خلال ساعات سيتم نشر وتوزيع كتابي الرسائل المنتظرة هذا الكتاب استغرق تأليفه حوالي الستة أشهر، وخلال تلك الفترة ترددت كثيرًا في تأليفه وتوقفت أكثر من مره لما يحتويه من آراء دينية غير تقليدية ومخالفة للمعتقدات السائدة منذ قرون ولذلك فأنا متوقع الا يستوعبها الا القليل جدًا من الناس وستستغرق وقت طويل حتى يفهم الناس هذا الكتاب. ولذلك لم أرغب في الاستمرار في تأليفه. لقد صليت استخارة ودعوت الله سبحانه وتعالى عدة مرات أثناء تأليف هذا الكتاب من أجل أن يهديني الله سبحانه وتعالى الى أي الطرق سأختار، هل أسكت وأحتفظ بما توصلت اليه من علم لنفسي أم أستمر في تأليف الكتاب وأنشر ما توصلت اليه من علم بين الناس، ولكن في كل مرة كنت أدعو واستخير الله سبحانه وتعالى بشأن الاستمرار في هذا الكتاب كنت أرى رؤيا أو أسمع اية قرآنية في إذاعة القرآن الكريم تجعلني أستمر في تأليف هذا الكتاب مع علمي التام بخطورة محتوى هذا الكتاب. انني حاليا أنتقل وبدون إرادة مني من مرحلة الجهاد السياسي الى مرحلة الجهاد الفكري بالرغم من أنني لم أتعافي من المرحلة السابقة وما تعرضت له من التشويه والتخوين والسباب منذ ثماني سنوات ومنذ اعلان انضمامي للثورة في أحداث محمد محمود في نوفمبر 2011 وحتى الآن. المرحلة القادمة هي نقطة فاصلة في حياتي كلها حيث سيتم تغيير الاتهامات الموجهة لي في السابق بالتخوين والعمالة وغيرها من الاتهامات التي تعرفونها إلى مرحلة سيتم فيها اتهامي باتهامات مختلفة تمامًا، حيث سيتم اتهامي في المرحلة القادمة بالكفر والضلال وغيرها من الاتهامات التي هي في علم الله سبحانه وتعالى. ان تغير اعتقاد ديني سائد بين المسلمين منذ قرون لن يتغير عن طريق كتاب واحد فقط لرجلُ مثلي، فهذا يحتاج الى وقت ومجهود طويل جدًا يتناسب مع طول فترة هذا الاعتقاد الذي أصبح كالركن السادس من أركان الإسلام الذي لا يجوز النقاش أو الاجتهاد فيه. يكفي أن أقول لكم أنني ناقشت اعتقادي هذا مع شيخ أزهري بصورة مبسطة ولمدة ربع ساعة فقط فكفرني وقال لي: “إنني دخلت بذلك مرحلة من مراحل الكفر بدين الإسلام”. ورجل آخر قرأ أول فصلين من كتابي الرسائل المنتظرة فلم يجد أي رد يعارض ما كتبته ولكنه لم يستكمل قراءة الكتاب وقال لي: “أنه لا يوجد أي من علمائنا قال ما تقوله، وأنني سأشعل بهذا الكتاب فتنة بين المسلمين”. وهناك من الأزهريين من قرأ كتابي طلب مناظرتي عبر القنوات الفضائية. وامرأة أخرى بمجرد أن قرأت أول فصلين من كتابي اقتنعت بوجهة نظري وقالت انني على الحق. وعندما حاولت عرض كتابي على دور النشر لطباعته وتوزيعه رفضت أول دار نشر طباعته وتوزيعه نظرًا لخطورة محتواه أما ثاني دار نشر فرحبت بطباعته وتوزيعه، وكذلك الحال حين حاولت مراجعة الكتاب لغويًا فأول مراجع لغوى رفض مراجعة الكتاب بمجرد أن القى نظرة سريعة على محتوى الكتاب أما المراجع اللغوي الثاني فوافق على العمل فيه وقام بمراجعته لغويًا. أما بالنسبة لعائلتي فلم أفصح عن محتوى كتابي هذا سوى لإثنين فقط من افراد عائلتي أحدهما اقتنع برأيي مع شرح قليل لمحتوى الكتاب وبدون أن يقرأ الكتاب والشخص الآخر يخاف على نفسه من الفتنة ولا يريد قراءة الكتاب لخوفه من الاقتناع برأيي لأنه لا يريد ان يخالف الاعتقاد السائد بين المسلمين منذ قرون بالرغم من أنني قدمت لها كل الأدلة والبراهين وحاولت إقناعه لمدة ستة أشهر. هذا نموذج مصغر لكل الناس الذين سيسمعون وسيقرأون كتابي (الرسائل المنتظرة)، فمنهم من سيكفرني ويتهمني بالضلال دون أن يقرأ كتابي، ومنهم من سيقرأ كتابي وسيتهمني بإحداث فتنة ومنهم من سيقرأ كتابي ولن يُغير أفكاره حتى يستمر في السير مع القافلة، وقليل من الناس من سيقتنع بكتابي بعد قراءته بغرض الوصول للحقيقة. كتابي هذا سيتحقق معه تفسير جزء من رؤيا الكتاب وآية ﴿فَارْتَقِبْ إِنَّهُم مُّرْتَقِبُونَ﴾ في أنني استكملت تأليف الكتاب للنهاية حتى تمت طباعته وتسليمه الى المكتبات ويتبقى تحقق الجزء الآخر من الرؤيا من وقوع أول ثلث من فصول هذا الكتاب وآية الدخان المبين، وذلك بالرغم من أنني لم أكن أريد الاستمرار في تأليف هذا الكتاب وكنت أتوقع عدم قبول أي دار نشر أو مطبعة طباعة وتوزيع كتابي هذا، ولكن حدث ما لم أكن أتوقعه وتم طباعة كتابي في النهاية وسيتم توزيعه. كما سيتحقق تفسير رؤيا الزواج بالسيدة مريم في تغير اعتقاد ديني هام أثناء حياتي وأنني بسبب ذلك سأواجه بمعارضة شديدة لا يمكن احتمالها وقد تحقق تأويل تلك الرؤيا وبدأ اتهامي بالكفر ولا أعلم ما سيحدث عند توزيع كتابي هذا. لقد واجه جدي الشيخ عبد المتعال الصعيدي الكثير من المتاعب من قِبل الازهر الشريف لأنه اجتهد في طرح أفكار دينية أقل بكثير جدًا مما سأتناوله في كتابي الرسائل المنتظرة، ولا أعلم هل ما يحدث معي هو تقليد عائلي متوارث أم لا؟ فلم يواجه أي فرد من أفراد عائلة جدي أحداث مشابهه لما حدثت وما ستحدث معي. ولذلك فإن كتابي الرسائل المنتظرة أهديه لجدي الشيخ عبد المتعال الصعيدي الذي كنت أتمنى أن يكون معي الآن حتى يقف معي فيما سأوجهه من متاعب مماثلة لما واجهه هو من قبل. كل ما أطلبه منكم وخصوصًا ما يعرفونني جيدًا لا تتسرعوا في الحكم علي الا بعد ان تقرأوا كتابي بحيادية وبدون أحكام مُسبقة. فما تناولته في كتابي ستثبته الأحداث حين وقوع علامات الساعة الكبرى سواء كانت في زمننا هذا أو في زمن أحفادنا. انتظروا المقال القادم لتوضيح بعض ما تناولته من مسائل دينية في كتابي الرسائل المنتظرة. تامر بدر