في ناس لسه ملتبس عليها مفهومي لمعنى بعث الله سبحانه وتعالى لرسول جديد وقد أوضحت أكثر من مرة أن المهدي لن يأتي بقرآن جديد أو شريعة جديدة بل سيحكم بالشريعة الإسلامية وسيبعثه الله سبحانه وتعالى بمهام آخرى غير ما تفهمونه منها إظهار الإسلام على الدين كله والتمهيد وتبشير الناس لنزول سيدنا عيسى عليه السلام مثلما مهد من قبل سيدنا يحيى عليه السلام لسيدنا عيسى عليه السلام فتلك هي المهمتين الرئيسيتين لرسالة المهدي بالإضافة لإنذاره الناس بعذاب الدخان كما أوضحت في كتابي
وهذا جزء من كتابي
تشابه حياةِ المهدي مع بعض الأنبياء:
قال النبي صل الله عليه وسلم: «لتتبعن سَنَن من قبلكم شبراً بشبر، وذراعاً بذراع، حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه» قالوا: من هم يا رسول الله..؟ اليهود والنصارى.؟ فقال عليه الصلاة والسلام: «فمنِ الناس..؟!» (متفق عليه)، وكما ذكرنا سابقاً فإن هناك تشابهٌ كبيرٌ في حال الأمةِ الإسلامية مع حال الأمم السابقة، وسيكون هناك تشابهٌ آخرُ بين سيرةِ أنبياءِ الأمم السابقة مع سيرة المهدي، فمن خلال متابعةِ حياة المهدى من خلال الأحاديث النبوية والآيات القرآنية والآثار نجد أنّ سيرةَ المهدي مشابهةٌ لسيرة سيدِنا موسى في بعضِ المعجزات التي أيده بها الله سبحانه وتعالى كالخسفِ بالجيش الذى يريد قتله أو القبضِ عليه، كما أنَّ كليهما كانا مخلصًا لأُمِّةٍ مستضعفة فنهضا بهما، وتشابهت دعوتهما أمام حكامٍ جبابرةٍ دون الخوف من عقابهم. وهناك تشابهٌ آخرُ بين سيرة المهدي وسيدنا سليمان عليه السلام وذي القرنين، فقد قال السيوطيُّ في (العرف الوردي في أخبار المهدي): وأخرج ابنُ الجوزي في “تاريخه” عن ابنِ عباس رضي الله عنه قال: قال النبي صل الله عليه وسلم: «ملك الأرضَ أربعةٌ؛ مؤمنان، وكافران. فالمؤمنان: ذو القرنين، وسليمان، والكافران: نمرود وبخت نصر، وسيملكها خامسٌ من أهل بيتي» وهذا ما سيحدث مع المهدي بعد انتصاره في الملحمة الكبرى. وهناك تشابهٌ آخرُ بين بلاءِ المهدى وبين بلاءِ باقي الأنبياء والمرسلين، وذلك في ابتلائه الشديد في بداية دعوته عندما يدعو الناس فيكذبونه ويتهمونه بأنه ساحر أو مجنون أو أن أحد يُعلمه ما يقوله، كما سيتم تكذيبه عندما يخبرهم بأنه رسول الله لأن عامة المسلمين لديها اعتقاد منذ قرون بانقطاع الرسالة، ولذلك فإنني أعتقد بأن المهدي سيتم تكذيبه وبشدة في بداية دعوته مثله في ذلك مثل باقي المرسلين من قبله. كما أن المهدي سيكون له بلاء آخر بفقدان فتوحاته الكبيرة بعد ظهور المسيح الدجال فلن يكونَ حاكماً الا على مكةَ والمدينة والقدس فقط، يُضاف إلى ذلك فتنة عدد كبيرٍ من الناس بالمسيح الدجال وذلك بعد كلِّ ما حققه في سبيل عودة الناس إلى طاعة الله سبحانه وتعالى مثلما حدث مع سيدنا موسى عليه السلام عندما ضل قومه واتبعو السامري فستتكرر الأحداث مع المهدي مستقبلا أيضا. وهناك تشابهٌ آخر بين تمهيد المهدى لدعوة سيدِنا عيسى عليه السلام، وبين تمهيد سيدنا يحيى عليه السلام لدعوة سيدنا عيسى عليه السلام، فالمهدي سيكون رسولًا قبل نزول سيدنا عيسى عليه السلام وسيمهد له الدعوة ويؤهل الناس لاستقباله، وهذا ما فعله أيضاً سيدُنا يحيى عليه السلام مع سيدنا عيسى عليه السلام، ومن الممكن أيضًا إضافةُ التشابهٍ في قتلِ سيدِنا يحيى عليه السلام من قِبلِ الملك هيرودس أحدِ ملوكِ ذلك الزمان مع قتلِ المهدي من قِبل الدجال، كما افترضنا من احتمالٍ لذلك من قبل -والله اعلم-.
هذا هو جزء من فصل الرسول المهدي من كتاب الرسائل المنتظرة تأليف تامر بدر
نرجو منكم عدم التعجل بالحكم على الكتاب قبل قراءته لقد نشرت كتابي الرسائل المنتظرة صدقة لصالح اعمار المساجد