المذكورين في سورة يس فهم لم يأتوا بكتاب أو شريعة، وأيضا يبعث الله سبحانه وتعالى رسلا أنبياء مثل سيدنا موسى عليه السلام وسيدنا محمد ﷺ

وذكرت في هذا الفصل بأن الرسول من بعث لقوم مخالفين، والنبي من بعث لقوم موافقين.

فالنبي هو من أتاه الوحي بشرع وأحكام جديدة أو ليستكمل شريعة سابقة عليه او يلغي بعض أحكام شريعة سابقة عليه. ومثال ذلك سليمان وداوود عليهما السلام فقد كانا نبيين يحكمان بالتوراة ولم يتم استبدال شريعة سيدنا موسى في عهدهما.
قال تعالى: ﴿كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَأَنزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ﴾ فهنا وظيفة النبيين أنهم مبشرين ومنذرين وفي نفس الوقت تُنزل عليهم شريعة أي كيفية الصلاة والصيام وما هي المحرمات وغيرها من الشرائع.
أما الرسل فمنهم من يكون مهمته تعليم المؤمنين الكتابَ والحكمةَ وتفسير الكتب السماوية ومنهم من يكون مُنذر بعذاب قادم ومنهم من يجمع تلك المهمتين. فالرسل لا تأتي بشريعة جديدة.
قال تعالى : ﴿رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ﴾ هنا وظيفة الرسول تعليم الكتاب وهذ ما ذكرته في فصل منفصل في كتابي أن هناك رسول ستكون وظيفته تأويل آيات القرآن المتشابهة والمختلف تفسيرها بين علماء المسلمين مصداقًا لقوله تعالى: ﴿هَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا تَأْوِيلَهُ يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ﴾ و ﴿ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ﴾ و ﴿وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ﴾
وقال تعالى: ﴿رُّسُلًا مُّبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ﴾ وقوله تعالى ﴿وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّىٰ نَبْعَثَ رَسُولًا﴾ هنا الرسل مبشرين ومنذرين ولكن أخطر مهمه لهم هي الإنذار قبل وقوع آية عذاب في الدنيا كما كانت مهمة نوح وصالح وموسى على سبيل المثال
أما الرسولُ النبيُّ فهو الذي يصطفيه الله بأمرين، وهما إبلاغُ رسالةٍ محدَّدةٍ لقومٍ كافرين أو غافلين، والأمرُ الآخر تبليغُ شريعةٍ الاهيةٍ ليتَّبعها مَن آمن به. مثال ذلك سيدنا موسى عليه السلام حيث كان رسولا لربِّنا سبحانه وتعالى لفرعون لإرسالِ بنى إسرائيلَ معه وخروجهم من مِصر، هنا كان سيدنا موسى عليه السلام رسولا فقط، ولم تأته النبوَّةُ بعدُ، ثم تلتها المرحلةُ الثانية متمثّلةً في النبوة، فقد واعد المولى سبحانه وتعالى موسى في الميقات وأنزل عليه التوراةَ وهي شريعةُ بنى إسرائيلَ، وهنا كلَّفه ربُّنا سبحانه وتعالى بمهمَّةِ تبليغ هذه الشريعة لبنى إسرائيل، فمنذ ذلك الوقتِ أصبح سيدُنا موسى عليه السلام نبيَّا، ودليل ذلك قوله تعالى: ﴿وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مُوسَى إِنَّهُ كَانَ مُخْلَصًا وَكَانَ رَسُولًا نَبِيًّا﴾ ولاحِظ هنا أخي القارئُ أنه كان رسولاً أوَّلاً عندما ذهب إلى فرعون، ثم أصبح نبياً ثانياً عندما خرج من مصر عندما أنزل الله سبحانه وتعالى عليه التوراة.
وكذلك سِّيُد المرسلين ارسله المولى برسالةٍ وشريعةٍ، رسالةٍ للكافرين وشريعةٍ لمن اتَّبعه منهم من العالمين، فمن هنا كان سيدُنا (محمدٌ) رسولاً نبياً.
وأكثر آية في القرآن توضح الفرق بين النبي والرسول ما جاء في قوله تعالى: ﴿وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ﴾ ففي هذه الآية جاء الرسول مصدق ومتبع لما جاء به الأنبياء من كتب وشرائع ولم يأتي بشريعة جديدة إلا في حالة إذا كان رسولا نبيا ففي هذه الحالة سيكون معه شريعة.
وقد ذكرت في كتابي بالتفصيل بأن النبوة هي المقام الأشرف والأعلى درجة من الرسالة لأن النبوة فيها تبليغ شريعة جديدة أو إضافة لشريعة سابقة أو حذف جزء من أحكام شريعة سابقة ومثال ذلك نبي الله عيسى عليه السلام حيث كان مؤمنا بالتوراةِ التي أنزلت على موسى عليه السلام، متبعا لها، ولم يخالفها إلا في أشياءَ قليلةٍ، قال تعالى: ﴿وَقَفَّيْنَا عَلَىٰ آثَارِهِمْ بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ ۖ وَآتَيْنَاهُ الْإِنْجِيلَ فِيهِ هُدًى وَنُورٌ وَمُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ﴾ [المائدة]. وقال تعالى: ﴿وَمُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَلِأُحِلَّ لَكُم بَعْضَ الَّذِي حُرِّمَ عَلَيْكُمْ﴾ [آل عمران]. فالنبي يأتي معه شريعة أما الرسول فقط لا يأتي بشريعة.
نأتي هنا القاعدة الشهيرة (أنَّ كلّ رسولٍ نبيّ، وليس كلّ نبيّ رسولاً) وهي قول جمهورِ أهل العلم؛ وهذه القاعدةُ ليست من آيات القرآنِ الكريم وليست من أقوال النبيِّ ﷺ ولم تُؤثر عن أحدٍ من أصحاب النبيِّ ﷺ أو أحد من التابعين لهم بإحسان فيما نعلم، كما أن هذه القاعدة تقضى بختم جميعِ أنواع الرسالات التي يرسلها الله سبحانه وتعالى إلى الخلق سواء كانت من الملائكة أو الرياح أو السحاب إلخ الخ، فسيدُنا ميكائيلُ رسولٌ موكَّلٌ بتصريف المطر، وملكُ الموت رسولٌ مُسخَّرٌ لقبض أرواحِ الناس، وهناك رُسلٌ من الملائكة اسمهم الكرام الكاتبون ووظيفتُهم حفظ أعمال العباد وكتابتها سواءً أكانت خيراً أم شرّاً، وغيرهم الكثير من الملائكة المرسلين مثل منكر ونكير الموكّلون بفتنة القبر، فإذا افترضنا ان سيدنا محمدًا ﷺ خاتم النبيين والمرسلين في آنٍ واحدٍ فإنه لا وجود لرسول من عند الله سبحانه وتعالى لقبض أرواح الناس مثلاً وإلى غير ذلك من رُسل الله سبحانه وتعالى.
ان رسل الله سبحانه وتعالى تشمل خلائق عدة كما قال تعالى: ﴿وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلاً أَصْحابَ الْقَرْيَةِ إِذْ جاءَهَا الْمُرْسَلُونَ (13) إِذْ أَرْسَلْنا إِلَيْهِمُ اثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُما فَعَزَّزْنا بِثالِثٍ فَقالُوا إِنَّا إِلَيْكُمْ مُرْسَلُونَ (14)﴾ فهنا أرسل الله سبحانه وتعالى ثلاثةَ رسلٍ من البشر فلم يكونوا أنبياءَ ولم يأتوا بشريعةٍ، بل هم رسلٌ فقط لتبليغ رسالةٍ محددةٍ إلى قومهم. وهناك رسلاً آخرين وليسوا أنبياء لم يذكرهم الله سبحانه وتعالى في كتابة كما قال تعالى: ﴿وَرُسُلا قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ مِنْ قَبْلُ وَرُسُلا لَمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ﴾
وقال تعالى: ﴿اللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا وَمِنَ النَّاسِ﴾ فهذه الآية فيها دليل على وجود رسل من الملائكة كما ان هناك رسل من الناس.
وأيضا قوله تعالى: ﴿يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِّنكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي وَيُنذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَٰذَا﴾ وكلمة ﴿مِّنكُمْ﴾ تدل على إرسال رُسلٍ من الجنِّ مثل إرسال رُسلٍ من البشر.
مع العلم بأنَّ الاصطفاءَ للنبوَّةِ أمرٌ مقتصرٌ على البشر فقط فالنبي لا يكون من الملائكة أبداً، فقط من البشر بل حتى الجنُّ لا يوجد منهم أنبياءُ بل منهم رُسلٌ فقط، لأنَّ الشريعة التي يُنزلها المولى سبحانه وتعالى على البشر هي للثقلين الأنس والجنِّ؛ فلابدَّ من أنْ يؤمنَ بها كِلاهما لذا تجد الجنَّ إما مؤمنٌ وإمَّا كافر، ودياناتهم هي نفس ديانات البشر، فلا توجد عندهم دياناتٌ جديدةٌ، والدليل على ذلك أنهم آمنوا بسيدنا محمدٍ ﷺ واتبعوا رسالته بعد سماعهم القرآن، إذاً النبوةُ أمرٌ خاصٌّ بالبشر فقط لا تكون إلا في أحدٍ منهم وهو من يُؤتيه الله تعالى شريعةً أو يأتي مُؤَيِّداً لشرع من كان قبله. وهذا دليل آخر على أن النبوة هي المقام الأشرف والأعلى درجة من الرسالة وليس العكس كما يعتقد عامة الناس والعلماء.
ان الاعتقاد بصحة القاعدة الشهيرة (أنَّ كلّ رسولٍ نبيّ، وليس كلّ نبيّ رسولاً) تعارض ما جاء بالقرآن والسنة وهي قاعدة متوارثة وخاطئة وما وضعت هذه القاعدة الا لإثبات بأن سيدنا محمد هو خاتم المرسلين وليس خاتم النبيين كما هو مذكور في القرآن والسنة، ولا يجوز القول بأن هذه القاعدة هي خاصة بالبشر فقط فالله سبحانه وتعالى لم يخص كلمة رسول بالبشر فقط بل شملت هذه الكلمة رسول من البشر مثل رسول من الملائكة مثل رسول من الجن.
إن الاستمرار الإيمان بهذه القاعدة سيؤدي بنا الى تكذيب رسول قادم نذير لنا بعذاب الدخان وبالتالي فإن أغلب الناس ستتهمه بالجنون نتيجة الإيمان بهذه القاعدة الخاطئة المتعارضة مع آيات القرآن الكريم فنرجو منكم تدبر ما جاء في هذا المقال ومن يريد المزيد من الأدلة فعليه قراءة كتابي الرسائل المنتظرة لمن يريد الوصول الى الحقيقة.


ملحوظة

هذا المقال للرد على تعليق من سطر واحد فقط من عدة أصدقاء عندما سألوني عما قولك في (أنَّ كلّ رسولٍ نبيّ، وليس كلّ نبيّ رسولاً)؟ وحتى أجيبهم في تعليق فإنني لن أستطيع اختصار كل هذا المقال في تعليق واحد حتى أشرح لهم وجهة نظري وفي النهاية أجد من يتهمني بالتهرب من الجواب. فهذا هو الجواب على مثل هذا التعليق القصير استغرق مني ثلاث ساعات حتى أختصر ما جاء في جزء صغير من كتابي، ولذلك فهناك استفسارات كثيرة تأتيني وتكون إجابتي لها أن إجابة السؤال طويلة يصعب على اختصارها.
فأرجو منكم ان تقدروا ظروفي وانني لا أريد ان أدخل في معركة ليست بمعركتي، وأيضا لا أستطيع اختصار كتاب 400 صفحة لكل سائل الا اذا كانت الإجابة قصيرة يمكنني الإجابة عنها. 

هل سينزل سيدنا عيسى عليه السلام حاكمًا أم نبيَّاً..؟

27 ديسمبر 2019

هل سينزل سيدنا عيسى عليه السلام حاكمًا أم نبيَّاً..؟

عندما ستسأل هذا السؤال لأهلِ العلم ستسمع هذا الجواب: “لن يحكم سيدُنا عيسى عليه السلام بشرعٍ جديدٍ بل سينزل كما جاء في الصحيحين عن أبي هريرةَ أنه قال: قال رسول الله ﷺ: «والله لينزلنَّ ابنُ مريم حَكَماً عادلاً…….». أي حاكماً لا نبياً برسالةٍ جديدةٍ وإنما يحكم بشريعةِ محمدٍ ﷺ وأحكامه، لا نبوةَ جديدةً ولا أحكامَ جديدةً”.
قال النووي (رَحِمَه الله): “قوله ﷺ «حَكَما» أي ينزل حاكماً بهذه الشريعة، لا ينزل نبياً برسالةٍ جديدةٍ وشريعة ناسخة، بل هو حاكمٌ من حكام هذه الأمة”.
وقال القرطبيُّ (رحمه الله): “قوله و«إِمَامُكُمْ مِنْكُم» “فَأَمَّكُمْ” أيضاً قد فسره ابنُ أبي ذئبٍ في الأصل وتكميله: أن عيسى عليه السلام لا يأتي لأهلِ الأرض بشريعةٍ أخرى، وإنما يأتي مقرراً لهذه الشريعة ومجدداً لها، لأنَّ هذه الشريعة آخرُ الشرائعِ ومحمدٌ ﷺ آخر الرسلِ، ويدل على هذا دلالةً واضحة قولُ الأُمَّةِ لعيسى عليه السلام: «تَعَالَ فَصَلِّ لَنَا. فَيَقُولُ: لاَ. إِنَّ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ أُمَرَاءُ، تَكْرِمَةَ الله هٰذِهِ الأُمَّةَ»”.
وقال الحافظ ابنُ حجر: “قوله: «حَكَما» أي: حاكما. والمعنى: أنه ينزل حاكماً بهذه الشريعة؛ فإنَّ هذه الشريعةَ باقيةٌ لا تنسخ، بل يكون عيسى حاكماً من حكام هذه الأمة”.
وقال القاضي عياضٌ (رحمه الله تعالى): “ونزول عيسى المسيحِ وقتلُه الدجالَ حقٌّ صحيحٌ عند أهل السنة؛ لصحيح الآثار الواردةِ في ذلك؛ ولأنه لم يرد ما يبطله ويضعِّفُه، خلافاً لبعض المعتزلة والجهمية، ومن رأى رأيهم من إنكار ذلك، وزعمهم أنَّ قولَ اللهِ تعالى عن محمد ﷺ: «خَاتَمَ النَّبِيِّينَ»، وقوله ﷺ: «لَا نَبِيَّ بَعْدِي»، وإجماع المسلمين على ذلك، وعلى أنّ شريعةَ الإسلام باقيةٌ غيرُ منسوخةٍ إلى يوم القيامة – يرد هذه الأحاديث”.

دليلُ أنَّ سيدنا عيسى عليه السلام رُفِعَ نبيَّاً وسيعود نبيَّاً حاكماً:

إن أغلب العلماء يعتقد بأنّ سيدَنا عيسى  سيعود آخرَ الزمان حاكماً فقط لا نبياً وذلك لقناعتهم بأنه لا نبيَّ أو رسولَ بعد سيدِنا محمدٍ ﷺ ، مصداقاً لقوله تعالى: ﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا﴾ [المائدة: 3]، وقوله تعالى في سورة الأحزاب: ﴿مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا﴾ [الأحزاب]. وكلُّ آراءِ العلماءِ التي ذكرناها سابقًا والتي تقول بأنَّ عودةَ سيدِنا عيسى عليه السلام ستقتصر على كونِه حاكمًا فقط وليس نبيًا هي نتيجةٌ طبيعيةٌ لمعتقدٍ ترسَّخ منذ قرونٍ بأنَّ سيدَنا محمدًا هو خاتمُ الأنبياءِ وكذلك خاتمُ المرسلين أيضًا، ولذلك فقد تجاهل أغلبُ العلماء كلّ الإشاراتِ والبشارات التي تثبت بأنَّ سيدنا عيسى عليه السلام سيعود نبياً كما كان من قبلِ أن يرفعه الله سبحانه وتعالى اليه، ومع احترامي الكاملِ لرأي أغلبِ العلماءِ الذين يعتقدون أنَّ سيدنا عيسى عليه السلام سيعود في آخر الزمان حاكماً فقط، فإنني أختلف معهم وأقول بأنّ سيدنا عيسى عليه السلام رفعه الله سبحانه وتعالى نبياً وسيعود في آخر الزمان نبياً وحاكماً في ذات الوقت، مثلما كان الحالُ مع سيدنا محمدٍ ﷺ وسيدِنا داوودَ وسيدِنا سليمانَ (عليهما السلام) بل جاء عن نبينا ﷺ بأنَّ سيدنا عيسى عليه السلام سيضع الجزيةَ وهذا ليس من الشريعةِ الإسلامية، بل إنه أيضًا سيعمل بأمرِ الله سبحانه وتعالى ولن ينسخَ شريعةَ الله المنزلةَ على سيدِنا محمدٍ ﷺ بل هو متَّبعٌ لها، والمهدي مثله تابعٌ للنبيِّ ﷺ عاملٌ بشريعتِه ولا ينافي أبدا هذا كونَهما رسولين مسلمين من الله سبحانه وتعالى برسالةٍ محددةٍ إلى العالم، والأدلةُ التي غفل عنها العلماءُ على كونِ سيدنا عيسى عليه السلام سيعود نبياً كثيرةٌ ومنها ما يلي:

1 – قولوا خاتم النبيين ولا تقولوا لا نبي بعده:

قال جلالُ الدين السيوطي في كتاب (الدرِّ المنثور): “أخرج ابنُ أبي شيبه عن عائشة رضي الله عنها قالت: “قولوا خاتم النبيين ولا تقولوا لا نبي بعده” وأخرج ابنُ أبي شيبه عن الشعبي رضي الله عنه قال: قال رجلٌ عند المغيرةِ بنِ شعبة صلى اللهُ على محمدٍ خاتمِ الأنبياء لا نبيَّ بعده فقال المغيرةُ: حسبُك: إذا قلت خاتمُ الأنبياء فإنَّا كنَّا نحدث أنَّ عيسى عليه السلام خارجٌ، فإن هو خرج فقد كان قبلَه وبعده”.
وفي كتابِ يحيى بن سلام في تفسير قوله تعالى ﴿ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ﴾ عن الربيعِ بن صبيح، عن محمدِ بنِ سيرين، عن عائشةَ رضي الله عنها قالت: “لا تَقُولُوا: لا نَبِيَّ بَعْدَ مُحَمَّدٍ، وَقُولُوا: خَاتَمُ النَّبِيِّينَ، فَإِنَّهُ يَنْزِلُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ حَكَمًا عَدْلا وَإِمَامًا مُقْسِطًا، فَيَقْتُلُ الدَّجَّالَ، وَيَكْسِرُ الصَّلِيبَ، وَيَقْتُلُ الْخِنْزِيرَ، وَيَضَعُ الْجِزْيَةَ، وَتَضَعُ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا”.
إن السيدة عائشةُ رضي الله عنها كانت تعلم يقينا أن نعمةَ الوحي والرسالةِ مستمرةٌ في أتباعِ الصادقِ الأمين، وأرادت بيانَ الفهم الصحيحِ لخاتم النبيين البعيدِ عن كلِّ أشكال التعارض، فخاتم النبيين تعني أن شريعته هي الخاتمة، فلن ينالَ مكانةَ رسولِ الله ﷺ أحدٌ من خلقِ الله سبحانه وتعالى قاطبة، وهي منزلةٌ رفيعةٌ خالدةٌ لا تزول عن النبيِّ المصطفى سيدنا محمدٍ ﷺ.
وقد فسَّر ابنُ قتيبةَ الدينوريُّ قولَ عائشةَ ل فقال: “وأما قولُ عائشةََ رضي الله عنها قولوا لرسولِ الله خاتَم الأنبياء، ولا تقولوا لا نبيَّ بعده، فإنَّها تذهب إلى نزولِ عيسى عليه السلام وليس هذا من قولِها بناقضٍ لقولِ النبيّ ﷺ لا نبيَّ بعدي، لأنَّه أراد لا نبيَّ بعدي ينسخ ما جئت به، كما كانت الأنبياءُ (صلّى الله عليهم وسلم) تُبعث بالنسخ، وأرادت هي لا تقولوا إنَّ المسيح لا ينزلُ بعده”.
انما مثل سيدنا عيسى عليه السلام عند ظهورِه آخر الزمان عاملاً بالشريعةِ الإسلامية، مثله في ذلك مثل سيدنا داودَ وسيدنا سليمانَ -عليهما السلام- الذين كانا نبيَّين وحاكمين على شريعةِ سيدِنا موسى عليه السلام فلم يستبدلا شريعةَ سيدنا موسى بشريعةٍ أخرى بل عملا وحكما بنفس شريعةِ سيدنا موسى عليه السلام، وكذلك سيفعل سيدُنا عيسى عليه السلام عند نزوله آخرَ الزمان.

2 – ليس بيني وبينه نبي:

عن أبي هريرةَ عن النبيِّ ﷺ قال: «الْأَنْبِيَاءُ أُمَّهَاتُهُمْ شَتَّى، وَدِينُهُمْ وَاحِدٌ، وَأَنَا أَوْلَى النَّاسِ بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ، لِأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ بَيْنِي وَبَيْنَهُ نَبِيٌّ، وَهُوَ خَلِيفَتِي عَلَى أُمَّتِي، وَهُوَ نَازِلٌ، …..».
فالنبيُّ ﷺ لم يقل في هذا الحديث الذى يتناول قصة نزول سيدنا عيسى آخر الزمان (ليس بيني وبين قيامِ الساعة نبيٌّ) بل قال: «لَمْ يَكُنْ بَيْنِي وَبَيْنَهُ نَبِيٌّ» وهذا يدل على استثناء سيدنا عيسى عليه السلام من كون النبي ﷺ بأنه خاتم النبيين.
ونكرر ونؤكد هنا ما قاله سيدُنا محمدٌ ﷺ: « لَمْ يَكُنْ بَيْنِي وَبَيْنَهُ نَبِيٌّ» ولم يقل النبي ﷺ: (ليس بيني وبينه رسولٌ) لأنَّ بين سيدِنا محمدٍ ﷺ وسيدنا عيسى عليه السلام الرسول المهدي.

3 – يبعثه الله سبحانه وتعالى

في صحيح مسلمٍ بعد ذكر فتنةِ الدجال: «فَبَيْنَمَا هُوَ كَذَلِكَ إِذْ بَعَثَ اللَّهُ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ فَيَنْزِلُ عِنْدَ الْمَنَارَةِ الْبَيْضَاءِ شَرْقِيَّ دِمَشْقَ بَيْنَ مَهْرُودَتَيْنِ وَاضِعًا كَفَّيْهِ عَلَى أَجْنِحَةِ مَلَكَيْنِ…».
والبعث كما ذكرنا من قبل يعني الإرسال أي أنَّ اللهَ سبحانه وتعالى سيرسل المسيحَ فينزل عند المنارة البيضاء، فمعنى (بعث الله) أي (أرسل الله) أي سيكون رسولاً، فالكلمة واضحةٌ وضوحَ الشمس، فلمَ الإصرارُ على التركيز على كلمةِ (حاكماً) فقط دون كلمة البعث..؟
هذا بالإضافة إلى معجزةِ نزوله من السماءِ واضعًا كفيه على أجنحة مَلَكَيْنِ، فهل يجب على سيدنا محمدٍ ﷺ في هذا الحديث أن يقولَ بلفظٍ صريحٍ وواضحٍ بعد هذا كلِّه بأنه سيعود نبياً..؟ ألا يكفي كلمةُ البعث ومعجزةُ النزول من السماء لإثبات كونه سيعود نبياً..؟

 

4 – كسر الصليب ووضع الجزية

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله ﷺ: «والذي نفسي بيده، ليوشكنَّ أن ينزلَ فيكم ابنُ مريمَ حكماً وعدلاً، فيكسر الصليب، ويقتل الخنزيرَ، ويضع الجزيةَ، ويفيض المالُ، حتى لا يقبله أحد…». قال ابنُ الأثيرِ (رحمه الله): “وضعُ الجزية هو إسقاطُها عن أهلِ الكتاب، وإلزامُهم بالإسلام، ولا يقبل منهم غيره، فذلك معنى وضعها”.
«وَيَضَعُ الْجِزْيَةَ»: اختلف في معناها العلماء، فقيل: أي يقررها ويفرضها على جميع الكفار فإما الإسلام أو دفع الجزيةِ وهو قول القاضي عياض (رحمه الله).
وقيل: يسقطها فلا يقبلُها من أحدٍ لكثرةِ الأموالِ فيكون أخذُها لا منفعةَ فيه للإسلام.
وقيل: لا يقبل من أحدٍ الجزية، وإنما القتلُ أو الإسلام، لأنه لا يُقبل من أحدٍ يومئذ إلا الإسلامُ لحديث أبي هريرةَ رضي الله عنه عند أحمد: «وتكون الدعوى واحدة» أي لا يكون إلا الإسلامُ وهو اختيارُ النووي وعزاه للخطابيّ واختارَه بدرُ الدين العيني، وهو قول ابنُ عثيمين (رحمهم الله جميعا) وهو الأظهر والله أعلم.
وتعريف النسخ هو: “رفعُ حكمٍ شرعيٍّ سابقٍ، بدليلٍ شرعيٍّ متأخرٍ عنه” ولا يكون إلا من عند اللهِ سبحانه وتعالى بأمره وحكمه، فله أن يأمرَ عباده بما شاء، ثم ينسخ ذلك الحكم، أي: يرفعه ويزيله.
إن حقيقة نسخ (أي تغييرِ وإزالة) سيدِنا عيسى عليه السلام لحكمٍ شرعيٍّ جاءت به نصوصٌ عديدةٌ وصريحةٌ من القرآن والسنةِ هي حقيقة تُثبت كونه نبيَّاً بُعث من عند الله سبحانه وتعالى بأمرٍ يغيِّرُ فيه هذا الحكم. وكونُ النبيِّ ﷺ أخبرنا بأنَّ سيدنا عيسى عليه السلام سيضع الجزيةَ لا يغير من هذه الحقيقةِ شيئا، فكلا الحقيقتين سواءٌ أنَّ سيدنا عيسى عليه السلام سيضع الجزيةَ أو كونه سيعود نبياً فهي حقيقةٌ أخبرنا بها النبيُّ ﷺ منذ أكثرَ من أربعةَ عشر قرنا.
والجزيةُ مشروعةٌ في دين الإسلام، كما في قوله تعالى: ﴿قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّىٰ يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ (29)﴾ [التوبة]. فنسخ أحكامٍ منصوصٍ عليها في القرآن الكريم والسنة النبوية لا يكون إلا عن طريق نبيٍّ يوحى إليه، فحتى الرسولُ المهدي الذي سيظهر قبل سيدنا عيسى عليه السلام لن يستطيعَ تغييرَ هذه الأحكام، فهذه ليست من مهامِّه كرسولٍ، بل هي من مهامِّ النبيِّ عيسى عليه السلام كونه سيعود نبيًا.
أما عن سببِ وضعِ الجزية في زمانِ عودةِ سيدنا عيسى عليه السلام في آخرِ الزمان فقد قال العراقيّ (رحمه الله تعالى): “ويظهرُ لي أنَّ قبولَ الجزيةِ من اليهود والنصارى لشبهةِ ما بأيديهم من التوراة والإنجيل، وتعلقهم ـ بزعمهم ـ بشرعٍ قديمٍ؛ فإذا نزل عيسى، زالت تلك الشبهةُ، لحصولِ معاينته؛ فصاروا كعبدةِ الأوثان في انقطاعِ شبهتهم، وانكشافِ أمرهم؛ فعوملوا معاملتَهم في أنه لا يُقبل منهم إلا الإسلام، والحكم يزول بزوال علته”.
إنَّ سيدنا عيسى عليه السلام لن ينسخَ القرآنَ ولن يستبدله بكتابٍ آخرَ وشريعةٍ أخرى بل سينسخ حكمًا واحدًا أو أكثر من أحكام القرآنِ الكريم، وسيحكم سيدنا عيسى عليه السلام بالشريعة الإسلاميةِ وسيكون مُصَدِّقًا وعاملاً بالقرآن الكريم فقط وليس عاملا بكتابٍ آخر غيرِه سواءٌ كانت التوراةُ او الإنجيل، مثله في ذلك كمثلِ ما كان من قبل نبياً في بني إسرائيل، فسيدنا عيسى عليه السلام كان مؤمنا بالتوراةِ التي أنزلت على موسى عليه السلام، متبعا لها، ولم يخالفها إلا في أشياءَ قليلةٍ، قال تعالى: ﴿ وَقَفَّيْنَا عَلَىٰ آثَارِهِمْ بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَآتَيْنَاهُ الْإِنْجِيلَ فِيهِ هُدًى وَنُورٌ وَمُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ﴾ [المائدة]. وقال تعالى: ﴿ وَمُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَلِأُحِلَّ لَكُم بَعْضَ الَّذِي حُرِّمَ عَلَيْكُمْ ۚ وَجِئْتُكُم بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ﴾ [آل عمران].
قال ابنُ كثير (رحمه الله) في تفسيره: “﴿وَمُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ﴾ أي: متبعًا لها، غير مخالف لما فيها، إلا في القليلِ مما بيّن لبني إسرائيل بعض ما كانوا يختلفون فيه، كما قال تعالى إخبارًا عن المسيحِ أنه قال لبني إسرائيل: ﴿ وَلِأُحِلَّ لَكُم بَعْضَ الَّذِي حُرِّمَ عَلَيْكُمْ﴾ [آل عمران: 50]؛ ولهذا كان المشهورُ من قولِ العلماء أن الإنجيلَ نسخ بَعْضَ أحكامِ التوراة”.
لقد كان سيدُنا عيسى عليه السلام متبعاً للتوراة حافظاً لها مُقِرَّا بها؛ لأنه من جملة أنبياءِ بني إسرائيل، ثم أنزل اللهُ سبحانه وتعالى عليه الإنجيلَ وفيه تصديقٌ لما في التوراة، إلا أنَّ سيدنا عيسى عليه السلام عندما يعود آخرَ الزمان سيكون مُتبعاً للقرآن حافظاً له وَمُصَدِّقًا لما جاء فيه، فلن ينسخَ القرآنَ الكريمَ ولن يستبدله بكتابٍ آخر، ولكنه سينسخ حُكماً واحدا أو أكثر، فلن يُنزَّلَ عليه كتابٌ جديدٌ من الله سبحانه وتعالى، فهذا هو الفرقُ بين مهمَّةِ سيدنا عيسى عليه السلام في الماضي ومهمتهِ في آخر الزمان، والله أعلم.

5 – يُحدث الناس بدرجاتهم في الجنة:

في صحيحِ مسلمٍ بعد ذكر قتلِ سيدنا عيسى عليه السلام للدجال قال النبيُّ ﷺ: «ثُمَّ يَأْتِي عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ قَوْمٌ قَدْ عَصَمَهُمْ اللَّهُ مِنْهُ فَيَمْسَحُ عَنْ وُجُوهِهِمْ وَيُحَدِّثُهُمْ بِدَرَجَاتِهِمْ فِي الْجَنَّةِ».
هل سيُخبر سيدنا عيسى عليه السلام بدرجاتِ الناسِ في الجنة من تلقاء نفسه..؟
هل سيدنا عيسى عليه السلام يعلم الغيب..؟
هل هناك حاكمٌ أو رجلٌ عاديٌّ من بني آدمَ يستطيع أن يفعل ذلك..؟
بالطبع ستكون الإجابةُ بلا، فمن يفعل ذلك لا يكون الا نبيًا أعطاه الله سبحانه وتعالى هذه القدرةَ، وهذه إشارةٌ أخرى على كونِ سيدنا عيسى عليه السلام سيعود نبياً من دون الحاجةِ إلى أن يخبرنا النبيُّ ﷺ في نفس هذا الحديث بلفظٍ صريحٍ بأنه سيعود نبيًا؛ فهذا الدليل لا يحتاج إلى ذكرِ توضيح آخرَ في نفس هذا الحديثِ حتى نثبت بأنه سيعود نبيا.

6 – يقتل المسيح الدجال:

سيكون هلاكُ أعظمِ فتنةٍ على وجهِ الأرض منذ خُلقَ آدمُ إلى قيامِ الساعة على يد سيدنا عيسى عليه السلام ، كما دلت على ذلك الأحاديثُ الصحيحةُ، فالمسيحُ الدجالُ ستعمُّ فتنتهٌ الأرض قاطبةً ويكثرُ أتباعه، ولا ينجو منها إلا قلةٌ من المؤمنين، فلن يستطيعَ قتله سوى شخصٍ واحدٍ أعطاه الله سبحانه وتعالى القدرةَ على ذلك، حيث سيقتله سيدنا عيسى عليه السلام بحربته عند بابِ لُدّ بفلسطين.
إنَّ قدرةَ قتلِ المسيح الدجال لا تُعطَى إلا لنبيٍّ بدليل قول النبيِّ ﷺ: «غَيْرُ الدَّجَّالِ أَخْوَفُنِي عَلَيْكُمْ، إِنْ يَخْرُجْ وَأَنَا فِيكُمْ، فَأَنَا حَجِيجُهُ دُونَكُمْ، وَإِنْ يَخْرُجْ وَلَسْتُ فِيكُمْ، فَامْرُؤٌ حَجِيجُ نَفْسِهِ، وَاللهُ خَلِيفَتِي عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ». فالنبيُّ ﷺ يُخبر أصحابه بأنَّ الدجالَ لو خرج في زمنه فإنه قادرٌ عليه، ولكن وإن خرج وليس فيهم فكلُّ إنسانٍ يحاججُ عن نفسِه والله سبحانه وتعالى خليفتُه على كلِّ مؤمن، فاستخلف ربه عزوجل أن يكون مؤيدًا للمؤمنين واقيًا لهم من فتنِ الدجال الذي ليس بين خلق آدمَ وقيام الساعةِ فتنةٌ أشدُّ منها.

خطورة الاعتقاد بأنّ سيدَنا عيسى عليه السلام سيعود آخرَ الزمان حاكماً فقط:

إنَّ من يعتقد بأنَّ سيدنا عيسى عليه السلام سيعود آخرَ الزمان حاكمًا سياسيَّاً فقط ولا علاقةَ له بالدين سوى أن يضع الجزيةَ ويكسرَ الصليبَ ويقتلَ الخنزير، فإنّه بذلك لا يدرك خطورةَ هذا الاعتقادِ وتوابعه، وقد فكَّرتُ في توابعِ هذا الاعتقاد فوجدت أنه سيؤدي إلى فتنةٍ وأخطارٍ عظيمة، لو أدركها من يعتقدون بهذا الاعتقادِ لتغيَّرت آراؤهم وفتاويهم، فتعالَ معي أخي القارئُ لتتصوَّرَ معي خطورةَ هذا الاعتقادِ عندما يعيش بيننا سيدُنا عيسى عليه السلام حاكماً لنا لمدةِ سبعةِ أعوامٍ أو أربعين عاماً كما ذُكرت في الأحاديث النبوية الشريفة:
1- مع هذا الاعتقاد سيكون سيدُنا عيسى عليه السلام حاكمًا سياسيَّاً فقط لا دخل له بالشأن الديني، فالمسائلُ الفقهيةُ تكون في أيدي علماءِ الدين العاديين في عهده.
2- مع هذا الاعتقاد فإنَّ أي مسألةٍ فقهيةٍ لن يكون له كلمةُ الفصل فيها، فرأيه الدينيُّ لن يعدو كونه رأيًا من ضمن باقي الآراء الفقهية التي يجوز للمسلمين الأخذُ بها أو الأخذ من غيرها.
3- مع هذا الاعتقادِ فإنه من أفضلِ الأحوال لتدخل سيدنا عيسى عليه السلام في الدين سيعدو كونه مجددًا للدين، ومعنى ذلك أنَّ رأيَه سيكون نابعًا من وجهةِ نظرِه وليس نابعاً من وحيٍ يوحى إليه، والفرقُ شاسعٌ في الحالتين، فالحالةُ الأولى يمكن لأيِّ شخصٍ أو عالمِ دينٍ الجدالُ مع سيدنا عيسى عليه السلام في آرائه الدينيةِ التي سيقولها فإما أن يكونَ مصيباً في رأيه الشخصيِّ وإما أن يكونَ مخطئاً، أما في الحالة الثانية فإنَّ رأي سيدِنا عيسى عليه السلام سيكون نابعاً من وحيٍ يوحى إليه فلا يجوز لأحدٍ الجدال فيه.
4- مع هذا الاعتقادِ وكونه حاكماً عادلاً فقط فستجد أيَّ مسلمٍ يقوم إلى سيدِنا عيسى عليه السلام ليعارضه ويصدَّه عندما يقول رأيه في أيِّ مسألةٍ فقهيةٍ، ويقول لسيدِنا عيسى عليه السلام: ((أنت وظيفتك: حاكمٌ سياسيٌّ فقط ولا دخلَ لك بالشأن الديني))! وهذا واردٌ الحدوث في دولةٍ بها ملايين المسلمين من ذوي النفوس المختلفة، سواء كانت نفوسًا طيبةً أو نفوسًا خبيثةً.
5- مع هذا الاعتقاد فمن الوارد ألا يكونَ سيدُنا عيسى عليه السلام مُلِمَّاً بالقرآن وعلومِه وأنّ هناك من العلماءِ من سيكون أفضلَ منه، فيسألهم الناس عن المسائلِ الفقهية ولا يسألون سيدنا عيسى عليه السلام. ولكن مع الحالةَ الأخرى كونه نبيَّا فإنَّ الله سبحانه وتعالى سيبعثه نبيًا وحاكمًا بشريعةِ الإسلام فبالتأكيد سيكون عنده علومُ القرآن والسنة التي يستطيع بها ان يحكم بين الناس.
6- تصور معي أخي الكريم أنَّ أيَّ مسلمٍ سيذهب إلى سيدِنا عيسى عليه السلام حتى يسأله عن تفسير آيةٍ ما في القرآن أو يسأله عن أيِّ مسألةٍ دينيةٍ فسيكون الردُّ من سيدنا عيسى عليه السلام مع هذا الاعتقاد: (تفسير الآية الكريمة هي ما قاله القرطبيُّ هي كذا، أو أن تفسيرها هو ما قاله الشعراوي هي كذا وكذا وأنا كسيدِنا عيسى أميلُ إلى رأي ابنِ كثير مثلاً) وللسائل في هذه الحالةِ اختيارُ التفسير المناسبِ لأهوائه بناءً على هذا الاعتقاد.

– مع هذا الاعتقاد هل تتخيل أخي الكريم كل هذه المواقف التي ستحدث مع سيدنا عيسى عليه السلام عندما سيعود الى آخر الزمان كحاكماً فقط بلا وحي يوحى اليه كما كان من قبل؟

هذه بعضُ المواقف التي تخيلتها مع هذا الاعتقادِ من واقع طبيعةِ اختلاف النفوس البشرية التي نراها في كلِّ وقتٍ وفي أيِّ زمان، وبالتأكيد فهناك مواقفُ أخرى سيتعرض لها سيدنا عيسى عليه السلام مع هذا الاعتقادِ، فهل سيرضى سيدُنا عيسى عليه السلام بهذا الوضعِ الغريب؟
هل ترضى أنت يا أخي الكريمُ لأحدِ أنبياءِ الله سبحانه وتعالى أن يعودَ لنا في آخرِ الزمان كإنسانٍ عاديٍّ بلا وحيٍ يوحى إليه؟
وهل سيرضى الله سبحانه وتعالى هذا الوضعَ السيئَ لرسولِه الذى هو روح منه؟
وهل من العدلِ أن يُعيدَ اللهُ سبحانه وتعالى سيدَنا عيسى عليه السلام إلى الدنيا بمكانةٍ أقلَّ مما كان عليها من قبل، حتى وإن كان حاكمًا للعالم كلِّه؟
ضع نفسك مكانَ سيدِنا عيسى عليه السلام هل ستختار أن تعودَ إلى الدنيا نبياً كما كنت من قبل أم حاكماً تُواجهُ كلَّ هذه الإساءات؟
إنَّ سيدَنا عيسى عليه السلام سيُعيده الله سبحانه وتعالى والله أعلم في آخر الزمان نبيًا أو رسولا أو نبيًا رسولا يوحى إليه مُعزَّزًا مكرَّمًا كما كان من قبلُ، ولن يُنقص الله سبحانه وتعالى مكانته عند عودته. كما سيعود سيدُنا عيسى عليه السلام ومعه علومُ القرآن والسُّنةِ وسيكون عنده إجابةٌ للفصلِ في المسائلِ الفقهية المختلف عليها، وسيحكم بشريعةِ نبينا محمدٍ ﷺ فلن ينسخَ القرآنَ الكريمَ بكتابٍ آخرَ، وفى عهدِه سيظهر الإسلامُ على الدين كلِّه، بل إنني لا أستبعد أن يؤيدَه الله سبحانه وتعالى بالمعجزاتِ التي أيَّده بها من قبلِ ان يرفعَه إليه كمثل أنه يخلق من الطينِ كصورةِ الطيرِ فينفخ فيها فيتحولُ إلى طائرٍ يطير، وانه يبرئ الأكمَه والأبرص فيشفَى بإذنِ الله سبحانه وتعالى وأنه يُحيي الموتى بإذنِ الله، وأنه يُخبر الناسَ بما في بيوتهم، وسيؤيده الله سبحانه وتعالى بمعجزاتٍ وبيناتٍ أخرى في آخر الزمان والتي ذكرها نبينا سيدنا محمد ﷺ مثل إخبار الناس بدرجاتِهم في الجنةِ.
هذا بالإضافة إلى أنني أعتقد بأن سيدِنا عيسى عليه السلام هو الرسولُ المُشار إليه في سورة البينة حيث سيتفرق أهل الكتاب في عهده بعد أن يأتيَهم سيدنا عيسى عليه السلام بالبينة، وأن تأويلَ القرآن الكريم سيكون في عهده كما أوضحنا في فصلٍ سابقٍ وما جاء في الآيات الكريمة: ﴿هَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا تَأْوِيلَهُ يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ﴾ و ﴿ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ﴾ و ﴿وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ﴾، والله اعلم.

مقطع من فصل الدخان المبين من كتاب الرسائل المنتظرة

30 ديسمبر 2019
 

مقطع من فصل الدخان المبين

مع ملاحظة أن بعض النقاط المنشورة هنا لها علاقة علمية بأشياء أخرى تم ذكرها في كتابي الرسائل المنتظرة فهذه النقاط ما هي الى نتائج فقط

شكلُ الحياةِ على كوكبِ الأرضِ بعد انتشارِ الدخان المبين

قبل آيةِ الدخانِ ستكون الحضارةُ البشريةِ في أقصى ازدهارها وسيكون التعدادُ السكانيُّ للبشريةِ في أعلى نقطةٍ في الرسم البيانيِّ، ومن بعد آيةِ الدخان سيختلف شكلُ الحياةِ على كوكبِ الأرض، وستعود الحضارةُ البشرية إلى القرنِ الثامنَ عشرَ الميلاديِّ على أقصى تقدير، كما أنَّ الكثيرَ من علومِ الحضارة الحديثة ستكون مدونةً في الكتب وموجودةً في المكتبات والجامعات، ولكنَّ أكثرَ هذه العلومِ لن تكون صالحةً لزمن الدخان، وستبقى الكثيرُ من العلوم موضوعةً في الكتبِ دون الاستفادة منها، وبناءً على تحليل آثار الدخان المبين سواءٌ كان مصدرُه سقوطَ مذنبٍ على الأرض أو انفجارِ بركانٍ هائلٍ نستطيع تصوُّرَ الحياة في كوكبِ الأرض منذ انتشار الدخان في سماء الكرةِ الأرضية وحتى قيامِ الساعة في النقاط التالية :
1- مركزُ سقوطِ المذنبِ أو انفجارِ البركانِ الهائلِ سيتمُّ تدميره بصورةٍ شبه تامةٍ وغالباً ستصبح عليه الحياةُ شبه مستحيلةٍ منذ هذا الانفجار وحتى قيام الساعة والله أعلم.
2- بعد الانفجارِ البركانيِّ الهائلِ سيتساقط المطر البركانيُّ المليءُ بالكربون الخانقِ الملوث الذي يؤدى إلى الاختناق ويهيج الدخان بالناس، فأما المؤمن؛ فيأخذه كالزكمة، وأما الكافرُ؛ فينفخُه حتى يخرج من كلِّ مسمعٍ منه، فهذا سيحدث خلالَ الأسابيعِ الأولى بعد الانفجار البركانيِّ، وبعد ذلك سيقلُّ هذا التأثيرُ مع مرور الوقتِ على حسب مدةِ الثوران البركانيِّ، فتأثيرُ ثوران بركانٍ هائلٍ لمدةِ أسبوع تختلف عن مدةِ ثوران بركانٍ هائلٍ لمدة شهر، ولهذا سيكون دعاءُ الناس في ذلك الوقت ﴿رَّبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ﴾ [الدخان]، وذلك حتى يتوقف ثوران البركان الهائل والله أعلم.
3- هناك مدنٌ عديدةٌ سيكسوها الرمادُ البركانيُّ، وستكون هناك صعوبةٌ في إزالةِ طبقاتٍ كثيفةٍ من هذا الرماد، فتكونُ النتيجةُ أنْ تُصبح هذه المدنُ مهجورةً وغيرَ صالحةٍ للحياة مرةً أخرى.
4- ستتأثر التربةُ الزراعيةُ بسبب الأمطارِ الحامضية وتقلُّ المحاصيل الزراعيةُ لعدة أشهر.
5- ستدخل الأرضُ في عصرٍ جليديّ بسبب الشتاء البركانيّ.
6- ستتبدل الحياةُ في مناطقَ عديدةٍ في الكرةِ الأرضية، فهناك مناطقُ سيكسوها الجليدُ بعد أن كانت زراعيةً، وهناك مناطقُ صحراويةٌ ستصبح زراعيةً، وهناك مناطقُ زراعيةٌ ستصبح عبارةً عن رمادٍ او صحراءَ ولن تكون صالحةً للحياة.
7- درجةُ حرارةِ الأرض ستنخفض عمَّا كانت عليه بسببِ حجب الدخانِ لأشعَّةِ الشمس وسيعمُّ الظلامُ الكرةَ الأرضيةَ بدرجاتٍ متفاوتةٍ، وسيقلُّ تركيزُ الدخانِ مع الوقت، ولكن سيظلُّ أثر الدخانُ موجودًا في سماء الكرة الأرضية الى قيام الساعةِ -والله أعلم- إنني أسَمِّي هذا العصرَ بعصرِ الدخانِ المبين.
8- العديدُ من المصانعِ التي تعتمد على الهواءِ النقيِّ ستتوقف عن العمل أو ستتأثر بالدخان.
9- سيحدث كسادٌ اقتصاديٌّ عالميٌّ أو من الممكن أن يكونَ انهيارٌ اقتصاديٌّ عالميٌّ نتيجةَ حجمِ الخسائر التي ستسببها هذه الكارثةُ العالمية.
10- أجهزةُ التكييفِ ستتأثر بالدخانِ أو ستتعطل عن العمل.
11- الأجهزةُ التي تعمل بالطاقةِ الشمسيةِ ستتأثر بالدخان أو ستتوقف عن العمل.
12- سينتهي عصرُ غزوِ الفضاءِ وعصرُ التلسكوبات والمراصد الفلكية لعدمِ وجود سماءٍ صافيةٍ تسمح بمراقبة الفضاء.
13- سينتهي عصرُ السفر بالطائراتِ وعصرُ الحروبِ الجويةِ والمحركاتِ النفاثة.
14- سيحلُّ عصرُ السفرِ البريِّ والبحريِّ فقط في حالة إيجاد حلولٍ لتشغيل محركاتِ السيارات والسفنِ مع وجود هواءٍ مخلوط بالدخان.
15- أسلحةٌ عديدةٌ ستُوضع في المتاحف دون الاستفادةِ منها، وأعتقد أنَّ شكلَ الحروب في هذا العصر مشابهٌ لشكلِ الحروب في القرنِ الثامنَ عشرَ أو لشكلِ الحرب في الحربِ العالمية الأولَى على أقصى تقديرٍ لعدمِ الاستفادة من أسلحةٍ عديدةٍ والله اعلم.
16- سينتهي عصرُ الأقمارِ الصناعيةِ والقنوات الفضائيةِ أو ستتأثر تكنولوجيا الاتصالات بصورةٍ كبيرةٍ جدا.
17- هناك مرضٌ من نوعٍ ما خاصٍّ بالجهازِ التنفسيِّ سينتشر في بدايةِ عصر الدخان (المؤمن فيأخذه كالزكمة، وأما الكافر؛ فينفخه حتى يخرجَ من كلِّ مسمعٍ منه).
18- من الممكن إضافةُ تأثيراتِ انشقاقِ القمرِ على الأرضِ إلى هذه التأثيراتِ إذا حدثت آيةُ انشقاقِ القمر قبل آيةِ الدخان المبين (أنظر علاقة انشقاق القمر علمياً بأشراط الساعة الكبرى في فصل انشقاق القمر).

هذه بعضُ النقاطِ التي توصلت لها من خلالِ دراستي المتواضعةِ لنتائجِ انفجارِ بركانٍ هائلٍ أو سقوطِ مذنبٍ كبيرٍ إلى حدٍّ ما بحيث لا يدمر الأرض نهائياً، ومن الممكن أن يكونَ هناك تأثيراتٌ أخرى لا يعلمها إلّا الله سبحانه وتعالى، ولكنَّ شكلَ الحياةِ على كوكبِ الأرض بالتأكيد سيكون مختلفًا عما نحن عليه الآن، ولك أن تتخيلَ شعورَ الناس ومعاناتهم في التأقلم على شكلِ الحياةِ الجديدِ بعد أن ذاقوا حياةَ الرفاهيةِ التي نعيشها الآن، ولذلك كان وصفُ الله سبحانه وتعالى محكماً عندما قال سبحانه وتعالى: ﴿يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ يَغْشَى النَّاسَ هَذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾ [الدخان]، فكان ردُّ فعلِ الناس في الآيةِ التي تليها مباشرة: ﴿رَّبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ﴾ [الدخان]، فمن هذه الآيةِ يتضح لنا حجمُ الكارثةِ التي سيعيشها هذا الجيلُ المنتقل من مرحلةِ الرفاهيةِ الى مرحلةِ الشقاء والتعب لم يعتادوا عليها من قبل والله أعلم.

مقطع من فصل الرسول المهدي من كتاب الرسائل المنتظرة

30 ديسمبر 2019

مقطع من فصل الرسول المهدي من كتاب الرسائل المنتظرة

(المهدي سيبعثه الله سبحانه وتعالى إلى الأمة)

جزء من الإجابة على السؤال المتكرر لي لماذا لم يخبرنا النبي ببعث رسول جديد؟
فسأنشر الآن جزء من الإجابة على هذا السؤال فالإجابة الكاملة تحتوى على عدة نقاط منها أن النبي ﷺ بشرنا بالمهدي في عدة أحاديث كما بشر سيدنا عيسى عليه السلام بسيدنا محمد ﷺ كما وصف لنا النبي ﷺ المهدي وهذا لم يحدث مع صلاح الدين وقطز على سبيل المثال وأخبرنا بأعماله والمعجزات التي ستحدث في عهده.
ولكنني هنا سأنقل الجزء الخاص بأن النبي أخبرنا بأن المهدي سيبعثه الله سبحانه وتعالى لنا فهنا جزء من الإجابة ولمن يريد المزيد من الأدلة عليه قراءة الكتاب لأنني لن أستطيع نقل الكتاب أو اختصاره هنا

(المهدي سيبعثه الله سبحانه وتعالى إلى الأمة)

عن عبدِ الرحمن بن عوفٍ عن أبيه قال: قال رسولُ الله ﷺ: «ليبعثنَّ الله من عترتي رجلا أفرق الثنايا، أجلى الجبهة، يملأ الأرض عدلا، يفيض المال فيضاً».
وعن أبي سعيد الخدريّ، أنّ رسولَ الله ﷺ قال: «يخرج المهديّ في أُمّتي يبعثه الله غياثاً للناس، تنعم الأُمّة، وتعيش الماشية، وتخرج الأرض نباتها، ويعطي المال صحاحاً».
وعن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول الله ﷺ: «أُبشّركم بالمهديّ، يُبعث في أُمّتي على اختلاف من الناس وزلازل، فيملأ الأرض قسطاً وعدلا كما ملئت جوراً وظلماً، يرضى عنه ساكن السماء وساكن الأرض، يقسم المال صحاحاً». فقال له رجل: وما صحاحاً..؟ قال: «السويّة بين الناس».
كانت هذه بعضُ الأحاديث النبوية التي أشار فيها النبيُّ ﷺ بأن الله سبحانه وتعالى سيبعث المهدي الى الأمة، وكلمةُ البعثِ هنا لها دلالاتٌ مهمةٌ جداً وأهمُّها الإرسال، ففي اكثر الأحاديث المروية عن النبيِّ ﷺ جاءت كلمة البعث بمعني الإرسالِ فعن سهل بن سعد رضي الله عنه عن رسول الله ﷺ قال: «بُعِثْتُ أنا والساعةَ هكذا»، ويُشير بإصبعيه فيَمُدُّ بهما، و قال رسول الله ﷺ «إنما بعثت لأتمم صالح الأخلاق» ]رواه أحمد[ ؛ وقد ثبت عن النبي ﷺ من غير وجه أنه قال: «خيرُ القرونِ القرن الذي بعثت فيه ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم»، وهذا ثابتٌ في الصحيحين من غير وجه.
ونفس اللفظ استخدمَه النبيُّ ﷺ مع عودةِ سيدنا عيسى عليه السلام في آخر الزمان ففي صحيحِ مسلمٍ بعد ذكرِ فتنةِ الدجال: «فَبَيْنَمَا هُوَ كَذَلِكَ إِذْ بَعَثَ اللَّهُ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ فَيَنْزِلُ عِنْدَ الْمَنَارَةِ الْبَيْضَاءِ شَرْقِيَّ دِمَشْقَ بَيْنَ مَهْرُودَتَيْنِ وَاضِعًا كَفَّيْهِ عَلَى أَجْنِحَةِ مَلَكَيْنِ…».
فاللفظ إذًا واضحٌ ومستخدمٌ في زمن النبيِّ ﷺ بكثرةِ وأكثرُ استخدامه يكون بمعنى الإرسال، أي يرسله الله سبحانه وتعالى أو يُرسله فلانٌ، فيكون المبعوثُ اسمُه رسول، ولو كان النبيُّ ﷺ يعلم أنَّ في هذا اللفظ المشهور بمعنى الإرسالِ سيتسبب في فتنة للمسلمين فيما بعد لما استخدمه مع ذكر المهدي وسيدنا عيسى عليه السلام مرفقًاً باسمِ الله سبحانه وتعالى ، ولما جعلنا في حيرةٍ في معني البعث، فكان من الممكن أن يقولَ النبيُّ ﷺ (سيظهر أو سيأتي من عترتي رجلٌ) ولا يقول «ليبعثنَّ الله من عترتي رجلا…» فلفظ البعثِ ورد كثيرًا في أحاديث المهدي، فهناك تواترٌ لفظيٌّ بأنَّ الله سبحانه وتعالى سيبعث المهدي في أكثر من حديث نبويٍّ، وكذلك نفس الحال مع سيدنا عيسى عليه السلام «…إِذْ بَعَثَ اللَّهُ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ…».
وحتي نصلَ للمقصود من حديث النبيِّ عن لفظ بعثَ الله سبحانه وتعالى للمهدي يجب علينا أن نفهم معني البعث في اللغة ومنه تستطيعون أنتم الحكمَ ما المقصود بعبارةِ يبعثَ الله سبحانه وتعالى المهدي أو يبعث اللهُ سيدنا عيسى عليه السلام، ففي كتابِ الموسوعة العقدية جاء مفهوم البعث ما يلي:

يختلف تعريفُ البعث في اللغة باختلاف ما عُلِّقَ به، فقد يُطلق ويراد به:

1- الإرسال: يقال بعثت فلاناً أو ابتعثته أي أرسلته، وعن عمار بنِ ياسرٍ رضي الله عنه قال: “بعثني النبيُّ ﷺ في حاجةٍ فأجنبت فلم أجد الماء، فتمرغت في الصعيدِ كما تمرغ الدابة …..” ]متفق عليه[.
2- البعث من النوم: يقال: بعثه من منامه إذا أيقظه (وهذا المعنى لا يستقيم مع حال المهدي ومهمته).
3- الإثارة: وهو أصلُ البعث، ومنه قيل للناقة: بعثتها إذا أثرتُها وكانت قبلُ باركةً، وفي هذا يقول الأزهري في تهذيب اللغة: (قال الليث: بعثت البعيرَ فانبعث إذا حللت عقاله وأرسلته، لو كان باركاً فأثرته).
وقال أيضاً: والبعث في كلام العربِ على وجهين: أحدُهما: الإرسالُ كقولِ الله تعالى: ﴿ ثُمَّ بَعَثْنَا مِن بَعْدِهِم مُّوسَىٰ وَهَارُونَ إِلَىٰ فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ بِآيَاتِنَا فَاسْتَكْبَرُوا وَكَانُوا قَوْمًا مُّجْرِمِينَ﴾ [يونس]، معناه أرسلنا.
والبعث أيضاً الإحياءُ من الله للموتى، ومنه قوله جل وعز: ﴿ثُمَّ بَعَثْنَاكُمْ مِنْ بَعْدِ مَوْتِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ﴾ [البقرة: 56]، أي أحييناكم.
وقال أبو هلالٍ في الفروق: بعث الخلق: اسم لإخراجهم من قبورِهم إلى الموقف ومنه قوله تعالى: ﴿قَالُوا يَا وَيْلَنَا مَن بَعَثَنَا مِن مَّرْقَدِنَا ۜ ۗ هَٰذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَٰنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ﴾ [يس].

انتهى الاقتباس من كتاب الرسائل المنتظرة فصل الرسول المهدي زلمن يريد المزيد من الأدلة فعليه قراءة الكتاب

التعدادُ التقريبيُّ للقتلى والموتى خلالَ زمنِ أشراط الساعة

28 ديسمبر 2019

التعدادُ التقريبيُّ للقتلى والموتى خلالَ زمنِ أشراط الساعة


يرى (مايك رامبينو) عالمُ الجيولوجيا في جامعةِ نيويورك و(ستانلي أمبروز) عالم الأنثروبولوجيا في جامعة إلينوي، أنَّ آخرَ عنقِ زجاجةٍ سكانيةٍ مرَّ بها الجنسُ البشريُّ كان نتيجةَ انفجارٍ بركان توبا الهائل. ويعتقدان أنَّ الظروفَ التي أعقبت ذلك الانفجارَ كانت تضاهي ما يعقب حربًا نوويةً شاملةً، ولكن دونَ إشعاعٍ، فإنَّ مليارات الأطنانِ من حامض الكبريتيك التي تصاعدت في طبقةِ الستراتوسفير على إثرِ كارثةِ توبا قد أدَّت إلى انغماسِ العالم في ظلامٍ وصقيعٍ لمدةِ عدةِ سنوات، وربما تتباطأُ عمليةُ التمثيل الضوئي حتى تكاد تكون قد توقفت تمامًا؛ مما دمَّرَ مصادر الغذاءِ لكلٍّ من البشر والحيواناتِ التي تتغذى عليها، ومع حلولِ الشتاءِ البركاني، في ذلك الوقتِ تضوَّر أجدادنا جوعًا وهلكوا وأخذت أعدادهم تقلُّ تدريجيًّا، وربما كانوا حينها في مناطقَ محميةٍ (لأسبابٍ جغرافيةٍ أو مناخيةٍ).
إن من أسوء ما قد قيل في هذه الكارثةِ أنه طوالُ نحو 20 ألف سنة، لم يكن على كوكبِ الأرض بأكملِه سوى بضعةِ آلافٍ من البشر، وهذا يعني أنَّ جنسنا البشريَّ كان قابَ قوسين أو أدنى من الانقراض، وإن كان هذا صحيحًا، فمعناه أنَّ أسلافنا قد صاروا معرضين للخطرِ تمامًا كما هو الحالُ اليوم مع الخرتيت الأبيض أو الباندا العملاقة؛ وبالرغم من كلِّ الصعابِ يبدو أنَّ بقايا جنسِنا البشريِّ نجحوا في صراعِهم من أجلِ البقاء في أعقابِ كارثةِ توبا وحلولِ العصر الجليديّ، حتى وصل عددنا الآن أكثرَ من سبعةِ مليارات ونصفِ نسمة تقريبًا (المليار يساوي ألف مليون) منهم حوالي 1.8 مليار مسلمًا، وتشِكِّل هذه النسبةُ ما يعادل ربعَ سكانِ العالم الحالي، ولحساب أعدادِ القتلى بعد خمسِ كوارثَ طبيعيةٍ هائلة (مثل ما حدث عند انفجار بركان توبا الهائل) ستحدث للكرة الأرضية يجب علينا حسابُ أعدادِ سكانِ العالم حالياً أولاً.

تعدادُ سكانِ العالم الآن:

بحسب تقديراتِ الأمم المتحدة، سيصلُ عددُ سكانِ الكرةِ الأرضية في عامِ 2020 إلى أكثر من سبع مليارات ونصفِ نسمة تقريبا، ويُتوقع أن يزيدَ عددُ سكان العالم بمقدارِ ملياري فردٍ في الثلاثين عاماً المقبلة، وهذا يعني أنَّ سكَّانَ العالم سيزيدون من 7.7 مليارًا في الوقت الراهن إلى 9.7 مليارًا مع حلولِ عام 2050، وأنْ يصلَ العددُ إلى 11 مليارا مع حلول العام 2100. حيث يعيش 61% من سكانِ العالم في آسيا (4.7 مليار نسمة)، و 17 في المائةِ في أفريقيا (1.3 مليار نسمة) و 10 في المائة في أوروبا (750 مليون نسمة) و 8 في المائة في أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي (650 مليون نسمة)، و ما تبقَّى من 5 في المائةِ في أمريكا الشمالية (370 مليون نسمة) وأوقيانوسيا (43 مليون نسمة) وتبقى الصين (1.44 مليار نسمة) والهند (1.39 مليار نسمة) هما أكبرُ بلدان العالم.
يعيش الآن سكانُ العالمِ البالغ عددهم 7.7 مليار في مساحةٍ قدرُها 148.9 مليون كيلومتر مربعٍ وهي مساحةُ اليابسةِ أي الجزءُ الخارجيُّ من القشرةِ الأرضية الذي لا يغطيه الماء.

نأتي هنا إلى المساحةِ الصالحةِ للمعيشةِ التي سينتهي بها المطافِ للجنسِ البشرى للبقاء فيها وهي بلادُ الشام:
مساحةُ الشام بما تضمُّه حالياً من أربعِ دولٍ، وهي: لبنان، وفلسطين، وسوريا، والأردن، وبعضُ الأقاليمِ التي تشكَّلّت من أراضيها، مثل: الأقاليمِ السوريّة الشّماليّة التّابعة إلى تركيا، وصحراءِ سيناء بمصر، ومنطقةِ الجوف ومنطقةِ تبوك التابعةِ للسعوديّة، ومدينة الموصل التابعة للعراق، كلُّ هذه المساحةِ لا تتجاوز حوالي 500 ألف كيلومتر مربع على أقصى تقديرٍ، يسكن في هذه المناطقِ جميعاً عددٌ لا يتجاوز المائةَ مليون نسمة على أقصى تقدير.
نفس هذه المساحةِ وبنفس المواردِ الطبيعية هي التي ستستوعب آخرَ الأجيالِ البشرية قبل قيامِ الساعة، مع العلم أنَّ هذا هو المكانُ الوحيدُ الصالحُ للحياة باكتفاءِ ذاتيٍّ من مواردِه الطبيعية، أي لا وجودَ لِمَا يُسمَّى الآن الاستيرادَ من الخارج، فالبشر الذين سيقيمونُ بالشامِ في آخر الزمانِ سيعتمدون اعتمادًا كليَّاً على المواردِ الطبيعية من ماءٍ وزراعةٍ وتعدينٍ وكلِّ ما يحتاجه الإنسانُ من مواردَ مختلفةٍ حتى يبقى على قيد الحياة.

السؤالُ الآنَ هل يستوعب الشامُ أن يقيمَ فيه سبع مليارات نسمة دونَ الحاجةِ إلى العالم الخارجي ..؟

بالطبع ستكون الإجابةُ بلا، فالرقمُ الذي وضعناه بعددِ سكانِ الشامِ الآنَ والذي يبلغ حوالي المائةِ مليون نسمة يستوردون جزءًا من مواردِهم المختلفةِ من مختلف أنحاءِ العالم، ولكننا سنتجاوز هذا الرقمَ قليلاً وسنقول جزافاً أنَّ الشامَ من الممكن أن تستوعب 500 مليون نسمةً في مساحةٍ تبلغ حوالى 500 كيلومتر مربع، أي أنَّ الكثافة السكانيةِ ستكون حوالي 100 فرد تقريبًا في الكيلومتر مربع الواحد، وهذا يتجاوز الكثافةَ السكانيةَ لبلدٍ مكتظٍّ بالسكانِ، وقليلِ المواردِ مثل بنجلادش على سبيل المثال.

هذه هي الأرقامُ التقريبيةُ لعددٍ من سيتبقَّى من سكانِ العالمِ بعد حدوثِ خمسِ كوارثَ طبيعيةٍ هائلةٍ وعددٍ غيرِ معروفٍ من الكوارثِ الطبيعيةِ المتوسطةِ والصغيرةِ، فإذا بدأ العدُّ التنازلي الآن لأشراط الساعةِ، والعالمُ يبلغ عددُ سكانِه الآن حوالي سبعة ملياراتٍ ونصفِ نسمةٍ فإنه سيبلغ عددُ سكانِه بعد ثلاثةِ قرونٍ تقريباً على الأقلِّ كما ذكرنا سابقاُ إلى حوالي خمسمائةِ مليون نسمةٍ تقريباً على أقصى تقدير علمي والله أعلم.

السؤالُ الآنَ: أينَ هم السبعةُ مليارات نسمة المتبقِّين ..؟

الجواب: أنهم في عِدادِ القتلى والموتى بسببِ الكوارث الطبيعيةِ المتتالية في زمن لا يقلُّ تقريباً عن ثلاثةِ قرون ..!


هل تستوعب عزيزي القارئُ الرقمَ الذي ذكرته لك، أنه سبعةُ مليارات نسمة تقريباً أي أنه عددٌ يتجاوز عدد سكانِ الهندِ بسبعةِ مراتٍ تقريباً، كلُّ هؤلاء سيكونون في عدادِ القتلى والموتى في خلال ثلاثةِ قرونٍ أو أكثرَ تقريباً ولن يتبقَّى على كوكب الأرضِ من البشرِ الأحياء سوى 500 مليون على أقصى تقديرٍ، حيث سيتواجدون في مساحةٍ لا تتجاوز 500 ألف كيلومتر مربعٍ في بلادِ الشام، وهذا الرقمُ مبالغٌ فيه، فالشامُ لن تستوعبَ بمواردِها ومياهِها ومزارعُها النصفَ مليار نسمة، ولكنني وضعت هذا الرقمَ وهو أقصى ما يتخيله عقلُ إنسانٍ حتى أخرجَ في النهايةِ بنتيجةِ أن هناك سبعةَ مليار نسمة سيكونون في عدادِ القتلى والمفقودين والموتى خلالَ ثلاثةِ قرونٍ على الأقل، هذا في حالةِ أننا الآن في عام 2020 وفي خلالِ فتنةِ الدهيماءِ التي سيظهر في نهايتِها المهدي، وبالتالي سينفجر في نهايةِ تلك الفتنة البركانُ الهائل الذي سيسبب الدخانَ المبين، أما إذا اختلف توقيت بدأ العدُّ التنازليُّ لأشراطِ الساعةِ وبدأت تلك الأحداثُ في عام 2050 على سبيلِ المثالِ فستبقى نفسُ الأعدادِ التي ذكرنا بقاءها على قيدِ الحياة في الشامِ، وهي حوالى نصفِ مليارِ نسمةٍ على أقصى تقديرٍ، ولكن ستختلف حينئذٍ أعدادُ القتلى والموتى خلالَ فترةِ أشراطِ الساعة ليصبحَ تسعةَ مليارات نسمة تقريبًا، أما لو بدأ العدُّ التنازليُّ لأشراطِ الساعة مع حلول عام 2100 فستصل أعدادُ القتلى والموتى إلى أحدَ عشرَ مليارِ نسمةٍ تقريبًا، وهكذا تستطيع أن تحصرَ أخي القارئُ أعدادَ القتلى والموتى في أيِّ وقتٍ تبدأ فيه أول الكوارثِ الكبرى وهي الدخانُ المبين وحتى آخر هذه الكوارث الهائلةِ وهي انفجارُ بركان عدن.

فلتقم أخي القارئُ بعملِ الحسابات الآزمةِ حتى تُقدرَ عددَ القتلى من البشر بصورة ٍتقريبيةٍ بعد كلِّ كارثةٍ طبيعيةٍ من الكوارثِ الخمسة (البركانِ الهائل الأول وخسفٍ بالمشرق وخسفٍ بالمغرب وخسفٍ بجزيرةِ العربِ وبركانِ عدن) ستجد أعدادًا هائلةً من القتلى يصعب تخيُّلُها، ولا يوجد فيلمٌ أمريكيٌّ من أفلام الخيالِ العلمي صوَّر كوارثَ مشابهةً لهذه الكوارثِ الطبيعية التي ذكرناها في هذا الكتابِ سوى فيلمٍ أمريكيٍّ واحدٍ يتخيَّل هذه الكوارثَ بصورةٍ تقريبيةٍ وهو فيلم (2012) إنتاج عام 2009.
إن أعدادَ القتلى التي ذكرناها والتي ستبلغ ملياراتٍ من البشرِ تنقلُنا إلى الحديث الذي رواه البخاريُّ في صحيحِه من حديث عوفٍ بن مالك رضي الله عنه قال: أَتَيْتُ النَّبِيَّ ﷺ فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ وَهُوَ فِي قُبَّةٍ مِنْ أَدَمٍ، فَقَالَ: «اعْدُدْ سِتًّا بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ: مَوْتِي، ثُمَّ فَتْحُ بَيْتِ الْمَقْدِسِ، ثُمَّ مُوتَانٌ يَأْخُذُ فِيكُمْ كَقُعَاصِ الْغَنَمِ، ثُمَّ اسْتِفَاضَةُ الْمَالِ حَتَّى يُعْطَى الرَّجُلُ مِئَةَ دِينَارٍ فَيَظَلُّ سَاخِطًا، ثُمَّ فِتْنَةٌ لَا يَبْقَى بَيْتٌ مِنَ الْعَرَبِ إِلَّا دَخَلَتْهُ، ثُمَّ هُدْنَةٌ تَكُونُ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ بَنِي الْأَصْفَرِ فَيَغْدِرُونَ، فَيَأْتُونَكُمْ تَحْتَ ثَمَانِينَ غَايَةً، تَحْتَ كُلِّ غَايَةٍ اثْنَا عَشَرَ أَلْفًا». وقد فسَّر العلماءُ «مُوتَانٌ يَأْخُذُ فِيكُمْ كَقُعَاصِ الْغَنَمِ» بأنه الموتُ الكثيرُ الوقوعِ، وهو الوباءُ الذي كان حدث في زمنِ عمرَ بنِ الخطاب رضي الله عنه بعد فتح القدس (عام 16هـ) حيث انتشر مرضُ الطاعون وذلك في سنة (18هـ) في أرضِ الشامِ، فمات خلقٌ كثيرٌ بلغ خمسةً وعشرين ألفَ رجلٍ من المسلمين، ومات بسببه جماعاتٌ من ساداتِ الصحابةِ منهم معاذُ بنُ جبلٍ وأبو عبيدةَ وشرحبيلُ بنُ حسنة والفضلُ بنُ العباس بنُ عبد المطلب وغيرُهم رضي الله عنهم أجمعين.

ولكني أقول لكم بعد الحصرِ التقريبيِّ لأعدادِ القتلى والمفقودين والموتى خلالَ زمنِ أشراطِ الساعة، بأنَّ تفسيرَ هذا الحديث ينطبقُ على ما سيحدث لاحقاً وأنه لم يقع بعد، فالخمسةُ والعشرون ألفاً الذين ماتوا في ذلك الوباءِ عددٌ لا يُذكر بجانبِ السبعةِ مليارات نسمة تقريباً من القتلى الذين سيموتون خلالَ زمنَ أشراطِ الساعة، كما أن وصفَ النبيِّ للمرضِ الذي سيسبِّبُ هذه الموتَ وهو (كقعاص الغنم) وهو داءٌ يأخذ الدوابَّ، فيسيل من أنوفِها شيءٌ فتموتُ فجأةً، فهذا التشبيهُ يشبِّهُ الأعراضَ التي سيسبِّبُها الدخانُ المبينُ نتيجة انفجارِ البركانِ الهائل، والله أعلم.

ألا يستحقُّ أنْ يبعثَ اللهُ سبحانه وتعالى رسولاً لسكانِ الكرةِ الأرضية والذين يبلغون حوالى سبعةِ ملياراتٍ ونصفٍ حتى ينذرَهم بعذابه قبل أن يقعَ عليهم مصداقاً لقولِه سبحانه وتعالى في سورةِ الإسراء: ﴿مَّنِ اهْتَدَىٰ فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ ۖ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا ۚ وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىٰ ۗ وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّىٰ نَبْعَثَ رَسُولًا﴾ ؟

(انتهي الإقتباس من جزء من الفصل التاسع عشر من كتاب الرسائل المنتظرة)

 

الإجابة على السؤال المتكرر:
لماذا أشعلت فتنة دينية بين المسلمين لم نكن في حاجة لها الآن؟

 

الإجابة على السؤال المتكرر: لماذا أشعلت فتنة دينية بين المسلمين لم نكن في حاجة لها الآن؟

هذا السؤال سألته قبلكم لنفسي منذ ستة أشهر واستغرقت الإجابة على هذا السؤال مني شهور عديدة أفكر في توابع الإجابة على هذا السؤال الذي كنت متأكد انكم ستسألونه لي.
وحتى تصل لكم وجهة نظري لماذا قررت نشر كتابي (الرسائل المنتظرة) واشعال تلك الفتنة الآن كما تقولون، يجب عليكم أولا أن تكونوا مقتنعين بأن سيدنا محمد ﷺ هو خاتم النبيين فقط وان الشريعة الإسلامية هي الشريعة الخاتمة كما هو مذكور في القرآن والسنة، وان سيدنا محمد ليس بخاتم المرسلين كما أفتى العديد من العلماء بأن سيدنا محمد ﷺ هو خاتم المرسلين وليس خاتم الانبياء فقط
فإذا لم تكن لديكم تلك القناعة بهذا الرأي فلن تفهموا وجهة نظري واليكم الأسباب التي جعلتني أنشر كتاب الرسائل المنتظرة وأستبق فتنة ستحدث بين المسلمين في المستقبل:

1- تكذيب الرسل أمر متكرر مع جميع الرسل فيما مضى وامتنا لن تكون استثناء عن تلك القاعدة في المستقبل ﴿كُلَّ مَا جَاءَ أُمَّةً رَسُولُهَا كَذَّبُوهُ﴾، هذا حال الرُسل فما بالكم بحال من يخبركم باقتراب ظهور رسول جديد مثلي أنا، فإذا لم أُقابل منكم بالهجوم والتكفير الذي أتعرض له حتى الآن فكنت سأشك في نفسي وبما جاء بالقرآن الكريم وكنت سأقول في نفسي أن هناك خطأ ما.
2- اعتقاد الأمم السابقة بأن نبيها خاتم الرُسل هو اعتقاد دائم ومتكرر، والأمة الإسلامية ليست استثناء من تلك القاعدة، قال تعالى: ﴿وَأَنَّهُمْ ظَنُّوا كَمَا ظَنَنْتُمْ أَنْ لَنْ يَبْعَثَ اللَّهُ أَحَدًا﴾
3- لقد وجدت دلائل كافية من القرآن والسنة تثبت خطأ فتاوى وآراء الكثير من العلماء التي تقول بأن سيدنا محمد ﷺ هو خاتم المرسلين وليس خاتم النبيين فقط كما جاء بالقرآن والسنة، وقد ذكرت هذه الدلائل في كتابي الرسائل المنتظرة لمن يريد التأكد منها.
4- لقد وجدت دلائل كافية من القرآن والسنة تثبت أن الله سبحانه وتعالى سيبعث رسولين أو ثلاثة يوحى إليهم في المستقبل وذكرت هذه الدلائل في كتابي الرسائل المنتظرة لمن يريد التأكد منها.
5- لقد وجدت دلائل كافية من القرآن والسنة تثبت بأن الشريعة الإسلامية هي الشريعة الخاتمة فلا تبديل للقرآن أو للآذان أو للصلاة أو لغيرها من أحكام القرآن، ولكم هناك رُسل سيرسلهم الله سبحانه وتعالى في المستقبل بمهام محددة منها انذارنا بآيات العذاب الكبرى مثل آية الدخان المبين وأيضًا ستكون مهمتهم تأويل آيات القرآن المتشابهة والمختلف عليها بين العلماء، وأيضًا مهمتهم الجهاد وإظهار الإسلام على الدين كله، وهذه الأدلة موجودة في كتابي لمن يريد الاطلاع عليها.
6- إجماع العلماء المسلمين على تفسير آية ﴿مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ﴾ بأن سيدنا محمد ﷺ هو خاتم النبيين والمرسلين على حد سواء ليس قرآن آخر لا يجود النقاش والجدال فيه، فهناك أمثلة كثيرة على مدار قرون عديدة سابقة توضح أن إجماع العلماء على تفسير آية معينة في القرآن الكريم ليست شرطًا على دوام صحة ذلك التفسير، ومثال ذلك تفسير أغلب العلماء قديمًا الآية الكريمة: ﴿وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ﴾ أن الأرض سطح وليست كرة، ولكن حديثًا تغير هذا التفسير وأجمع أهل العلم على كروية الأرض بآيات أخرى من القرآن الكريم.
7- إن الآية الكريمة ﴿أَنَّى لَهُمُ الذِّكْرَى وَقَدْ جَاءَهُمْ رَسُولٌ مُبِينٌ (13) ثُمَّ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَقَالُوا مُعَلَّمٌ مَجْنُونٌ (14)﴾ [الدخان] توضح بأن الرسول القادم وبالرغم من انه مبين أي واضح فسيتم اتهامه من الناس بأنه مجنون، ومن احد الأسباب الرئيسية لهذا الاتهام أنه سيقول أنه رسول من عند الله سبحانه وتعالى، ومن الطبيعي فإن هذا الرسول لو ظهر في عصرنا الحالي او في عصر أبنائنا أو أحفادنا فسيتهمه المسلمين بالجنون نتيجة الاعتقاد الراسخ في اذهانهم منذ قرون بأن سيدنا محمد ﷺ هو خاتم المرسلين وليس خاتم النبيين فقط كما جاء بالقرآن والسنة.
8- لك أن تتخيل أخي المسلم بأنك من الممكن أن تكون مذكور في آية في القرآن الكريم ﴿ثُمَّ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَقَالُوا مُعَلَّمٌ مَجْنُونٌ (14)﴾ وتتساوى فيها بأقوام كذبوا الرسل السابقين بسبب اعتقادهم بعدم بعث الله سبحانه وتعالى رسولاً اليهم، وهو نفس اعتقادك الآن بالضبط. فيجب تغير هذا الاعتقاد الآن حتى لا تجد نفسك مذكور في تلك الآية مستقبلاً وتكون المصيبة أعظم.
9- من يقول ننتظر حتى يظهر المهدي وتكون عنده بينة كبرى من الله سبحانه وتعالى تدل على كونه رسول فنتبعه أشبههم بقوم فرعون فقد جاءهم موسى عليه السلام بمعجزات تدل على رسالته إلا أن أغلب الناس لم تصدقه وهناك من صدقه ثم عبد العجل فيما بعد بالرغم من أنهم شاهدوا معجزات كبرى، فأنت بمعتقدك الآن بعدم إرسال رسول آخر تسير على نفس خطاهم دون أن تدرك ما أنت ذاهب اليه.
10- هناك فرق كبير بين ظهور رسول جديد يواجه الناس وفي اعتقادهم بعدم بعث الله سبحانه وتعالى رسول جديد وبين أن يظهر هذا الرسول ويواجه الناس وقد سمعوا من رجل مثلي أن الله سبحانه وتعالى سيبعث رسول جديد.
11- من يهاجمونني الآن ويتهمونني بالكفر والجنون وأن لي قرين يوسوس لي ما أقوله وافعله هم ذاتهم من سيتهمون الرسول القادم بمثل تلك الاتهامات وأكثر منها بكثير نتيجة اعتقادهم بأن الله سبحانه وتعالى لن يبعث رسول آخر.
12- كل من هاجمني واتهمني باتهامات مختلفة سينقسمون مستقبلاً الى ثلاثة أقسام: القسم الأول سيصر على رأيه ويكذب الرسول القادم وسيكونون مذكورون في الآية الكريمة ﴿ثُمَّ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَقَالُوا مُعَلَّمٌ مَجْنُونٌ (14)﴾ والقسم الثاني سيفكر طويلا قبل إتهام الرسول القادم لأنه تلقى مني الصدمة أولاً وبالتالي لن يتهم الرسول القادم بما اتهمني به وفي ذلك الوقت سيعتذر عن اتهامه وسبابه لي، والقسم الثالث سيغير اعتقاده قبل ظهور الرسول القادم وسيتبعه وسيعتذر لي في يوم من الأيام لأنني كنت من أحد أسباب تغير إعتقاده.
13- أنا عن نفسي ومع تحذيري الناس من تلك الفتنة ليست بضامن أن أكون متبعًا الرسول القادم، ولكنني أخذت بالوسائل التي تجعلني مؤهل نفسيًا لظهور هذا الرسول مثلما فعل سليمان الفارسي رضي الله عنه عندما استمر في البحث عن الحقيقة حتى وصل اليها.
14- أنا لا أشير الى نفسي ولا الى أحد معين أن يكون هو الرسول المهدي، فلو كنت أمهد لنفسي على سبيل المثال لما وضعت شروطًا أكثر صرامة مما هي موجودة حاليًا في صفات المهدي، فالمتعارف عليه ان المهدي شخص عادي، ولكنني أضفت اليها انه رسول يوحى اليه ولديه بينة كبرى سيؤيده الله بها تثبت كونه رسول، وهذه الشروط لا تنطبق على أحد ومنهم أنا.
15- إنني وبتحذيري للناس من ظهور رسولين او ثلاثة في المستقبل مثل الرجل الذي جاء من أقصى المدينة وقال يا قوم اتبعوا المرسلين فليست لي أية أغراض أخرى، فقد خسرت الكثير والكثير في الدنيا بسبب كتابي هذا والكثير من الأصدقاء تخلوا عنى وقد كنت أدرك ذلك قبل نشر كتابي. فلا يوجد أي مكاسب دنيوية تعوض ما فقدته بسبب كتابي هذا.
16- ما من رسول بعثه الله سبحانه وتعالى الا صدقه واتبعه القليل من الناس فكتابي لن يزيد هذا العدد الا ان يشاء الله سبحانه وتعالى، فالنتيجة معروفة من القرآن الكريم ﴿أَنَّى لَهُمُ الذِّكْرَى وَقَدْ جَاءَهُمْ رَسُولٌ مُبِينٌ (13) ثُمَّ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَقَالُوا مُعَلَّمٌ مَجْنُونٌ (14)﴾، فإنني لن يكون علي وزر في اثارة تلك فالفتنة بالكلام الآن ولكن الوزر الأكبر سيكون على عاتق من يُرسخ للناس اعتقادً لا وجود له في القرآن والسنة بأن سيدنا محمد خاتم المرسلين، ونتيجة لذلك فإن وزر من سيتهم ذلك الرسول سيوضع في ميزان سيئاته مستقبلاً ولو كان مدفونًا في قبره، فنرجو ان تراجعوا أنفسكم قبل توريث ذلك الاعتقاد الى أبناءنا وقبل فوات الأوان.
17- سيدنا محمد ﷺ هو خاتم النبيين والشريعة الإسلامية هي الشريعة الخاتمة وسنظل نسمع اسمه في كل آذان عند كل صلاة وتشهد حتى وبعد ارسال رسول جديد، ولكن يجب علينا ألا يطغي حبنا له عن إدراك الحقيقة ببعث رسول جديد يدعوا لما دعا اليه سيدنا محمد ﷺ ويجب علينا أن نتجنب الوقوع في الفخ الذي وقعت فيه الأمم قبلنا في الاعتقاد بأن نبيها خاتم الرسل وذلك من شدة حبهم لنبيهم وكان هذا سببًا رئيسيا في عدم إتباع الرسل وضلالهم.

من اجل كل تلك الأسباب السابقة فقد أجبت بنعم يجب علي أن أثير تلك الفتنة الآن وأتلقى منكم الاتهامات المختلفة حتى لا تضلوا أو يضل أبنائنا ويتهموا الرسول القادم بالجنون فيكون الذنب أعظم بكثير ولا تواجهونني يوم القيامة وتسألونني لماذا لم تخبرنا فتكون سيئاتكم جميعا في ميزان سيئاتي.

لقد ابتلاني الله سبحانه وتعالى بعلم يجب على أن أخبركم به ولا يجوز على أن اخفيه عنكم وأن أجعلكم مستمرون في نومكم على اعتقاد عدم بعث الله سبحانه وتعالى رسول جديد فقد صدق علي عزت بيجوفيتش حين قال (إن الأمة النائمة لا تستيقظ إلا تحت وقع الضربات). فيجب على أن أضربكم وأصدمكم بالحقيقة حتى تفيقوا من غفلتكم قبل فوات الأوان، فالرسول القادم سيظهر في نهاية فتنة الدهيماء فإذا كنا بالفعل في تلك الفتنة فنحن في انتظار ذلك الرسول وآية الدخان الذي سيموت بسببها الملايين، وإذا كانت فتنة الدهيماء في عهد أبنائنا فيجب علينا تغير معتقداتنا حتى لا يضل أبنائنا، فأرجو أن يضع كل فرد منكم ابنه في الحسبان ولا تورث له هذا المعتقد المخالف للقرآن والسنة.

 
الآن سأسألكم السؤال الذي وجهته لكم قبل نشري للكتاب وأغلبكم أجاب على بالموافقة وهو:

لو عندك دليل من القرآن والسنة ان هناك اعتقاد ديني هام جدا راسخ في أذهان المسلمين منذ قرون طويله. وفي يوم من الايام مستقبلا سيُحدث فتنة شديدة وهو مرتبط بفتن متعلقة بعلامات الساعة الكبرى، وتعرف ان هناك مسلمين كتيرون سيضلون بسبب توارث هذا الاعتقاد. هل تعلنه للناس الان بالرغم من انه ليس له تأثير في وقتنا الحالي ام تتركه لوقته مستقبلا فمن الممكن ان تكون هذه الفتنة لم يحن وقتها بعد؟
أجب عن هذا السؤال الآن وتخيل ابنك الذي سيقع في هذه الفتنة مستقبلا ومن الممكن ان تكون انت أو ابنك في موضع تلك الآية الكريمة ﴿ثُمَّ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَقَالُوا مُعَلَّمٌ مَجْنُونٌ (14)﴾ هل ستفعل ما فعلته أنا الآن وأثرت هذه الفتنة بكتابي (الرسائل المنتظرة) ام تتركها حتى تقع مستقبلاً ولكن سيكون ثمنها غاليا فهناك ملايين من الناس ستضل وستموت في أعقاب تلك الفتنة الكبرى؟

 

قال ابن القيم رحمه الله: “أصل كل فتنة إنما هو من تقديم الرأي على الشرع، والهوى على العقل”

 

الشرع قال خاتم النبيين فقط وليس خاتم المرسلين

الرأي قال كل رسول نبي ومادام سيدنا محمد هو خاتم النبيين فهو إذا خاتم المرسلين وهذا الرأي يخالف آيات صريحة فى القرآن

انا لم أشعل تلك الفتنة

لقد خالفت اجماع العلماء في الرأي وليس في الشرع

انا أحارب للدفاع عن الشرع

وغيرى يحارب للدفاع عن الرأي الذي يخالف الشرع

 

سيدنا محمد هو خاتم النبيين وسيد المرسلين والشريعة الإسلامية هى الشريعة الخاتمة كما جاء بالقرآن والسنة

arAR