هذا ما وصلنا إليه كنا مختلفين وتحولنا إلى متعصبين ثم حللنا قتل بعضنا البعض بحجة أن الأخر من الخوارج أو من الكفرة
ولم يعلم كل الناس من البداية أن الاختلاف موجود منذ بدأ الخليقة حتى يوم القيامة ولن يستطيع أي تيار من التيارات السياسية أن يقصي التيارات الأخرى أو أن يجعل الطرف الأخر يتخلى عن فكرته فهذا مستحيل فقد أقام رسول الله صلي الله عليه وسلم دولته وكان بها كل الاختلافات الثقافية والدينية أكثر من يومنا الحالي فقد كان معه اليهود والنصارى والمجوس والمسلمون والمنافقون وقامت هذه الدولة باختلاف ثقافاتها على مبدأ واحد وهو العدل الذي نفتقده الآن وهو أساس مشاكلنا الآن وأنا أقول العدل فإذا أقمنا العدل على القوي قبل الضعيف والغني قبل الفقير فقد طبقنا الشريعة بدون رايات أو شعارات ولرضي بها كل التيارات باختلاف مرجعياتها الفكرية.
ولكننا للأسف لم نستوعب حتى الآن ثقافة الاختلاف والكل يريد أن يفرض وجهة نظره على الطرف الأخر حتى ولو بقتله ونسي هؤلاء قول الله تعالى (ولو شاء ربّك لآمن مَن في الأرض كلهم جميعاً أفأنت تُكره الناس حتى يكونوا مؤمنين) وأخرى كآية (لا إكراه في الدين) هذا في الدين فما بالكم بالآراء والأفكار السياسية, هل يجوز لنا أن نُكره من يخالفنا الرأي بوجهة نظرنا؟
سنظل مختلفين دائما وأبداً فقد قال الله تعالى (ولو شاء ربك لجعل الناس امة واحدة ولا يزالون مختلفين) فإما أن نعيش مع بعضنا البعض باختلاف توجهاتنا على أساس العدل وحرية الفكر والتعبير بما لا يخالف شرع الله أو أن نتقاتل فيما بيننا وندمر أنفسنا لصالح إسرائيل
وأنا أعلم أن الأصدقاء سيتشاجرون في هذا المقال فيما بينهم كالعادة, وكل طرف سيحمل الطرف الأخر المسئولية فيما وصلنا إليه, ولهم أقول أن كل التيارات والقوي السياسية والنخبة أخطأت بلا استثناء ولم يكون هناك طرف من أطراف الصراع منذ بداية الثورة إلا وأخطأ في حق هذه الثورة.
فإما أن تتفقوا وتتوحدوا على إنجاح ثورتكم تحت شعار واحد “مصر أولا وقبل أي مصالح شخصية أو حزبية” وإما أن تتقاتلوا فيما بينكم حتى تفشل ثورتكم وتنتصر إسرائيل في النهاية