الإجابة على السؤال المتكرر: لماذا أشعلت فتنة دينية بين المسلمين لم نكن في حاجة لها الآن؟
هذا السؤال سألته قبلكم لنفسي منذ ستة أشهر واستغرقت الإجابة على هذا السؤال مني شهور عديدة أفكر في توابع الإجابة على هذا السؤال الذي كنت متأكد انكم ستسألونه لي. وحتى تصل لكم وجهة نظري لماذا قررت نشر كتابي (الرسائل المنتظرة) واشعال تلك الفتنة الآن كما تقولون، يجب عليكم أولا أن تكونوا مقتنعين بأن سيدنا محمد ﷺ هو خاتم النبيين فقط وان الشريعة الإسلامية هي الشريعة الخاتمة كما هو مذكور في القرآن والسنة، وان سيدنا محمد ليس بخاتم المرسلين كما أفتى العديد من العلماء بأن سيدنا محمد ﷺ هو خاتم المرسلين وليس خاتم الانبياء فقط فإذا لم تكن لديكم تلك القناعة بهذا الرأي فلن تفهموا وجهة نظري واليكم الأسباب التي جعلتني أنشر كتاب الرسائل المنتظرة وأستبق فتنة ستحدث بين المسلمين في المستقبل:
1- تكذيب الرسل أمر متكرر مع جميع الرسل فيما مضى وامتنا لن تكون استثناء عن تلك القاعدة في المستقبل ﴿كُلَّ مَا جَاءَ أُمَّةً رَسُولُهَا كَذَّبُوهُ﴾، هذا حال الرُسل فما بالكم بحال من يخبركم باقتراب ظهور رسول جديد مثلي أنا، فإذا لم أُقابل منكم بالهجوم والتكفير الذي أتعرض له حتى الآن فكنت سأشك في نفسي وبما جاء بالقرآن الكريم وكنت سأقول في نفسي أن هناك خطأ ما. 2- اعتقاد الأمم السابقة بأن نبيها خاتم الرُسل هو اعتقاد دائم ومتكرر، والأمة الإسلامية ليست استثناء من تلك القاعدة، قال تعالى: ﴿وَأَنَّهُمْ ظَنُّوا كَمَا ظَنَنْتُمْ أَنْ لَنْ يَبْعَثَ اللَّهُ أَحَدًا﴾ 3- لقد وجدت دلائل كافية من القرآن والسنة تثبت خطأ فتاوى وآراء الكثير من العلماء التي تقول بأن سيدنا محمد ﷺ هو خاتم المرسلين وليس خاتم النبيين فقط كما جاء بالقرآن والسنة، وقد ذكرت هذه الدلائل في كتابي الرسائل المنتظرة لمن يريد التأكد منها. 4- لقد وجدت دلائل كافية من القرآن والسنة تثبت أن الله سبحانه وتعالى سيبعث رسولين أو ثلاثة يوحى إليهم في المستقبل وذكرت هذه الدلائل في كتابي الرسائل المنتظرة لمن يريد التأكد منها. 5- لقد وجدت دلائل كافية من القرآن والسنة تثبت بأن الشريعة الإسلامية هي الشريعة الخاتمة فلا تبديل للقرآن أو للآذان أو للصلاة أو لغيرها من أحكام القرآن، ولكم هناك رُسل سيرسلهم الله سبحانه وتعالى في المستقبل بمهام محددة منها انذارنا بآيات العذاب الكبرى مثل آية الدخان المبين وأيضًا ستكون مهمتهم تأويل آيات القرآن المتشابهة والمختلف عليها بين العلماء، وأيضًا مهمتهم الجهاد وإظهار الإسلام على الدين كله، وهذه الأدلة موجودة في كتابي لمن يريد الاطلاع عليها. 6- إجماع العلماء المسلمين على تفسير آية ﴿مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ﴾ بأن سيدنا محمد ﷺ هو خاتم النبيين والمرسلين على حد سواء ليس قرآن آخر لا يجود النقاش والجدال فيه، فهناك أمثلة كثيرة على مدار قرون عديدة سابقة توضح أن إجماع العلماء على تفسير آية معينة في القرآن الكريم ليست شرطًا على دوام صحة ذلك التفسير، ومثال ذلك تفسير أغلب العلماء قديمًا الآية الكريمة: ﴿وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ﴾ أن الأرض سطح وليست كرة، ولكن حديثًا تغير هذا التفسير وأجمع أهل العلم على كروية الأرض بآيات أخرى من القرآن الكريم. 7- إن الآية الكريمة ﴿أَنَّى لَهُمُ الذِّكْرَى وَقَدْ جَاءَهُمْ رَسُولٌ مُبِينٌ (13) ثُمَّ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَقَالُوا مُعَلَّمٌ مَجْنُونٌ (14)﴾ [الدخان] توضح بأن الرسول القادم وبالرغم من انه مبين أي واضح فسيتم اتهامه من الناس بأنه مجنون، ومن احد الأسباب الرئيسية لهذا الاتهام أنه سيقول أنه رسول من عند الله سبحانه وتعالى، ومن الطبيعي فإن هذا الرسول لو ظهر في عصرنا الحالي او في عصر أبنائنا أو أحفادنا فسيتهمه المسلمين بالجنون نتيجة الاعتقاد الراسخ في اذهانهم منذ قرون بأن سيدنا محمد ﷺ هو خاتم المرسلين وليس خاتم النبيين فقط كما جاء بالقرآن والسنة. 8- لك أن تتخيل أخي المسلم بأنك من الممكن أن تكون مذكور في آية في القرآن الكريم ﴿ثُمَّ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَقَالُوا مُعَلَّمٌ مَجْنُونٌ (14)﴾ وتتساوى فيها بأقوام كذبوا الرسل السابقين بسبب اعتقادهم بعدم بعث الله سبحانه وتعالى رسولاً اليهم، وهو نفس اعتقادك الآن بالضبط. فيجب تغير هذا الاعتقاد الآن حتى لا تجد نفسك مذكور في تلك الآية مستقبلاً وتكون المصيبة أعظم. 9- من يقول ننتظر حتى يظهر المهدي وتكون عنده بينة كبرى من الله سبحانه وتعالى تدل على كونه رسول فنتبعه أشبههم بقوم فرعون فقد جاءهم موسى عليه السلام بمعجزات تدل على رسالته إلا أن أغلب الناس لم تصدقه وهناك من صدقه ثم عبد العجل فيما بعد بالرغم من أنهم شاهدوا معجزات كبرى، فأنت بمعتقدك الآن بعدم إرسال رسول آخر تسير على نفس خطاهم دون أن تدرك ما أنت ذاهب اليه. 10- هناك فرق كبير بين ظهور رسول جديد يواجه الناس وفي اعتقادهم بعدم بعث الله سبحانه وتعالى رسول جديد وبين أن يظهر هذا الرسول ويواجه الناس وقد سمعوا من رجل مثلي أن الله سبحانه وتعالى سيبعث رسول جديد. 11- من يهاجمونني الآن ويتهمونني بالكفر والجنون وأن لي قرين يوسوس لي ما أقوله وافعله هم ذاتهم من سيتهمون الرسول القادم بمثل تلك الاتهامات وأكثر منها بكثير نتيجة اعتقادهم بأن الله سبحانه وتعالى لن يبعث رسول آخر. 12- كل من هاجمني واتهمني باتهامات مختلفة سينقسمون مستقبلاً الى ثلاثة أقسام: القسم الأول سيصر على رأيه ويكذب الرسول القادم وسيكونون مذكورون في الآية الكريمة ﴿ثُمَّ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَقَالُوا مُعَلَّمٌ مَجْنُونٌ (14)﴾ والقسم الثاني سيفكر طويلا قبل إتهام الرسول القادم لأنه تلقى مني الصدمة أولاً وبالتالي لن يتهم الرسول القادم بما اتهمني به وفي ذلك الوقت سيعتذر عن اتهامه وسبابه لي، والقسم الثالث سيغير اعتقاده قبل ظهور الرسول القادم وسيتبعه وسيعتذر لي في يوم من الأيام لأنني كنت من أحد أسباب تغير إعتقاده. 13- أنا عن نفسي ومع تحذيري الناس من تلك الفتنة ليست بضامن أن أكون متبعًا الرسول القادم، ولكنني أخذت بالوسائل التي تجعلني مؤهل نفسيًا لظهور هذا الرسول مثلما فعل سليمان الفارسي رضي الله عنه عندما استمر في البحث عن الحقيقة حتى وصل اليها. 14- أنا لا أشير الى نفسي ولا الى أحد معين أن يكون هو الرسول المهدي، فلو كنت أمهد لنفسي على سبيل المثال لما وضعت شروطًا أكثر صرامة مما هي موجودة حاليًا في صفات المهدي، فالمتعارف عليه ان المهدي شخص عادي، ولكنني أضفت اليها انه رسول يوحى اليه ولديه بينة كبرى سيؤيده الله بها تثبت كونه رسول، وهذه الشروط لا تنطبق على أحد ومنهم أنا. 15- إنني وبتحذيري للناس من ظهور رسولين او ثلاثة في المستقبل مثل الرجل الذي جاء من أقصى المدينة وقال يا قوم اتبعوا المرسلين فليست لي أية أغراض أخرى، فقد خسرت الكثير والكثير في الدنيا بسبب كتابي هذا والكثير من الأصدقاء تخلوا عنى وقد كنت أدرك ذلك قبل نشر كتابي. فلا يوجد أي مكاسب دنيوية تعوض ما فقدته بسبب كتابي هذا. 16- ما من رسول بعثه الله سبحانه وتعالى الا صدقه واتبعه القليل من الناس فكتابي لن يزيد هذا العدد الا ان يشاء الله سبحانه وتعالى، فالنتيجة معروفة من القرآن الكريم ﴿أَنَّى لَهُمُ الذِّكْرَى وَقَدْ جَاءَهُمْ رَسُولٌ مُبِينٌ (13) ثُمَّ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَقَالُوا مُعَلَّمٌ مَجْنُونٌ (14)﴾، فإنني لن يكون علي وزر في اثارة تلك فالفتنة بالكلام الآن ولكن الوزر الأكبر سيكون على عاتق من يُرسخ للناس اعتقادً لا وجود له في القرآن والسنة بأن سيدنا محمد خاتم المرسلين، ونتيجة لذلك فإن وزر من سيتهم ذلك الرسول سيوضع في ميزان سيئاته مستقبلاً ولو كان مدفونًا في قبره، فنرجو ان تراجعوا أنفسكم قبل توريث ذلك الاعتقاد الى أبناءنا وقبل فوات الأوان. 17- سيدنا محمد ﷺ هو خاتم النبيين والشريعة الإسلامية هي الشريعة الخاتمة وسنظل نسمع اسمه في كل آذان عند كل صلاة وتشهد حتى وبعد ارسال رسول جديد، ولكن يجب علينا ألا يطغي حبنا له عن إدراك الحقيقة ببعث رسول جديد يدعوا لما دعا اليه سيدنا محمد ﷺ ويجب علينا أن نتجنب الوقوع في الفخ الذي وقعت فيه الأمم قبلنا في الاعتقاد بأن نبيها خاتم الرسل وذلك من شدة حبهم لنبيهم وكان هذا سببًا رئيسيا في عدم إتباع الرسل وضلالهم.
من اجل كل تلك الأسباب السابقة فقد أجبت بنعم يجب علي أن أثير تلك الفتنة الآن وأتلقى منكم الاتهامات المختلفة حتى لا تضلوا أو يضل أبنائنا ويتهموا الرسول القادم بالجنون فيكون الذنب أعظم بكثير ولا تواجهونني يوم القيامة وتسألونني لماذا لم تخبرنا فتكون سيئاتكم جميعا في ميزان سيئاتي.
لقد ابتلاني الله سبحانه وتعالى بعلم يجب على أن أخبركم به ولا يجوز على أن اخفيه عنكم وأن أجعلكم مستمرون في نومكم على اعتقاد عدم بعث الله سبحانه وتعالى رسول جديد فقد صدق علي عزت بيجوفيتش حين قال (إن الأمة النائمة لا تستيقظ إلا تحت وقع الضربات). فيجب على أن أضربكم وأصدمكم بالحقيقة حتى تفيقوا من غفلتكم قبل فوات الأوان، فالرسول القادم سيظهر في نهاية فتنة الدهيماء فإذا كنا بالفعل في تلك الفتنة فنحن في انتظار ذلك الرسول وآية الدخان الذي سيموت بسببها الملايين، وإذا كانت فتنة الدهيماء في عهد أبنائنا فيجب علينا تغير معتقداتنا حتى لا يضل أبنائنا، فأرجو أن يضع كل فرد منكم ابنه في الحسبان ولا تورث له هذا المعتقد المخالف للقرآن والسنة.
الآن سأسألكم السؤال الذي وجهته لكم قبل نشري للكتاب وأغلبكم أجاب على بالموافقة وهو:
لو عندك دليل من القرآن والسنة ان هناك اعتقاد ديني هام جدا راسخ في أذهان المسلمين منذ قرون طويله. وفي يوم من الايام مستقبلا سيُحدث فتنة شديدة وهو مرتبط بفتن متعلقة بعلامات الساعة الكبرى، وتعرف ان هناك مسلمين كتيرون سيضلون بسبب توارث هذا الاعتقاد. هل تعلنه للناس الان بالرغم من انه ليس له تأثير في وقتنا الحالي ام تتركه لوقته مستقبلا فمن الممكن ان تكون هذه الفتنة لم يحن وقتها بعد؟ أجب عن هذا السؤال الآن وتخيل ابنك الذي سيقع في هذه الفتنة مستقبلا ومن الممكن ان تكون انت أو ابنك في موضع تلك الآية الكريمة ﴿ثُمَّ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَقَالُوا مُعَلَّمٌ مَجْنُونٌ (14)﴾ هل ستفعل ما فعلته أنا الآن وأثرت هذه الفتنة بكتابي (الرسائل المنتظرة) ام تتركها حتى تقع مستقبلاً ولكن سيكون ثمنها غاليا فهناك ملايين من الناس ستضل وستموت في أعقاب تلك الفتنة الكبرى؟