قبل أن تقرأ هذا المقال إذا كنت من أتباع (هذا ما وجدنا عليه آبائنا) فنرجو منك ألا تضيع وقتك في قراءة هذا المقال، وإذا كنت ممن يتهمني بإشعال فتنة كبرى بين المسلمين كما يروج لي حاليًا فلا داعي لأن تقرأ هذا المقال حتى لا أغير معتقد نشأت عليه منذ طفولتك فأفتنك بهذا المقال. هذا المقال لمن يريد ان يتدبر ويفكر وعنده استعداد لتغير معتقداته ولكنه يخشى او لا يستطيع قراءة كتابي (الرسائل المنتظرة) او ممن هم لا تستهويهم قراءة الكتب. سأختصر فصل واحد فقط وهو فصل الدخان مع انني لست من أنصار اختصار ما جاء في كتابي لأن هذا الاختصار لن يستعرض كافة الأدلة التي وضعتها في كتابي وبتالي سأجد تعليقات واستفسارات موجود إجابتها في الأجزاء التي لم أذكرها في هذا المقال، ومع ذلك سأحاول جاهدًا اختصار بعض مما جاء في فصل الدخان المبين في كتابي الرسائل المنتظرة. سأبدأ معكم من حيث بدأت أنا وكيف تغير اعتقادي بأن سيدنا محمد ﷺ هو خاتم الأنبياء فقط كما هو مذكور في القرآن والسنة وليس خاتم المرسلين كما يعتقد عامة المسلمين فقد كانت البداية هي سورة الدخان التي قرأتها مرات لا أستطيع حصرها مثلكم جميعا ولكنني لم ألاحظ فيها أي شيء، ولكنني في مايو 2019 قرأتها وتوقفت عندها فتره طويلة لأتدبرها وأفهمها بطريقة صحيحة فتعالى معي نقرأها ونتدبرها سويا قال تعالى: ﴿فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ (10) يَغْشَى النَّاسَ هَذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ (11) رَبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ (12) أَنَّى لَهُمُ الذِّكْرَى وَقَدْ جَاءَهُمْ رَسُولٌ مُبِينٌ (13) ثُمَّ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَقَالُوا مُعَلَّمٌ مَجْنُونٌ (14) إِنَّا كَاشِفُو الْعَذَابِ قَلِيلًا إِنَّكُمْ عَائِدُونَ (15) يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرَى إِنَّا مُنْتَقِمُونَ (16)﴾ [الدخان]
الأسئلة الذي سألتها لنفسي حينها واسألها لكم:
هل هذه الآيات كاملة تتحدث عن أحداث مستقبلية أم أحداث حدثت في الماضي؟ إذا كان الدخان حدث أيام النبي ﷺ أي في الزمن الماضي فما هي مصير الأحاديث النبوية والآيات القرآنية التي تذكر أن الدخان من علامات الساعة الكبرى؟ إذا كانت هذه الآيات تتحدث عن أحداث مستقبلية فمن هو الرسول المبين المذكور في الآية رقم 13 من سورة الدخان؟ الآن أقرأ هذه الآيات بتدبر مرة وإثنين وعشرة كما قرأتها أنا في مايو 2019 وأربط تفسيرها بعضها ببعض بتسلسل زمنى أي لا تفسر آية على أنها حدثت في عهد النبي ﷺ وآية أخرى ستحدث مستقبلاً أي فسر هذه الآيات كلها مره على أنها حدثت في الزمن الماضي وفسرها مرة أخرى على أنها ستحدث في الزمن المستقبل. ماذا وجدت الآن؟ عندما ستفسر هذه الآيات كلها على أنها حدثت في الماضي في زمن النبي ﷺ فإنك أما مشكلتين وهما أن وصف الدخان المبين لا ينطبق على ما حدث لقريش والمشكلة الثانية أن الدخان من علامات الساعة الكبرى كما هو مذكور في أحاديث نبوية صحيحة وكثيرة أما عندما ستفسر هذه الآيات كلها على أنها ستحدث في المستقبل فإنك أمام مشكلة كبرى سيصعب عليك تفسيرها ألا وهي وجود آية تذكر وجود رسول موصوف بأنه مبين أي واضح سينذر الناس بعذاب الدخان وأن الناس ستُعرض عنه وستتهمه بالجنون. هذا ما دار في عقلي خلال هذا اليوم كله ولم أستطيع النوم، ومنذ ذلك اليوم بدأت رحلة البحث عن تفسير تلك الآيات فوجدت أن جميع علماء التفسير أجمعوا على ان الرسول المبين المذكور في سورة الدخان هو سيدنا محمد ﷺ في حين تضاربت تفسيراتهم واختلفت في باقي هذه الآيات فسيدنا علي وبن عباس رضي الله عنهما وعدد آخر من الصحابة أجمعوا على أن الدخان من علامات الساعة الكبرى وأنه لم يحدث بعد في حين انفرد ابن مسعود ووصف الدخان كما جاء في الحديث ( فَأَخَذَتْهُمْ سَنَةٌ حَتَّى هَلَكُوا فِيهَا وَأَكَلُوا الْمَيْتَةَ وَالْعِظَامَ، وَيَرَى الرَّجُلُ مَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ كَهَيْئَةِ الدُّخَانِ ) فهذا الوصف لا ينطبق على الدخانُ فقد تمَّ وصفه في هذه السورة بأنه يُغشى الناس، أي يحيطهم من جميعِ الجوانب، وليس شيئاً يتخيَّلُه الرائي كما في قحطِ قريش، وقد عبَّرتِ الآياتُ عن هذا الدخانِ بأنه عذابٌ أليم، وهذه المعاني بهذا التوصيف لم تقعْ لأهل قريش. ولهذا فستجد تضارب واختلاف زمني في تفسير آيات الدخان في جميع كتب التفسير الآن أقرأ أخي المسلم هذه الآيات مع الاعتقاد بأن الله سبحانه تعالى سيبعث رسول جديد يدعوا للعودة للإسلام الحق وينذر الناس بعذاب الدخان مصداقاً لقوله تعالى: ﴿وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّىٰ نَبْعَثَ رَسُولًا﴾ ماذا وجدت؟ هل لاحظت الآن ما لاحظته أنا في مايو 2019؟
والآن اسألك سؤال آخر:
ما هو وضع هذه الآية ﴿وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّىٰ نَبْعَثَ رَسُولًا﴾ إذا عمنا الله سبحانه وتعالى بعذاب الدخان دون أن يبعث فينا رسولا ينذرنا بعذابه؟ انتظر قليلا فأنا أعلم ما هي إجابتك على هذا السؤال ستقول لي لقد أنذرنا سيدنا محمد ﷺ منذ أربعة عشر قرنًا بعذاب الدخان أليس كذلك
سأجيب عليك حينئذٍ بسؤال آخر وأقول لك:
وهل حدث من قبل أن أنذر رسول من قبل أن أنذر قومًا سيأتون بعده بأربعة عشر قرنا بعذاب من الله سبحانه وتعالى؟ نوح وهود وصالح وموسى عليهم السلام أنذروا قومها بعذاب الله سبحانه وتعالى ووقع في عصرهم هذا العذاب ولا يمكن استثناء نبينا سيدنا محمد ﷺ من هذه القاعدة لوجود آية في القرآن الكريم تدل على عدم تغير هذه القاعدة في الماضي أو الحاضر أو المستقبل، فقد قال تعالى: ﴿إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ (51)﴾، فهي سنةُ الله سبحانه وتعالى التي لا تتغيَّرُ، وقال الله سبحانه وتعالى: ﴿سُنَّةَ مَن قَدْ أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِن رُّسُلِنَا وَلَا تَجِدُ لِسُنَّتِنَا تَحْوِيلًا (77)﴾. ومن هذه الآيات يتبين لنا وجوب ارسال رسول في نفس عصر وقوع العذاب على الناس ولا وجود استثناء لهذه القاعدة في آيات الدخان. كل هذه الأسئلة أول ما كنت أسألها لنفسي، وكل هذه الإجابات هي أول ما توصلت له من دلائل على ان الله سبحانه وتعالى سيبعث رسول جديد، لن يُغير من الشريعة الإسلامية شيئًا، بل سيدعو الناس للعودة للإسلام، وستكون مهمته إنذار الناس بعذاب الدخان، ومنذ ذلك الوقت بدأت رحلة البحث عن صحة الاعتقاد بأن سيدنا محمد ﷺ هو خاتم المرسلين وليس خاتم الأنبياء فقط كما هو مذكور في القرآن والسنة. وبحثت في الفرق بين النبي والرسول وتوصلت الي خطأ القاعدة الشهيرة (أنَّ كلّ رسولٍ نبيّ، وليس كلّ نبيّ رسولاً) الى أن جمعت الأدلة الكافية من القرآن والسنة بأن سيدنا محمد هو خاتم الأنبياء فقط كما هو مذكور في القرآن والسنة. وليس خاتم المرسلين كما يعتقد عامة المسلمين.
نأتي هنا للسؤال الذي يسأله لي الكثير
لماذا تثير الآن فتنة نحن في غنى عنها فلننتظر المهدي فهو الذي سيخبرنا هل هو رسول أم لا، ولا داعي لإثارة الفتنة في الوقت الحالي؟
إجابتي على هذا السؤال استغرقت مني شهور عديدة توقفت فيها عن تأليف الكتاب ولم أكن اريد نشره، الى أن قررت أن أجيب عن هذا السؤال وأقول نعم مضطر أن أثير تلك الفتنة الآن ولن اتركها حتى تُثار عند ظهور الرسول القادم وذلك بسبب الآية الكريمة ﴿أَنَّى لَهُمُ الذِّكْرَى وَقَدْ جَاءَهُمْ رَسُولٌ مُبِينٌ (13) ثُمَّ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَقَالُوا مُعَلَّمٌ مَجْنُونٌ (14)﴾ [الدخان] فالرسول القادم وبالرغم من انه مبين أي واضح فسيتم اتهامه من الناس بأنه مجنون، ومن احد الأسباب الرئيسية لهذا الاتهام أنه سيقول أنه رسول من عند الله سبحانه وتعالى ومن الطبيعي فإن هذا الرسول لو ظهر في عصرنا الحالي او في عصر أبنائنا أو أحفادنا فسيتهمه المسلمين بالجنون نتيجة الاعتقاد الراسخ في اذهانهم منذ قرون بأن سيدنا محمد هو خاتم المرسلين وليس خاتم النبيين فقط كما جاء بالقرآن والسنة.
أعلم أنني في دخلت معركة خاسرة ولن يتم حسمها الا عند ظهور الرسول القادم ووقوع عذاب الدخان فمن سيقتنع بكتابي سيكون قليل جدا، ولكنني أدعوا الله سبحانه وتعالى أن يُنير الله عقولكم وقلوبكم قبل ظهور هذا الرسول حتى لا تتهموه بالجنون فتصبحون ممن ذكرهم الله سبحانه وتعالى في هذه الآية الكريمة ﴿ثُمَّ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَقَالُوا مُعَلَّمٌ مَجْنُونٌ (14)﴾ فتخيل معي أخي المسلم أن تظل على هذا الاعتقاد ولا تغيره ويتوارث ابناءك وأحفادك هذا الاعتقاد الخاطئ وتكون النتيجة أن تكون أنت أو أحد أبناءك وأحفادك ممن ذكرهم القرآن الكريم في آية تتساوى فيها مع آيات وصفت قوم نوح وباقي الرُسل عندما كذبوهم. لم يكن أمامي سوى أن أنشر ذلك الكتاب وأن أتحمل الهجوم والذي سيتم توجيهه لي من أجل أبناءنا وأحفادنا حتى لا أتحمل وزرهم إذا اتهموا الرسول القادم بالجنون.
من يريد الوصول للحقيقة الكاملة فعليه البحث بنفسه أو أن يقرأ كتابي فسيوفر عليه عناء البحث لشهور طويلة وفي النهاية سيتوصل لما توصلت له في كتابي
هذا المقال مختصر وهناك أدله كثيرة موجودة في كتابي لمن يريد أدلة أكثر
وقد ارفقت مقطع مصور من كتابي يوضح العلاقة بين الرسول المبين والدخان المبين حتى أوضح للناس بأنني لا أمهد لشخص معين في كتابي هذا فنرجو منكم قراءته