بعض ذكرياتى في المرحلة الإعدادية والثانويه

12 يناير 2018

انا هكلمكم عن بعض ذكرياتى في المرحلة الإعدادية والثانويه
فيجب مراعاة عمرى في هذا الوقت علشان هتلاقوا بعض التصرفات المتهورة التى قمت بها في ذلك الوقت
كانت بدايتي لحب القراءة في المرحلة الإعدادية وأنا في سن 13 تقريباً عندما كنت أقرأ جريدة الأهرام يومياً اللي كان أبى يشتريها لنا يومياً وتطور حبي للقراءة أنى كنت بدخر مصروفي الشخصي وأشتري به الكتب سواء من المكتبات أو من معرض القاهرة الدولي للكتاب الذي كنت دائم التردد علية سنوياً، وكانت قراءاتي في مختلف المجالات الدينية والسياسية والتاريخية والجغرافية والعلمية وغيرها، ودا اللي نفعنى بعد كدا فى كتابة مؤلفاتى لما كبرت.
ومن قراءاتي بدأت معرفتي بالجهاد وخصوصاً مع متابعتي للمجاهدين العرب والأفغان في أفغانستان وكم كنت معجباً بهم وهم الأقل عدداً والأقل قوة فكيف كانوا يقفون أمام قوي عظمى في ذلك الوقت وينزلون بالروس الخسائر الفادحة، وقد كنت أتمنى أن أكون معهم وأنا في هذا السن المبكرة، وكنت أحلم بالجهاد معهم عندما أكبر ولكن هذا الاحتلال انتهى عام 1989م وذلك بعد انتهائي من المرحلة الإعدادية وأنا في سن الخامسة عشر تقريباً وبعد ذلك شعرت بخيبة الأمل بسبب الاقتتال الداخلي بين المجاهدين فلم أتمنى وقتئذ أن أكون معهم لأنني كنت أعتبر القتال فيما بينهم ما هو إلا فتنه يجب أن نتجنبها.
انتهيت من المرحلة الإعدادية وقد ازداد التزامي بالصلاة والتفكر في الله وكيفية نصرة دينه وكنت في المدرسة أثناء الراحة أداوم على صلاة الظهر جماعة في مسجد المدرسة وسماع الدروس الدينية بعد الصلاة
كنت بشتري من مصروفي أسبوعياً جريدة المسلمون وهى صحيفة تصدر أسبوعياً من السعودية وقد كانت تهتم بأحوال المسلمين في جميع أنحاء العالم، وعن طريق هذه الجريدة عرفت أحوال المسلمين في الفلبين وكشمير وتركستان الشرقية بالصين والجمهوريات الإسلامية في الاتحاد السوفيتي والشيشان والبوسنة والهرسك لدرجة أنني راسلت الجريدة لأعرف منهم كيفية الذهاب إلى البوسنة والهرسك للجهاد فيها ولكنني لم أتلقي رد منهم ، كما اتصلت في تلك الفترة بالسفارة الباكستانية اطلب منهم السفر إلى كشمير للجهاد فيها ضد الاحتلال الهندي لكنى فوجئت بموظفة مصرية ترد علي بأنه لا يوجد عندهم ما أطلبه. وفكرت فى السفر الى الشيشان ايضا.

كانت حرب البوسنة والهرسك التي بدأت في مارس عام 1992م نقطة فارقة في حياتي فقد أحسست بأنني لا استطيع فعل شيء لكي أساعد هؤلاء المسلمين، وكم كنت أشعر بالحزن عندما كنت اقرأ عن المذابح الجماعية وحالات الاغتصاب للمسلمات وغيرها من المآسي، وكنت أزداد حزناً وإحباطاً عندما لا أجد رد الفعل المنتظر من الحكومات والشعوب الإسلامية لوقف تلك المأساة، لقد كنت ادخر مصروفي وأتبرع به للجنة الإغاثة الإسلامية وكنت أذهب إلى دار الحكمة بعد الدراسة للتبرع لصالح مسلمي البوسنة ولكنى مع ذلك كنت اشعر بالتقصير تجاههم
خططت أن أسافر إلى أسوان ومنها إلى السودان وبعد ذلك إلى البوسنة وكان عقلي يومئذ غير مستوعب أنني من الممكن أن يتم القبض علي بسهوله وذلك لعدم تخطيط هذه المغامرة مع احد آخر، لقد كان هذا تصرف فردي فلم أكن اعرف جماعة أو منظمة في مصر ترسل المجاهدين إلى البوسنة وبالتالي فقد كان قراري قراراً عفوياً غير مدروس نظراً لصغر سني فلم أكن أتعدى وقتئذ سن التاسعة عشر من العمر ولا يوجد معي حتى جواز سفر حتى أسافر به.
وبعد قراري هذا كتبت رسالة إلى أهلي وتركتها على مكتبي وأخذت حقيبة ملابسي وتركت المنزل بدون علم أحد من أهلي وذهبت إلى محطة القطار وحجزت تذكرة درجه ثانية إلى أسوان وكانت تلك أول مرة أركب فيها القطار، وعندما ركبت القطار فوجئت بالزحام الشديد ولم يكن هناك مكان أركب فيه ولاحظت جلوس بعض المسافرين في المكان المخصص لوضع الأمتعة أعلى مقاعد الركاب فتسلقت المقاعد وجلست معهم، وبعد معاناة لساعات وبعد التفتيش على تذكرتي عدة مرات فإذا بأحد مفتشي التذاكر يقول لي قبل الوصول إلى أسوان أنني متواجد مع ركاب الدرجة الثالثة وأن لي مقعد خاص بي في الدرجة الثانية مكيف وتعجب لوجودي في الدرجة الثالثة، ولكنى ظللت في الدرجة الثالثة حتى وصولي لأسوان
لقد كنت أعتبر سفري لأسوان نوع من أنواع الهجرة إلى الله ولرسوله ﷺ وكنت أشعر بأنني أؤجر على هذا السفر ولذلك فلم أكن حزيناً، وبعد وصولي إلى أسوان حجزت سريراً في بيت الشباب وبعد يوم قلت في نفسي يجب أن أكلم أهلي حتى أطمئنهم على صحتى، وعندما اتصلت بهم فوجئت بانهيارهم وبكائهم على فراقي فحزنت وقلت كيف فعلت ذلك بأبي وأمي؟. وبعد إلحاح منهم على معرفة مكان وجودي، قلت لهم بأنني في أسوان وتوسلوا إلي أن أعود للمنزل مرة أخري، فعدت إليهم وأيقنت أنه لن أستطيع الجهاد إلى بدخولي أحدي الكليات العسكرية حتى أنال فرصة الجهاد أمام إسرائيل فقد كنت اعتقد أن السلام مع إسرائيل لن يستمر طويلاً ولكنى فى النهاية لم انال فرصة الجهاد.
المرحلة دي من حياتى مفكرتش انى انضم الى اخوان او سلفين او أي جماعه. كان كل تفكيري انى اجاهد في أي بلد فيها مسلمين مضطهدين وبس ومكنش تفكيرى انى احارب مسلمين بيحاربوا مسلمين تانيين وقراءتى في السياسة في الوقت دا كان لهذا السبب فقط وحتى الان تفكيرى لم يختلف كثيراً
طبعا بعد لما دخلت الحربية كل اللى عملته دا كان طي الكتمان ومحدش عرف به علشان كنت عارف ان افكارى التى تدور في ذهنى لو اتعرفت يا اما كنت مطرود من الجيش او معتقل
فترة اعدادى وثانوى كانت فترة كئيبة فى حياتى علشان كنت حامل هم مسلمين كتير مضطهدين ومكنش بيهون عليا هذه المرحلة من حياتى غير الرؤى اللى كنت بشوف فيها النبى صل الله عليه وسلم وسيدنا عيسى عليه السلام وبعض الرؤى الاخرى
طبعا في ناس هتقول ايه الهبل اللى كنت بتفكر فيه وبتعمله دا ولكن هذا كان جزء من حياتى وانا صغير وانا لا اخجل منه ولو عاد بي الزمن مرة اخرى كنت هحاول الجهاد بردو وممكن بردو مكنتش دخلت الحربية وكنت انتظرت لما اكبر علشان اعرف اسافر واجاهد فى أي بلد فيها مسلمين مضطهدين بدل لما انا عمرى راح كدا على الفاضى لغاية الان بدون لما احقق حلمى فى الجهاد وان انال الشهادة
واللى هيعلق ويقول لي متروح تسافر وتجاهد ومتدوشناش هقول له ابعتلى التذكرة وسهلى الطريق للسفر الى بورما مثلا علشان اجاهد فيها 

tlTL