Tamer Badr

معجزة القرآن

نحن هنا لنفتح لك نافذة صادقة، هادئة، ومحترمة نحو الإسلام.

القرآن الكريم هو معجزة الإسلام الخالدة، أنزله الله على النبي محمد صلى الله عليه وسلم ليكون هدى للعالمين وتحديًا للبشر في فصاحته وبيانه وحقائقه.
يتميّز القرآن بجوانب إعجازية متعددة تشمل:
• الإعجاز البلاغي: بأسلوبه الفريد الذي أعجز فصحاء العرب عن الإتيان بمثله.
• الإعجاز العلمي: حيث يضم إشارات دقيقة لحقائق علمية لم تُكتشف إلا حديثًا في مجالات مثل علم الأجنة والفلك والمحيطات.
• الإعجاز العددي: في تناسق وتكرار الكلمات والأرقام بطرق مذهلة تؤكد إحكامه.
• الإعجاز التشريعي: من خلال نظام متكامل يوازن بين الروح والجسد، والحق والرحمة.
• الإعجاز النفسي والاجتماعي: في تأثيره العميق على القلوب والمجتمعات منذ نزوله حتى اليوم.

في هذه الصفحة، نأخذك في رحلة لاكتشاف أوجه هذا الإعجاز، بأسلوب بسيط، موثوق، وموجّه لغير المسلمين وكل من يسعى لفهم عظمة هذا الكتاب الفريد.

القرآن معجزة النبي محمد

 تعريف المعجزة: 

عرّفها العلماء المسلمون بأنها: «الأمر الخارق للعادة الذي يدّعِي به مَن جرى على يديه أنه نبيٌّ من عند الله، ويتحدّاهم بأن يأتوا بمثله».

فالأمر الخارق للعادة الذي يُظهره مُدّعي النبوة شاهدًا لدعواه فيما يتكلم به عن الخالق هو الذي يسمى معجزة، إذًا فالمعجزة -في لغة القانون- هي دليل إثباتٍ أتى به مدعي النبوة تصديقًا لدعواه. وهذا الدليل قد يكون حسيًّا؛ كمعجزات الأنبياء السابقين. يُعْجِزُ البشر متفرقين ومجتمعين عن الإتيان بمثله، يجعله الله على يد من يختاره لنبوته، دليلاً على صدقه وصحة رسالته.

القرآن كتابُ اللهِ المُعجِزُ الذي تَحَدَّى الله تعالى به الأوَّلِين والآخِرين مِن الإنس والجنِّ على أنْ يَأتوا بمثله، فعجَزُوا عن ذلك عجزًا بيِّنًا، وهو مُعجِزةٌ النبي محمد صلَّى الله عليه وسلَّم تُثبِت نبوَّته ورسالته، وقد كان كلُّ نبيٍّ يُرسِله الله تعالى إلى قومه مُؤَيَّدًا بمُعجِزة أو أكثر من المُعجِزات؛ فصالحٌ عليه السلام آتَاه اللهُ الناقَة آيَةً وإعجازًا لقومه عندما طلَبُوا منه آيَة الناقة، وموسى عليه السلام حين أرسَلَه الله تعالى إلى فرعون أعطاه مُعجِزة العصا، وعيسى عليه السلام أعطاه اللهُ آيَاتٍ، منها: إبراءُ الأَكْمَه، وإحياءُ الموتى بإذنه تعالى.

أمَّا مُعجِزة رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم فقد كانت هذا القرآنَ المُعجِز المستمره إلى قيام الساعه فكل معجزات الأنبياء السابقين لسيدنا محمد إنتهت بوفاتهم غير أن معجزة سيدنا محمد (القرآن الكريم) هي المعجزة الباقية بعد وفاته إلى الآن شاهدة بنبوته ورسالته

ولما كانت العرب أرباب فصاحة وبلاغة وخطابة، جعل الله سبحانه معجزة نبينا صلى الله عليه وسلم القرآن الكريم، إلا أن معجزته صلى الله عليه وسلم -إضافة إلى أنها جاءت موافقة لما كان عليه العرب من الفصاحة والبلاغة- امتازت على غيرها من المعجزات بأمرين اثنين:

أولهما: أنها كانت معجزة عقلية لا حسية.

ثانيهما: أنها جاءت للناس كافة وجاءت خالدة خلود الدهر والناس.

وأمَّا وجوه الإعجاز التي للقرآن، فلا يُحِيط بهذه الوجوه إلا مُنْزِل القرآن سبحانه وتعالى؛ ومِن هذه الوجوه ما يلي:

1- الإعجاز اللغوي والبلاغي.
2- الإعجاز التشريعي.
3- الإعجاز في الإخبار بالمغيَّبات.
4- الإعجاز العلمي.
  1. أدم عليه السلام

  2. شيث بن آدم عليه السلام

  3. إدريس عليه السلام

  4. نوح عليه السلام

  5. هود عليه السلام

  6. صالح عليه السلام

  7. إبراهيم عليه السلام

  8. لوط عليه السلام

  9. شعيب عليه السلام

  10. إسماعيل وإسحاق عليهما السلام

  11. يعقوب عليه السلام

  12. يوسف عليه السلام

  13. أيوب عليه السلام

  14. ذو الكفل عليه السلام

  15. يونس عليه السلام

  16. موسى وأخوه هارون عليهما السلام

  17. الخضر عليه السلام على رأي من ذهب من العلماء أنه نبي

  18. يوشع بن نون عليه السلام

  19. إلياس عليه السلام

  20. اليسع عليه السلام

  21. ثم جاء بعدهم النبي الذي أشار إليه القرآن في سورة البقرة (246-248)

  22. وقد عاصره داوود عليه السلام

  23. سليمان عليه السلام

  24. زكريا عليه السلام

  25. يحيى عليه السلام

  26. عيسى بن مريم عليه السلام

  27. خاتم الأنبياء محمد صلى الله عليه وسلم

 

لم يقص الله تعالى علينا كل أنبيائه ورسله وإنما قص علينا بعضهم فقط.

قال الله تعالى: لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ مِنْهُمْ مَنْ قَصَصْنَا عَلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ لَمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ غافر (78).

والذين سمّاهم القرآن هم خمسة وعشرون نبيّا ورسولا.

قال الله تعالى: وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَى قَوْمِهِ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ، وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ كُلًّا هَدَيْنَا وَنُوحًا هَدَيْنَا مِنْ قَبْلُ وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَى وَهَارُونَ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ۝ وَزَكَرِيَّا وَيَحْيَى وَعِيسَى وَإِلْيَاسَ كُلٌّ مِنَ الصَّالِحِينَ، وَإِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَيُونُسَ وَلُوطًا وَكُلًّا فَضَّلْنَا عَلَى الْعَالَمِينَ الأنعام (83 – 86).

فهؤلاء ثمانية عشر نبيا ذكروا في سياق واحد.

وذكر آدم وهودا وصالحا وشعيبا وإدريس وذا الكفل في أماكن متفرقة من القرآن، ثم خاتمهم نبينا محمد، صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين.

وصحّ في السنة ذكر اسم الخضر، على خلاف قوي بين أهل العلم: هل هو نبي، أو ولي صالح.

وذكر أيضا: يوشع بن نون، وهو الذي خلف موسى عليه السلام على قومه، وفتح بيت المقدس.

لقد ذَكر الله تعالى في القرآن الكريم  قَصص بعض الأنبياء والرُّسل عليهم الصلاة والسلام؛ ليعتبرَ ويتّعظ بها الناس، لما فيها من الدروس والعِظات، فهي قَصصٌ ثابتةٌ وقعت في أثناء دعوة الأنبياء لأقوامهم، فاستفاضت  بالدروس الكثيرة التي تُبيّن المنهج القويم، والسبيل الرشيد في الدعوة إلى الله، وبما يُحقّق صلاح العباد، وسعادتهم، ونجاتهم في الدُّنيا والآخرة، قال الله تعالى: (لَقَد كانَ في قَصَصِهِم عِبرَةٌ لِأُولِي الأَلبابِ ما كانَ حَديثًا يُفتَرى وَلـكِن تَصديقَ الَّذي بَينَ يَدَيهِ وَتَفصيلَ كُلِّ شَيءٍ وَهُدًى وَرَحمَةً لِقَومٍ يُؤمِنونَ).

وسنذكر هنا ملخص لقصص الأنبياء والرسل الذين ذكرهم القرآن الكريم

آدم عليه السلام

ذكر الله تعالى في كتابه العزيز قصّة خَلْق آدم عليه السلام؛ أوّل الأنبياء؛ فقد خَلَقه بيده على الصورة التي أرادها سبحانه وتعالى، فكان مخلوقاً مُكرَّماً عن باقي المخلوقات، وخلق الله سبحانه وتعالى ذريّة آدم على صورته وهيئته، قال تعالى: (وَإِذ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَني آدَمَ مِن ظُهورِهِم ذُرِّيَّتَهُم وَأَشهَدَهُم عَلى أَنفُسِهِم أَلَستُ بِرَبِّكُم قالوا بَلى شَهِدنا)، وبعد أن خلق الله آدم، أسكنه الجنّة مع زوجته حوّاء التي خُلِقت من ضِلْعه، فاستمتعا بنعيمها، باستثناء شجرة واحدةٍ نهاهم الله سبحانه وتعالى عن الأكل منها، فوسوس لهما الشيطان؛ ليأكلا منها، فاستجابا لوساوسه، وأكلا من الشجرة حتى انكشفت عوراتهما، فسترا نفسيهما بورق الجنّة، وخاطب الله آدم مُعاتباً إيّاه على الأَكْل من تلك الشجرة بعد أن بيّن عداوة الشيطان له، وحذّره من اتِّباع وساوسه مرّةً أخرى، وقد أبدى آدم ندمه الشديد على فِعلته، وأظهر لله توبته، وأخرجهما الله من الجنّة، وأنزلهما إلى الأرض بأمره.

كما ذكر الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم قصّة ابْنَي آدم عليه السلام، وهما: قابيل، وهابيل؛ فقد كانت من سُنّة آدم أن تتزوّج أنثى كلّ بطنٍ من ذكر البطن الآخر، فأراد قابيل أن يستأثر بأخته التي جاءت معه من البطن ذاتها؛ مَنْعاً لحَقّ أخيه فيما كتبه الله له، وحينما علم آدم عليه السلام بنيّة قابيل، طلب من كليهما أن يُقدّما قُرباناً لله، فتقبّل الله ما قدّمه هابيل، ممّا أثار غضب قابيل، فتوعّد أخاه بالقَتْل، قال تعالى: (وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الْآخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّـهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ*لَئِن بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّـهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ*إِنِّي أُرِيدُ أَن تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ*فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِينَ).

إدريس عليه السلام

إدريس عليه السلام أحد الأنبياء الذين ذكرهم الله تعالى في كتابه العزيز، وقد سبق نبيّ الله نوح عليه السلام، وقِيل: بل كان بعده، وكان إدريس عليه السلام أوّل من كتب بالقلم، وأوّل من خاط الثياب، ولَبِسَها، كما كان عنده عِلَمٌ بالفلك، والنجوم، والحساب، وقد اتّسم إدريس عليه السلام بصفاتٍ وأخلاق كريمةٍ، كالصبر، والصلاح؛ ولذلك نال منزلةً عظيمةً عند الله سبحانه وتعالى، قال الله تعالى فيه: (وَإِسْمَاعِيلَ وَإِدْرِيسَ وَذَا الْكِفْلِ كُلٌّ مِّنَ الصَّابِرِينَ*وَأَدْخَلْنَاهُمْ فِي رَحْمَتِنَا إِنَّهُم مِّنَ الصَّالِحِينَ)، وقد ذكر النبيّ محمد عليه الصلاة والسلام في قصّة المعراج أنّه رأى إدريس عليه السلام في السماء الرابعة؛ ممّا يدلّ على مكانته ومنزلته الرفيعة عند ربّه.

نوح عليه السلام

يُعَدّ نوح عليه السلام أوّل رسولٍ أُرسِل إلى الناس، وهو أحد أُولي العزم من الرُّسل؛ إذ لَبِثَ في دعوة قومه إلى توحيد الله ألف سنةٍ إلّا خمسين عاماً، ودعاهم إلى تَرْك عبادة الأصنام التي لا تملك لهم ضرّاً ولا نَفْعاً، وأرشدهم إلى عبادة الله وحده، وقد اجتهد نوح في دعوته، وسلك في تذكير قومه الأساليب والطُّرق جميعها؛ فدعاهم ليلاً ونهاراً، سرّاً وعلانيةً، فلم تُغنِ تلك الدعوة عنهم شيئاً؛ إذ قابلوها بالاستكبار والجحود، فكانوا يُغلقون آذانهم؛ حتى لا يسمعوا دعوته، فَضْلاً عن اتّهامهم له بالكذب والجنون، ثمّ أوحى الله إلى نوح بصُنع السفينة، فصنعها رغم سُخرية المشركين من قومه منه، وانتظر أمر الله إليه بركوب السفينة مع مَن آمن بدعوته، بالإضافة إلى زوجيَن من كلّ نوعٍ من الكائنات الحيّة، ووقع ذلك بأمرٍ من الله حين فُتِحت السماء بالماء المُنهمِر الغزير، وتفجّرت الأرض ينابيع وعيوناً، فالتقى الماء على هيئةٍ عظيمةٍ، وطوفان مَهيبٍ أغرق القوم المُشركين بالله، ونُجِّيَ نوحٌ عليه السلام ومَن آمن معه.

هود عليه السلام

أرسل الله سبحانه وتعالى هوداً عليه السلام إلى قوم عادٍ الذين كانوا يسكنون في منطقةٍ تُسمّى الأحقاف (الجمع من حقف، ويُراد به: جبل الرَّمل)، وقد تمثّلت الغاية من إرسال هود في دعوة عادٍ إلى عبادة الله، وتوحيده، وتَرْك الشِّرك وعبادة الأوثان، وتذكيرهم بالنِّعَم التي مَنَّ الله عليهم بها؛ من الأنعام، والبنين، والجِنان المُثمرة، وبما أنعم عليهم من الخلافة في الأرض من بعد قوم نوحٍ، وبيَّن لهم جزاء الإيمان بالله، وعاقبة الصدّ عنه، إلّا أنّهم قابلوا دعوته بالصدّ والاستكبار، فلم يستجيبوا رغم إنذار نبيّهم لهم، فعذّبهم الله جزاء شِركهم به؛ بأن أرسل عليهم رِيحاً شديدةً أهلكتهم، قال تعالى: (فَأَمَّا عَادٌ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَقَالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّـهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ*فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا فِي أَيَّامٍ نَّحِسَاتٍ لِّنُذِيقَهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَخْزَى وَهُمْ لَا يُنصَرُونَ).

صالح عليه السلام

بعث الله نبيّه صالحاً عليه السلام إلى قوم ثمود بعد أن ظهرت فيهم عبادة الأصنام والأوثان، فأخذ يدعوهم إلى عبادة الله وحده، وتَرْك الإشراك به، وتذكيرهم بما حَباهم به الله من النِّعَم الكثيرة؛ فقد كانت أراضيهم خصبةً، كما منحهم الله قوّةً ومهارةً في البناء، وعلى الرغم من تلك النِّعَم، إلّا أنّهم لم يستجيبوا لدعوة نبيّهم، وطلبوا منه أن يأتيهم بآيةٍ تدلّ على صِدقه، فأرسل الله إليهم الناقة من الصَّخر مُعجزةً تُؤيّد دعوة نبيّه صالح، واتّفق صالح عليه الصلاة والسلام مع قومه على أنّ لهم يوماً يشربون فيه، وللناقة يوماً، إلّا أنّ زعماء قومه الذين استكبروا اتّفقوا على قتل الناقة، فعذّبهم الله سبحانه وتعالى بأن أرسل الصيحة عليهم، قال تعالى: (فَلَمّا جاءَ أَمرُنا نَجَّينا صالِحًا وَالَّذينَ آمَنوا مَعَهُ بِرَحمَةٍ مِنّا وَمِن خِزيِ يَومِئِذٍ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ القَوِيُّ العَزيزُ*وَأَخَذَ الَّذينَ ظَلَمُوا الصَّيحَةُ فَأَصبَحوا في دِيارِهِم جاثِمينَ كَأَن لَم يَغنَوا فيها أَلا إِنَّ ثَمودَ كَفَروا رَبَّهُم أَلا بُعدًا لِثَمودَ).

لوط عليه السلام

أرسل الله لوطاً عليه السلام إلى قومه؛ يدعوهم إلى توحيد الله تعالى، والاستقامة على الأفعال السويّة، والأخلاق الحميدة؛ إذ كانوا يُمارسون اللواط؛ أي أنّهم كانوا يأتون الرجال شهوةً من دون النساء، كما كانوا يقطعون سبيل الناس؛ فيعتدون على أموالهم، وأعراضهم، فَضْلاً عن ممارستهم للمُنكَرات، والأفعال غير السويّة في أماكن اجتماعهم، وقد ساء لوطاً عليه السلام ما كان يراه ويُعاينه من أفعال قومه، وانحرافاتهم عن الفِطْرة السويّة، واستمرّ في دعوتهم إلى عبادة الله وحده، وتَرْك أفعالهم وانحرافاتهم، إلّا أنّهم رفضوا الإيمان برسالة نبيّهم، وتوعّدوه بالإخراج من قريتهم، فقابل تهديدهم بالثبات على دعوته، وأنذرهم بعذاب الله وعقابه، وحين أمر الله سبحانه وتعالى بإنزال عذابه بالقوم، أرسل ملائكة على هيئة بَشَرٍ إلى نبيّه لوط عليه السلام؛ ليُبشّروه بهلاك قومه ومَن اتّبع طريقهم، بالإضافة إلى زوجته التي شملها العذاب مع قومها، كما بشّروه بنجاته مع مَن آمن معه من العذاب.

أرسل الله العذاب على مَن لم يؤمن من قوم لوطٍ، وكان أوّله بطَمْس أعينهم، قال تعالى: (وَلَقَدْ رَاوَدُوهُ عَن ضَيْفِهِ فَطَمَسْنَا أَعْيُنَهُمْ فَذُوقُوا عَذَابِي وَنُذُرِ)، ثمّ أخذتهم الصيحة، وقُلِبت قريتهم عليهم رأساً على عقب، وأُرسلِت عليهم حجارةٌ من الطين مختلفة عن الحجارة المعهودة، قال تعالى: (فَأَخَذَتهُمُ الصَّيحَةُ مُشرِقينَ*فَجَعَلنا عالِيَها سافِلَها وَأَمطَرنا عَلَيهِم حِجارَةً مِن سِجّيلٍ)، أمّا لوط والذين آمنوا معه، فقد مَضَوا في طريقهم إلى حيث أمرهم الله دون تحديد وجهتهم، قال تعالى في بيان مُجمَل قصّة نبيّه لوط: (إِلّا آلَ لوطٍ إِنّا لَمُنَجّوهُم أَجمَعينَ*إِلَّا امرَأَتَهُ قَدَّرنا إِنَّها لَمِنَ الغابِرينَ*فَلَمّا جاءَ آلَ لوطٍ المُرسَلونَ*قالَ إِنَّكُم قَومٌ مُنكَرونَ*قالوا بَل جِئناكَ بِما كانوا فيهِ يَمتَرونَ*وَأَتَيناكَ بِالحَقِّ وَإِنّا لَصادِقونَ*فَأَسرِ بِأَهلِكَ بِقِطعٍ مِنَ اللَّيلِ وَاتَّبِع أَدبارَهُم وَلا يَلتَفِت مِنكُم أَحَدٌ وَامضوا حَيثُ تُؤمَرونَ*وَقَضَينا إِلَيهِ ذلِكَ الأَمرَ أَنَّ دابِرَ هـؤُلاءِ مَقطوعٌ مُصبِحينَ).

شُعيب عليه السلام

أرسل الله شُعيباً عليه السلام إلى قوم مَدْين بعد أن ظهرت فيهم عبادة الأصنام، وأشركوا بالله، وكانت تلك القرية قد عُرِفت بتطفيف المِكيال والميزان؛ فكان أهلها يزيدون في الكيل إن اشترَوا شيئاً، وينقصون منه إذا باعوا، فدعاهم شُعيب عليه السلام إلى عبادة الله وحده، وتَرْك ما يشركون به من الأنداد، ونهاهم عن تطفيف المكيال والميزان، مُحذِّراً إيّاهم من عذاب الله وعقابه، فتفرّع أهل القرية إلى فريقَين؛ إذ استكبر بعضهم عن دعوة الله، ومكروا بنبيّهم، واتّهموه بالسِّحر والكذب، وتوعّدوه بالقتل، وآمن بعضهم الآخر بدعوة شُعيب، ثمّ ارتحل شُعيب عن مَدْين مُتوجِّهاً إلى الأيكة، وكان قومها مُشركين يُطفّفون المِكيال والميزان كأهل مَدْين، فدعاهم شُعيب إلى عبادة الله، وتَرْك ما هم عليه من الشِّرك، وأنذرهم بعذاب الله وعقابه، فلم يستجب القوم، فتركهم شُعيب عائداً إلى مَدْين مرّةً أخرى، وحينما وقع أمر الله، عُذِّب المُشركون من قوم مَدْين، فأصابتهم رجفةٌ وهزّةٌ مُدمِّرةٌ نقضَت قريتهم، وكذلك عُذِّبت الأيكة، قال تعالى: (وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّـهَ وَارْجُوا الْيَوْمَ الْآخِرَ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ*فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ)، كما قال تعالى: (كَذَّبَ أَصْحَابُ الْأَيْكَةِ الْمُرْسَلِينَ*إِذْ قَالَ لَهُمْ شُعَيْبٌ أَلَا تَتَّقُونَ*إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ*فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ).

إبراهيم عليه السلام

عاش إبراهيم عليه السلام بين قومٍ يعبدون الأصنام من دون الله، وكان والده يصنعها ويبيعها للقوم، إلّا أنّ إبراهيم عليه السلام لم يتّبع ما كان عليه قومه، وأراد أن يبيّن لهم بطلان شِرْكهم، فبيَّت لهم دليلاً يُثبت لهم أنّ أصنامهم لا تضرّ ولا تنفع؛ ففي يوم خروجهم، حطّم إبراهيم عليه السلام أصنامهم جميعها إلّا صنماً كبيراً لهم؛ ليرجع القوم إليه، ويعلموا أنّها لا تضرّهم ولا تنفعهم، إلّا أنّهم أوقدوا النار؛ لإحراق إبراهيم عليه السلام حين علموا بما فعله بأصنامهم، فنجّاه الله منها، كما أقام عليهم الحُجّة أيضاً بإبطال ما كانوا يزعمون؛ بأنّ القمر، والشمس، والكواكب؛ لا تصلح للعبادة؛ إذ كانوا يطلقون تلك الأسماء على الأصنام، فبيّن لهم تدرّجاً أن العبادة لا تكون إلّا لخالق القمر والشمس والكواكب والسماوات والأرض.

قال تعالى في بيان قصّة نبيّه إبراهيم: (وَلَقَد آتَينا إِبراهيمَ رُشدَهُ مِن قَبلُ وَكُنّا بِهِ عالِمينَ*إِذ قالَ لِأَبيهِ وَقَومِهِ ما هـذِهِ التَّماثيلُ الَّتي أَنتُم لَها عاكِفونَ*قالوا وَجَدنا آباءَنا لَها عابِدينَ*قالَ لَقَد كُنتُم أَنتُم وَآباؤُكُم في ضَلالٍ مُبينٍ*قالوا أَجِئتَنا بِالحَقِّ أَم أَنتَ مِنَ اللّاعِبينَ*قالَ بَل رَبُّكُم رَبُّ السَّماواتِ وَالأَرضِ الَّذي فَطَرَهُنَّ وَأَنا عَلى ذلِكُم مِنَ الشّاهِدينَ*وَتَاللَّـهِ لَأَكيدَنَّ أَصنامَكُم بَعدَ أَن تُوَلّوا مُدبِرينَ*فَجَعَلَهُم جُذاذًا إِلّا كَبيرًا لَهُم لَعَلَّهُم إِلَيهِ يَرجِعونَ*قالوا مَن فَعَلَ هـذا بِآلِهَتِنا إِنَّهُ لَمِنَ الظّالِمينَ*قالوا سَمِعنا فَتًى يَذكُرُهُم يُقالُ لَهُ إِبراهيمُ*قالوا فَأتوا بِهِ عَلى أَعيُنِ النّاسِ لَعَلَّهُم يَشهَدونَ*قالوا أَأَنتَ فَعَلتَ هـذا بِآلِهَتِنا يا إِبراهيمُ*قالَ بَل فَعَلَهُ كَبيرُهُم هـذا فَاسأَلوهُم إِن كانوا يَنطِقونَ*فَرَجَعوا إِلى أَنفُسِهِم فَقالوا إِنَّكُم أَنتُمُ الظّالِمونَ*ثُمَّ نُكِسوا عَلى رُءوسِهِم لَقَد عَلِمتَ ما هـؤُلاءِ يَنطِقونَ*قالَ أَفَتَعبُدونَ مِن دونِ اللَّـهِ ما لا يَنفَعُكُم شَيئًا وَلا يَضُرُّكُم*أُفٍّ لَكُم وَلِما تَعبُدونَ مِن دونِ اللَّـهِ أَفَلا تَعقِلونَ*قالوا حَرِّقوهُ وَانصُروا آلِهَتَكُم إِن كُنتُم فاعِلينَ*قُلنا يا نارُ كوني بَردًا وَسَلامًا عَلى إِبراهيمَ*وَأَرادوا بِهِ كَيدًا فَجَعَلناهُمُ الأَخسَرينَ).

لم يؤمن برسالة إبراهيم عليه السلام إلّا زوجته سارة وابن أخيه لوط عليه السلام، وقد رحل معهما متوجّهاً إلى حرّان، ثمّ إلى فلسطين، ثمّ إلى مصر، وتزوّج هناك من هاجر المصرية، وأنجب منها إسماعيل عليه السلام، ثمّ رُزق بإسحاق عليه السلام من زوجته سارة بعد أن أرسل الله سبحانه وتعالى إليه ملائكة تُبشّره بذلك؛ قدرةً من الله سبحانه وتعالى بعد أن بلَغا مَبلغاً من العُمر.

إسماعيل عليه السلام

رُزِق إبراهيم بإسماعيل عليهما السلام من زوجته الثانية هاجر المصرية، ممّا أثار الغِيرة في نفس زوجته الأولى سارة، فطلبت منه الابتعاد بهاجر وابنها عنها، ففعل، حتى بلغوا أرض الحجاز، وكانت أرض خاليةً جرداء، ثمّ تركهما بأمرٍ من الله، مُتّجهاً للدعوة إلى توحيده، ودعا ربّه التكفُّل بزوجته هاجر وابنه إسماعيل، وقد اعتنت هاجر بابنها إسماعيل وأرضعته، واعتنت به إلى أن نفد طعامها وشرابها، فأخذت تسعى بين جبلَين، هما: الصفا والمروة؛ ظنّاً منها وجود الماء في أحدهما، إلى أن ظهرت عين ماءٍ بأمرٍ من الله سبحانه وتعالى؛ رحمةً بهاجر وابنها، وقد شاء الله أن تكون تلك العين من الماء بئراً تمرّ به القوافل (بئر زمزم)، فأصبحت تلك المنطقة خصبةً عامرةً بفضلٍ من الله عزّ وجلّ، وعاد إبراهيم عليه الصلاة والسلام إلى زوجته وابنه بعد إتمامه للمَهمة التي أوكله بها ربّه.

رأى إبراهيم عليه السلام في منامه أنّه يذبح ابنه إسماعيل، وقد امتثلا لأمر ربّهما؛ إذ إنّ رؤيا الأنبياء حَقٌّ، إلّا أنّ الله تعالى لم يُرد بذلك الأمر تنفيذه فعلاً، بل كان اختباراً وابتلاءً وامتحاناً لإبراهيم وإسماعيل عليهما السلام، وقد فُدِي إسماعيل بذِبحٍ عظيمٍ من الله سبحانه وتعالى، ثمّ أمرهما الله ببناء الكعبة المُشرَّفة، فأطاعاه وأطاعا أمره، ثمّ أمر الله نبيّه إبراهيم بدعوة الناس للحجّ إلى بيته الحرام.

إسحق ويعقوب عليهما السلام

بشّرت الملائكة إبراهيم عليه السلام وزوجته سارة بإسحاق عليه السلام، ثمّ وُلِد لإسحاق يعقوب عليه السلام الذي عُرِف باسم إسرائيل في كتاب الله؛ أي عبد الله، وقد تزوّج وكان له اثنا عشر ولداً، ومنهم نبيّ الله يوسف عليه السلام، وتجدر الإشارة إلى أنّه لم تُذكَر في القرآن أخبار عن دعوة إسحاق عليه السلام، وحياته.

يوسف عليه السلام

تضمّنت قصة يوسف عليه السلام العديد من الأحداث والوقائع، فيما يأتي بيانها بشكلٍ مُجمَلٍ:

الرؤيا وكَيْد الإخوة:

حاز يوسف عليه السلام على قَدْر كبيرٍ من الجمال وحُسن الهيئة، والمكانة الرفيعة في قلب أبيه يعقوب عليه السلام، كما أنّ الله تعالى اصطفاه وأوحى إليه في المنام؛ فرأى الشمس والقمر وأحد عشر كوكباً ساجدين له، وأخبر أباه بالرُّؤيا، فأمره بالسكوت، وعدم إخبار إخوته بها، والذين أضمروا في أنفسهم الانتقام منه؛ بسبب إيثار أبيهم له عليهم، فأجمعوا أمرهم على إلقاء يوسف في البئر، فطلبوا من أبيهم أن يأذن لهم في أخذه معهم، وألقوه في البئر بالفِعل، وأخبروا أباهم بأنّ الذئب أكله، وأتَوْا بقميصه وقد جعلوا عليه دماً؛ إشارةً إلى أَكْل الذئب له.

يوسف في قصر العزيز:

بِيِع يوسف عليه السلام في سوق مصر بثمن قليلٍ لعزيز مصر بعد أن التقطته إحدى القوافل من البئر حين أرادوا الشُّرب منه، وقد فُتِنت زوجة العزيز بيوسف عليه السلام، ممّا أدّى بها إلى مراودته عن نفسه، ودعوته إلى نفسها، إلّا أنّه لم يلتفت إلى ما بَدَرَ منها، وأعرض مؤمناً بالله وحده، أميناً على سيّده، وهرب منها، فإذا به بالعزيز الذي لقيَه عند الباب، فأخبرته امرأته بأنّ يوسف مَن راودها عن نفسها، إلّا أنّ الحَقّ ظهر بأنّها هي مَن راودته؛ استدلالاً بأنّ قميص يوسف قد مُزِّق من الخلف، وقد تكلّمت النسوة عن امرأة العزيز، فأرسلت إليهنّ؛ ليجتمعن عندها، وأعطت كلّ واحدةٍ منهنّ سكّيناً، ثمّ أمرت يوسف بالخروج عليهنّ، فقطّعنّ أيديهنّ؛ بسبب ما رأينه من حُسن يوسف عليه السلام، وجماله، فظهر لهنّ سبب مراودتها إيّاه عن نفسه.

يوسف في السجن:

مكث يوسف عليه السلام في السجن صابراً مُحتسِباً، وكان قد دخل معه إلى السجن غلامان كانا يعملان عند الملك؛ أحدهما في طعامه، والآخر في شرابه؛ وكان الذي يعمل في شراب الملك قد رأى في منامه أنّه يعصر الخمر للمَلك، أمّا الذي كان يعمل في الطعام، فقد رأى أنّه يحمل فوق رأسه طعاماً يأكل الطير منه، وكانا قد قصّا مناميهما على يوسف؛ ليُفسّرهما لهما، فانتهز يوسف عليه السلام الفرصة للدعوة إلى دين الله، وتوحيده، وعدم الإشراك به، وبيان نعمة الله عليه بقدرته على تفسير الرؤى، والعلم بالطعام قبل مجيئه، ثمّ فسّر رؤيا عَصْر الخَمْر بالخروج من السجن وسقاية الملك، أمّا رؤيا أكل الطير؛ فقد فسّرها بالصَّلْب وأَكْل الطير من الرأس، وكان يوسف قد طلب ممّن سيخرج من السجن أن يذكره أمام الملك، إلّا أنّه نسي ذلك، فمكث في السجن مدّةً لا تقلّ عن ثلاث سنواتٍ.

تفسير يوسف لرُؤيا الملك:

رأى الملك في منامه أنّ سبع بقرات هزيلاتٍ يأكلنَ سبعاً سميناتٍ، ورأى سبع سنابل خضراء ومثلهنّ يابساتٍ، فأخبر الملك الملأ عنده بما رأى، إلّا أنّهم لم يستطيعوا تفسير رؤياه، فتذكّر ساقي الملك الذي نجا من السجن يوسف عليه السلام، فأخبر الملك بعِلمه في تفسير الرُّؤى، وأُخبِر يوسف برؤيا الملك، وطُلِب منه تفسيرها، وفسّرها، ثمّ طلب المِلك لقاءه، إلّا أنّه رفض إلى حين ثبوت عِفّته وطهارته، فأرسل المِلك إلى النسوة اللواتي اعترفن مع امرأة العزيز بما بَدَرَ منهنّ، ثمّ فسّر يوسف عليه السلام رُؤيا الملك بالخِصب الذي يصيب مصر سبع سنواتٍ، ثمّ مثلهنّ من الجدب، ثمّ الرخاء الذي يَعمّ بعد الجدب، وبيّن لهم أنّ عليهم تخزين الفاضل عن حاجتهم إلى سنوات الجدب والقحط.

التمكين ليوسف في الأرض ولقاؤه بإخوته وأبيه:

جعل ملك مصر يوسف عليه الصلاة والسلام وزيراً على خزائن الأرض، وكان أهل مصر قد أعدّوا العدّة لسنوات الجَدب، فكان أهل البلاد يأتون إلى مصر؛ ليحصلوا على ما يكفيهم من الطعام، وكان من الذين أَتَوا إلى مصر إخوة يوسف الذين عَرَفهم، إلّا أنّهم لم يعرفوه، وطلب منهم مقابل الطعام أخاً لهم، ومنحهم الطعام بلا ثمنٍ على أن يأتوا بأخيهم، فعادوا وأخبروا أباهم بأنّ الوزير لن يمنحهم الطعام ثانيةً إلّا إذا أحضروا إليه أخاهم، وأخذوا على أنفسهم عهداً بأن يُعيدوا أخاهم إليه مرة أخرى، فأوصاهم والدهم بالدخول على الملك من أبواب مُتفرّقةٍ، وذهبوا إلى يوسف مرّةً أخرى ومعهم أخوهم، ثمّ جعل يوسف كأس الملك في رِحالهم؛ كي يستطيع إبقاء أخيه عنده، فاتُّهِموا بالسرقة، وادّعوا هم بدورهم براءتهم، إلّا أنّ كأس الملك كان في رِحال أخيهم، فأخذه يوسف، وطلب منه إخوته أن يأخذ غيره، إلّا أنّه رفض، ورجع الإخوة إلى أبيهم، وأعلموه بما جرى معهم، وعادوا إلى يوسف مرّةً أخرى؛ راجين منه التصدُّق عليهم؛ بإطلاق سراح أخيهم، فذكّرهم بما كان من فِعلهم معه عندما كان صغيرا، فعرفوه، وطلب منهم العودة وإحضار والدَيه، وأعطاهم قميصاً له؛ ليُلقوه على أبيهم؛ فيستعيدَ بَصَره، ثمّ أتى والداه وإخوته إليه، وخرّوا ساجدين له، وبذلك تحقّقت رُؤيا يوسف عليه السلام التي رآها وهو صغيرٌ.

أيوب عليه السلام

ذكر الله تعالى في كتابه العزيز قصّة النبيّ أيّوب عليه السلام الذي كان مثالاً في الصبر على البلاء، والاحتساب عند الشدّة؛ فقد دلّت آيات كتاب الله على أنّ أيّوب عليه السلام تعرّض لبلاءٍ في جسده، وماله، وولده، فصبر على ذلك؛ مُحتسِباً الأجر من عند الله، وتوجّه إليه بالدعاء والتضرُّع؛ راجياً منه رفع البلاء عنه، فاستجاب له ربّه، وفرّج عنه كُربته، وعوّضه بالكثير من الأموال، والأولاد؛ رحمةً وفضلاً منه سبحانه وتعالى، قال تعالى: (وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ*فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِن ضُرٍّ وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُم مَّعَهُمْ رَحْمَةً مِّنْ عِندِنَا وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ).

ذي الكفل عليه السلام

ذُكِر ذو الكفل عليه الصلاة والسلام في موضعَين من القرآن الكريم؛ في سورتَي الأنبياء، وص، قال تعالى في سورة الأنبياء: (وَإِسْمَاعِيلَ وَإِدْرِيسَ وَذَا الْكِفْلِ كُلٌّ مِّنَ الصَّابِرِينَ)، وقال في سورة ص: (وَاذْكُرْ إِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَذَا الْكِفْلِ وَكُلٌّ مِّنَ الْأَخْيَارِ)، وقِيل إنّه لم يكن نبيّاً، وقد سُميّ بذلك؛ لأنّه تكفّل بأداء العمل الذي يعجز عنه غيره، وقِيل لأنّه تكفّل لقومه بما يكفيهم من أمور الدُّنيا، ووعدهم بالحُكم بينهم بالعدل والقِسْط.

يُونس عليه السلام

أرسل الله نبيّه يُونس عليه السلام إلى قومٍ يدعوهم إلى توحيد الله تعالى، وتَرْك الشِّرك به، وتحذيرهم من عاقبة البقاء على دينهم، إلّا أنّهم لم يستجيبوا لدعوته، وأصرّوا على دينهم، واستكبروا على دعوة نبيّهم، فما كان من يُونس عليه السلام إلّا أن خرج من قرية قومه دون إذنٍ من ربّه، فرَكِبَ إحدى السُّفن، وكانت مليئةً بالركّاب والأمتعة، فاشتدّت الرياح أثناء إبحار السفينة، وخَشِي مَن فيها الغرق، وبدأوا بالتخلُّص من الأمتعة التي معهم، إلّا أنّ الحال لم يتغيّر، فقرّروا إلقاء أحدٍ منهم، واقترعوا فيما بينهم، فوقعت على يُونس عليه السلام، فأُلقِي في البحر، وسخّر الله له حوتاً ابتلعه دون أن يُصيبه بأيّ أذى، واستقرّ يونس في بطن الحوت مُسبِّحاً ربّه، ومُستغفِراً إيّاه، وتائباً إليه، فقذف به الحوت إلى البَرّ بأمرٍ من الله، وكان مريضاً، فأنبت الله له شجرة يقطين، ثمّ أرسله مرّةً أخرى إلى قومه، فوفّقهم الله إلى الإيمان بدعوته.

موسى عليه السلام

تعرّض بنو إسرائيل إلى مِحنةٍ شديدةٍ في مصر؛ حيث كان فرعون يُقتِّل أبناءهم عاماً، ويتركهم عاماً آخر، ويَستحيي نساءهم، وقد شاء الله أن تلد أمّ موسى في العام الذي يُقتَّل فيه الأولاد، فخَشِيت عليه من بَطْشهم، وفيما يأتي بيان ما حدث مع موسى عليه السلام:

موسى في التابوت:

وضعت أمّ موسى وليدها في تابوتٍ، وقذفته في البحر؛ استجابةً لأمر الله -سبحانه وتعالى، وقد وعدها الله سبحانه وتعالى بردّه إليها، وأمرت أخته بتتبُّع أمره، وخَبَره.

دخول موسى إلى قصر فرعون:

شاء الله سبحانه وتعالى أن تسير الأمواج بالتابوت إلى قصر فرعون، فالتقطه الخدم، ذاهبين بالتابوت إلى آسية زوجة فرعون، فكشفت عمّا في التابوت، فوجدت موسى عليه السلام، فقذف الله حبّه في قلبها، وعلى الرغم من أنّ فرعون همَّ بقَتله، إلّا أنّه تحوّل عن الأمر برجاءٍ من زوجته آسية، وقد حرّم الله عليه المراضع؛ فلم يقبل الرضاعة مِمّن في القصر، فخرجوا به إلى السوق باحثين عن مُرضعةٍ، فأخبرتهم أخته بمَن يصلح بذلك، وذهبت بهم إلى أمّه، وبذلك تحقّق وعد الله سبحانه وتعالى بإرجاع موسى إليها.

خروج موسى من مصر:

خرج موسى عليه السلام من مصر بعد أن قتل رجلاً مصريّاً خطأً؛ نُصرةً لرجلٍ من بني إسرائيل، وكان قد توجّه إلى بلاد مَدْين.

موسى في مدين:

استظلّ موسى عليه السلام بشجرةٍ حين وصوله إلى مَدْين، ودعا ربّه الهداية إلى الطريق المستقيم، والصراط السويّ، ثمّ توجّه إلى بئر مَدْين، ووجد عنده فتاتَين تنتظران سقاية الماء لِما معهما من الأغنام، فسقى لهما، ثمّ استظلّ، ودعا ربّه بالرزق، وعادت الفتاتان إلى أبيهما، وأخبرتاه بما حصل معهما، فطلب من إحداهما الإتيان بموسى؛ ليشكره على صنيعه، فأتت به على استحياءٍ منها، واتّفق معه على الرَّعي له مدّة ثمان سنواتٍ، وإن زاد سنتَين فمن عنده، على أن يُزوّجه إحدى ابنتَيه، فوافق موسى على ذلك.

عودة موسى إلى مصر:

عاد موسى عليه السلام إلى مصر بعد وفائه لعهده مع والد زوجته، وبحلول الليل أخذ يبحث عن نارٍ يستوقدها، إلّا أنّه لم يجد إلّا ناراً إلى جانب الجبل، فذهب إليها وحده تاركاً أهله، فناداه ربّه، وخاطبه، وأجرى على يدَيه معجزتَين؛ الأولى: تحوُّل العصا إلى ثعبانٍ، والثانية: خروج يده من جيبه بيضاء، فإن أرجعها عادت إلى حالتها الأولى، وأمره أن يذهب إلى فرعون مصر داعياً إيّاه إلى عبادة الله وحده، فطلب موسى من ربّه إعانته بأخيه هارون، فاستجاب له.

دعوة موسى لفرعون:

توجّه موسى مع أخيه هارون عليهما السلام إلى فرعون؛ لدعوته إلى توحيد الله، فأنكر فرعون دعوة موسى، وتحدّاه بسَّحَرَته، واتّفقا على موعدٍ يلتقي فيه الفريقان، فجمع فرعون السَّحَرة، وتحدّوا موسى عليه السلام، فثبتت حُجّة موسى، قال الله تعالى: (ثُمَّ بَعَثنا مِن بَعدِهِم موسى وَهارونَ إِلى فِرعَونَ وَمَلَئِهِ بِآياتِنا فَاستَكبَروا وَكانوا قَومًا مُجرِمينَ*فَلَمّا جاءَهُمُ الحَقُّ مِن عِندِنا قالوا إِنَّ هـذا لَسِحرٌ مُبينٌ*قالَ موسى أَتَقولونَ لِلحَقِّ لَمّا جاءَكُم أَسِحرٌ هـذا وَلا يُفلِحُ السّاحِرونَ*قالوا أَجِئتَنا لِتَلفِتَنا عَمّا وَجَدنا عَلَيهِ آباءَنا وَتَكونَ لَكُمَا الكِبرِياءُ فِي الأَرضِ وَما نَحنُ لَكُما بِمُؤمِنينَ*وَقالَ فِرعَونُ ائتوني بِكُلِّ ساحِرٍ عَليمٍ*فَلَمّا جاءَ السَّحَرَةُ قالَ لَهُم موسى أَلقوا ما أَنتُم مُلقونَ*فَلَمّا أَلقَوا قالَ موسى ما جِئتُم بِهِ السِّحرُ إِنَّ اللَّـهَ سَيُبطِلُهُ إِنَّ اللَّـهَ لا يُصلِحُ عَمَلَ المُفسِدينَ*وَيُحِقُّ اللَّـهُ الحَقَّ بِكَلِماتِهِ وَلَو كَرِهَ المُجرِمونَ).

نجاة موسى ومَن آمن معه:

أمر الله تعالى نبيّه موسى عليه السلام أن يسير بقومه من بني إسرائيل ليلاً؛ هروباً من فرعون، وجمع فرعون جنوده وأتباعه؛ لحاقاً بموسى، إلّا أنّ فرعون غرق مع مَن معه.

هارون عليه السلام

كان نبيّ الله هارون عليه السلام الأخ الشقيق لنبيّ الله موسى عليه السلام، وقد حاز هارون على مكانةٍ عظيمةٍ من أخيه؛ فكان الساعد الأيمن له، والمعاون الأمين، والوزير الناصح الحكيم، وقد ذكرت آيات الله موقف هارون عليه السلام حينما جُعِل خليفةً لأخيه موسى؛ فقد واعد الله نبيّه موسى عند جبل الطُّور، فاستبقى أخاه هارون في قومه؛ آمراً إيّاه بالإصلاح، والمحافظة على شئون بني إسرائيل، ووحدتهم، وتماسكهم، إلّا أنّ السامريّ آنذاك صنع عِجلاً داعياً قومه إلى عبادته، ومُدّعياً أنّ موسى عليه السلام ضلّ عن قومه، وحينما رأى هارون عليه السلام حالهم وعبادتهم للعِجل، وقف بينهم خطيباً يُحذّرهم من سوء فِعلهم، ويدعوهم إلى العودة عن شِرْكهم وضلالهم، ومُبيّناً لهم أنّ الله تعالى ربّهم الأوحد المُستحِقّ للعبادة، وداعياً إيّاهم إلى طاعته، وتَرْك مخالفة أمره، فرفض القوم الذين ضلّوا اتِّباع أمر هارون، وأصرّوا على البقاء على حالهم، وحينما عاد موسى عليه السلام ومعه ألواح التوراة، رأى حال قومه، وإقامتهم على عبادة العِجل، فهاله ما رأى، وألقى الألواح من يده، وأخذ يُعاتب هارون على تَركه الإنكار على قومه، فدافع هارون عن نفسه، مُبيّناً نصحيته لهم، وإشفاقه عليهم، وأنّه لم يُرِد إحداث الشِّقاق بينهم، فكانت حياة هارون عليه السلام مثالاً في الصدق في القول، والمجاهدة في الصبر، والاجتهاد في النصيحة.

يُوشع بن نون عليه السلام

يُعَدّ يُوشع بن نون عليه السلام أحد أنبياء بني إسرائيل، وقد ورد ذِكره في القرآن الكريم دون الإشارة إلى اسمه في سورة الكهف؛ إذ كان فتى موسى الذي رافقه في رحلته للقاء الخضر، قال تعالى: (وَإِذ قالَ موسى لِفَتاهُ لا أَبرَحُ حَتّى أَبلُغَ مَجمَعَ البَحرَينِ أَو أَمضِيَ حُقُبًا)، وقد خصّ الله نبيّه يُوشع بعدّة فضائل، منها: حَبْس الشمس له، وفَتْح بيت المقدس على يدَيه.

إلياس عليه السلام

يُعَدّ إلياس عليه السلام أحد الأنبياء الذين أرسلهم الله إلى الناس؛ لعبادة الله وحده، فقد كان قومه يعبدون الأصنام، فدعاهم إلياس عليه الصلاة والسلام إلى توحيد الله، وعبادته وحده، وحذّرهم من حلول عذاب الله بالكافرين، وبيّن لهم أسباب النجاة والفلاح في الدُّنيا، والآخرة، فنجّاه الله من شرّهم، وأبقى له الذِّكر الحَسن في العالَمين بإخلاصه لربّه، وإحسانه، قال تعالى: (وَإِنَّ إِلْيَاسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ*إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَلَا تَتَّقُونَ*أَتَدْعُونَ بَعْلًا وَتَذَرُونَ أَحْسَنَ الْخَالِقِينَ*اللَّـهَ رَبَّكُمْ وَرَبَّ آبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ*فَكَذَّبُوهُ فَإِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ*إِلَّا عِبَادَ اللَّـهِ الْمُخْلَصِينَ*وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ*سَلَامٌ عَلَى إِلْ يَاسِينَ*إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ*إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ).

اليسع عليه السلام

يُعَدّ اليسع عليه السلام أحد أنبياء بني إسرائيل من ذريّة يوسف عليه السلام، وقد جاء ذِكره في موضعَين من كتاب الله؛ الأوّل: قَوْله تعالى في سورة الأنعام: (وَإِسماعيلَ وَاليَسَعَ وَيونُسَ وَلوطًا وَكُلًّا فَضَّلنا عَلَى العالَمينَ)، والثاني قَوْله في سورة ص: (وَاذْكُرْ إِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَذَا الْكِفْلِ وَكُلٌّ مِّنَ الْأَخْيَارِ)، وقد بلّغ قومه دعوة ربّه بتوحيد الله سبحانه وتعالى مُتّبِعاً أمر ربّه.

داود عليه السلام

استطاع نبيّ الله داود عليه السلام قَتل جالوت الذي كان عدّواً لله، ثمّ مَكّن الله لداود في الأرض؛ إذ آتاه المُلكَ، ووَهَبه الحِكمة، وسخّر له عدّة مُعجزاتٍ، منها تسبيح الطَّير والجبال معه، وقد احترف داود عليه السلام تشكيل الحديد على الهيئة التي يُريدها، وبَرَعَ فيها بشكلٍ كبيرٍ، فكان يصنع الدروع، قال تعالى: (وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُودَ مِنَّا فَضْلًا يَا جِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ*أَنِ اعْمَلْ سَابِغَاتٍ وَقَدِّرْ فِي السَّرْدِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ)، كما أنزل الله على داود كتاب الزبور، قال تعالى: (وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا)، ووَهَبه سليمان عليه السلام، قال سبحانه وتعالى: (وَوَهَبْنَا لِدَاوُودَ سُلَيْمَانَ نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ).

سليمان عليه السلام

كان سليمان بن داود عليهما السلام نبيّاً مَلكاً؛ فقد أتاه الله مُلكاً لا ينبغي لأحدٍ من بَعده، ومن مظاهر مُلكه أن أعطاه الله القدرة على فَهْم منطق الطير والحيوان، وتسخير الريح لتجريَ بأمره إلى المكان الذي يُريده، كما سخّر الله له الجِنّ، وكان جُلّ اهتمام نبيّ الله سليمان مُنصَبّاً على الدعوة إلى دين الله، وفي يومٍ من الأيّام افتقد وجود الهدهد في مجلسه، فتوعّده بسبب غيابه دون إذنه، ثمّ جاء الهدهد إلى مجلس سليمان، وأخبره أنّه كان ذاهباً في مَهمّةٍ، فوصل إلى بلدٍ رأى فيها العجب؛ فقد رأى قوماً تحكمُهم امرأةٌ اسمها بلقيس، ويعبدون الشمس من دون الله، فغضب سليمان حين سمع خبر الهدهد، فأرسل إليهم رسالةً تدعوهم إلى الإسلام والإذعان لأمر الله.

تشاورت بلقيس مع أكابر قومها، ثمّ قرّرت إرسال وَفدٍ معه الهدايا إلى سليمان، فغضب سليمان من الهدايا؛ لأنّ الغاية الدعوة إلى توحيد الله، وليس استقبال الهدايا، فطلب من الوفد الرجوع، وإيصال رسالةٍ إلى بلقيس مُتوعِّداً إيّاها بجنودٍ عظيمةٍ تُخرجها وقومها من بلدتهم صاغرين، فقرّرت بلقيس الذهاب بمفردها إلى سليمان، فأراد سليمان قبل مجيئها أن يأتيَ بعَرْشها؛ ليُبيّن لها قدرة الله التي منحَها إيّاه، وأتى به عفريت من الجن مؤمنٌ، ثمّ جاءت بلقيس، ودخلت على سليمان، ولم تتعرّف على عرشها في بداية الأمر، ثمّ أعلمها سليمان بأنّه عرشها، فأسلمت مع سليمان لله ربّ العالَمين، ويُشار إلى أنّ سليمان عليه السلام تُوفِّي حينما كان قائماً يتعبّد، وكان مُتَّكِئاً على عصاه، فبقي على تلك الهيئة زماناً إلى أن أرسل الله حشرةً تأكل عصاه حتى سقط على الأرض، فأدرك الجِنّ أنّهم لو كانوا يعلمون الغيب ما استمرّوا في العمل طول المدّة التي كان فيها سليمان ميّتاً دون شعورهم. قال تعالى: (وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ غُدُوُّهَا شَهْرٌ وَرَوَاحُهَا شَهْرٌ وَأَسَلْنَا لَهُ عَيْنَ الْقِطْرِ وَمِنَ الْجِنِّ مَن يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَمَن يَزِغْ مِنْهُمْ عَنْ أَمْرِنَا نُذِقْهُ مِنْ عَذَابِ السَّعِيرِ*يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاءُ مِن مَّحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ وَقُدُورٍ رَّاسِيَاتٍ اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ*فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ الْمَوْتَ مَا دَلَّهُمْ عَلَى مَوْتِهِ إِلَّا دَابَّةُ الْأَرْضِ تَأْكُلُ مِنسَأَتَهُ فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَن لَّوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِي الْعَذَابِ الْمُهِينِ).

زكريّا ويحيى عليهما السلام

يُعَدّ زكريّا عليه السلام نبيّاً من أنبياء بني إسرائيل، وقد بقي عليه السلام دون ولدٍ إلى أن توجّه إلى ربّه داعياً إيّاه أن يهبَه ولداً يَرِث الصلاح منه؛ ليستمرّ حال بني إسرائيل صالحاً، فاستجاب الله له دعوته، ووهب له يحيى الذي آتاه الله الحكمة والعِلم صغيراً، كما جعله رحيماً بأهله، وبارّاً بهم، ونبيّاً صالحاً حريصاً على الدعوة إلى ربّه، قال تعالى: (هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِن لَّدُنكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ*فَنَادَتْهُ الْمَلَائِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ أَنَّ اللَّـهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَىٰ مُصَدِّقًا بِكَلِمَةٍ مِّنَ اللَّـهِ وَسَيِّدًا وَحَصُورًا وَنَبِيًّا مِّنَ الصَّالِحِينَ*قَالَ رَبِّ أَنَّىٰ يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَقَدْ بَلَغَنِيَ الْكِبَرُ وَامْرَأَتِي عَاقِرٌ قَالَ كَذَٰلِكَ اللَّـهُ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ*قَالَ رَبِّ اجْعَل لِّي آيَةً قَالَ آيَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ إِلَّا رَمْزًا وَاذْكُر رَّبَّكَ كَثِيرًا وَسَبِّحْ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَارِ)

عيسى عليه السلام

خلق الله تعالى عيسى عليه السلام من أمّ دون أب؛ ليكون ذلك دلالةً وآيةً على عظمته سبحانه وتعالى، وقدرته، وذلك حين بعث إلى مريم مَلكاً نفخ فيها من روح الله، فحملت بمولودها، ثمّ أتت به إلى قومها، فأنكروا عليها ذلك، فأشارت إلى رضيعها، فكلّمهم سيدنا عيسى عليه السلام وهو رضيع مُبيِّناً لهم أنّه عبد الله الذي اصطفاه للنبوّة، وحينما بلغ عيسى عليه السلام أشدّه بدأ بأداء مَهامّ بعثته؛ فدعا قومه بني إسرائيل إلى تصحيح مسلكهم، والعودة إلى التمسُّك بشريعة ربّهم، وأظهر الله على يدَيه مُعجزاتٍ دالّةٍ على صِدقه، منها: خَلْق الطير من الطين، وإحياء الموتى، وإبراء الأكمه والأبرص، وإخبار القوم بما يدّخرون في بيوتهم، وقد آمن به الحواريّون، وكانوا اثني عشر. قال تعالى: (إِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّـهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِّنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ*وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا وَمِنَ الصَّالِحِينَ*قَالَتْ رَبِّ أَنَّىٰ يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ قَالَ كَذَٰلِكِ اللَّـهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ إِذَا قَضَىٰ أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ*وَيُعَلِّمُهُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالْإِنجِيلَ*وَرَسُولًا إِلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُم بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُم مِّنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللَّـهِ وَأُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ وَأُحْيِي الْمَوْتَىٰ بِإِذْنِ اللَّـهِ وَأُنَبِّئُكُم بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ*وَمُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَلِأُحِلَّ لَكُم بَعْضَ الَّذِي حُرِّمَ عَلَيْكُمْ وَجِئْتُكُم بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ فَاتَّقُوا اللَّـهَ وَأَطِيعُونِ*إِنَّ اللَّـهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَـٰذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ*فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَىٰ مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللَّـهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللَّـهِ آمَنَّا بِاللَّـهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ).

محمّد عليه الصلاة والسلام

بعثَ الله محمّداً خاتم أنبيائه بعد بلوغه سنّ الأربعين، وقد بدأ عليه الصلاة والسلام دعوته سرّاً، واستمرّ فيها ثلاث سنواتٍ قبل أن يأمرَه الله بالجَهْر بها، وقد تحمّل عليه الصلاة والسلام الأذى والمَشقّة في سبيل دعوته؛ ممّا أدّى بالصحابة إلى الهجرة إلى الحبشة؛ فراراً بدينهم، واشتدّ الحال على النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، وخاصّةً بعد وفاة أقرب الناس إليه، فخرج من مكّة إلى الطائف؛ مُلتمِساً النُّصرة منهم، فما وجد غير الأذى والسُّخرية، فعاد عليه الصلاة والسلام ليستكملَ دعوته، وكان يعرض الإسلام على القبائل في موسم الحَجّ، فالتقى يوماً بنَفرٍ من الأنصار الذين آمنوا بدعوته، ورجعوا إلى المدينة؛ لدعوة أهليهم، ثمّ تهيّأت الظروف فيما بعد؛ لعَقْد بيعتَي العقبة الأولى والثانية بين الرسول عليه الصلاة والسلام، والأنصار، وبذلك مُهِّد أمر الهجرة إلى المدينة، فخرج النبيّ مع أبي بكرٍ تلقاء المدينة، ومرَّ في طريقه بغار ثورٍ، وبَقِي فيه ثلاثة أيّامٍ قبل بلوغ المدينة، وبنى المسجد فور وصوله إيّاها، وأقام فيها الدولة الإسلاميّة، وبقي يدعو إلى رسالة الإسلام إلى أن تُوفِّي صلّى الله عليه وسلّم وعمره ثلاث وستّون سنةً.

الإعجاز اللغوي والبلاغي

 الإعجاز اللغوي هو أحدُ وجوه الإعجاز الذي هو إعجاز شاملٌ لكلِّ ما في كلمة “إعجاز” مِن معنى؛ فهو مُعْجِز في ألفاظه وأسلوبه، وهو مُعجِز في بيانه ونظْمه، يجد القارئ فيه صورةً حَيَّةً للكون والحياة والإنسان، وحيثما قَلَّب الإنسان نظَرَه في القرآن وَجَد أسرارًا مِن الإعجاز اللغوي:

أولًا: في نظامه الصوتي البَدِيع بجرْس حروفه حين يسمع حركاتها وسكناتها، ومَدّها وغُنَنَها، وفواصلها ومقاطعها.

ثانيًا: في ألفاظه التي تَفِي بحقِّ كلِّ معنًى في موضعه، لا يَنْبُو فيه لفظٌ فيُقال: إنه زائد، ولا موضع يُقال: إنه يحتاج إلى لفظٍ ناقص.

ثالثًا: في ضروب الخِطاب التي يَتقارَب فيها أصناف الناس في الفهْم بما تُطِيقه عقولهم، فيراها كلُّ واحدٍ مقدرة على قدْر عقله، ووفق حاجته.

رابعًا: في إقناع العقل وإقناع العاطفة بما يَفِي بحاجات النفس البشرية؛ تفكيرًا ووُجدانًا، في تكافُؤٍ واتِّزان، فلا تطغى قوَّة التفكير على قوَّة الوجدان، ولا قوَّة الوجدان على قوَّة التفكير.

القرآن هو الكتاب الوحيد الذي ينشر تحديه بين كلماته وهو يتحدى المشركين، الذين لم يؤمنوا برسالة النبي محمد ويزعمون بأنّ القرآن هو كتاب من افتراءه، بأن يأتوا بمثله إن كانوا صادقين.

لقد وقع التحدي بالقرآن الكريم بطريقة التدرج فتحدّى القرآن أولاً بالإتيان بمثله وذلك في قوله:

«﴿قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا ٨٨ [الإسراء:88]»

التحدّي بالقرآن كله يعدّ من أول مراتب التحدّي، ثم تدرج القرآن بعد ذلك في مقام التحدّي إلى مراتب أقل وأيسر، فتحداهم بعشر سور من مثله وذلك في قوله:

«﴿أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ١٣ [هود:13]»

ثم تنازل لهم إلى أن تحداهم أن يأتوا بسورة واحدة مثله وذلك في قوله:

«﴿أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِثْلِهِ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ٣٨ [يونس:38]»

«﴿وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ٢٣ [البقرة:23]»

ثم تحداهم بأن يأتوا بحديث مثله:

«﴿فَلْيَأْتُوا بِحَدِيثٍ مِثْلِهِ إِنْ كَانُوا صَادِقِينَ ٣٤ [الطور:34]»

فسلك القرآن أسلوب التدرج في التحدث، فبعد أنْ تحدّاهم بأنْ يأتوا بمثله، تحدّاهم بعشْر سُور، ثم تحدّاهم بسورة واحدة. ودعاهم إلي التحدّي إن كانوا مجتمعين متّحدين، ثم حفّزهم ووسّع تحدّيه قائلاً بأنهم عاجزون عن ذلك حالياً ومستقبلاً إلى يوم الدين.

الإعجاز التشريعي

 المراد به هو إعجاز القرآن الكريم بتشريعاته وأحكامه التي جاءت على نحو شامل كامل لا نقص فيها ولا خلل ولا تعارض، وتشمل جوانب الحياة جميعها، فهي تنظّم حياة الأفراد والجماعات والدول، مراعية الصغير والكبير، والذكر والأنثى، والفقير والغني، والحاكم والمحكوم، في شتى المجالات الدينية، والاقتصادية، والاجتماعية، والسياسية.

والتشريع الإسلامي جاء تشريعًا قائمًا على أُصول صالحة عامَّة؛ فهو تشريع مَرِن يَصلُح لحاجَة الجماعة البشرية في كلِّ عصر، وهو تشريع مُتوازِن مُتكامِل؛ يجمع بين حاجات الرُّوح ومَطالِب البَدَن.

ولقد جاء القرآن بأُصول التشريعات المختلفة؛ مِن تشريعات اجتماعية واقتصادية، وسياسية ودستورية، ودولية وجنائية، في أسلوب سهل بديع يُهَيِّئ الملَكة العلمية للاجتهاد والتطوير المُنضَبِط بالثوابت والقطعِيَّات، وبما يَتلاءَم مع ظروف العصر وحاجات كلِّ جماعة من الجماعات البشرية.

ومن الأمثلة على الإعجاز التشريعي:

تشريع الزواج لتنظيم العلاقة بين الذكر والأنثى، ولاستمرار بقاء النسل وديمومة الحياة، فشرع الله -تعالى- جملة من الحقوق والواجبات تجب على الزوج والزوجة كليهما؛ لتنظيم سير الحياة بينهما، قال الله -تعالى-: (وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ).

الإعجاز في الإخبار بالْمُغيَّبات

مِن وجوه إعجاز القرآن إعجازُه في الإخبار بالْمُغَيَّبات، هذه الْمُغَيَّبات قد تَتَعلَّق بالماضي السَّحِيق الْمُوغِل في القِدَم ممَّا لم يشهَدْه رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم، الذي خاطَبَه ربُّه سبحانه فقال: ﴿ ذَلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُونَ أَقْلَامَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُونَ ﴾ [آل عمران: 44]؛ وذلك تعقيبًا على قصة امرأة عمران، وتمهيدًا للحديث عن مريم عليها السلام.

ومنها ما يتعلَّق بالحاضر الواقع في زمنِ نزول القرآن عن أمور مُتَعَلِّقة بغُيُوبٍ لِمَن هم في عصْر الرسالة.

ومنها ما يَتَعلَّق بغُيُوبٍ مستقبلِيَّة لم تكن وقعَت في عهده صلَّى الله عليه وسلَّم، وممَّا يكُون في يوم القيامة.

أ‌- من الغيوب التي وقعت في الماضي:

♦ في سورة البقرة أَخبَر الحقُّ جلَّ وعلا عن مُغَيَّبات وقعَتْ لبني إسرائيل، وما حدث لموسى عليه السلام معهم؛ مثل قصَّة البقرة، وقصة اتِّخاذهم العِجْل، وكذلك قصَّة بناء الكعبة على يد إبراهيم وإسماعيل.

♦ وفي سورة البقرة كذلك قصَّة طالوت وجالوت، وانتِصار بني إسرائيل على أعدائهم وقيام مملكة داود عليه السلام.

♦ وفي سورة آل عمران قصَّة امرأة عمران، وقصَّة مريم وولدها عيسى ابن مريم عليهما السلام ونبوَّته ورسالته.

♦ وفي سورة الأعراف: قصَّة عاد، وثمود، وقصة خلْق آدم عليه السلام، وقصَّة ما وقع لآدم مِن إبليس لعَنَه الله، وإخراج آدم مِن الجَنَّة بوسوسته، وقصَّة تمكين الله تعالى لموسى عليه السلام وبني إسرائيل.

♦ وفي سورة يوسف قصة يوسف عليه السلام كاملة في موطن واحد.

♦ وفي سورة القصص قصَّة موسى مِن لحظة ميلاده حتى خروجه مِن مصر وعودته إليها، والصراع الذي دارَ بين موسى ودعوته، وفرعون الذي رفَضَ دعوة الإسلام التي جاء بها موسى عليه السلام.

♦ وكذلك قصَّة قارون وكيف أهلَكَه الله تعالى بطغيانه وجبروته.

♦ وفي سُوَرٍ كثيرةٍ مِن القرآن ألوانٌ مُتَنوِّعة مِن القصص، الذي يُخبِر عن غيبيَّات مِن الماضي ما كان لرسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم أنْ يَعْلَمَها إلا مِن خلال الوحي، وفي التعقيب على قصة موسى في سورة القصص يقول الحق جلَّ وعلا: ﴿ وَمَا كُنْتَ بِجَانِبِ الْغَرْبِيِّ إِذْ قَضَيْنَا إِلَى مُوسَى الْأَمْرَ وَمَا كُنْتَ مِنَ الشَّاهِدِينَ * وَلَكِنَّا أَنْشَأْنَا قُرُونًا فَتَطَاوَلَ عَلَيْهِمُ الْعُمُرُ وَمَا كُنْتَ ثَاوِيًا فِي أَهْلِ مَدْيَنَ تَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا وَلَكِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ * وَمَا كُنْتَ بِجَانِبِ الطُّورِ إِذْ نَادَيْنَا وَلَكِنْ رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أَتَاهُمْ مِنْ نَذِيرٍ مِنْ قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ ﴾ [القصص: 44 – 46].

مِن كلِّ هذا يتَّضح أنَّ أكبر دليلٍ على أنَّ القرآن مِن عند الله تعالى هذا القصصُ، الذي يَعرِض لوقائع تفصيلِيَّة في تاريخٍ غابِرٍ ما شَهِدَه رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم، ولكنه عِلْمُ الذي لا تَخْفَى عليه خافِيَةٌ في الأرض ولا في السماء.

ب- مِن الغُيُوب التي وقعَت في الحاضر الْمُعاصِر لنزول القرآن:

ومن إعجاز القرآن الإخبارُ بالمُغَيَّبات التي كانت مُعاصِرة لزمن النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم فضْحُ مَكايد المُنافِقين ومُؤامراتهم؛ كما حدَث في مسجد الضرار؛ قال تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِدًا ضِرَارًا وَكُفْرًا وَتَفْرِيقًا بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَإِرْصَادًا لِمَنْ حَارَبَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ مِنْ قَبْلُ وَلَيَحْلِفُنَّ إِنْ أَرَدْنَا إِلَّا الْحُسْنَى وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ * لَا تَقُمْ فِيهِ أَبَدًا لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ * أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ * لَا يَزَالُ بُنْيَانُهُمُ الَّذِي بَنَوْا رِيبَةً فِي قُلُوبِهِمْ إِلَّا أَنْ تَقَطَّعَ قُلُوبُهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ﴾ [التوبة: 107 – 110].

وكان نَفَرٌ مِن المنافقين بَنَوْا هذا المسجد للكيد للنبي صلَّى الله عليه وسلَّم وأصحابِه، وجاؤوا لرسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم لِيُصَلِّي فيه فيتَّخِذوه مسجدًا وقالوا: يا رسول الله، قد بَنَيْنا مسجدًا لذي العِلَّةِ والحاجة والليلة المَطِيرة، ونحن نحبُّ أن تأتينا وتصلى فيه، فقال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: ((إنِّي على جناح سَفَرٍ وشغْلٍ، ولو قَدِمْنا إن شاء الله أتيناكم فصليَّنا لكم فيه)).

ثم نزل القرآن فأرسل رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم في قفُولِه مِن تبوك مَن يهدمه، فهُدِّم وأُحرِق.

♦ وكذلك في سورة التوبة بيانٌ لكثيرٍ مِن المُغَيَّبات التي كانت حاضرة وقتَ نزول القرآن، أخبر بها النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم، ولم يكُن يَعلم بها حتى نزَل القرآنُ يُبَيِّنها؛ ومِن ذلك مواقف المنافقين التي حكى عنها القرآن؛ يقول تعالى: ﴿ وَمِنْهُمْ مَنْ عَاهَدَ اللَّهَ لَئِنْ آتَانَا مِنْ فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنَ الصَّالِحِينَ * فَلَمَّا آتَاهُمْ مِنْ فَضْلِهِ بَخِلُوا بِهِ وَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ * فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقًا فِي قُلُوبِهِمْ إِلَى يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ بِمَا أَخْلَفُوا اللَّهَ مَا وَعَدُوهُ وَبِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ * أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ وَأَنَّ اللَّهَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ ﴾ [التوبة: 75 – 78].

وممَّا أَخبَر به القرآنُ مِن شأن المنافقين: موقفُ عبدِ الله بن أُبَيِّ بن سَلُول الذي قال عنه القرآن: ﴿ هُمُ الَّذِينَ يَقُولُونَ لَا تُنْفِقُوا عَلَى مَنْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ حَتَّى يَنْفَضُّوا وَلِلَّهِ خَزَائِنُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَفْقَهُونَ * يَقُولُونَ لَئِنْ رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ ﴾ [المنافقون: 7- 8].

وكان عبدُ الله بن أُبَيٍّ قال تلك الكلمة في حقِّ رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم، فأَخبَر زيدُ بنُ أرقم رسولَ الله صلَّى الله عليه وسلَّم، فلمَّا سُئِل عبدُ اللهِ بنُ أُبَيٍّ عن قول تلك الكلمة أَنكَر أنه قالَهَا، فأنزل الله تعالى في القرآن تصْديقَ زيدِ بنِ أرقم، وغيْر ذلك في القرآن كثير.

ج- من الغيوب المستقبلية التي أَخبَر بها القرآن:

وأمَّا عن الغيوب المستقبلِيَّة التي أَخبَر بها فهي كثيرة؛ فمِن ذلك: إخبارُ القرآن عن الرُّوم أنهم سينتَصِرون على الفُرس في بضْع سنين حيث نزل قول الله تعالى: ﴿ غُلِبَتِ الرُّومُ * فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ * فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ * وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ ﴾ [الروم: 2 – 6]، وتَحَقَّق وعْدُ الله تعالى بالفعْل؛ وانقَضَّ هرقل عظيم الرُّوم بعد هزيمة الرُّوم ببضع سنين على مَعاقِل الفُرس، فلاذَ الفُرس بالفرار، وهُزِموا هزيمةً فادحة، ثم عاد هرقل إلى القسطنطينية عاصمةِ الرُّوم، وتَمَّ له ذلك في بضع السنوات التي أَخبَر القرآنُ بها.

ومن ذلك ما أَخبَر به القرآنُ مِن انتِصار الدعوة الإسلامية، وانتِشار دِين الإسلام، والآياتُ في ذلك مُتكاثِرة، وقد حدَث ما أَخبَر به القرآنُ؛ كما في قوله تعالى: ﴿ يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ * هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ ﴾ [التوبة: 32 – 33].

الإعجاز العلمي في القرآن الكريم

 مِن جوانب الإعجاز التي تكلَّم فيها المُعاصِرون: إعجازُ القرآن العِلْمِيُّ، وهذا الإعجاز العلمي لا يَتبدَّى في اشتمال القرآنِ على النظرِيَّات العِلْمية التي يُمكِن أن تتغيَّر وتتبدَّل وتكون ثمرةً للجهد البشري في النظَر والبحث، وإنما يبدو إعجاز القرآن في حثِّ الإنسان على التفكير والبحث الذي قاد العقلَ البشريَّ للوصول إلى هذه النظريات والقوانين.

فالقرآنُ يَحُثُّ العقلَ البشَريَّ على النظَر في الكون وتدبُّره، ولا يَشُلُّ حرَكته في التفكير، ولا يَحُول بينه وبين الاستِزادة مِن العلوم ما استَطاع إلى ذلك سبيلًا، وليس ثَمَّة كتاب مِن كُتب الأديانِ السابقة يَكْفُل هذا مثلما يَكْفُلُه القرآنُ.

ومِن هنا فإنَّ أيَّ مسألة مِن مسائل العِلم، أو قاعدة مِن قواعده يثبت رسوخها، ويتبيَّن يَقِينُها تكون مُحَقِّقة لما حثَّ عليه القرآنُ مِن منهج عِلْمي، وتفكير سليم.

وقد تقدَّمت العلومُ في هذا العصر تقدُّمًا كبيرًا، وكثُرَت مسائلُها، ولم يَتعارَض شيءٌ ثابتٌ منها مع آية مِن آيات القرآن، وهذا يُعَدُّ من الإعجاز.

كذلك فإنَّ إعجازَ القرآنِ العلميَّ بابٌ واسع، ولا نتكلَّم عن نظريات وفروض لا تزال قيد البحث والنظر، ولكن تلك الحقائق العلمية الراسخة التي أَثبَتَها العِلم جِيلًا بعد جيل، نجد في القرآن العظيم إشاراتٍ إلى جُمَلٍ منها؛ ذلك أن القرآن كتابُ هداية وإرشاد، وهو حين يُشِير إلى حقيقةٍ علميَّة، يُشِير إليها إشارةً مُوجَزة مُجمَلة يَعرفها العُلماء بعد طُولِ البحث والدَّرس، ويُلاحِظون تضمُّن الإشارة القرآنية مع رسوخ العِلم، وطُول الممارسة له.وهو إخبار القرآن الكريم عن حقائق وظواهر كونية وعلمية ثبتت في العلوم التجريبية، ولم تكن مدركة في زمن النبي -صلى الله عليه وسلم- بالوسائل البشرية، وأثبتها العلم الحديث، ممّا أكّد صدق القرآن الكريم، وأنّه ليس من صنع البشر.

وآيات القرآن الكريم المشتملة على هذا النوع من الإعجاز كثيرة، منها قول الله -تعالى-: (وَيُمْسِكُ السَّماءَ أَنْ تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ إِلَّا بِإِذْنِهِ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُفٌ رَحِيمٌ)، فقد أثبت العلم الحديث قانون الجذب الكوني بين الكواكب الكونية، ممّا يفسّر حركة الأجرام والكواكب السّماوية، وأنّ الله -تعالى- في نهاية الزّمان سيُعطّل هذه القوانين بإذنه، ويختلّ توازن الكون.

ومن هذه الإشارات الإعجازية البالغة ما يلي:

بعض الأمثلة على الإعجاز العلمي في القرآن الكريم

أُلقِيَت هذه الآيات في المؤتمر العلمي للإعجاز القرآني الذي عقد في القاهرة ولما سمع البروفيسور الياباني (يوشيدي كوزاي) تلك الآية نهض مندهشاً وقال لم يصل العلم والعلماء إلى هذه الحقيقة المذهلة إلا منذ عهد قريب بعد أن التَقَطِت كاميرات الأقمار الاصطناعية القوية صوراً وأفلاماً حية تظهر نجماً وهو يتكون من كتلة كبيرة من الدخان الكثيف القاتم.

ثم أردف قائلاً إن معلوماتنا السابقة قبل هذه الأفلام والصور الحية كانت مبنية على نظريات خاطئة مفادها أن السماء كانت ضباباً.

وقال بهذا نكون قد أضفنا إلى معجزات القرآن معجزة جديدة مذهلة أكدت أن الذي أخبر عنها هو الله الذي خلق الكون قبل مليارات السنين.

التلقيح في النبات ذاتيٌّ وخلطيٌّ، والذاتي هو ما اشتملَت زهرتُه على عضو التذكير والتأنيث، والخلطي هو ما كان عضو التذكير فيه مُنفَصِلًا عن عضو التأنيث كالنَّخِيل فيكون بالنَّقْل، ومِن وسائل ذلك الرياح، وهذا هو ما جاء في قوله تعالى: ﴿ وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ ﴾ [الحجر: 22].

لقد بلغ ذهول العلماء في مؤتمر الشباب الإسلامي الذي عقد في الرياض 1979م ذروته عندما سمعوا الآية الكريمة وقالوا: حقاً لقد كان الكون في بدايته عبارة عن سحابة سديمية دخانية غازية هائلة متلاصقة ثم تحولت بالتدريج إلى ملايين الملايين من النجوم التي تملأ السماء .

عندها صرح البروفيسور الأمريكي (بالمر) قائلاً إن ما قيل لا يمكن بحال من الأحوال أن ينسب إلى شخص مات قبل 1400 سنة لأنه لم يكن لديه تليسكوبات ولا سفن فضائية تساعد على اكتشاف هذه الحقائق فلا بد أن الذي أخبر محمداً هو الله) وقد أعلن البروفيسور(بالمر) إسلامه في نهاية المؤتمر.

ولكن دعونا نقف لحظة عند قوله تعالى: (أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ) [الأنبياء: 30]. (الرتق) في اللغة هو عكس (الفتق)، وفي معجم القاموس المحيط: فتقه أي شقَّه، وهاتين الكلمتين تُستخدمان مع النسيج، فعندما يمزق النسيج ويباعد بين خيوطه نقول (فتق الثوب)، والرتق هو العكس، أي جمع وضم هذا النسيج.

وفي تفسير ابن كثير: “ألم يروا أن السموات والأرض كانتا رتقاً أي كان الجميع متصلاً بعضُه ببعض، متلاصق متراكم بعضه فوق بعض في ابتداء الأمر”.

إذاً فهم ابن كثير من الآية أن الكون (السموات والأرض) كان عبارة عن مادة متلاصقة متقاربة من بعضها متراكمة فوق بعضها، وطبعاً هذا كان في بداية الخلق. ثم باعد الله بين السماء والأرض وفصل بينهما.

ولو تأملنا ما جاء في البحث السابق نرى بأن الباحثين يتحدثون بدقة عما تحدث عنه ابن كثير!! فهم يقولون إن الكون في بداية أمره كان عبارة عن مادة على شكل نسيج متقارب ومتراكم بعضه فوق بعض، ثم بدأت خيوط هذا النسيج تتباعد خلال بلايين السنين.

والعجيب أنهم صوَّروا هذه العملية (أي عملية الفتق وتباعد خيوط النسيج) باستخدام السوبر كمبيوتر، ووصلوا إلى نتيجة شبه يقينية أن خيوط النسيج الكوني تتباعد عن بعضها باستمرار تماماً كما تتباعد خيوط القماش نتيجة تمزقه!

و قد أثبت العلم الحديث أن أي كائن حي يتكون من نسبة عالية من ا لماء وإذا فقد 25 بالمائة من مائه فإنه سيقضي نحبه لا محالة لأن جميع التفاعلات الكيماوية داخل خلايا أي كائن حي لا تتم إلا في وسط مائي. فمن أين لمحمد صلى الله عليه وسلم بهذه المعلومات الطبية؟؟

و قد أثبت العلم الحديث أن السماء تزداد سعة باستمرار فمن أخبر محمداً صلى الله عليه وسلم بهذه الحقيقة في تلك العصور المتخلفة؟ هل كان يملك تليسكوبات وأقماراً اصطناعية؟!! أم أنه وحي من عند الله خالق هذا الكون العظيم؟؟؟ أليس هذا دليلاً قاطعاً على أن هذا القرآن حق من الله ؟؟؟

وقد أثبت العلم الحديث أن الشمس تسير بسرعة 43200 ميل في الساعة وبما أن المسافة بيننا وبين الشمس 92 مليون ميل فإننا نراها ثابتة لا تتحرك وقد دهش بروفيسور أمريكي لدى سماعه تلك الآية القرآنية وقال إني لأجد صعوبة بالغة في تصور ذلك العلم القرآني الذي توصل إلى مثل هذه الحقائق العلمية التي لم نتمكن منها إلا منذ عهد قريب .

والآن عندما تركب طائرة وتطير بك وتصعد في السماء بماذا تشعر؟ ألا تشعر بضيق في الصدر؟ فبرأيك من الذي أخبر محمداً صلى الله عليه وسلم بذلك قبل 1400 سنة؟ هل كان يملك مركبة فضائية خاصة به استطاع من خلالها أن يعرف هذه الظاهرة الفيزيائية؟ أم أنه وحي من الله تعالى؟؟؟

وقال الله (وَ لَقَدْ زَيَّنَّاْ السَّمَاْءَ الدُّنْيَاْ بِمَصَاْبِيْحَ) الملك : 5

حسبما تشير إليه الآيتان الكريمتان فإن الكون غارق في الظلام الداكن وإن كنا في وضح النهار على سطح الأرض، ولقد شاهد العلماء الأرض وباقي الكواكب التابعة للمجموعة الشمسية مضاءة في وضح النهار بينما السموات من حولها غارقة في الظلام فمن كان يدري أيام محمد صلى الله عليه وسلم أن الظلام هو الحالة المهيمنة على الكون ؟ وأن هذه المجرات والنجومليست إلا مصابيح صغيرة واهنة لا تكاد تبدد ظلام الكون الدامس المحيط بها فبدت كالزينة والمصابيح لا أكثر؟ وعندما قُرِأَت هذه الآيات على مسمع احد العلماء الامريكيين بهت وازداد إعجابه إعجاباً ودهشته دهشة بجلال وعظمة هذا القرآن وقال فيه لا يمكن أن يكون هذا القرآن إلا كلام مص مم هذا الكون، العليم بأسراره ودقائقه.

وقد أثبت العلم الحديث وجود الغلاف الجوي المحيط بالأرض والذي يحميها من الأشعة الشمسية الضارة والنيازك المدمرة فعندما تلامس هذه النيازك الغلاف الجوي للأرض فإنها تستعر بفعل احتكاكها به فتبدو لنا ليلاً على شكل كتل صغيرة مضيئة تهبط من السماء بسرعة كبيرة قدرت بحوالي 150 ميل في الثانية ثم تنطفئ بسرعة وتختفي وهذا ما نسميه بالشهب، فمن أخبر محمداً صلى الله عليه وسلم بأن السماء كالسقف تحفظ الأرض من النيازك والأشعة الشمسية الضارة؟ أليس هذا من الأدلة القطعية على أن هذا القرآن من عند خالق هذا الكون العظيم؟؟؟

و قال الله: (وَأَلْقى فِيْ الأَرْضِ رَوَاْسِيَ أَنْ تَمِيْدَ بِكُمْ) لقمان : 10

بما أن قشرة الأرض وما عليها من جبال وهضاب وصحاري تقوم فوق الأعماق السائلة والرخوة المتحركة المعروفة باسم (طبقة السيما) فإن القشرة الأرضية وما عليها ستميد وتتحرك باستمرار وسينجم عن حركتها تشققات وزلازل هائلة تدمر كل شيء .. ولكن شيئاً من هذا لم يحدث.. فما السبب ؟

لقد تبين منذ عهد قريب أن ثلثي أي جبل مغروس في أعماق الأرض وفي (طبقة السيما) وثلثه فقط بارز فوق سطح الأرض لذا فقد شبه الله تعالى الجبال بالأوتاد التي تمسك الخيمة بالأرض كما في الآية السابقة، وقد أُلقِيَت هذه الآيات في مؤتمر الشباب الإسلامي الذي عقد في الرياض عام 1979 وقد ذهل البروفيسور الأمريكي (بالمر) والعالم الجيولوجي الياباني (سياردو)، وقالا ليس من المعقول بشكل من الأشكال أن يكون هذا كلام بشر وخاصة أنه قيل قبل 1400 سنة لأننا لم نتوصل إلى هذه الحقائق العلمية إلا بعد دراسات مستفيضة مستعينين بتكنولوجيا القرن العشرين التي لم تكن موجودة في عصر ساد فيه الجهل والتخلف كافة أنحاء الأرض) كما حضر النقاش العالم (فرانك بريس) مستشار الرئيس الأمريكي (كارتر) والمتخصص في علوم الجيولوجيا والبحار وقال مندهشاً لا يمكن لمحمد أن يلم بهذه المعلومات ولا بد أن الذي لقنه إياها هو خالق هذا الكون، العليم بأسراره وقوانينه وتصميماته).

كلنا يعلم أن الجبال ثابتات في مكانها، ولكننا لو ارتفعنا عن الأرض بعيداً عن جاذبيتها وغلافها الجوي فإننا سنرى الأرض تدور بسرعة هائلة (100ميل في الساعة) وعندها سنرى الجبال وكأنها تسير سير السحاب أي أن حركتها ليست ذاتية بل مرتبطة بحركة الأرض تماماً كالسحاب الذي لا يتحرك بنفسه بل تدفعه الرياح، وهذا دليل على حركة الأرض، فمن أخبر محمداً صلى الله عليه وسلم بهذا ؟ أليس الله ؟؟

لقد تبين من خلال الدراسات الحديثة أن لكل بحر صفاته الخاصة به والتي تميزه عن غيره من البحار كشدة الملوحة والوزن الن وعي للماء حتى لونه الذي يتغير من مكان إلى آخر بسبب التفاوت في درجة الحرارة والعمق وعوامل أخرى، والأغرب من هذا اكتشاف الخط الأبيض الدقيق الذي يرتسم نتيجة التقاء مياه بحرين ببعضهما وهذا تماماً ما ذكر في الآيتين السابقتين، وعندما نوقش هذا النص القرآني مع عالم البحار الأمريكي البروفيسور (هيل) وكذلك العالم الجيولوجي الألماني (شرايدر) أجابا قائلين أن هذا العلم إلهي مئة بالمئة وبه إعجاز بيّن وأنه من المستحيل على إنسان أمي بسيط كمحمد أن يلم بهذا العلم في عصور ساد فيها التخلف والجهل .

وقد أثبت العلم الحديث أن الجسيمات الحسية المختصة بالألم والحرارة تكون موجودة في طبقة الجلد وحدها، ومع أن الجلد سيحترق مع ما تحته من العضلات وغيرها إلا أن القرآن لم يذكرها لأن الشعور بالألم تختص به طبقة الجلد وحدها. فمن أخبر محمداً بهذه المعلومةالطبية؟ أليس الله ؟؟

لم يكن بإمكان الإنسان القديم أن يغوص أكثر من 15 متر لأنه كان عاجزاً عن البقاء بدون تنفس أكثر من دقيقتين ولأن عروق جسمه ستنفجر من ضغط الماء وبعد أن توفرت الغواصات في القرن العشرين تبين للعلماء أن قيعان البحار شديدة الظلمة كما اكتشفوا أن لكل بحر لجي طبقتين من المياه، الأولى عميقة وهي شديدة الظلمة ويغطيها موج شديد متحرك وطبقة أخرى سطحية وهي مظلمة أيضاً وتغطيها الأمواج التي نراها على سطح البحر.

ودهش العالم الأمريكي (هيل) من عظمة هذا القرآن وزادت دهشته عندما نوقش معه الإعجاز الموجود في الشطر الثاني من الآية ((سَحَاْبٌ ظُلُمَاْتٌ بَعْضُهَاْ فَوْقَ بَعْضٍ إِذَاْ أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكُدْ يَرَاْهَاْ)) وقال إن مثل هذا السحاب لم تشهده الجزيرة العربية المشرقة أبداً وهذه الحالة الجوية لا تحدث إلا في شمال أمريكا وروسيا والدول الاسكندنافية القريبة من القطب والتي لم تكن مكتشفة أيام محمد صلى الله عليه وسلم ولا بد أن يكون هذا القرآن كلام الله).

أدنى الأرض:البقعة الأكثر انخفاضاً على سطح الأرض وقد غُلِبَت الروم في فلسطين قرب البحر الميت, ولما نوقشت هذه الآية مع العالم الجيولوجي الشهير (بالمر) في المؤتمر العلمي الدولي الذي أقيم في الرياض عام 1979 أنكر هذا الأمر فوراً وأعلن للملأ أن هناك أماكن عديدة على سطح الأرض أكثر انخفاضاً فسأله العلماء أن يتأكد من معلوماته، ومن مراجعة مخططانه الجغرافية فوجئ العالم (بالمر) بخريطة من خرائطه تبين تضاريس فلسطين وقد رسم عليها سهم غليظ يشير إلى منطقة البحر الميت وقد كتب عند قمته (أخفض منطقة على سطح الأرض) فدهش البروفيسور وأعلن إعجابه وتقديره وأكد أن هذا القرآن لا بد أن يكون كلام الله .

لم يكن النبي محمد طبيباً، ولم يتسن له تشريح سيدة حامل، ولم يتلقى دروساً في علم التشريح والأجنة، بل ولم هذا العلم معروفاً قبل القرن التاسع عشر، إن معنى الآية واضح تماماً وقد أثبت العلم الحديث أن هناك ثلاثة أغشية تحيط بالجنين وهي: أولاً :

الأغشية الملتصقة التي تحيط بالجنين وتتألف من الغشاء الذي تتكون منه بطانة الرحم والغشاء المشيمي والغشاء السلي وهذه الأغشية الثلاث تشكل الظلمة الأولى لالتصاقها ببعضها.

ثانياً: جدار الرحم وهو الظلمة الثانية.ثالثاً:جدار البطن وهو الظلمة الثالثة . فمن أين لمحمد محمد صلى الله عليه وسلم بهذه المعلومات الطبية؟‍‍‍‍‍‍‍؟؟

وقال الله: (يَاْ أَيُّهَاْ النَّاْسُ إِنْ كُنْتُمْ فِيْ رَيْبٍ مِنَ الْبَعْثِ فَإِنَّاْ خَلَقْنَاْكُمْ مِنْ تُرَاْبٍ ثُمَّ مِنْ نُّطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ مُّخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِنُبَيِّنَ لَكُمْ) الحج : 5

من الآيات الكريمة السابقة يتبين أن خلق الإنسان يتم على مراحل على النحو التالي:

1- التراب: ودليل ذلك أن كافة العناصر المعدنية والعضوية التي يتركب منها جسم الإنسان موجودة في التراب والطين والدليل الثاني أنه بعد مماته سيصير تراباً لا يختلف عن التراب في شيء

2- النطفة: وهي التي تخرق جدار البويضة وينجم عن ذلك البيضة الملقحة (النطفة الأمشاج) التي تحرض الانقسامات الخلوية التي تجعل النطفة الأمشاج تنمو وتتكاثر حتى تصبح جنيناً متكاملاً كما في قوله تعالى إِنَّاْ خَلَقْنَاْ الإِنْسَاْنَ مِنْ نُّطْفَةٍ أَمْشَاْجٍ) الإنسان:2

3- العلقة: بعد الانقسامات الخلوية التي تحدث في البيضة الملقحة تتشكل كتلة من الخلايا تشبه في شكلها المجهري ثمرة التوت (العلقة) والتي تتميز بقدرتها العجيبة على التعلق على جدار الرحم لتستمد الغذاء اللازم لها من الأوعية الدموية الموجودة فيه.

4- المضغة: تتخلق خلايا المضغة لتعطي براعم الأطراف وأعضاء وأجهزة الجسم المختلفة فهي تتكون إذاً من خلايا مخلقة أما الأغشية المحيطة بالمضغة (الغشاء المشيمي وكذلك الزغابات التي ستتحول إلى الخلاص لاحقاً) فإنها خلايا غير مخلقة، وتحت الدراسة المجهرية تبين أن الجنين في مرحلة المضغة يبدو كقطعة لحم أو صمغ ممضوغ وعليها علامة أسنان وأضراس ماضغة.

ألا يؤكد هذا قوله تعالى( مِنْ مُضْغَةٍ مُّخَلَّقَةٍ وَ غَيْرِ مُخَلَّقَةٍ) ؟ فهل كان لمحمد صلى الله عليه وسلم جهاز(إيكو) عرف من خلاله هذه الحقيقة ؟!

5- ظهور العظام: ثبت علمياً أن العظام تبدأ بالظهور في نهاية مرحلة المضغة وهذا يوافق الترتيب الذي ذكرته الآية (فَخَلَقْنَاْ الْمُضْغَةَ عِظَاْمَاً(

6- كساء العظام باللحم: لقد أثبت علم الأجنة الحديث أن العضلات (اللحم) تتشكل بعد العظام ببضعة أسابيع ويترافق الكساء العضلي بالكساء الجلدي للجنين وهذا يوافق تماماً قوله تعالى (فَكَسَوْنَاْ الْعِظَاْمَ لَحْمَاً)

عندما يشرف الأسبوع السابع من الحمل على الانتهاء تكون مراحل تخلق الجنين قد انتهت وصار شكله قريب الشبه بالجنين ويحتاج بعض الوقت ليكبر ويكتمل نموه وطوله ووزنه ويأخذ شك له المعروف.

و الآن: هل كان من الممكن لمحمد محمد صلى الله عليه وسلم أن يدلي بهذه المعلومات الطبية وقد عاش في عصر يسود فيه الجهل والتخلف؟؟؟

لقد أُلقِيَت هذه الآيات العظيمة في مؤتمر الإعجاز الطبي السابع للقرآن الكريم عام 1982 وما إن سمع العالم التايلاندي (تاجاس) المتخصص بعلم الأجنة تلك الآيات حتى أعلن على الفور وبدون تردد أن لا إله إلا الله محمد رسول الله، كما حضر المؤتمر البروفيسور الشهير ( كيث مور) وهو أستاذ كبير في الجامعات الأميركية والكندية وقال (من المستحيل أن يكون نبيكم قد عرف كل هذه التفصيلات الدقيقة عن أطوار تخلق وتصور الجنين من نفسه ولا بد أنه كان على اتصال مع عالم كبير أطلعه على هذه العلوم المختلفة ألا وهو الله) وقد أعلن إسلامه في المؤتمر الذي عقد عام 1983 وسطّر معجزات القرآن باللغة العربية في كتابه الجامعي الشهير الذي يُدَرّس لطلاب الطب في كليات أمريكا وكندا.

يقول العلماء: يبدأ تكون السحب الركامية بعدة خلايا قليلة كنتف القطن تدفعها الرياح لتدمج بعضها في بعض مشكلة سحابة عملاقة كالجبل يصل ارتفاعها إلى 45ألف قدم وتكون قمة السحابة شديدة البرودة بالنسبة إلى قاعدتها، وبسبب هذا الاختلاف في درجات الحرارة تنشأ دوامات تؤدي إلى تشكل حبات البرد في ذروة السحابة الجبلية الشكل كم تؤدي إلى حدوث تفريغات كهربائية تطلق شرارات باهرة الضوء تصيب الطيارين في صفحة السماء بما يسمى (بالعمى المؤقت)، وهذا ما وصفته الآية تماماً. فهل لمحمد صلى الله عليه وسلم أن يأتي بهذه المعلومات الدقيقة من عنده؟؟؟

المقصود في الآية أن أصحاب الكهف قد لبثوا في كهفهم 300 سنة شمسية و309 سنة قمرية، وقد تأكد لعلماء الرياضيات أن السنة الشمسية أطول من السنة القمرية بـ 11يوماً، فإذا ضربنا الـ 11يوماً بـ 300 سنة يكون الناتج 3300 وبتقسيم هذا الرقم على عدد أيام السنة (365) يصبح الناتج 9 سنين. فهل كان بإمكان سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم أن يعرف مدة مكوث أهل الكهف بالتقويم القمري والشمسي ؟؟؟

وقد أثبت العلم الحديث وجود إفرازات عند الذباب بحيث تحول ما تلتقطه إلى مواد مغايرة تماماً لما التقطته لذا فنحن لا نستطيع معرفة حقيقة المادة التي التقطتها وبالتالي لا نستطيع استنفاذ هذا المادة منها أبداً. فمن أخبر محمداً بهذا أيضاً؟ أليس الله عز وجل العالم بدقائق الأمور هو الذي أخبره؟

الإحصائيات القرآنية والتوازن العددي : هو التوازن المتساوي بين الكلمات المتوافقة وغير المتوافقة , والتناسق المقصود بين الآيات , وبهذا التماثل العددي والتكرار الرقمي الموجود فيه يكون ملفتا للإنتباه داعياً لتدبر آياته , وهو من أنواع الإعجاز المتعلق بفصاحة القرآن الكريم وبلاغته , فإنه يحتوي على علاقة عددية منتظمة في الأوامر والنواهي , وقد تضمن أعدادا وإحصائيات لا يستطيع كشف جماليتها وأسرارها إلا الماهر الغواص في بحر علوم كتاب الله , ولذلك أمرنا الله أن نتأمل كتابه فقال تعالى : { أفلا يتدبرون القرآن } ( سورة النساء الآية : 82 ) .

وعندما كان الأستاذ عبد الرزاق نوفل يعد كتابه (الإسلام دين ودنيا) الذي صدر في عام 1959 م وجد أن لفظة الدنيا قد تكررت في القرءان الكريم قدر ما تكررت في القرءان الكريم قدر ما تكررت لفظة الآخرة تماما، وعندما كان يعد كتابه (عالم الجن والملائكة) الذي صدر في عام 1968 وجد أن الشياطين قد تكررت في القرءان قدر ما تكررت الملائكة بالضبط.
يقول الأستاذ: (وما كنت أدري أن التناسق والاتزان يشمل كل ما جاء في القرءان الكريم، فكلما بحثت في موضوع وجدت عجبا وأي عجب… تماثل عددي… وتكرار رقمي.. أو تناسب وتوازن في كل الموضوعات التي كانت موضع البحث.. الموضوعات المتماثلة أو المتشابهة أو المتناقضة أو المترابطة..).
وفي الجزء الأول من هذا الكتاب سجل الكاتب عدد ورود بعض الكلمات في القرءان الكريم:
– الدنيا 115 مرة، الآخرة 115 مرة.
– الشيطان 88 مرة، الملائكة 88 مرة، مع المشتقات.
– الموت 145 مرة، لفظ الحياة ومشتقاته فيما يخص حياة لإنسان العادية 145 مرة.
– البصر والبصيرة 148 مرة، القلب والفؤاد 148 مرة.
– النفع 50 مرة، الفساد 50 مرة.
– الحر 40 مرات، البرد 40 مرات.
– لفظ البعث بمعنى قيام الأموات ومشتقاته ومرادفاته 45 مرة، الصراط 45 مرة.
– الصالحات ومشتقاتها 167 مرة، السيئات ومشتقاتها 167 مرة.
– الجحيم 26 مرة، العقاب 26 مرة.
– الفاحشة 24 مرة، الغضب 24 مرة.
– الأصنام 5 مرات، الخمر 5 مرات، الخنزير 5 مرات.
ويلاحظ أن لفظ الخمر وردت مرة أخرى في وصف خمر الجنة التي لا غول فيها، وذلك في قوله تعالى (وأنهار من خمر لذة للشاربين)، ولذا فهي غير داخلة في عدد المرات التي ذكرت فيها خمر الدنيا.
– البغاء 5 مرات، الحسد 5 مرات.
– الحصب 5 مرات، التنكيل 5 مرات.
– الرعب 5 مرات، الخيبة 5 مرات.
– اللعن 41 مرة، الكراهية 41 مرة.
– الرجس 10 مرات، الرجز 10 مرات.
– الضيق 13 مرة، الطمأنينة 13 مرة.
– الطهر 31 مرة، الإخلاص 31 مرة.
– الإيمان ومشتقاته 811 مرة، العلم ومشتقاته والمعرفة ومشتقاتها 811 مرة.
– لفظ الناس والإنسان والإنس والأناس والبشر 368 مرة، لفظ الرسول ومشتقاته 368 مرة.
– لفظ الناس ومشتقاتها ومرادفها 368 مرة، ألفاظ الرزق والمال والبنين ومشتقاتها 368 مرة وهي مجموع متاع الإنسان.
– الاسباط 5 مرات، الحواريون 5 مرات، الرهبان والقسيسون 5 مرات.
– الفرقان 7 مرات، بنو آدم 7 مرات.
– الملكوت 4 مرات، روح القدس 4 مرات.
– محمد 4 مرات، سراج 4 مرات.
– الركوع 13 مرة، الحج 13 مرة، الطمأنينة 13 مرة.
– لفظ القرآن ومشتقاته 70 مرة، لفظ الوحي ومشتقاته 70 مرة فيما يخص وحي الله لعباده ورسله، لفظ الإسلام ومشتقاته 70 مرة.
ويلاحظ أن عدد مرات \كر الوحي هنا لا يتضمن آيات الوحي إلى النمل أو على الأرض أو وحي الرسل للناس أو وحي الشياطين.
– لفظ يومئذ وهو ما يشير إلى يوم القيامة 70 مرة، يوم القيامة 70 مرة.
– رسالة الله ورسالاته 10 مرات، سورة وسور 10 مرات.
– لفظ الكفر 25 مرة، لفظ الإيمان 25 مرة.
– الإيمان ومشتقاته 811 مرة، الكفر والضلال ومشتقاتهما 697 مرة، والفرق بين الرقمين هو 114 أي كعدد سور القرءان الكريم إذ يبلغ عددها 114 سورة.
– الرحمن 57 مرة، الرحيم 114 مرة، أي ضعف عدد ذكر الرحمن، وكلاهما من أسماء الله الحسنى.
ويلاحظ أنه لا يدخل في العد هنا ذكر الرحيم وصفا للرسول عليه الصلاة والسلام وذلك في قوله تعالى: “لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمومنين رؤوف رحيم”.
– الفجار 3 مرات، الأبرار 6 مرات.
– ذكر القرآن أن عدد السموات 7، وكرر هذا سبع مرات، وذكر خلق السموات والأرض في ستة أيام 7 مرات، وذكر عرض الخلق على ربهم 7 مرات.
– أصحاب النار من الملائكة 19، وعدد حروف البسملة 19.
– تكررت ألفاظ الصلاة 99 مرة بعدد أسماء الله الحسنى.
وبعد أن أصدر الباحث الجزء الأول من هذا الكتاب لم ينقطع عن تتبع الموافقات العددية في القرءان الكريم، بل واصل البحث وتسجيل الملاحظات، وكان أن أصدر الجزء الثاني متضمنا النتائج التالية:
– ذكر إبليس في القرءان الكريم 11 مرة، وتكرر الأمر بالاستعاذة 11 مرة.
– السحر ومشتقاته 60 مرة، الفتنة ومشتقاتها 60 مرة.
– المصيبة ومشتقاتها 75 مرة، الشكر ومشتقاته 75 مرة.
– الإنفاق ومشتقاته 73 مرة، الرضى ومشتقاته 73 مرة.
– البخل ومشتقاته 12 مرة، الحسرة ومشتقاتها 12 مرة، الطمع ومشتقاته 12 مرة، الجحود ومشتقاته 12 مرة.
– الإسراف 23 مرة، السرعة 23 مرة.
– الجبر 10 مرات، القهر 10 مرات، العتو 10 مرات.
– العجب 27 مرة، الغرور 27 مرة.
– الخيانة 16 مرة، الخبث 16 مرة.
– الكافرون 154 مرة، النار والحريق 154 مرة.
– الضالون 17 مرة، الموتى 17 مرة.
– المسلمون 41 مرة، الجهاد 41 مرة.
– الدين 92 مرة، السجود 92 مرة.
– التلاوة 62 مرة، الصالحات 62 مرة.
– الصلاة والمصلى 68 مرة، النجاة 68 مرة، الملائكة 68 مرة، القرءان 68 مرة.
– الزكاة 32 مرة، البركات 32 مرة.
– الصوم 14 مرة، الصبر 14 مرة، الدرجات 14 مرة.
– مشتقات العقل 49 مرة، النور ومشتقاته 49 مرة.
– اللسان 25 مرة، الموعظة 25 مرة.
– السلام 50 مرة، الطيبات 50 مرة.
– الحرب 6 مرات، الأسرى 6 مرات، رغم عدم اجتماعهما في آية واحدة بل ولا في سورة واحدة.
– لفظ قالوا 332 مرة وهو يجمع كل ما قاله الخلق من الملائكة والجن والإنس في الدنيا والآخرة، لفظ قل 332 مرة وهو الأمر من الله لكل من خلق بالقول.
– النبوة 80 مرة، السنة 16 مرة، أي أن النبوة قد تكررت خمسة أضعاف ما تكررت السنة.
– السنة 16 مرة، الجهر 16 مرة.
– الجهر 16 مرة، السر 32 مرة، أي أن الجهر قد تكرر نصف السر.
ويقول المؤلف في خاتمة هذا الجزء:
(هذا التساوي العددي في الموضوعات التي يتضمنها هذا الجزء الثاني بالإضافة إلى التساوي في الموضوعات السابق إيضاحها في الجزء الأول إنما هي مجرد أمثلة وشواهد.. وعبارات وإشارات، فما زالت الموضوعات المتشابهة الأعداد أو المتناسبة الأرقام تفوق الحصر، ولا تدركها الطاقة”.
وهكذا استمر الباحث في بحثه هذا إلى أن أصدر الجزء الثالث من هذا الكتاب حيث يسجل فيه المعلومات التالية:
– الرحمة 79 مرة، الهدى 79 مرة.
– المحبة 83 مرة، الطاعة 83 مرة.
– البر 20 مرة، الثواب 20 مرة.
– القنوت 13 مرة، الركوع 13 مرة.
– الرغبة 8 مرات، الرهبة 8 مرات.
– الجهر 16 مرة، العلانية 16 مرة.
– الغواية 22 مرة، الخطأ والخطيئة 22 مرة.
– الفحشاء 24 مرة، البغي 24 مرة، الإثم 48 مرة.
– القلة 75 مرة، الشكر 75 مرة.
ولا تنس العلاقة بين القلة والشكر، فالله سبحانه وتعالى يقول: “وقليل من عبادي الشكور”.
– الحراثة 14 مرة، الزراعة 14 مرة، الفاكهة 14 مرة، العطاء 14 مرة.
– النبات26 مرة، الشجر 26 مرة.
– النطفة 12 مرة، الطين 12 مرة، الشقاء 12 مرة.
– الألباب 16 مرة، الأفئدة 16 مرة.
– الشدة 102 مرة، الصبر 102 مرة.
– الجزاء 117 مرة، المغفرة 234 مرة أي ضعف ما ذكر الجزاء.
وتلاحظ هنا إشارة لطيفة وهي سعة مغفرة الله سبحانه، إذ ذكر لنا الجزاء في كتابه الكريم مرات كثيرة ولكنه سبحانه ذكر المعرفة مرات أكثر هي بالضبط ضعف عدد مرات ذكر الجزاء.
– المصير 28 مرة، أبدا 28 مرة، اليقين 28 مرة.
– الناس والملائكة والعالمون 382 مرة، الآية والآيات 382 مرة.
– الضلالة ومشتقاتها 191 مرة، الآيات 380 مرة، أي ضعف ما تكررت الضلالة.
– الإحسان والخيرات ومشتقاتهما 382، الآيات 382 مرة.
– القرءان 68 مرة، بينات ومبينات وموعظة وشفاء 68 مرة.
– محمد 4 مرات، الشريعة 4 مرات.
– لفظ الشهر 12 مرة بعدد شهور السنة.
– لفظ اليوم ويوما بالإفراد 365 مرة بعدد أيام السنة.
– لفظ أيام ويومين بالجمع والتثنية 30 مرة بعدد أيام الشهر.
– الأجر 108 مرة، الفعل 108 مرة.
– الحساب 29 مرة، العدل والقسط 29 مرة.
وأعود الآن بعد هذا العرض المقتضب لأجزاء الكتاب الثلاثة إلى الآية القرءانية الكريمة التي افتتح بها الباحث كل جزء من أجزاء هذا الكتاب، وهي قوله تعالى:
“وما كان هذا القرءان أن يفترى من دون الله ولكن تصديق الذي بين يديه وتفصيل الكتاب لا ريب فيه من رب العالمين. أم يقولون افتراه قل فأتوا بسورة مثله وادعوا من استطعتم من دون الله إن كنتم صادقين”.
ولا بد من وقفة تأمل في هذا التناسق والتوازن.. هل هو صدفة؟ هل هو حادثة عفوية؟ أو واقعة عشوائية؟؟…
العقل السليم والمنطق العلمي يرفض مثل هذه التعليلات التي لم يعد لها في ميزان العلم اليوم أدنى ذرة من نصيب، ولو وقف الأمر عند تناسق في عدد كلمتين أو بضع كلمات لظن الإنسان أنه لا يعدو مجرد توافق غير مقصود…، لكن لما كان التوافق والتناسق يصل إلى هذا الحد الواسع والمدى البعيد، إذا فلا شك أن هذا أمر يراد وتوازن يقصد.
“الله الذي أنزل الكتاب بالحق والميزان”. “وان من شيء الا عندنا خزائنه وما ننزله إلا بقدر معلوم”.
والإعجاز العددي للقرءان الكريم لا يقف عند هذا الحد من عد الألفاظ، بل يتجاوزه إلى درجة أعمق وأدق هي الحروف، وذلك ما قام به الأستاذ رشاد خليفة.
– أول آية في القرآن هي : (بسم الله الرحمن الرحيم) وعدد حروفها 19 حرفا، وردت لفظة “اسم” في القرآن 19 مرة، ولفظة “الله” 2698 مرة أي (19 × 142) أي من أضعاف الرقم 19، ووردت لفظة “الرحمن” 57 مرة أي (19 × 3) أي من أضعاف الرقم 19، ووردت لفظة “الرحيم” 114 مرة أي (19 × 6) وهذا من أضعاف الرقم 19.
– سورة البقرة افتتحت بالحروف الثلاثة: ا. ل. م. وهذه الحروف تتكرر في السورة بمعدل أعلى من باقي الحروف ومعدل الألف أعلى ثم اللام ثم الميم.
كذلك في السورة آل عمران (ا.ل.م.)، وسورة الأعرف (ا. ل. م. ص.) وسورة الرعد (ا. ل. م. ر.)، وسورة ق، وسائر السور المفتتحة بالحروف المقطعة، الا في سورة يس فإن الياء والسين تردان في هذه السورة بمعدل أقل من ورودهما في جميع سور المصحف المكية والمدنية، ولذا فقد جاءت الياء قبل السين على عكس ترتيب الحروف الأبجدي.

بعض الأمثلة على الإعجاز العلمي في القرآن الكريم فيديو

قال الله: (وَ السَّمَاْءَ بَنَيْنَاْهَاْ بِأَيْدٍ وَ إِنَّا لَمُوْسِعُوْنَ) الذاريات : 47

قال الله (وَالشَّمْسُ تَجْرِيْ لِمُسْتَقَرٍّ لَهَاْ ذَلِكَ تَقْدِيْرٌ الْعَزِيْزِ الْعَلِيْمِ) يس : 38

قال الله (وَ مَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقَاً حَرَجَاً كَأَنَّمَاْ يَصَّعَّدُ فِيْ السَّمَاْءِ) الأنعام : 125

قال الله (وَ آيَةٌ لَهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَاْرَ فَإِذَاْ هُمْ مُظْلِمُوْنَ) يس : 37

قال الله (وَالشَّمْسُ تَجْرِيْ لِمُسْتَقَرٍّ لَهَاْ ذَلِكَ تَقْدِيْرٌ الْعَزِيْزِ الْعَلِيْمِ) يس : 38

قال الله (وَ جَعَلْنَاْ السَّمَاْءَ سَقْفَاً مَحْفُوْظَاً) الأنبياء : 32

قال الله: (وَالْجِبَاْلَ أَوْتَاْدَاً) النبأ : 7

قال الله (وَتَرَى الْجِبَاْلَ تَحْسَبُهَاْ جَاْمِدَةً وَ هِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَاْبِ صُنْعَ اللهِ الَّذِيْ أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ) النمل : 88

قال الله: (مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَاْنِ*بَيْنَهُمَاْ بَرْزَخٌ لاْ يَبْغِيَاْنِ) الرحمن : 19-20

قال الله: (كُلَّمَاْ نَضَجَتْ جُلُوْدُهُمْ بَدَّلْنَاْهُمْ جُلُوْدَاً غَيْرَهَاْ لِيَذُوْقُواْ الْعَذَاْبَ) النساء : 56

قال الله: (أَوْ كَظُلُمَاْتٍ فِيْ بَحْرٍ لُّجِّيٍّ يَغْشَاْهُ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ سَحَاْبٌ ظُلُمَاْتٌ بَعْضُهَاْ فَوْقَ بَعْضٍ إِذَاْ أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكُدْ يَرَاْهَاْ وَ مَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللهُ لَهُ نُوْرَاً فَمَاْلَهُ مِنْ نُّوْرٍ) النور : 40

قال الله: (غُلِبَتِ الرُّوْمُ*فِيْ أَدْنَى الأَرْضِ) الروم :2-3

قال الله: (يَخْلُقُكُمْ فِيْ بُطُوْنِ أُمَّهَاْتِكُمْ خَلْقَاً مِنْ بَعْدِ خَلْقٍ فِيْ ظُلُمَاْتٍ ثَلاْثٍ) الزمر : 6

قال الله: (وَ لَقَدْ خَلَقْنَاْ الإِنْسَاْنَ مِنْ سُلاْلَةٍ مِنْ طِيْنٍ*ثُمَّ جَعَلْنَاْهُ نُطْفَةً فِيْ قَرَاْرٍ مَكِيْنٍ*ثُمَّ خَلَقْنا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَاْ الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَاْ الْمُضْغَةَ عِظَاْمَاً فَكَسَوْنَاْ الْعِظَاْمَ لَحْمَاً ثُمَّ أَنْشَأْنَاْهُ خَلْقَاً آخَرَ فَتَبَاْرَكَ اللهُ أَحْسَنُ الْخَاْلِقِيْنَ) المؤمنون : 11-13

قال الله: (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللهَ يُزْجِيْ سَحَاْبَاً ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكَاْمَاً فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلاْلِهِ وَ يُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاْءِ مِنْ جِبَاْلٍ فِيْهَاْ مِنْ بَرَدٍ فَيُصِيْبُ بِهِ مَنْ يَشَاْءُ وَ يَصْرِفُهُ عَنْ مَنْ يَشَاْءُ يَكَاْدُ سَنَاْ بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالأَبْصَاْرِ) النور : 43

قال الله: (وَ إِنْ يَسْلُبُهُمُ الذُّبَاْبُ شَيْئَاً لاْ يَسْتَنْفِذُوْهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّاْلِبُ وَ المطْلُوْبُ) الحج : 73

قال الله: إِنَّ اللَّهَ لا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلًا مَا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا [البقرة:26]

قال الله: (ثم كلي من كل الثمرات فاسلكي سبل ربك ذللا يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه فيه شفاء للناس إن في ذلك لآية لقوم يتفكرون ) [ النحل: 69]

سماع بعض سور القرآن الكريم

خواتيم النمل وفواتح القصص

Quran Translation Chapter19 Mary # Makkah

Sourate Maryam , Les récitations des Imams d'Al Masjid Al Haram : Traduction en français

El coran en Español: 12. Sura YUSUF: Traducción española (castellano)

تلاوة من القرآن الكريم وترجمة معانيه إلى اللغة الصينية :Recitation from the Holy Quran and the trans

مقطع من سورة الزمر مترجم للغة الروسية - Сура «АЗ-ЗУМАР» («ТОЛПЫ»)

سورة الرحمن مع الترجمة الهندية | محمد صديق المنشاوي | تلاوة القرآن الكريم🌹SURAH AR RAHMAN ALMINSHAWI

Quran Portuguese translation

Quran Recitation with German translation

لا تتردد في التواصل معنا

ارسل لنا في حال كان لديك أي أسئلة أخرى وسوف نجيبك في أسرع وقت إن شاء الله

    arAR