مقطع من فصل الرسول المهدي من كتاب الرسائل المنتظرة
(المهدي سيبعثه الله سبحانه وتعالى إلى الأمة)
جزء من الإجابة على السؤال المتكرر لي لماذا لم يخبرنا النبي ببعث رسول جديد؟ فسأنشر الآن جزء من الإجابة على هذا السؤال فالإجابة الكاملة تحتوى على عدة نقاط منها أن النبي ﷺ بشرنا بالمهدي في عدة أحاديث كما بشر سيدنا عيسى عليه السلام بسيدنا محمد ﷺ كما وصف لنا النبي ﷺ المهدي وهذا لم يحدث مع صلاح الدين وقطز على سبيل المثال وأخبرنا بأعماله والمعجزات التي ستحدث في عهده. ولكنني هنا سأنقل الجزء الخاص بأن النبي أخبرنا بأن المهدي سيبعثه الله سبحانه وتعالى لنا فهنا جزء من الإجابة ولمن يريد المزيد من الأدلة عليه قراءة الكتاب لأنني لن أستطيع نقل الكتاب أو اختصاره هنا
(المهدي سيبعثه الله سبحانه وتعالى إلى الأمة)
عن عبدِ الرحمن بن عوفٍ عن أبيه قال: قال رسولُ الله ﷺ: «ليبعثنَّ الله من عترتي رجلا أفرق الثنايا، أجلى الجبهة، يملأ الأرض عدلا، يفيض المال فيضاً». وعن أبي سعيد الخدريّ، أنّ رسولَ الله ﷺ قال: «يخرج المهديّ في أُمّتي يبعثه الله غياثاً للناس، تنعم الأُمّة، وتعيش الماشية، وتخرج الأرض نباتها، ويعطي المال صحاحاً». وعن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول الله ﷺ: «أُبشّركم بالمهديّ، يُبعث في أُمّتي على اختلاف من الناس وزلازل، فيملأ الأرض قسطاً وعدلا كما ملئت جوراً وظلماً، يرضى عنه ساكن السماء وساكن الأرض، يقسم المال صحاحاً». فقال له رجل: وما صحاحاً..؟ قال: «السويّة بين الناس». كانت هذه بعضُ الأحاديث النبوية التي أشار فيها النبيُّ ﷺ بأن الله سبحانه وتعالى سيبعث المهدي الى الأمة، وكلمةُ البعثِ هنا لها دلالاتٌ مهمةٌ جداً وأهمُّها الإرسال، ففي اكثر الأحاديث المروية عن النبيِّ ﷺ جاءت كلمة البعث بمعني الإرسالِ فعن سهل بن سعد رضي الله عنه عن رسول الله ﷺ قال: «بُعِثْتُ أنا والساعةَ هكذا»، ويُشير بإصبعيه فيَمُدُّ بهما، و قال رسول الله ﷺ «إنما بعثت لأتمم صالح الأخلاق» ]رواه أحمد[ ؛ وقد ثبت عن النبي ﷺ من غير وجه أنه قال: «خيرُ القرونِ القرن الذي بعثت فيه ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم»، وهذا ثابتٌ في الصحيحين من غير وجه. ونفس اللفظ استخدمَه النبيُّ ﷺ مع عودةِ سيدنا عيسى عليه السلام في آخر الزمان ففي صحيحِ مسلمٍ بعد ذكرِ فتنةِ الدجال: «فَبَيْنَمَا هُوَ كَذَلِكَ إِذْ بَعَثَ اللَّهُ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ فَيَنْزِلُ عِنْدَ الْمَنَارَةِ الْبَيْضَاءِ شَرْقِيَّ دِمَشْقَ بَيْنَ مَهْرُودَتَيْنِ وَاضِعًا كَفَّيْهِ عَلَى أَجْنِحَةِ مَلَكَيْنِ…». فاللفظ إذًا واضحٌ ومستخدمٌ في زمن النبيِّ ﷺ بكثرةِ وأكثرُ استخدامه يكون بمعنى الإرسال، أي يرسله الله سبحانه وتعالى أو يُرسله فلانٌ، فيكون المبعوثُ اسمُه رسول، ولو كان النبيُّ ﷺ يعلم أنَّ في هذا اللفظ المشهور بمعنى الإرسالِ سيتسبب في فتنة للمسلمين فيما بعد لما استخدمه مع ذكر المهدي وسيدنا عيسى عليه السلام مرفقًاً باسمِ الله سبحانه وتعالى ، ولما جعلنا في حيرةٍ في معني البعث، فكان من الممكن أن يقولَ النبيُّ ﷺ (سيظهر أو سيأتي من عترتي رجلٌ) ولا يقول «ليبعثنَّ الله من عترتي رجلا…» فلفظ البعثِ ورد كثيرًا في أحاديث المهدي، فهناك تواترٌ لفظيٌّ بأنَّ الله سبحانه وتعالى سيبعث المهدي في أكثر من حديث نبويٍّ، وكذلك نفس الحال مع سيدنا عيسى عليه السلام «…إِذْ بَعَثَ اللَّهُ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ…». وحتي نصلَ للمقصود من حديث النبيِّ عن لفظ بعثَ الله سبحانه وتعالى للمهدي يجب علينا أن نفهم معني البعث في اللغة ومنه تستطيعون أنتم الحكمَ ما المقصود بعبارةِ يبعثَ الله سبحانه وتعالى المهدي أو يبعث اللهُ سيدنا عيسى عليه السلام، ففي كتابِ الموسوعة العقدية جاء مفهوم البعث ما يلي:
يختلف تعريفُ البعث في اللغة باختلاف ما عُلِّقَ به، فقد يُطلق ويراد به:
1- الإرسال: يقال بعثت فلاناً أو ابتعثته أي أرسلته، وعن عمار بنِ ياسرٍ رضي الله عنه قال: “بعثني النبيُّ ﷺ في حاجةٍ فأجنبت فلم أجد الماء، فتمرغت في الصعيدِ كما تمرغ الدابة …..” ]متفق عليه[. 2- البعث من النوم: يقال: بعثه من منامه إذا أيقظه (وهذا المعنى لا يستقيم مع حال المهدي ومهمته). 3- الإثارة: وهو أصلُ البعث، ومنه قيل للناقة: بعثتها إذا أثرتُها وكانت قبلُ باركةً، وفي هذا يقول الأزهري في تهذيب اللغة: (قال الليث: بعثت البعيرَ فانبعث إذا حللت عقاله وأرسلته، لو كان باركاً فأثرته). وقال أيضاً: والبعث في كلام العربِ على وجهين: أحدُهما: الإرسالُ كقولِ الله تعالى: ﴿ ثُمَّ بَعَثْنَا مِن بَعْدِهِم مُّوسَىٰ وَهَارُونَ إِلَىٰ فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ بِآيَاتِنَا فَاسْتَكْبَرُوا وَكَانُوا قَوْمًا مُّجْرِمِينَ﴾ [يونس]، معناه أرسلنا. والبعث أيضاً الإحياءُ من الله للموتى، ومنه قوله جل وعز: ﴿ثُمَّ بَعَثْنَاكُمْ مِنْ بَعْدِ مَوْتِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ﴾ [البقرة: 56]، أي أحييناكم. وقال أبو هلالٍ في الفروق: بعث الخلق: اسم لإخراجهم من قبورِهم إلى الموقف ومنه قوله تعالى: ﴿قَالُوا يَا وَيْلَنَا مَن بَعَثَنَا مِن مَّرْقَدِنَا ۜ ۗ هَٰذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَٰنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ﴾ [يس].
انتهى الاقتباس من كتاب الرسائل المنتظرة فصل الرسول المهدي زلمن يريد المزيد من الأدلة فعليه قراءة الكتاب