مقطع من فصل الدخان المبين من كتاب الرسائل المنتظرة

30 ديسمبر 2019
 

مقطع من فصل الدخان المبين

مع ملاحظة أن بعض النقاط المنشورة هنا لها علاقة علمية بأشياء أخرى تم ذكرها في كتابي الرسائل المنتظرة فهذه النقاط ما هي الى نتائج فقط

شكلُ الحياةِ على كوكبِ الأرضِ بعد انتشارِ الدخان المبين

قبل آيةِ الدخانِ ستكون الحضارةُ البشريةِ في أقصى ازدهارها وسيكون التعدادُ السكانيُّ للبشريةِ في أعلى نقطةٍ في الرسم البيانيِّ، ومن بعد آيةِ الدخان سيختلف شكلُ الحياةِ على كوكبِ الأرض، وستعود الحضارةُ البشرية إلى القرنِ الثامنَ عشرَ الميلاديِّ على أقصى تقدير، كما أنَّ الكثيرَ من علومِ الحضارة الحديثة ستكون مدونةً في الكتب وموجودةً في المكتبات والجامعات، ولكنَّ أكثرَ هذه العلومِ لن تكون صالحةً لزمن الدخان، وستبقى الكثيرُ من العلوم موضوعةً في الكتبِ دون الاستفادة منها، وبناءً على تحليل آثار الدخان المبين سواءٌ كان مصدرُه سقوطَ مذنبٍ على الأرض أو انفجارِ بركانٍ هائلٍ نستطيع تصوُّرَ الحياة في كوكبِ الأرض منذ انتشار الدخان في سماء الكرةِ الأرضية وحتى قيامِ الساعة في النقاط التالية :
1- مركزُ سقوطِ المذنبِ أو انفجارِ البركانِ الهائلِ سيتمُّ تدميره بصورةٍ شبه تامةٍ وغالباً ستصبح عليه الحياةُ شبه مستحيلةٍ منذ هذا الانفجار وحتى قيام الساعة والله أعلم.
2- بعد الانفجارِ البركانيِّ الهائلِ سيتساقط المطر البركانيُّ المليءُ بالكربون الخانقِ الملوث الذي يؤدى إلى الاختناق ويهيج الدخان بالناس، فأما المؤمن؛ فيأخذه كالزكمة، وأما الكافرُ؛ فينفخُه حتى يخرج من كلِّ مسمعٍ منه، فهذا سيحدث خلالَ الأسابيعِ الأولى بعد الانفجار البركانيِّ، وبعد ذلك سيقلُّ هذا التأثيرُ مع مرور الوقتِ على حسب مدةِ الثوران البركانيِّ، فتأثيرُ ثوران بركانٍ هائلٍ لمدةِ أسبوع تختلف عن مدةِ ثوران بركانٍ هائلٍ لمدة شهر، ولهذا سيكون دعاءُ الناس في ذلك الوقت ﴿رَّبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ﴾ [الدخان]، وذلك حتى يتوقف ثوران البركان الهائل والله أعلم.
3- هناك مدنٌ عديدةٌ سيكسوها الرمادُ البركانيُّ، وستكون هناك صعوبةٌ في إزالةِ طبقاتٍ كثيفةٍ من هذا الرماد، فتكونُ النتيجةُ أنْ تُصبح هذه المدنُ مهجورةً وغيرَ صالحةٍ للحياة مرةً أخرى.
4- ستتأثر التربةُ الزراعيةُ بسبب الأمطارِ الحامضية وتقلُّ المحاصيل الزراعيةُ لعدة أشهر.
5- ستدخل الأرضُ في عصرٍ جليديّ بسبب الشتاء البركانيّ.
6- ستتبدل الحياةُ في مناطقَ عديدةٍ في الكرةِ الأرضية، فهناك مناطقُ سيكسوها الجليدُ بعد أن كانت زراعيةً، وهناك مناطقُ صحراويةٌ ستصبح زراعيةً، وهناك مناطقُ زراعيةٌ ستصبح عبارةً عن رمادٍ او صحراءَ ولن تكون صالحةً للحياة.
7- درجةُ حرارةِ الأرض ستنخفض عمَّا كانت عليه بسببِ حجب الدخانِ لأشعَّةِ الشمس وسيعمُّ الظلامُ الكرةَ الأرضيةَ بدرجاتٍ متفاوتةٍ، وسيقلُّ تركيزُ الدخانِ مع الوقت، ولكن سيظلُّ أثر الدخانُ موجودًا في سماء الكرة الأرضية الى قيام الساعةِ -والله أعلم- إنني أسَمِّي هذا العصرَ بعصرِ الدخانِ المبين.
8- العديدُ من المصانعِ التي تعتمد على الهواءِ النقيِّ ستتوقف عن العمل أو ستتأثر بالدخان.
9- سيحدث كسادٌ اقتصاديٌّ عالميٌّ أو من الممكن أن يكونَ انهيارٌ اقتصاديٌّ عالميٌّ نتيجةَ حجمِ الخسائر التي ستسببها هذه الكارثةُ العالمية.
10- أجهزةُ التكييفِ ستتأثر بالدخانِ أو ستتعطل عن العمل.
11- الأجهزةُ التي تعمل بالطاقةِ الشمسيةِ ستتأثر بالدخان أو ستتوقف عن العمل.
12- سينتهي عصرُ غزوِ الفضاءِ وعصرُ التلسكوبات والمراصد الفلكية لعدمِ وجود سماءٍ صافيةٍ تسمح بمراقبة الفضاء.
13- سينتهي عصرُ السفر بالطائراتِ وعصرُ الحروبِ الجويةِ والمحركاتِ النفاثة.
14- سيحلُّ عصرُ السفرِ البريِّ والبحريِّ فقط في حالة إيجاد حلولٍ لتشغيل محركاتِ السيارات والسفنِ مع وجود هواءٍ مخلوط بالدخان.
15- أسلحةٌ عديدةٌ ستُوضع في المتاحف دون الاستفادةِ منها، وأعتقد أنَّ شكلَ الحروب في هذا العصر مشابهٌ لشكلِ الحروب في القرنِ الثامنَ عشرَ أو لشكلِ الحرب في الحربِ العالمية الأولَى على أقصى تقديرٍ لعدمِ الاستفادة من أسلحةٍ عديدةٍ والله اعلم.
16- سينتهي عصرُ الأقمارِ الصناعيةِ والقنوات الفضائيةِ أو ستتأثر تكنولوجيا الاتصالات بصورةٍ كبيرةٍ جدا.
17- هناك مرضٌ من نوعٍ ما خاصٍّ بالجهازِ التنفسيِّ سينتشر في بدايةِ عصر الدخان (المؤمن فيأخذه كالزكمة، وأما الكافر؛ فينفخه حتى يخرجَ من كلِّ مسمعٍ منه).
18- من الممكن إضافةُ تأثيراتِ انشقاقِ القمرِ على الأرضِ إلى هذه التأثيراتِ إذا حدثت آيةُ انشقاقِ القمر قبل آيةِ الدخان المبين (أنظر علاقة انشقاق القمر علمياً بأشراط الساعة الكبرى في فصل انشقاق القمر).

هذه بعضُ النقاطِ التي توصلت لها من خلالِ دراستي المتواضعةِ لنتائجِ انفجارِ بركانٍ هائلٍ أو سقوطِ مذنبٍ كبيرٍ إلى حدٍّ ما بحيث لا يدمر الأرض نهائياً، ومن الممكن أن يكونَ هناك تأثيراتٌ أخرى لا يعلمها إلّا الله سبحانه وتعالى، ولكنَّ شكلَ الحياةِ على كوكبِ الأرض بالتأكيد سيكون مختلفًا عما نحن عليه الآن، ولك أن تتخيلَ شعورَ الناس ومعاناتهم في التأقلم على شكلِ الحياةِ الجديدِ بعد أن ذاقوا حياةَ الرفاهيةِ التي نعيشها الآن، ولذلك كان وصفُ الله سبحانه وتعالى محكماً عندما قال سبحانه وتعالى: ﴿يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ يَغْشَى النَّاسَ هَذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾ [الدخان]، فكان ردُّ فعلِ الناس في الآيةِ التي تليها مباشرة: ﴿رَّبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ﴾ [الدخان]، فمن هذه الآيةِ يتضح لنا حجمُ الكارثةِ التي سيعيشها هذا الجيلُ المنتقل من مرحلةِ الرفاهيةِ الى مرحلةِ الشقاء والتعب لم يعتادوا عليها من قبل والله أعلم.

arAR