Tamer Badr

كتاب فضل الصبر علي البلاء

EGP40.00

التصنيف:

الوصف

مقدمة الشيخ محمد حسان لكتاب فضل الصبر علي البلاء

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ﷺ وبعد..

فإن الله جل وعلا جعل الصبر جَوَادًا لا يكبو، وجندًا لا يُهزم، وحصنًا لا يُهدم. وأخبر جل وعلا أن الصابرين في معية الله وهو يحبهم، ويالها من كرامة !!

قال تعالى : إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ ﴾ [البقرة: ١٥٣].

وقال تعالى : وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ ﴾ [آل عمران : ١٤٦].

وجعل الإمامة في الدين منوطة بالصبر واليقين فقال سبحانه: ﴿ وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُواْ ۖ وَكَانُواْ بِـَٔايَٰتِنَا يُوقِنُونَ ﴾ [السجدة: ٢٤].

وجمع للصابرين هذه البشريات التي لم يجمعها لغيرهم فقال سبحانه: ﴿ وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (155) الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (156) أُولَٰئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ (157) ﴾ [البقرة].

ثم بين جل وعلا كرامة الصابرين في الجنة بدخول الملائكة لتحيتهم والسلام عليهم، فقال جل وعلا: وَٱلۡمَلَـٰۤىِٕكَةُ یَدۡخُلُونَ عَلَیۡهِم مِّن كُلِّ بَاب (٢٣) سَلَـٰمٌ عَلَیۡكُم بِمَا صَبَرۡتُمۡۚ فَنِعۡمَ عُقۡبَى ٱلدَّارِ (24) ﴾ [الرعد].

وجمل فضلهم وثوابهم الذي لا حد له فقال سبحانه: إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ ﴾ [الزمر: ١٠].

نعم الصبر مثل اسمه مُرَّ مَذَاقُتُه لكن عواقبه أحلى من العسل

فما هو الصبر ؟

الصبر لغةً: هو المنع والحبس.

والصبر شرعًا : حَبْسُ النفس عن الجزع، وحبس اللسان عن التشكي، وحبس الجوارح عن المعاصي.

* وهو ينقسم إلى ثلاثة أقسام:

– صبر على المأمور. أي صبر على الطاعة.

– وصبر عن المحظور. أي صبر عن المعصية.

– وصبر على المقدور . أي صبر على ما قدره الله جل على العبد من المصائب والابتلاءات.

والصبر الجميل هو الذي يبتغي به صاحبه وجه الله جل وعلا لا خوفًا من الناس حتى لا يقولوا جزع، ولا تجملا من أجل الناس حتى يقولوا صبر، بل يصبر مؤمنًا بقدر الله خيره وشره، مترفعا على الألم مستعليًا على الشكوى.

والتحقيق أن الشكوى نوعان:

شكوى إلى الله، وشكوى من الله !!

أما الشكوى إلى الله فهي لا تنافي الصبر كما قال الله وعلى حكاية عن يعقوب عليه السلام : فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَىٰ مَا تَصِفُونَ ﴾ [يوسف: ١٨].

ومع ذلك فقد رفع شكواه إلى الله قائلا : ﴿ إِنَّمَآ أَشْكُواْ بَثِّى وَحُزْنِىٓ إِلَى ٱللَّهِ ﴾ [يوسف: ٨٦].

وأثنى الله تعالى على أيوب عليه السلام، ومع ذلك فقد رفع شكواه إلى الله قائلا: ﴿ وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ ﴾ [الأنبياء : ٨٣].

فعلى المؤمن العاقل أن يعلم أن الدنيا دار ابتلاء واختبار، وسرورها أحلام نوم، وظل زائل فإن أضحكت قليلا أبكت كثيرا، وإن سَرَّت يوما أحزنت دهرًا، وإن متعت قليلا منعت طويلًا ، ولكل فرحة ترحة !!

والعاقل هو الذي ينظر بعين بصيرته ونور إيمانه ويعلم يقيناً أن ما أصابه لم يكن ليُخطئه وأن ما أخطأه لم يكن ليصيبه، فينظر في كتاب الله عز وجل وسنة رسوله ﷺ ليقف على جزاء الصابرين.

ثم ليطفئ نار المصائب والابتلاءات ببرد التأسي بأهل البلاء وعلى رأسهم الرسل والأنبياء.

ثم لو نظر وفتش بين أهل الأرض لم ير فيهم إلا مُبتلى بفوات محبوب أو حصول مكروه !!

وما أحوجنا في زمن كثرت فيه المحن واشتدت فيه الفتن والابتلاءات إلى تذكير دائم.

بفضل الصبر على البلاء والوقوف على الحكمة من البلاء والتعرف على أنواع البلاء والتأسي بالرسل والأنبياء وغير ذلك من المسائل المهمة المتعلقة بهذا الموضوع الجليل.

وبين يدي رسالة لطيفة في هذا للأخ الكريم تامر بدر جزاه الله خيرًا وجعلنا الله وإياه من الصابرين وأقر أعيننا جميعًا بنصرة هذا الدين وصلى الله وسلم وبارك على إمام النبيين وعلى آله وأصحابه أجمعين.

كتبه

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *