من يريد ان يقرأ اكثر مقال منصف ومحايد عن الثورة المصرية منذ بدايتها الى الآن فليقرأ التقرير التالي عن ستيفاني توماس من وكالة رويترز وانا متفق مع كل ما جاء به هذا التقرير 100 % ويريت تقرأوا هذا التقرير بحيادية حتى تحكموا على انفسكم بصدق ولماذا وصلنا الى ما نحن فيه الان
قال تقرير لوكالة “رويترز”، إن النظام الحالي في مصر لن يستمر طويلاً في منصبه، بعد أن تعمد إخماد أية أصوات معارضة له. وفي تعليقها على الأوضاع الحالية في مصر بعد 5سنوات من ثورة 25 يناير التي أطاحت بالرئيس الأسبق حسني مبارك، قال “ستيفاني توماس”، كاتبة التقرير، إنه “مع استمرار تجاوزات نظام السيسي، سوف تظهر تحالفات غير متوقعة لتقف في وجه النظام، فربما يتحالف الكثير ممن تعاطفوا مع الإخوان المسلمين مع بعض التيارات المدنية واليسارية”. وأضافت: “بدأت بعض الأصوات تظهر عبر الإعلام، كما تمتلئ صفحات التواصل الاجتماعي حاليًا بالسخرية والنقد للنظام، مما سيساهم في بدء الحالة الثورية من جديد”. ورأت أنه “في نهاية المطاف سيرحل نظام السيسي، ليس بطريق الديموقراطية على الأرجح، إلا أنها تأمل أن يحقق من يأتي إلى الحكم بعد ذلك آمال المصريين”. وفيما قالت إنه “اليوم، وبعد خمس سنوات يمكن القول بشكل واضح أن الثورة المصرية قد فشلت تمامًا”، لاحظت الكاتبة أن حكام ما بعد الثورة “لم يختلفوا على الإطلاق عن سابقيهم عبر التاريخ”. وقالت: “فقد عانى المصريون من سوء إدارة محمد مرسي المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين، والذي يعد أول رئيس منتخب ديموقراطيًا في مصر”. وأرجعت أسباب الفشل إلى “الرغبة في الاستحواذ على كل جوانب السلطة ثانيا، مما كان سببا في إظهار تيار الإسلام السياسي بشكل سيئ للغاية، حيث لا ترى أن مرسي كان فاسدًا، إلا أنه كان غير كفء، فهو ليس إرهابيًا على الإطلاق كما وصفه الرئيس الحالي (السيسي) هو وجماعته”. غير إنها لم تحمل مرسي وحده المسئولية، قائلة: “ليس مرسي فقط من خذل توقعات الثوار، بل كذلك الرموز الليبرالية والعلمانية، حيث ركزوا بشكل أساسي على مصالحهم الشخصية بدلا من العمل على تكوين تحالفات وأحزاب قوية تقود إلى مناخ سياسي تنافسي، كما لم يؤمنوا هم أنفسهم بالديموقراطية الكاملة التي نادوا بها، حيث اختاروا العودة إلى العنف والحكم العسكري بدلا من استمرار مرسي المنتخب في سدة الحكم”. وانتقدت بشكل خاص الدكتور محمد البرادعي، الذي اختير نائبًا للرئيس السابق عقب إطاحة الجيش بمرسي، والذي كان جزء من المشهد السياسي على مدار عامين كاملين، إذ قالت إنه “اكتفى ببعض التغريدات على موقع تويتر بدلاً من المشاركة بشكل فعال في بناء العملية السياسية، بل انضم فيما بعد للتحالف الذي كونه السيسي عقب الإطاحة بمرسي قبل أن يستقيل بعدها بشهر واحد؛ احتجاجًا على مذبحة رابعة التي راح ضحيتها 800 شخص من الإخوان المسلمين على يد قوات الأمن”. وتحدثت عن دور الشباب المصري الذي بدا أكثر مهارة في الحشد والتنظيم للتظاهرات من خلال الإنترنت، إلا أنه لم يستطع الحفاظ على أي من تلك المكتسبات التي جناها. وقالت: “بعد معركة طويلة مع المجلس العسكري بعد الثورة، انضم الكثير من هؤلاء الشباب للمظاهرات التي أتت بالنظام العسكري مرة أخرى في 30يونيو 2013، بل وصل الحال بقلة منهم إلى التظاهر دعما للسيسي عقب وصول الجيش للحكم. لم تدم حالة الود طويلاً مع السيسي قبل أن يعود الشباب مرة أخرى لحالة عدم الرضا في حين تم الزج بالكثير منهم إلى السجون والمعتقلات”. وأشارت إلى أنه “أثناء تغطيتها لأحداث ثورة 25يناير في ميدان التحرير، كانت تلك الثورة بمثابة مصدر إلهام كبير لها قادها في النهاية إلى ترك وظيفتها كمراسلة تليفزيونية لتنتقل وتستقر في مصر؛ لتكن شاهدة على ذلك المستقبل المزهر المنتظر”. وعاشت الكاتبة في مصر من قبل كطالبة تدرس اللغة العربية بالجامعة الأمريكية في التسعينات، والتي تحول مقرها بالتحرير والذي درست فيه إلى أحد العلامات الهامة في أحداث الثورة المصرية. وقالت إنه عقب انتقالها للعيش في مصر في سبتمبر 2011، كانت الشعارات الرومانسية التي عمت ميدان التحرير أثناء الثورة مثل (الجيش والشعب ايد واحدة) وغيرها كانت قد انتهت تماما، وأن حالة الثقة في المجلس العسكري الذي تبع مبارك في الحكم كانت قد انتهت تمامًا مع الكثير من الأحداث التي أثبت فيها عداءه للثوار كأحداث ماسبيرو، والتي دهست فيه مدرعات الجيش المتظاهرين الأقباط. مع اكتساح الإخوان المسلمين للانتخابات البرلمانية، عهدت جماعات المعارضة اليسارية والعلمانية العاجزة إلى التركيز على شيطنة الإخوان المسلمين فقط. ورأت الكاتبة أيضًا أن “الكثير من الشخصيات ذات الطابع الثوري كانوا سببًا في خذلان المصريين أيضًا”، إذ ذكرت أنه عند مغادرتها البلاد في يونيو 2013، كان أغلب من تعرفهم في الجامعة يؤيدون عودة النظام العسكري بل بدوا أكثر تقبلاً للعنف، وكأنه إجراء لابد من استخدامه بعكس أية مبادئ ليبرالية يعرفها العالم. ووصفت الكاتبة، نظام مبارك بأنه “نظام كريم للغاية بالمقارنة بما يحدث حاليًا، حيث يبرر النظام الحالي القمع باسم الاستقرار والأمن ويمنع التظاهر بشكل كامل بل يمنع تكوين المجموعات السياسية أو يتم تعجيزها في ينشر حالة غير مسبوقة من الاستقطاب عبر وسائل الإعلام”. وأوضحت أنه “كان أحد الأسباب التي ساهمت في وصول السيسي إلى الحكم هو الخوف من مصير الدول المجاورة، كسوريا وليبيا واليمن والعراق، ما جعل الكثيرون يفضلون الاستقرار بأي شكل خوفا من الوصول إلى هذا المصير المظلم، وهو ما قاد النظام إلى استغلال هذا الأمر بأسوأ طريقة ممكنة، فشن حملة واسعة من الاعتقالات ضد الصحفيين والنشطاء، بالإضافة إلى حالات متعددة من الاختفاء القسري لم يستطيع النظام إنكارها بالكامل”. ووصفت العثور على جثة طالب الدكتوراه الإيطالي جوليو ريجيني (28 عامًا) الأسبوع قبل الماضي في إحدى الطرق السريعة على حدود القاهرة مع الكثير من آثار التعذيب بـ “مثابة الأمر المقلق للغاية، حيث لم يتم رصد حالات كتلك ضد الأجانب في مصر من قبل في حين لم يتوقف تكرارها مع المصريين”. وقالت: “على الرغم من جهود السلطات الإيطالية لكشف غموض الحادث، ربما لن تستطيع أسرة ريجيني معرفة ما حدث بالضبط لابنها، كغيره من آلاف المصريين الذي عانوا من حالات مماثلة لأبنائهم”. مع ذلك، لا تتوقع الكاتبة أي تغيير في الأحداث على المدى القريب، حيث سيستمر السيسي في تحسين صورته خارجيًا دون الاهتمام بالداخل، كما سيعزز من صورته كالسد الأول والأخير للوقوف في وجه تنظيم الدولة الإسلامية في سيناء” وأشارت إلى أنه “من المرجح أن يسعى للحصول على مكانة إقليمية في تحالف يدير الأزمة الحالية في ليبيا وسوريا واليمن، ليحصل على المزيد من الدعم الدولي والمزيد من دعم الجيش، في حين سيستمر 90 مليون مصري في مواجهة مشكلات ارتفاع الأسعار وتفشي البطالة ومشاكل المواصلات والرعاية الصحية والتعليم في حين لاتخضع الحكومات لأية محاسبة”.