رسالة أوجهها إلي أصدقائي ورفقائي من حملة تمرد

 
31 مايو 2013

رسالة أوجهها إلي أصدقائي ورفقائي من حملة تمرد

لو كنت أكرهكم لما كنت أكتب إليكم تلك الملاحظات عن حملتكم فأنا اعرف مدي وطنيتكم وإخلاصكم للثورة فنرجو أن تتقبلوا ملاحظاتي بصدر رحب وتعتبروها من أخ لكم يريد مصلحة الوطن ولكن برؤيا أخري تختلف عن رؤيتكم مع العلم أن هدفنا واحد وهو الخير لمصرنا الحبيبة
ومن الممكن أن تكون رؤيتي خاطئة وأنتم الذين علي صواب ولذلك اعرض لكم وجهة نظري عن حملتكم عسي أن تتكامل رؤيتنا سويا ونخرج بالحلول الصحيحة من أزمتنا فأرجوا أن تتقبلوا ملاحظاتي وهي

1- للأسف نحن لم نتعلم من التاريخ فقد أسقطنا مبارك وتركنا المجلس العسكري هو الذي يحكم فهل نكرر نفس الخطأ وننتظر أن يحكمنا المجلس العسكري بنفس الكيفية ومع اختلاف بعض الأشخاص
2- هناك الكثير من الفلول من يؤيد حملة تمرد ويمضي بالموافقة عليها لتأكده من عودة النظام السابق بصورة مختلفة
3- من غير المنطقي أن تهدف الحملة إلي إسقاط مرسي وتولي مجلس رئاسي مدني فمن هم أعضاء هذا المجلس؟ ومن هي القوي السياسية التي اتفقت عليها؟, اعتقد أن فكرة المجلس الرئاسي المدني كان أحد الحلول منذ عامين لأننا كنا بالفعل في فترة انتقالية أما الآن فهذا الحل غير منطقي لان الشعب ليس لديه استعداد لتحمل فترة انتقالية أخري.
4- من غير المنطقي أن تكون أهداف الحملة إجراء انتخابات رئاسية مبكرة فمن الذي سيشرف علي إجراء تلك الانتخابات والذي سيدعو لها, هل الرئيس مرسي فهذا شيء مستبعد ان يدعوا لانتخابات مبكرة وهو يعرف أن هذه الانتخابات هي شهادة وفاة لجماعة الإخوان المسلمين, ولو كانت أهداف حملة تمرد هو إسقاط مرسي وتولي المجلس العسكري بعده ثم يدعوا لانتخابات رئاسية فهذا يعتبر من الأحلام لان عودة المجلس العسكري للحكم معناه بقائه فيها لأكثر من عشرون عاما علي الأقل وهذه المرة ستكون بتأيد شعبي لان المواطنين البسطاء ملوا من الثورة وفي هذه الحالة سيكون ثوار التحرير أقلية وتفشل الثورة.
5- هناك من الثوار الذين يريدون خلع مرسي من الرئاسة بأي شكل كان نتيجة إحساسهم بالغدر من جماعة الإخوان المسلمين وإرادة الانتقام من الجماعة تجعلهم يقدمون على خطوات غير مخططه ومدروسة ولا يعلمون تابعياتها وللأسف ففلول النظام السابق يستغلون هذه الرغبة في الانتقام ويوجهونها لأغراضهم في العودة للحكم مرة أخري.


الحل
1- أن يكون للحملة هدف واضح وهو إسقاط مرسي مع تولى الحكم بعدة شخصية تتوافق عليها القوي السياسية وتكون معبرة عن الثورة حتى لا نترك فرصة للمجلس العسكري أن يحكمنا مرة أخري وتفشل الثورة
2- إذا لم تتفق القوي السياسية الآن علي شخصية تتولي بعد مرسي السلطة فهل من المنطقي أن تتفق عليها أثناء حكم الفلول أو المجلس العسكري بعد مرسي؟! . هذا امر مستبعد وفي الخيال فإما أن تتفقوا الآن وإما أن تنتظروا 3 سنوات حتى تتفقوا أثناء الانتخابات الرئاسية المقبلة.
3- عن نفسي فأنا من غير المنطقي أن أثور لعودة المجلس العسكري بعد أن ثُرت سابقا حتى يسلم الحكم لرئيس منتخب وإلا فأنا أدور حول حلقة مفرغة إلا إذا كان هناك البديل الذي تتفق عليه القوي السياسية

بعد هذه الملاحظات التي لم أكن لأنصحها إلى أصدقائي الذين اعلم مدي وطنيتهم ويعلم الله مدي حبي لهم ولولي حبي لهم لما نصحتهم وخاطرت بمستقبلي من أجل نصيحتي لهم

وأنا لا أحبطهم ولكنني أرشدهم إلي الطريق الصحيح من وجهة نظري المتواضعة فسبب فشل ثورتنا حتى ألان هو انعدام التخطيط وأنا أعلم علم اليقين أن هناك من ثوار التحرير عندهم نفس تخوفاتي من الحملة ولكنهم لا يريدون البوح عن تخوفاتهم خوفا من أن يُتهموا بخيانة الثورة والاستكانة وعدم الولاء ولكنني لست من النوع الذي يري خطا ما ويسكت عنه خوفا من اتهامه بالخيانة ولسوف تثبت الأيام صحة وجهة نظري


الرائد تامر بدر 

arAR